الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية: قمّة الرياض: لبنان يعوّل على دعم الأشقاء وإسرائيل تدمّر القرى .. وحراكات الحل منكفئة
الجمهورية

الجمهورية: قمّة الرياض: لبنان يعوّل على دعم الأشقاء وإسرائيل تدمّر القرى .. وحراكات الحل منكفئة

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: على الجبهة الحربية احتدام متصاعد؛ ورفع إسرائيلي لوتيرة الاعتداءات على المناطق اللبنانية والمجازر بحق المدنيين، والإبادة التدميرية بالغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي والتفخيخ للقرى والبلدات المحاذية لخط الحدود الدولية. يوازي ذلك رفع مقابل من قبل «حزب الله» لوتيرة مواجهاته لمحاولات توغل الجيش الاسرائيلي في الاراضي الجنوبية، واستهدافاته الصاروخية لقواعد ومواقع جيش الاحتلال ومستوطنات ومدن العمق الإسرائيلي. وعلى الجبهة السياسية، إنكفاء تام للحراكات والمبادرات الخارجية، ورهانات على غير صعيد سياسي محلي، على احتمال إعادة تحريك عجلتها بشكل اكثر زخماً في المدى القريب المنظور، للدفع نحو حلّ ديبلوماسي يوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.

 

قمّة السعودية: 1701

ضمن السياق الديبلوماسي، تندرج المشاورات المتواصلة بين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا لبناء أرضية يُبنى عليها الحل السياسي المنتظر، وكذلك مجريات القمة العربية والإسلامية حول لبنان وغزة، المقرّر انعقادها في الرياض بعد غد الاثنين. وعلى ما يقول مصدر ديبلوماسي رفيع لـ«الجمهورية»، فإنّ «لبنان يعوَّل على هذه القمة في أن تخاطب المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الاميركية، ولاسيما مع الإدارة الجديدة، بموقف عربي واسلامي موحّد يشدّد على جهد جدّي لإنهاء حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل، وإنجاز تسوية في غزة، والتشديد على حلّ الدولتين، وكذلك، بلوغ حلّ ديبلوماسي في لبنان وفق منطوق القرار 1701». ويؤكّد «على حاجة المنطقة الى إطفاء التوترات المتصاعدة فيها، وإعادة ضبطها خارج مسار الحرب الشاملة التي تتهدّدها».

وبحسب المصدر عينه، فإنّ «لبنان، الذي يتمثل في القمة بوفد برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، سيطرح معاناة لبنان وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب اللبناني وبناه المدنية، وتدميرها الممنهج للمدن والقرى اللبنانية وتفريغها من سكانها وإرهاق لبنان بأزمة نزوح غير مسبوق، وسيضع الأشقاء والأصدقاء أمام مسؤولية مدّ يد المساعدة للبنان، لتمكينه من أحتواء الأعباء التي فرضها العدوان وتخطّيها وإعادة إعمار ما هدّمه وإعادة النازحين إلى بيوتهم».

ولفت المصدر إلى «أنّ لبنان سيؤكّد موقفه بكل صراحة ووضوح لناحية الالتزام بالقرار 1701 من دون اي زيادات او إضافات على مضمونه، والحرص على قوات «اليونيفيل» وحمايتها، والتطبيق الكلي والشامل لمندرجاته، والجهوزية التامة والفورية لنشر الجيش في المنطقة الحدودية، وتولّي الأمن في تلك المنطقة بالتعاون الكامل والتنسيق مع قوات «اليونيفيل». على انّ الأساس في موازاة طلب لبنان الدعم المادي له من الأصدقاء والأشقاء للتصدّي لتداعيات العدوان، والدعم السياسي لوقفه، هي الدعوة إلى أكبر حشد سياسي عربي ودولي لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق اللبنانيين».

 

تمنيات ورغبات

إلى ذلك، وربطاً بالحديث المتزايد في الاوساط السياسية والديبلوماسية عن حراكات محتملة، فإنّ معلومات المعنيين بحركة الجهود والوساطات تشير إلى ما يسمّونها «سلّة فارغة من أي حراكات او مبادرات أقله حتى الآن. وما أشيع حولها في الأيام الأخيرة لا يعدو أكثر من رهانات مبنية على تمنيات ورغبات وربما على تخمينات وتكهنات غير واقعية، وليس على أسس صلبة تعزّز ترجمتها على أرض الواقع».

ورداً على سؤال عمّا يُحكى عن زيارات قريبة لموفدين اميركيين، ولاسيما الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، قال مصدر مسؤول على صلة وثيقة باتصالات الحلّ الديبلوماسي لـ«الجمهورية»: «كلّ شيء وارد. فقد يأتي هوكشتاين، وربما يأتي غيره على صلة بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ولكن لا شيء مؤكّداً حتى الآن».

وشكّك «في إمكان حصول مبادرة جدّية من قبل إدارة جو بايدن خلال فترة الشهرين المتبقيين من ولايته، لإحداث خرق إيجابي في مسار الحلّ الديبلوماسي، ولاسيما انّ هذه الإدارة فقدت قدرتها على المبادرة وفرض الحلول، علماً أنّ العائق الأساس امامها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يبدو جلياً انّه لن يسلّف بايدن أيّ إنجاز قبل رحيله، ويراهن على حلّ بشروطه مع إدارة دونالد ترامب، بعدما فشل في تسويق هذا الحلّ مع ادارة بايدن، وثبات الموقف اللبناني على التمسك بالقرار 1701 وتطبيقه كلياً بالشكل الذي يحفظ أمن المنطقة الجنوبية، ولا تعتريه اي خروقات او استثناءات او ملحقات منظورة او غير منظورة تتجاوز هذا القرار وتمسّ بسيادة لبنان».

ورداً على سؤال، فضّل المصدر عينه عدم استباق أجندة دونالد ترامب حيال لبنان، بأي مقاربة او تحليل، لكنه وإن كان يرجح إنفاذ ترامب لوعده بإنهاء الحروب، لا يتوقع يُسراً في مسار الحلول. فلبنان يرى الحل عبر القرار 1701 دون زيادة او نقصان، وإسرائيل تريد حلاً بشروطها ينسف القرار 1701. فهل سيغلب ترامي الحل كما يريده لبنان، ام أنّه سيماشي إسرائيل في شروطها؟.. أنا أميل الى أنّه لن يعاكس التوجّه الاسرائيلي. ما يعني أنّ وجهة الامور والحلول ستبقى مرهونة بالوقائع التي سيفرزها الميدان العسكري».

 

بري: الكلمة للميدان

الأكيد في هذا الواقع أنّ أفق الحل الديبلوماسي مقفل. وتزيده انسداداً التخمينات المتزايدة حول فترة شديدة الصعوبة من الآن وحتى تسلّم ترامب مهامه الرئاسية في 20 كانون الثاني المقبل. وفي موازاة ذلك، عكس زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري انّه يترقب صورة الإدارة الاميركية الجديدة مع ترامب، ويترقّب إنفاذه للوعد الذي قطعه بوقف إطلاق النار في لبنان». ونقل الزوار عن بري تأكيده «أن لا شيء حالياً على المسار السياسي، والكلمة الآن هي للميدان».

وبحسب الزوار نقلاً عن بري، فإنّ «زيارة هوكشتاين إلى لبنان ممكنة في حال لمس موقفاً اسرائيلياً ايجابياً لأننا تفاهمنا، والموضوع أصبح في الملعب الاسرائيلي. ففي حال وجد هوكشتاين اي تجاوب، يمكنه العودة إلى بيروت حتى الـ20 من كانون الثاني موعد انتهاء ولاية بايدن، لإنجاز الاتفاق».

 

تطورات .. وتوقّع إيجابيات

إلى ذلك، كشف مصدر ديبلوماسي عربي رفيع لـ«الجمهورية»، عمّا سمّاها تطورات قد تبرز في المدى المنظور من شأنها أن تسرّع ببلوغ حل ديبلوماسي على جبهة لبنان خلال الاسابيع المقبلة.

ولفت المصدر إلى أنّ التطورات تعكسها مجموعة عوامل؛ أولاً انّ إسرائيل وعلى الرغم من الوتيرة التصعيدية التي تنتهجها، وصلت في حربها إلى أفق مسدود يُلزمها حتماً بسلوك الحلّ الديبلوماسي. وثانياً، انّ واشنطن تريد وضع حدّ نهائي وترغب في التعجيل في التسويات، وهذا ما تؤكّده ادارة الرئيس بايدن. كما أنّ الرئيس دونالد ترامب تعهّد بوقف الحرب، وهو ما سيفعله، حيث انّه معروف عنه انّه يوفي بما يتعهّد به. وثالثاً، وهنا الأساس، وهو انّ المجتمع الدولي بات يشعر بقلق كبير من انفلات زمام الحروب والمواجهات إلى نحو يزعزع الاستقرار والسلم الدوليين. كلّ هذه العوامل مجتمعة او متفرقة قد تفضي إلى إيجابيات ملموسة في القريب العاجل».

 

تصعيد على جبهة إيران

ولكن هذه الإيجابيات، قد لا يكون لها مكان في بعض مفاصل الأحداث، حيث انّه في ظل الحديث المتزايد عن شهرين صعبين قبل بدء ولاية ترامب، تركّز مقاربات المعلقين والمحللين على الجبهة الإيرانية التي عادت الأنظار الاقليمية والدولية إلى التركيز عليها من جديد، وسط تزايد الحديث في إسرائيل عن ضربة إسرائيلية لايران استباقية للردّ الذي تلوّح به إيران على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت بعض منشآتها».

وفي موازاة نشوة نتنياهو العالية المستوى بعودة ترامب إلى البيت الابيض، التي أظهرتها الصحافة الإسرائيلية بوصفها فرصة يعتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي أنّها قد تمنحه النصر المطلق في حربه على غزة ولبنان وكذلك على إيران، لوحظ تركيز الصحافة العالمية على ما سمّتها افتقار الحروب التي يشنّها نتنياهو إلى أهداف سياسية قابلة للتحقق.

وذكرت مجلة «ريسبونوسيبل ستاتكرافت» الأميركية «أنّ أمام ترامب، «مهمّة صعبة في الشرق الأوسط، حيث لا توجد نهاية في الأفق للحرب، والوضع في المنطقة على شفا حرب شاملة، مع إمكان التدخّل المباشر للولايات المتحدة».

وإذ اشارت المجلة إلى أنّه «منذ الأيام الأولى للحرب في غزة، والآن في لبنان، كان من الواضح أنّ إسرائيل كانت في مقعد القيادة، والولايات المتحدة في الخلف»، لفتت الى أنّ «تبني الولايات المتحدة القوي لحروب إسرائيل يحمل تكاليف حقيقية، من حيث المصالح الأميركية والاستقرار الإقليمي». لذلك، «يتعيّن على الرئيس المنتخب ترامب تغيير المسار جذرياً، وينهي دعم واشنطن المطلق لأجندة نتنياهو، وأن ينسحب من السياسة الإسرائيلية، وأن يبدأ على الفور فك ارتباطه بهذه الصراعات».

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست»، إنّ فوز ترامب «يلقي قنبلة ديبلوماسية» على حروب إسرائيل متعددة الجبهات، ويُضعف الجهود الديبلوماسية لإنهائها على المدى القصير، ويثير تساؤلات حول الدعم الأميركي على المدى الطويل للحملات العسكرية الإسرائيلية ضدّ إيران و»وكلائها».

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنّه «ينبغي للإسرائيليين أن يفكروا في أجندة ترامب، الاقتصادية والسياسة الخارجية»، محذّرةً من أنّ «عناصر هذه السياسات قد تؤدي إلى أوقات عصيبة لإسرائيل، إذا تمّ تنفيذها».

ولفتت الصحيفة إلى «أنّ اسرائيل إن كانت تراهن على علاقة تعاون وثيقة مع ترامب بما يوفر لها النصر الذي يطمح اليه، فإنّ أجندة ترامب المتمثلة في شعار «لنجعل أميركا عظيمة مرّة أخرى»، لن تؤدي إلّا لإضعاف إسرائيل إلى الأبد. واشارت إلى» أنّ اليأس يعمّ الدول الغربية»، ونصحت نتنياهو وحلفاءه بـ«أن يخففوا من تفاؤلهم المفرط، لأنّ الوضع ليس مشرقاً إلى هذا الحدّ».

ووفق ما نقلت صحيفة «معاريف» العبرية عن مصدر رفيع في المجلس الوزاري الأمني المصغّر، فإنّ الفترة الانتقالية من الآن وحتى تسلّم ترامب مهامه في 20 كانون الثاني من شأنها أن توفّر لإسرائيل فرصة للعمل ضدّ المشروع النوويّ الإيرانيّ، الّذي يرى فيه نتنياهو خطرًا وجوديًّا».

وفيما ركّز الإعلام العبري على «انّ جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب، لن ينضمّ إلى فريق إدارة ترامب الجديدة، وهو ما يدعو إسرائيل للقلق»، كشف مايك إيفانز أحد كبار المستشارين الإنجيليين للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، عن خطته بشأن الشرق الأوسط. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية قوله: «إنّ ترامب يرغب في أن تكمل إسرائيل المهمّة من الآن وحتى 20 كانون الثاني، والقضاء على عميلي إيران في الشمال أي «حزب الله» وفي غزة «حركة حماس»، وإنهاء الحرب، وأعتقد أنّه يود أيضًا أن تتولّى إسرائيل مسألة إيران بحلول ذلك الوقت، ولا يمكن لإسرائيل مهاجمة المنشآت النووية لأنّها مخبأة تحت الأرض، لكنها يمكن أن تلحق الضرر بالمنشآت النفطية وتؤدي إلى إفلاس إيران».

واعتبر «انّ مهاجمة هذه المنشآت في إيران ستؤدي إلى انهيارها الاقتصادي، وهذا يعني أنّه لن تكون هناك أموال لـ«حزب الله» في لبنان، ولا لـ«حماس» في غزة، ولا لإيران لبناء صواريخ باليستية. وسيكون السنّة سعداء، فهم يحتقرون الإيرانيين ولن يتّحدوا معهم إذا تسببت إسرائيل في إفلاسهم».

وقال: «النافذة مفتوحة فقط حتى 20 كانون الثاني، حيث سيؤدي هذا إلى حدوث تموجات اقتصادية ستضرّ بالاقتصاد العالمي- لا يمكنك أن تفعل ذلك بترامب بعد وصوله – بعد أن يحدث هذا، ستكون خطة ترامب هي البناء، ثم البناء، والبناء – أعتقد أنّ التالي في العام المقبل سيحقق السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهذا يعني العالم السنّي بأكمله، سيكون هذا هو العصر الذهبي لاتفاقيات أبراهام».

وأعادت «يديعوت احرونوت» التركيز على انّ من الضروري ان يدرك الإسرائيليون أولاً أنّ بلدهم يمرّ بفترة حرجة، فمن الآن وحتى تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني، يتمتع الرئيس جو بايدن بالسلطة الكاملة للتصرف كما يحلو له. وعلى اسرائيل ان تأخذ في الاعتبار إمكانية أن يستغل بايدن هذا الوقت لتصفية الحسابات مع نتنياهو. وثمة تخوف في إسرائيل من أن يستغل بايدن الفترة الانتقاليّة لمعاقبة إسرائيل على غرار ما قام به أوباما عام 2016، عندما امتنع عن اتّخاذ «الفيتو» ضدّ قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن، فإنّ الرأي السائد يفيد بأنّ بايدن سيكون أكثر رغبة بأن يترك وراءه إرثًا يعتزّ به، بدلًا من أن يدخل التاريخ كرئيس هرم وضعيف جرت الإطاحة به من السباق الانتخابيّ، وفشل في إيصال نائبته إلى سدّة الرئاسة».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *