الرئيسية / صحف ومقالات / البناء: تأكيدات فلسطينية إسرائيلية وأميركية على قرب التوصل لاتفاق حول غزة.. بيدرسون: الصراع لم ينته في سورية والاعتداءات الإسرائيلية تقوّض كل شيء.. حردان: لانتخاب الرئيس وبري صمام أمان… والمقاومة ضد العدوان والتقسيم
البناء

البناء: تأكيدات فلسطينية إسرائيلية وأميركية على قرب التوصل لاتفاق حول غزة.. بيدرسون: الصراع لم ينته في سورية والاعتداءات الإسرائيلية تقوّض كل شيء.. حردان: لانتخاب الرئيس وبري صمام أمان… والمقاومة ضد العدوان والتقسيم

كتبت صحيفة “البناء”: بالرغم من الحذر الذي تفرضه التجارب السابقة، تحرص الأطراف المعنية بالتفاوض على مسودة اتفاق حول غزة، على التأكيد أن هناك اقتراباً أكثر من أي مرة سابقة من التوصل إلى اتفاق. وتقول مصادر من حركة حماس إنه ما لم يضع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شروطاً جديدة فإن اتفاقاً سوف يبصر النور قريباً، وتؤكد مصادر أميركيّة متعدّدة أن زيارة وليام بيرنز مدير المخابرات الأميركية الـ (سي آي أي) الى الدوحة، تعبير عن حجم التقدم والحاجة لفحص التفاصيل ووضع اللمسات الأخيرة، بينما في كيان الاحتلال حديث عن تقدّم كبير وصل حد الحديث عن زيارة نتنياهو إلى القاهرة ثم نفي الخبر، لكن كان كافياً لمعرفة حجم الاهتمام وبلوغ مرحلة متقدّمة التوقف أمام مشاركة رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي في المفاوضات الأخيرة، وتتقاطع المصادر عند الإشارة إلى أن مضمون الاتفاق يقوم على مرونة متبادلة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، حيث قبل نتنياهو أن يكون الحديث عن نهاية الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة عناوين لمراحل الاتفاق الأخيرة، بينما قبلت حماس بالإفراج عن رهائن أحياء في المرحلة الأولى دون ضمان نهاية الحرب والانسحاب، وقبلت بالتدرج في تحقيق الهدفين، ولو بضمانات الوسطاء إن لم يكن بنصوص الاتفاق.

في المشهد السوريّ كانت إحاطة المبعوث الأممي للأمم المتحدة الى سورية غير بيدرسون دعوة للانتباه إلى مخاطر تقويض الوضع الجديد، عبر إشارته لنقاط تفجير محتملة في الوضع تبدأ من مخاطر صدام الجماعات المسلحة التي لا توافق كلها على المواقف العقلانية لقائد حركة تحرير الشام أحمد الشرع، كما قال بيدرسون، ومن جهة ثانية أبدى بيدرسون القلق من مخاطر انفجار مواجهة كردية تركية في شمال سورية، كما دعا الى تدخل دولي فوري للجم التحركات الإسرائيلية التي تعتدي على السيادة السورية وفرض العودة إلى العمل باتفاق فك الاشتباك الموقع عام 1974 واحترام أحكامه، لأن العكس سوف يعني تقويض الوضع القائم وإزالة أي آمال مستقبلية بالتعافي.

في لبنان، تحدّث رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان في اجتماع قيادي، عن التحديات الراهنة، داعياً إلى الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد المقرّر في 9 كانون الثاني منوهاً بالدور المحوريّ لرئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته صمام أمان وطني. وتوقف حردان أمام المخاطر التي تحيط بلبنان والمنطقة، معتبراً أن الحزب يرى ويتابع مخاطر العدوان والتقسيم، ويؤمن أن الرد هو التمسك بخيار المقاومة وحماية وحدة النسيج الاجتماعي.

بانتظار التاسع من الشهر المقبل، فإن الاهتمام منصبّ على إنجاز الاستحقاق الرئاسي وسط حراك محلي وعربي وغربي من أجل تحقيق خرق ما حيال التفاهم اللبناني على اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، ويزور الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني بيروت اليوم، بالتوازي يزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنقرة اليوم للبحث مع الرئيس رجب طيب أردوغان في قضايا تخصّ لبنان وسورية وتركيا.

وفي الشأن الرئاسي زار المرشح لرئاسة الجمهورية النائب نعمة افرام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، في سياق جولة يقوم بها على المرجعيات الروحية والسياسية بعد إعلان ترشيحه رسمياً إلى انتخابات سدة الرئاسة اللبنانية. وغادر افرام بعد اللقاء دون تصريح.

واعتبر الراعي خلال رعايته مؤتمر ترسيخ الوجود المسيحي في لبنان الذي انعقد في بكركي “أننا بحاجة الى إعادة بناء من دون خوف وبثقة تعلمنا أن نضع أيدينا بأيدي بعض، وكلنا نتطلع إلى التاسع من كانون الثاني. ولا شك لدينا انه سيصار الى انتخاب رئيس في السنة الجديدة ٢٠٢٥ التي أعلنها قداسة البابا سنة مقدسة”.

واستقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في منزله في البياضة السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو برفقة وفد من السفارة. وتمّ بحث المستجدات الإقليمية، وخاصة في سورية، والتطورات في لبنان واستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية. وقد أكد باسيل مواقف “التيار” لجهة العمل على انتخاب رئيس توافقي في جلسة 9 كانون الثاني المقبل. كما زار ماغرو الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، وجرى البحث في آخر المستجدّات السياسية.

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، في اجتماع عقده لهيئات المنفذيات في لبنان أن الفراغ في مؤسسات الدولة، لا سيما في سدة الرئاسة الأولى، يضعف الدولة بكل مؤسساتها، داعياً النواب على اختلاف انتماءاتهم السياسية إلى تحمّل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة التاسع من كانون الثاني 2025، وفقاً للآلية الدستورية التي على أساسها دعا رئيس المجلس النيابي إلى جلسة الانتخاب. وأكد في هذا الصدد أهميّة دور الرئيس نبيه بري، الذي من خلال حرصه على انتظام عمل المؤسسات، يشكّل صمام أمان وطنيّ للبنان واللبنانيين.

وشدّد حردان على “ضرورة ملء كل الفراغات في مؤسسات الدولة، والعمل لتعزيز وتسليح الجيش اللبناني، وكذلك العمل على سنّ قوانين عصريّة، مثل قانون الانتخاب، لبناء دولة قوية وعادلة”.

ووصف حردان خروق العدو الصهيوني المتواصلة على السيادة اللبنانية بأنها “اعتداءات موصوفة، وتشكل تحدياً للإرادة الدوليّة التي تضمن القانون والقرارات الدوليّة. لذا، نحن متمسّكون بحقنا في مقاومة الاحتلال، طالما هناك سيادة لبنانية تُنتهك، وطالما هناك أرض محتلة. هذا الحق يكفله الدستور وكل القوانين والمعاهدات والأعراف والمواثيق الدولية، ونحن متمسّكون به من خلال عناصر قوة لبنان التي ترسّخت في مواجهة العدوان الصهيوني الأخير”.

واعتبر أن “خرائط التقسيم ومشاريع التفتيت تشكّل تهديداً لجميع كيانات الأمة السورية ودول المنطقة والذين يقفون وراء هذه المشاريع يستغلّون نقاط الضعف لتأجيج الفتن وتعزيز الانقسامات، بهدف توسيع نفوذهم وهيمنتهم”.

وختم حردان: “الخطر الصهيوني يتسارع ويتمدد”، مشيراً إلى “حرب الإبادة التي يتعرّض لها شعبنا في فلسطين المحتلة، واستمرار الاعتداءات على لبنان، والتوغل الصهيوني في مناطق جنوب سورية، والذي أصبح قريباً من دمشق”. وكل ذلك يتطلب من الجميع “إدراك الخطر الصهيوني المحدق، والعمل على مواجهته».

كما عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية والاستحقاق الرئاسي خلال استقباله أمين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان.

وقبل مغادرته إلى تركيا التي يزورها اليوم، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال حفل تقديم درع رئاسة مجلس الوزراء الى طيران الشرق الأوسط والعاملين فيها، أن صفحة الحرب طُويت وأنه سيتم وضع حدّ للخروقات المتبقية قريباً، متمنياً التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني.

واشار ميقاتي إلى أن “باب لبنان وبيروت هو مطار رفيق الحريري الدولي”، مضيفًا أنه “لم يكن ليبقى بهذا النشاط والفعالية لولا شركة طيران الشرق الأوسط ذات الإرادة التي لا تلين والعزم الذي لا ينكسر”.

وإذ أعلن ميقاتي أن وزير الخارجية الأميركي اتصل بمحمد الحوت وهنأه شخصياً قال: اليوم نتحدث عن الفترة العصيبة التي مرت علينا، ولكن كلمة حق تقال إن المطار لم يكن بإمكانه الاستمرار في عمله بالفاعلية القائمة، لولا طيران الشرق الأوسط على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي مر فيها لبنان. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، كانت شركة طيران الشرق الأوسط هي القائمة بأعمال المطار الدولي من خلال تأمينها كل شيء، ولولا طيران الشرق الأوسط لما كنا نحتفل اليوم”.

الى ذلك عقد مجلس الوزراء جلسةً حكوميّة في السّرايا الحكوميّ، تضمن جدول أعمالها بنودًا عدّة، أهمها ملف اللّبنانيين المخفيين قسرًا في سورية، فضلًا عن تطبيق خطّة انتشار الجيش اللّبنانيّ في الجنوب، والخروق الإسرائيلية المتواصلة.

