رأى رئيس أركان الجيش الاسرائيلي غادي ايزنكوت أن حزب الله يحتل المرتبة الاولى في سلم التهديدات والاخطار التي تواجهها إسرائيل، مشيراً الى أن ترسانة الحزب تضم مئات آلاف الصواريخ، وأن قدراته قد تزيد بعد تنفيذ الاتفاق النووي مع ايران، وضخ مزيد من الاموال اليه.
وفي كلمة ألقاها أمس في مؤتمر «التقديرات الاستراتيجية الإسرائيلية لعام 2016»، الذي ينظمه مركز أبحاث الامن القومي في تل أبيب، شرح ايزنكوت التهديدات والاخطار التي تواجهها إسرائيل واستعدادات الجيش الاسرائيلي لمواجهتها. وركّز على الواقع الاستراتيجي المستجدّ بعد تنفيذ الاتفاق النووي الايراني، وتقديرات الجيش الاسرائيلي حول اتجاه طهران لزيادة قدرات حلفائها في المنطقة، وإعادة تغلغلها في الداخل الفلسطيني، إضافة الى سوريا ولبنان. وأوضح أن الاتفاق النووي يحمل مخاطر كبيرة، «وبحسب تقديراتي، في السنوات الخمس المقبلة، ستبذل إيران جهوداً كبيرة لتنفيذ التزاماتها تجاه الاتفاق، لكنها ستحصل مقابل ذلك على أفضليات. وهي ستواصل النظر إلى نفسها كقوة إقليمية، مع إدارة حرب ضد إسرائيل بواسطة أذرعها مثل حزب الله، الذي يمثل التهديد الأخطر اليوم على إسرائيل». ولفت الى أن حزب الله منتشر في 240 قرية في جنوب لبنان، حيث يخفي بنيته من الترسانة الصاروخية، ومنظومات هجومية ودفاعية، زادت من عشرة آلاف صاروخ الى مئة ألف صاروخ، في انتظار الامر باستخدامها ضد إسرائيل، وهو واقع يقلل من قوة الجيش الاسرائيلي». وأشار الى أن «التقديرات تشير إلى أن الأوضاع المادية في إيران ستتحسن، وفي غضون عام أو عامين سيتم توجيه موارد (مالية) كبيرة ضد إسرائيل، إضافة الى زيادة في إنتاج الصناعات العسكرية الإيرانية التي ستحول الى حزب الله»، وأضاف أن «الإيرانيين يقومون بتحويل نحو مليار دولار سنوياً لحزب الله، وبحسب تقديراتنا فإن هذه الميزانية ستزداد».
وفي ما يتعلق بحركة حماس، أكد ايزنكوت أن الايرانيين يحاولون نقل عشرات الملايين من الدولارات كل عام، كما نرى مساعي إيرانية للتأثير على قطاع غزة، وعلى «عرب إسرائيل» (فلسطينيي الـ1948)، «وهم يحوّلون موازنات آخذة بالتزايد من أجل ذلك، والتقدير أنه كلما تحسن الوضع الاقتصادي هناك، سيحولون موارد أكبر بكثير».
وعن تهديد «داعش»، قال ايزنكوت إن هزائم عدة لحقت بهذا التنظيم في سوريا وتقدمه هناك قد توقف، «الامر الذي يزيد لدي الاعتقاد بأننا سنراهم قريباً يصوّبون بنادقهم وأسلحتهم تجاهنا وتجاه الاردن»، موضحاً أن «داعش» استطاع اختراق المجتمع الفلسطيني، و«المعطيات تشير الى نسب تأييد مرتفعة له في الضفة الغربية وغزة تبلغ 15 في المئة، في وقت تبلغ فيه نسبة التأييد له في سائر أنحاء العالم بين خمسة وستة في المئة». ولفت الى أن هناك جماعات سلفية عديدة في غزة باتت موالية لـ«داعش»، وهذه الجماعات، لا حركة حماس، هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ في السنة الأخيرة نحو إسرائيل لتأجيج الوضع (الأمني مع إسرائيل).
وتوقّع ايزنكوت أن يُهزم «داعش» في سيناء خلال عام واحد، لافتاً الى أن عديد عناصر هذا التنظيم في شبه الجزيرة المصرية يتراوح بين 600 و1000عنصر، و«الجيش المصري منتشر هناك بأعداد كبيرة، وهو قادر على إحكام سيطرته في وقت قصير».
وتناول أيزنكوت موجة العمليات الأخيرة التي شهدتها المناطق الفلسطينية المحتلة، وقال إن «المجموعات السكانية (الاسرائيلية والفلسطينية) متداخلة، الأمر الذي خلق تحدياً أكبر. وعلى رغم موجة الإرهاب، نحن نصرّ على أن يكون هناك فصل بين الإرهاب والسكان الفلسطينيين، وضرورة أن يخرج يومياً للعمل في إسرائيل نحو 120 ألف فلسطيني من أجل تحصيل قوت عائلاتهم. أعتقد أن ذلك يصبّ في مصلحة إسرائيل، وهذا الأمر من شأنه أن يضبط الأوضاع إلى جانب إدراك أهمية التنسيق الأمني مع الفلسطينيين كمصلحة مشتركة. لا يجب أن تكون خبيراً استراتيجياً أو رجل استخبارات من أجل إدراك أهمية استمرار ذلك». لكنه أكد مع ذلك أن «لا حل ولا ردع لهجمات السكاكين، إذ وقعت في الاشهر الثلاثة الاخيرة 101 حادثة طعن، ولم نستطع تقديم أي إنذار مسبق في أي مكان». وقال إن الساحة الفلسطينية مقلقة جداً، و«هي تتطلب مجهوداً كبيراً لفهم التيارات العميقة السائدة في المجتمع الفلسطيني، ويجب أن نكون متواضعين حينما نتحدث عمّا يجري لدى الشعب الفلسطيني. أرى أن الشباب الفلسطيني يتبنّى القرآن والسيف، وهو متأثر جداً بما يحدث حوله في الشبكة العنكبوتية».