كتبت صحيفة “اللواء”: ينطوي العام 2024 وهو عام الرعب الذي عاش اللبنانيون أياماً وأسابيع وأشهراً بلياليها، حولت حياتهم الى جحيم، في آخر ايامه اليوم على نهايات وبدايات، وتنطوي صفحة بالغة الخطورة في تاريخ البلد، من دون ان يحول ذلك دون استعادة اللبنانيين بعضاً من العافية، واعادة العافية الى وسط بيروت، التي تشهد استعدادات للاحتفالات بالسنة المقبلة، فاتحة الطريق امام اعادة الحياة او تنشيطها في المجلس النيابي، استعدادا لجلسة الحسم في الخميس 9 ك2 المقبل..
من النهايات: نهاية حرب الإسناد، وتحوُّل الحرب بين اسرائيل وحزب لله الى حرب وضعت نهايات في غير مكان اقليمياً وخارجياً، ووضعت نهاية للتحالفات بين حزب لله والتيار الوطني الحر..
ومن النهايات سقوط نظام آل الاسد في سوريا، وتداعيات ذلك على «الجيوبوليتكا» الاقليمية والدولية، مع نهاية الحضور الايراني والروسي في سوريا..
ومن البدايات العودة الى فكرة الدولة، وإنها الملجأ للجميع، على ان تكون الخطوة الاولى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وحكومة جديدة، وسلطة قادرة على ادارة اعادة الاعمار، ومعالجة مشكلات ما بعد الحرب، وابرزها مسائل السلاح والاستراتيجية الدفاعية، وسيطرة الشرعية واعادة بناء ما دمرته الحرب العدوانية الاسرائيلية وبناء الاقتصاد.
وتتقاطع عند العلاقة مع سوريا البدايات والنهايات، بانتظار ما سيستقر عليه الوضع بعد مؤتمر الحوار السوري، والاعداد لدستور جديد، وانتخابات تشريعية جديدة.
الرئاسة: لا أكثرية مرجَّحة
رئاسياً، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الملف الرئاسي يدخل بعد أيام قليلة في مرحلة مصيرية إنجازا أو تأجيلا، ولفتت إلى أن المعطيات المتوافرة لا تتحدث عن تقدم ملموس أو توجه حاسم لجهة انتخاب الرئيس، مؤكدة أن لا أسماء ترجح لها الكفة بشكل يضمن لها الوصول إلى قصر بعبدا على الرغم من أن بعضها متقدم.
ورأت هذه المصادر أن هذا المشهد يعيد إلى الأذهان مشهد عدم وجود أكثرية مرجحة في هذه الإنتخابات الرئاسية، وفي الوقت نفسه رجحت قيام مساع متواصلة من أجل أن تكون الجلسة المحددة جلسة انتخاب مع وجود فرضية المفاجأة.
واعتبرت أن هذا الحدث يطغى على ما عداه في الأيام المقبلة وعدم توصل الكتل النيابية إلى خيار ما يعني بقاء المجال مفتوحا لهذه المساعي.
واستمر الحراك المحلي والخارجي بزخم بين خميسي عطلة الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، حول موضوعي الانتهاكات الاسرائيلية المتمادية لاتفاق وقف اطلاق النار، والاستحقاق الرئاسي بحيث تصل البلاد الى إنتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني المقبل.وسط تأكيدات ان هناك حلولاً للملف الرئاسي وتعقيدات في موضوع وقف الخروقات بسبب مماطلة الكيان الاسرائيلي حتى استنفاد مهلة الستين يوما وما بعدها بكثير،حيث افاد اعلام الداخل الفلسطيني عن رغبة اسرائيلية «بتمديد البقاء في الاراضي اللبنانية حتى شهر اذار المقبل ربما» بحجة القضاء على كل البنية التحتية والفوقية للمقاومة. فيما تستمر إتصالات وزارة الخارجية بالدول المعنية حول هذا الموضوع وفق ما تطلبه الحكومة في اطار الضغط اللبناني الدبلوماسي لوقف الخروقات.
وبإنتظار زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المرجحة السبت المقبل الى بيروت وقد يسبقه مستشاره للشؤون اللبنانية يزيد بن محمد آل فرحان المعني بالملف اللبناني، وزيارة المبعوث الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الاسبوع المقبل، وتردد معلومات عن احتمال زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وصل الى بيروت مساء امس، وزيرا الدفاع سيباستيان ليكورنو والخارجية جان نويل بارو الفرنسيان لبنان لتمضية العطلة مع الكتيبة الفرنسية العاملة في اليونيفيل، اعتبارا من امس وحتى الأربعاء 1 كانون الثاني.
وحسب برنامج الوزيرين سيعقدان ثلاثة اجتماعات مع ممثل فرنسا في «آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان» الجنرال غيوم بونشين، وممثل لبنان قائد قطاع جنوب الليطاني العميد غابي لاوندوس، وقائد الجيش العماد جوزف عون. وقبل ليلة رأس السنة، سيحضر الوزيران في مخيم دير كيفا، انطلاق دورية مشتركة لآليات مدرعة من اليونيفيل والجيش اللبناني، فضلا عن تقديم سرب استطلاع ومجموعة نقل وبطارية كوبرا (يسمح رادار قياس المسار بتحديد موقع البطاريات المتعارضة في الوقت الفعلي على مسافة تصل إلى 40 كم). وسيحضر الوزيران مراسم إحياء ذكرى أحد جنود حفظ سلام الفرنسيين الذي توفي يوم الجمعة 15 تشرين الثاني 2024، خلال تعرض دورية لـ«اليونيفيل» لحادث سير على الطريق الساحلي، بالقرب من بلدة شمع.
وهذه الزيارات الرسمية العربية والدولية مؤشر على وجود ضغط مشترك لإنجاز الاستحقاق الرئاسي ومعالجة الانتهاكات الاسرائيلية، فيما قال النائب المستقل الدكتور غسان سكاف لـ «اللواء»: ان الاتصالات الرئاسية قائمة بزخم وظروف لبنان والمنطقة تغيرت، لذلك «الوحي» سينزل على الكتل النيابية، وهذه المرة نؤكد حصول الجلسة النيابية وانتخاب رئيس في 9 كانون الثاني.
اضاف: التقيت (امس) السفير السعودي في بيروت وليد البخاري ولمست منه تفاؤلاً كبيراً بإنتخاب الرئيس نتيجة الاجواء الاقليمية القائمة.
وعمّا اذا تم التوصل الى تقاطعات حول اسم او اكثر من المرشحين للرئاسة؟ اجاب سكاف: لننتظر قليلاً، بعد الخميس المقبل يمكن الكلام عن تقاطعات مقبولة.
وفي سياق الحراك الرئاسي ايضاً، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية حيث جرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤون تشريعية.
كما إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المرشح لرئاسي الوزير السابق جهاد أزعور بعد غياب عن الظهور، وغادر أزعور الصرح البطريركي مكتفيا بعبارة «زيارة معايدة وانا ما بحكي سياسة ببكركي».
وفي المواقف الرئاسية، رأى أمين سر «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي ابو الحسن « ان لا مبررات لسيناريو تأجيل جلسة التاسع من كانون الثاني»، معتبرا أن «الوقت حان لوضع حدّ لهذا الفراغ». وقال: هناك ضرورة قصوى لأن تكون الجلسة مثمرة ونخرج برئيس للجمهورية، وعلى كل الأطراف ان يدركوا ان التسوية الداخلية هي التي تبني وطناً وليس التفاهمات الخارجية. وأشار الى ان «تأييد اللقاء الديموقراطي ترشيح قائد الجيش، حرّك الركود الرئاسي وهو لا يعني أن الشخصيات الأخرى غير جديرة»، داعيا كل الكتل إلى «إعلان موقف واضح من ترشيح العماد جوزف عون». وأوضح أن «قنوات التواصل مفتوحة بين اللقاء الديموقراطي والكتل الأخرى».
بدوره، توقع النائب عبد الرحمن البزري أن تُعقد جلسة التاسع من كانون الثاني «برغم الغموض الذي يحيط بمسألة الأسماء المطروحة ومواقف الكتل تجاه المرشحين»، مشيرا الى انه «في حال تم التوافق على انتخاب شخصية عسكرية أو أمنية فإن الأمر يتطلب أكثر من ثلثي المجلس».
اضاف البزري: ان الحركة الأبرز هي زيارة وزير الخارجية السعودي المرتقبة التي تأتي في إطار اهتمام سعودي مستمر بلبنان. وهناك خطوة سعودية جدية ومميزة منتظرة في الثالث من الشهر المقبل، ومن المتوقع أن تسهم هذه التحركات في انتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة المقبلة.
وتحدثت معلومات عن ان عضو كتلة الجمهورية القوية الناب بيار بوعاصي زار الرياض امس موفداً من رئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع في زيارة وصفت بأنها استطلاعية قبل زيارة وزير الخارجية السعودية، لكنها تحمل طلبا لدعم ترشيح جعجع للرئاسة.
يشار الى ان الاجتماع الذي كان سيعقد امس لتقاطع نواب السنة مع نواب من كتل اخرى، طار في اللحظة الاخيرة، لأسباب بعضها شخصي، وبعضها الآخر نتيجة تدخلات.
وكشف السفير المصري في لبنان علاء موسى ان المشاورات جارية حول الاسماء التوافقية، الامر الذي من شأنه ان يمهّد الى نجاح جلسة 9 ك2، مشيراً الى ان الرئيس بري ملتزم بأن تكون الجلسة مفتوحة الى حين انتخاب الرئيس.
وتخوف الرئيس ميشال عون من ان يؤدي الغموض في الملف الرئاسي فلا مرشح لتاريخه يملك الاكثرية، ويتحدث الجميع باسم السفراء والدول، ويدعي هؤلاء انهم يعبرون عن مواقفهم، وهذا الغموض قد يؤدي الى التأجيل.
ضبط الأمن في الأعياد
وعلى الرغم من الانشغالات المتعددة للقوى العسكرية والاجهزة الامنية سواء في الجنوب او الشرق والشمال، لكن العمل جارٍ لضبط الوضع الامني اثناء الاعياد، منعاً لتصرفات تسيء الى الاستقرار.
الترقيات
ويجري العمل على اصدار ترقيات الجيش في الأول من كانون الثاني المقبل وفقاً للتقليد العسكري بمسارها الطبيعي، وإلتقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة، قائد الجيش العماد جوزف عون، وجرى البحث في شؤون المؤسسة العسكرية، كما في الأوضاع الأمنية في البلاد لا سيما في الجنوب في ظل استمرار الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية في خرق فاضح لبنود ترتيبات وقف إطلاق النار وفي انتهاك للقرار 1701.
وحول الجوازات السورية المزورة، ودخول رعايا سوريين بطريقة غير شرعية، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي من بكركي «ان اجواء وزارة الداخلية هي حماية الدولة اللبنانية ومصلحتها وتطبيق القانون، اما بالنسبة لعائلة دريد الاسد فالجميع يعلم ان الموضوع يتعلق بجوازات سفر مزورة وتم التوقيف بناء لاشارة القضاء اللبناني. وهذا ما يدل الى ان الامن العام يطبق القانون ولديه القدرة على كشف المستندات والوثائق المزورة وبالتالي هذا ملف محال أمام القضاء اللبناني لوقوع الجرم».
أضاف:«التزوير الحاصل له علاقة بورقة صلاحية الجواز وهي مستبدلة بورقة اخرى مما يجعل جواز السفر غير صالح، اما بالنسبة للسوريين الذين يدخلون الى لبنان بطريقة غير شرعية، فيحصل تعاون بين الجيش اللبناني والاجهزة كافة لتوقيفهم وتسليمهم الى الامن العام واتخاذ الاجراءات القانونية الضرورية وليسوا جميعهم من الضباط او العسكر في الجيش السوري التابع للنظام السابق،انما الامن العام يدرس كل حالة ويقوم بالتحقيقات اللازمة ويتخذ القرار سواء بالترحيل او التوقيف بناء لاشارة القضاء المختص، ونحن نؤكد على تطبيق القانون في لبنان ليكون الناس اكثر فاكثر على ثقة بالاجهزة الامنية الرسمية اللبنانية.
الخروقات تنتظر هوكشتاين
وبإنتظار ما سيفعله هوكشتاين لوقف الانتهاكات الاسرائيلية في الجنوب، واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي امس، تفجير المنشآت والمنازل في قرى الجنوب الحدودية، وقام بعملية نسف كبيرة في محيط ساحة بلدة الطيبة – قضاء مرجعيون بعد توغله في البلدة.
كماقام الاحتلال ليل امس الاول، بتفجير منشآت مدنية في مارون الراس منها خزان المياه ومئذنة المسجد، وسمعت اصوات الانفجارت الضخمة في قرى الجوار.
وفي اليوم الخامس عشر من مواصلة عمليات البحث والمسح الميداني الشامل للعثور على المفقودين جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على بلدة الخيام، تمكنت فرق البحث والإنقاذ المتخصصة التابعة للمديرية العامة للدفاع المدني، وبالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، من انتشال جثمان شهيد من تحت الأنقاض في الحي الشرقي للبلدة. وتم نقل الجثمان إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. وستُستأنف صباح اليوم عمليات البحث والمسح الميداني الشامل في الموقع المذكور حتى يتم العثور على جميع المفقودين.