وفي ختام الاجتماع أشار وزير الإعلام زياد المكاري إلى أن اللجنة الخماسيّة لمتابعة وقف إطلاق النار، ستجتمع اليوم في الناقورة لمعالجة الخروق الإسرائيليّة المستمرة، وآخرها كان في هذا السّياق، نسف المزيد من المنازل في بلدة كفركلا وتفجيرها فضلًا عن غارةٍ مُعادية في بلدة مجدل زون، أدّت إلى إصابة ثلاثة أشخاص. وفي ملف المخفيّين قسرًا في سورية، أكد ميقاتي أن الحكومة تتابع هذا الملف بجدّية بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والعدل، داعيًا إلى الإسراع في معالجة ملفات المحاكمات وإقرار العفو العام.

وأعلن الوزير علي حمية عن بدء العمل برفع الأنقاض ومسح الأضرار لإعادة الإعمار بعد التنسيق بين الجهات المعنيّة، بما في ذلك المكتب الاستشاريّ “خطيب وعلمي”، اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، مجلس الجنوب، والهيئة العليا للإغاثة. وقال “تمّت الموافقة على دفتري شروط بميزانيّة تبلغ 900 مليار ليرة لمجلس الجنوب، و900 مليار ليرة لاتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، و500 مليار ليرة للهيئة العليا للإغاثة”.

وكان ميقاتي استقبل وفداً من بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في لبنان، برئاسة رئيس هيئة الأركان الجنرال باتريك غوشا. وجرى عرض لآخر المستجدّات في لبنان والمنطقة. وأمل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه غوشا “في نجاح آلية تطبيق وقف إطلاق النار، واستمرار التعاون والتنسيق القائم مع قوات اليونيفيل لتحقيق الاستقرار والهدوء في الجنوب”. وشدّد بوحبيب “على ضرورة إظهار الحدود بين لبنان و”إسرائيل”، وانسحابها من الاراضي اللبنانية التي تحتلها”.

وأشار النائب حسن فضل الله إلى أنّه “عندما نقول إننا انتصرنا يعني ذلك إسقاط أهداف العدو الذي لم يستطع سحق حزب الله أو إلغائه من المعادلة”. وأكّد انّه “لو لم يتم وقف إطلاق النار فإن حزب الله كان سيصمد الى ما شاء الله”.

وفي الميدان، أقدمت قوات إسرائيلية معادية فجراً، على جرف عدد من الطرق الفرعية وهدم منازل داخل بلدة الناقورة. وأطلق جيش العدو الإسرائيلي رشقات رشاشة داخل بلدة الناقورة أثناء عمليات تجريف مستجدّة تنفذها جرافات إسرائيلية في الأحياء التي دخلتها بعد وقف إطلاق النار. أيضاً، استهدف قصف مدفعي إسرائيليّ أطراف بلدة حلتا. الى ذلك، واصلت قوات العدو الإسرائيلية عمليات نسف ما تبقى من المنازل في بلدة كفركلا. وأفيد أن الجيش اللبناني انتشل 37 شهيداً من بلدة العديسة بمعاونة الصليب الأحمر اللبناني.

وأقرّ البرلمان السويسريّ حظر حزب الله، بينما عارضت الحكومة السويسريّة الحظر. وأقرّ مجلس النواب حظر الحزب بأغلبيّة 126 صوتًا مقابل 20 صوتًا معارضًا وامتناع 41 عن التصويت. وقال أنصار الحظر، الذي أقرّه مجلس النواب بعد موافقة مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، إن حزب الله يشكل تهديدًا للأمن الدولي وإن سويسرا بحاجة إلى حظره من أجل اتخاذ موقف ضد “الإرهاب”. وأوضح وزير العدل بيت يانس خلال المناقشات بالبرلمان “إذا تحركت سويسرا الآن لحظر مثل هذه المنظمات بقوانين خاصة، يتعيّن علينا أن نسأل أنفسنا أين وكيف يتم وضع الضوابط”. وذكرت لجنة السياسة الأمنية التي اقترحت الحظر أن دور الوساطة الذي تلعبه سويسرا سيظل قائمًا بفضل بند محدّد يتعلق بمحادثات السلام والمساعدات الإنسانيّة.

واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مدير البنك الدولي في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جان كريستوف كاريه، حيث تناول البحث مشاريع وبرامج إعادة الإعمار ورفع الأنقاض وإعادة بناء وتأهيل البنى التحتية والمنشآت الصحية والتربوية والاقتصادية والصناعية والزراعية والمؤسسات الرسمية. كاريه نقل رغبة البنك الدولي للانخراط مع الحكومة اللبنانية في هذه الورشة لضمان حسن سير العمل وتنفيذه واستدامته. وأثنى بري على رغبة البنك الدولي وجهوزيّته للاستجابة وانخراطه مع لبنان في إعادة إعمار ومعالجة نتائج العدوان الإسرائيلي رئيس المجلس استفسر عن تفاصيل الخطة التي يعمل على إعدادها البنك الدولي، مؤكداً وجوب أن تشمل هذه الخطة استصلاح الأراضي وتأمين قروض للمزارعين والصناعيين وأصحاب المهن الصغيرة بما يمكنهم من النهوض مجدداً وبفترة لا تتجاوز نهاية العام الحالي… وزار كاريه أيضاً رئيس الحكومة، بحضور نائب الرئيس سعاده الشامي، وتناول البحث المشاريع التي يتم العمل عليها في لبنان.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *