الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء: انتهاء حرب غزة عشية تنصيب ترامب… حكومة سلام على نار حامية
الانباء

الأنباء: انتهاء حرب غزة عشية تنصيب ترامب… حكومة سلام على نار حامية

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: وأخيراً، وضعت الحرب أوزارها في غزة، بعد عام و4 أشهر من القتل والدمار والمجازر بحق الشعب الفلسطيني، التي لم يشهد التاريخ مثيلاً لها. ومجدداً دفع الشعب الفلسطيني الثمن الأغلى بعد مسيرة طويلة من النضال والكفاح من أجل حقه بوطن مسلوب وبحياة كريمة على أرضه.

فبعد محاولات استمرت لأكثر من سنة، وما رافقها من مماطلة إسرائيلية، أُعلن مساء الأربعاء من قطر نجاح مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة حماس واسرائيل، مقابل الإفراج عن الأسرى الاسرائليين لدى حماس.

بنود الاتفاق

وكشفت وكالة “رويترز” عن أبرز البنود والتفاصيل التي نصّ عليها الإتّفاق، وأهمها ما يلي:

• وقف إطلاق النار مدته 6 أسابيع مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من وسط قطاع غزة.

• عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.

• السماح بدخول 600 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، 50 منها تحمل الوقود، مع تخصيص 300 شاحنة لشمال القطاع.

• تفرج حركة حماس عن 33 رهينة إسرائيلية منهم جميع النساء (مجندات ومدنيات) والأطفال والرجال فوق سن 50.

• حماس ستفرج عن الرهائن الإناث والشباب تحت 19 سنة أولا ثم الرجال فوق 50 عاما.

• حماس ستفرج عن الرهائن على مدى ستة أسابيع، بواقع ثلاث رهائن كل أسبوع والبقية قبل نهاية الفترة.

• سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء أولا، ثم رفات الرهائن القتلى منهم.

• ستفرج إسرائيل عن 30 معتقلا فلسطينيا مقابل كل رهينة مدنية و50 مقابل كل جندية إسرائيلية تفرج عنها حماس.

• إسرائيل ستفرج عن جميع النساء والأطفال الفلسطينيين دون سن 19 المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023 بحلول نهاية المرحلة الأولى.

• المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق ستبدأ في اليوم 16 من المرحلة الأولى.

هذا وسيسري الاتفاق بدءا من يوم الأحد في 19 الجاري، أي قبل يوم واحد فقط من تولّي الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب الرئاسة رسمياً.

العالم في بيروت

وفيما تشهد المنطقة تحوّلات كبيرة، تتجه أنظار العالم إلى لبنان وقد اتجه نحو مرحلة جديدة بكل ما للكلمة من معنى، وسط دعم دولي وعربي غير مسبوق.

هذا الدعم تجلّى في الاستحاق الرئاسي، وبالزيارات الدبلوماسية والرسمية المكثفة إلى لبنان، والتي ستُتوّج هذا الأسبوع بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت يوم الغد الجمعة.

كذلك يزور بيروت الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش، كما يصل الى العاصمة اللبنانية اليوم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي في زيارة رسمية لتهنئة رئيس الجمهورية بمناسبة انتخابه ونقل تحيات الملك الأردني عبدالله الثاني والحكومة الاردنية.

ومن المتوقع أن يزور وفد سعودي رفيع المستوى لبنان، تتحدث معلومات أنه سيكون برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان.

الاستشارات غير الملزمة

بالتزامن، وانسجاماُ مع خطاب القسم والعهد الذي قطعه على نفسه رئيس الجمهورية جوزيف عون لبناء الدولة ووضع لبنان على السكة الصحيحة. وانطلاقاً من المبادئ التي أعلنها الرئيس المكلّف القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة تتصدى لكل الأزمات التي تعترض قيام الدولة وإعادة تفعيل عمل المؤسسات ومواءمة النهوض الاقتصادي لكي يستعيد لبنان عافيته. أنجز سلام اليوم الأول من الاستشارات النيابية غير الملزمة التي اجراها في مجلس النواب بهدوء، ومن دون تسجيل مواقف نافرة من قبل أي فريق وقد تجلى ذلك في مواقف وتصريحات رؤساء الكتل والنواب الذين شاركوا في هذه الاستشارات. وكاد يكون هناك إجماع كامل على تسهيل مهمة سلام لو لم تعلن كتلتا الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير مقاطعة هذه الاستشارات، وذلك من قبيل تسجيل الموقف حول ما آلت اليه الأمور في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس جوزيف عون في القصر الجمهوري يوم الاثنين وأفضت الى تكليف القاضي سلام بتشكيل الحكومة.

مصادر نيابية لفتت في اتصال مع جريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن غياب الثنائي أمل وحزب الله عن الاستشارات لا يعني المقاطعة وعدم المشاركة في الحكومة، لأن الحزب والحركة هما المعنيان بإعادة إعمار ما هدّمته الحرب الى جانب الدولة. ومن غير المنطقي أن يكونا خارج الحكومة لأنهما مطالبان من قبل بيئتهم بتسهيل عملية الإعمار الذي يتطلب تشكيل حكومة، وليس وضع العصي والعراقيل لمنع تشكيلها. فالوقت هو للعمل والبناء، وليس للإقصاء كما قال الرئيس المكلف.

المصادر أشارت الى أن ما حصل في الاستشارات لتسمية رئيس حكومة لا يمكن وصفه بالانقلاب، او نتيجة لتدخلات خارجية، كما يروّج البعض. فما جرى هو من صميم اللعبة الديمقراطية.

المصادر رأت أنه كان ينبغي على الثناني القيام بعملية تقويمية لحرب الإسناد التي أوصلت البلد الى الحرب الموسّعة وما ألحقته إسرائيل بلبنان من دمار وخراب ونتائج وخيمة كان يمكن تجنبها، وتدارك نتائجها الوخيمة. وأما بعد النتائج الكارثية التي حلّت بلبنان فالوقت اليوم للعمل وليس للمناورات السياسية.

بري

وفي السياق، لا يبدو أن مقاطعة الاستشارات ستأخذ الأمور إلى المنحى السلبي، وكان المعيار بالأمس كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال رداَ على سؤال حول ما اذا كانت مقاطعة جلسة الإستشارات هي رسائل للخارج: “لبنان بدو يمشي”. مع ما تحمله هذه الإجابة من دلالات إلى تقديم كل التسهيلات لانطلاقة العهد وتشكيل الحكومة لا العكس. هذا وأفيد بان بري سيلتقي سلام يوم الجمعة.

اللقاء الديمقراطي

وفي موقف ضاغط من أجل تسهيل مهم سلام، أعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بعد لقاء الكتلة مع سلام: “نحن أمام مرحلة تاريخية في لبنان. ولدينا فرصة لبناء دولة وبلد مستقل. وهذا ما أكدناه مع الرئيس المكلف نواف سلام. بعد ان تمنينا له النجاح والتوفيق في مهمته الجديدة الصعبة. ومن أجل بناء دولة بهكذا ظروف صعبة علينا التواصل مع الجميع. ولا يمكن لأحد أن يلغي الاخر”. متمنياً من كل الاحزاب السياسية، وكتلة اللقاء الديمقراطي من ضمنهم، تخفيف الضغوطات والمطالب على دولة الرئيس وفخامة الرئيس لتشكيل الحكومة.

توازياً، كل المؤشرات تفيد بأن الحكومة على نار حامية، فقد أنهى الرئيس سلام، أمس، اليوم الأول من الاستشارات النيابية غير الملزمة التي اجراها في مجلس النواب، ومن المقرر ان يستكمل الرئيس المكلف استشارات اليوم مع بقية الكتل والنواب.

أجواء إيجابية

وتعليقاً على مهمة تأليف الحكومة، وصف النائب أديب عبد المسيح في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الأجواء بالإجابية، مقللاً من أهمية مقاطعة كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة للاستشارات غير الملزمة. واعتبر ان ما يجري هو مناورات سياسية للقول بأنهم موجودين، كما فعلوا اثناء جلسة انتخاب الرئيس.

عبد المسيح اعتبر تمسك الثنائي بترشيح نجيب ميقاتي كان لكسب الوقت والالتفاف على مسيرة العهد مع بداية انطلاقتها، واصفاً أداء المعارضة بالجيد الذي كان يمكن ان يكون أفضل بكثير، مستغرباً تأييد بعض النواب المستقلين لميقاتي نتيجة وعود بإشراكهم في الحكومة، متوقعاً ان تشكل الحكومة في وقت قريب. ورأى بأنها ستكون حكومة كفاءات وقد يتمثل فيها الاغتراب اللبناني.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *