الرئيسية / صحف ومقالات / “اللواء”: ثقة “الحكومة المكشوفة” بين نارين: مواجهة عون الحريري وانتفاضة الشارع‎!‎ عظة “مار مارون” جرس إنذار كنسي.. واتصالات استثنائية للحؤول دون العنف ‎ ‎ ‎
اللواء

“اللواء”: ثقة “الحكومة المكشوفة” بين نارين: مواجهة عون الحريري وانتفاضة الشارع‎!‎ عظة “مار مارون” جرس إنذار كنسي.. واتصالات استثنائية للحؤول دون العنف ‎ ‎ ‎

كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : بات ناس الانتفاضة ليلتهم، في الخيم، تحسباً لما يُمكن ان يقدم عليها نشطاؤها في سياق كباش حادٍ، ومضنٍ، ‏وربما طويل، مع الطبقة السياسية، التي ادركت خطورة ما جنت يداها، من ممارسات أدّت إلى انكماش اقتصادي، ‏وندرة هائلة في العملة الصعبة، وحملت راعي أبرشية بيروت للموارنة، في عظة مار مارون المطران بولس عبد ‏الساتر إلى مخاطبة الرؤساء الثلاثة ورهط من الوزراء والنواب والسياسيين بالدعوة إلى الاستقالة بشرف، ما لم ‏يفلحوا في العمل، مع الثوار الحقيقيين، للخروج من الوضع الصعب، وتحمل المسؤولية‎.‎
‎ ‎
والحال، وأيا كانت حصيلة ما سيؤول إليه يوم الثقة “اليتيم” أو يوم الثقة “بالحكومة الميتة” على الرغم من ‏طموحات الوزراء الجدد، الراغبين في العمل، وتبديد الصورة، وإعطاء شحنة أمل، وتفاؤل بإمكان الخروج من ‏نفق الأزمات المالية والنقدية، أو “إعطاء فرصة” وفقا لما يأمل وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي.. فإن ‏الموقف بدا ليل أمس، ان الحكومة محاصرة، كما البلد بين نارين: نار المواجهة السياسية بين التيار الوطني الحر ‏وتيار “المستقبل” أو بين بعبدا و”بيت الوسط”، والرئيس ميشال عون، صاحب “وان تيكيت” عندما كان رئيساً ‏لتكتل “الاصلاح والتغيير” والرئيس الحريري الذي قال في معرض تبرير نقل الاحتفال بذكرى 14 شباط ‏‏(استشهاد الرئيس رفيق الحريري) إلى بيت الوسط، لتأكيد رسالة لمن “يحاول إقفال “بيت الوسط” لنظهر له بأن ‏هذا البيت مفتوح لكل الناس”.. مشيراً إلى ان “في ناس بتعطي وان واي تيكيت ومش قدها”، مضيفاً: “ليدلني أحد ‏على إنجاز واحد قام به التيار الوطني الحر للاقتصاد الوطني منذ 30 عاماً‎”.‎
‎ ‎
ولم يتأخر التيار الوطني الحر، فاتهم فريق الحريري بأنه “ادار البلد وأفلسه”، واصفاً ما صدر عن تيّار المستقبل ‏بأنه “بيان إفلاس‎”.‎
‎ ‎
في يوم الفصل هذا، والحاسم في آن معاً، يجري التركيز على تجنّب التصعيد، الذي قد يؤدي إلى العنف، أو ‏إشكالات من شأنها تعقيد الوضع، ودفعه إلى ما لا تحمد عقباه، وسط خشية كثرة من النواب من الوصول إلى ‏ساحة النجمة لاعتبارات بعضها يتعلق بالحماية فالبعض الآخر بتجنب الصدامات‎.‎
‎ ‎
المواجهة الثانية بعد الموازنة
‎ ‎
وعلى وقع أصوات المنتفضين في الشارع: “لا ثقة”، والعزلة القسرية لمنطقة المجلس النيابي التي فرضتها ‏الإجراءات الأمنية، لضمان وصول النواب إلى ساحة النجمة، تبدأ اليوم المواجهة الثانية بين السلطة والانتفاضة ‏في الشارع، بالتزامن مع المبارزة الثانية بين الحكومة والنواب، ولا سيما المعارضين القدامى والجدد لنيل حكومة ‏الرئيس حسان دياب الثقة، في صورة لا تشبه البروفه الأولى التي تجسدت بجلسة الموازنة‎.‎
‎ ‎
فالشارع لم يكن مستنفراً بالحجم الذي استعد له أمس، وستتجلى اليوم بسلسلة تحركات واعتصامات وقطع ‏طرقات، مدعوماً بدعوة إلى إضراب عام واقفال يشمل تعليق الدروس في الجامعات الرسمية والخاصة تحت ‏شعار “لا ثقة”، بعدما كان سبقها تحضيرات وتعبئة شعبية تمثلت بسلسلة تظاهرات للحراك في عدد من المناطق ‏رغم الطقس العاصف، مما يرجح ان تكون المواجهة اعنف واشد قساوة مما حصل في جلسة الموازنة‎.‎
‎ ‎
اما الحكومة فستمثل اليوم بكامل أعضائها الذين سيحيطون برئيسها، والذي كان معدوماً في جلسة الموازنة، حيث ‏جلس الرئيس دياب وحيداً في الصفوف الحكومية، فيما مسألة الحضور النيابي والنصاب القانوني يبقى رهن ‏الإجراءات المتخذة في الخارج، ومن يكسر مَنْ في الكباش الحاصل بين السلطة والشارع، لكن اللافت، ان الكتل ‏النيابية التي أعلنت انها ستحجب الثقة عن الحكومة، مثل كتلة “المستقبل” وكتلة “القوات اللبنانية” ستحضران ‏الجلسة لتأمين الثقة للحكومة رغم معارضتها لها، بخلاف الشارع المنتفض الذي انسجم مع نفسه بحجب الثقة، ‏وكذلك كتلة “الوسط المستقل” التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي، التي أعلنت مقاطعة الجلسة والثقة، والموقف ‏نفسه أعلنه عدد من النواب المستقلين، وكتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي‎.‎
‎ ‎
النصاب مؤمن بالمعارضة؟
‎ ‎
وإذا كانت الثقة محسومة لصالح من سمى الرئيس دياب، ولو كان البعض خرج من هذا التكليف إلى عدم المشاركة ‏وحجب الثقة، مثلما حصل مع الحزب القومي والنائبين شامل روكز ونعمة افرام، ولكن بشرط نجاح السلطة في ‏تأمين النصاب، فإن هذا النصاب سيتأمن بفضل النواب المعارضين مدفوعين بشهية التصويب على الحكومة ‏الجديدة، ولو تحت عنوان “عدم التعطيل”، رغم محاولات جرت على أكثر من جبهة لتقليص عدد طالبي الكلام، ‏جوبهت الكتل المعارضة التي ترى في الجلسة فرصة للتركيز على الحكومة وعلى الطريقة التي جاءت بها إلى ‏الحكم، مما يبقى سياق الجلسة التي حددها الرئيس نبيه برّي بيومين صباحية ومسائية رهن مجريات الأمور في ‏الداخل والخارج، خصوصا بعد توسيع الرقعة الأمنية، وصعوبة خروج النواب في حال وصلوا وأمنوا النصاب، ‏وسط محاصرة على محورين لمداخل المجلس، امنياً وسط منطقة معزولة تماماً ببلوكات الباطون والاسلاك ‏الشائكة واستنفار القوى الأمنية والجيش، وشعبياً من خلال محاولات سيسعى إليها الحراك للتقدم إلى ساحة النجمة ‏بهدف اسماع صوته إلى المجتمعين في الداخل (لا ثقة) ومحاولات لمنع النواب من الوصول إلى الساحة‎.‎
‎ ‎
ولوحظ ان اعداداً لا بأس بها، بدأت بالتوافد مساء أمس إلى ساحة الشهداء، من مختلف المناطق اللبنانية، من ‏طرابلس والبقاع والاقليم، ومن الجبل، وباتوا ليلتهم في الخيم استعداداً للجلسة اليوم التي يعتبرها الحراك بمثابة ‏استحقاق مفصلي لانتفاضة 17 تشرين‎.‎
‎ ‎
ونظمت مسيرات سيّارة في شوارع العاصمة والضواحي، وصولاً إلى جونيه وصيدا، رفعت الإعلام اللبنانية، ‏ودعت المواطنين إلى المشاركة في الاحتجاجات التي ستقام اليوم لمنع النواب من الوصول إلى المجلس، تحت ‏شعار “لا ثقة‎”.‎
‎ ‎
ومن جهتها، أعلنت قيادة الجيش في بيان لمديرية التوجيه، ان وحدات من الجيش اتخذت إجراءات أمنية استثنائية ‏في محيط مجلس النواب والطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية إليه. ودعت القيادة المواطنين إلى التجاوب مع ‏التدابير المتخذة وعدم الاقدام على قطع الطرقات انفاذاً للقانون والنظام العام وحفاظاً على الأمن والاستقرار، مع ‏التأكيد على دورها في حماية مؤسسات الدولة والاستحقاقات الدستورية، كما على أحقية التظاهر والتجمع السلمي ‏في الساحات العامة‎.‎
‎ ‎
في كل الأحوال، وعلى افتراض تأمن النصاب، بأكثرية نصف عدد النواب زائداً واحداً، أي 65 نائباً، فإن ‏الحكومة، تملك الأغلبية التي تتيح لها نيل الثقة، استناداً إلى عدد الأصوات التي نالها الرئيس دياب لدى تكليفه أي ‏‏69 صوتاً، لكن هذا الرقم تناقص لاعتبارات سياسية وشخصية لدى عدد من النواب المستقلين مثل النواب: جهاد ‏الصمد، وجميل السيّد، ونواب كتلة الحزب القومي، بحيث يتقلص عدد مانحي الثقة إلى ما بين 63 و65 صوتاً، ‏فيما يحجبها نواب “المستقبل” (19نائباً) اللقاء الديموقراطي (9 نواب) و”القوات اللبنانية” (15 نائباً) والنائب ‏فؤاد مخزومي. علماً ان عدد المقاطعين للجلسة سيكون بدوره كبيراً، إذ انضمت كتلة الرئيس ميقاتي (4 نواب) إلى ‏الغياب مع كتلة حزب الكتائب (3 نواب) مع كتلة الحزب القومي (3 نواب) والرئيس تمام سلام والنواب: ميشال ‏المرّ (لأسباب صحية) اسامة سعد، نعمة افرام، شامل روكز، نهاد المشنوق، بولا يعقوبيان، وادي دمرجيان، الذي ‏يتجه إلى عدم منح الثقة اذا حضر‎.‎
‎ ‎
الحريري: هجوم على التيار
‎ ‎
أما الحريري فقد أوضح في دردشة مع الصحافيين بعد ترؤسه عصر امس اجتماعا لـ”كتلة المستقبل” النيابية في ‏‏”بيت الوسط”، ان إحياء ذكرى 14 شباط في “بيت الوسط” هذا العام هو “لتوجيه رسالة لكل من يحاول إقفال ‏هذا البيت، وللتأكيد بأنه سيبقى مفتوحا لكل الناس”، وقال: “وحدها دماء رفيق الحريري هي التي استعادت السيادة ‏للبنان‎”.‎
‎ ‎
وفي ما يشبه بداية حملة على “التيار الوطني الحر” والعهد عموماً، اعتبر الحريري ان الذين يحاولون اقفال “بيت ‏الوسط” هم أنفسهم الذين حاولوا اقفال بيت رفيق الحريري باغتياله، مضيفاً، في إشارة إلى كلام سابق للرئيس ‏ميشال عون: “هناك ناس بتعطي وان واي تيكيت ومش قدها‎”.‎
‎ ‎
وتابع: “ماذا فعل “التيار الوطني الحر”، فليدلني أحد على إنجاز واحد قام به التيار للاقتصاد الوطني منذ 30 ‏عاماً‎”.‎
‎ ‎
ولاحقاً، اكمل المكتب السياسي لتيار “المستقبل” هجومه على التيار العوني، رداً على ما اسماه “الحملة المتجددة ‏على الحريرية الوطنية” مشبهاً المرحلة بالظروف السياسية بالذي كانت عليه البلاد في تسعينات القرن الماضي ‏من معارك عبثية الغائية وبخطاب عنصري وطائفي بغيض، واصفاً هؤلاء بالعبثيون العابثون بمصير الوطن ‏والمواطن‎”.‎
‎ ‎
العظة المدوية
‎ ‎
وخارج هذا السجال، وربما على مقربة من ساحة النجمة، بقيت عظة مار مارون لمطران بيروت للموارنة بولس ‏عبد الساتر، محور الحدث السياسي، لا سيما وأنها توجهت مباشرة إلى الرؤساء الثلاثة: ميشال عون ونبيه برّي ‏وحسان دياب، الذين كانوا في صدارة الحاضرين، مع عدد كبير من المسؤولين، فيما خاطبهم قائلاً: “أما ان ‏تصلحوا الخلل في الأداء السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي، وان تعملوا مع الثوار الحقيقيين على إيجاد ما ‏يؤمن لكل مواطن عيشة كريمة، والا فالاستقالة اشرف‎”.‎
‎ ‎
علماً أن هؤلاء المسؤولين كانوا ينتظرون دعوة الاستقالة من الثوار خارج جدران الكنيسة في الجميزة، حيث ‏تحسبوا لها بنشر أرتال من القوى الأمنية والعسكرية لحمايتهم، لكن “الهزة” جاءتهم من الداخل، ولم تكن مدرجة ‏في حساباتهم، فتفاوتت ردّات الفعل ازاءها بين من اعتبر نفسه غير معني فصفق بحرارة، ومنهم من بلع الموسى ‏فسكت، ومنهم من تجاهل بإعتباره لا يتحمل المسؤولية، ومنه من حاول قراءة رسائل مطران بيروت على ‏طريقته، وبما يناسبه، لكن في الحقيقة كانت الرسالة واحدة، وهي الاستقالة لمن هو غير قادر أو عاجز عن الحل، ‏وهي الرسالة التي اعتبرها كثيرون، ان الكنيسة المارونية اصطفت إلى جانب الانتفاضة، لا سيما وان البطريرك ‏الماروني بشارة الراعي، الذي كان موجوداً في الفاتيكان، صلى في المناسبة على نية ثوار الانتفاضة‎.‎
‎ ‎
واللافت ان العظة التي باتت وثيقة كنسية، بالنظر إلى انها توجهت مباشرة إلى الرؤساء وتجاهل الإعلام الرسمي ‏ردود الفعل عليها، انتهت بعبارة شكلت بحد ذاتها “جرس إنذار”، أو “تهديد” بعد “الاستقالة أشرف‎”.‎
‎ ‎
استشهاد 3 عسكريين
‎ ‎
على صعيد آخر، نعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، العسكريين الثلاثة الذين استشهدوا قبل ظهر الأحد في ‏منطقة المشرفة – الهرمل، إثر تعرض آلية عسكرية لكمين مسلح وإطلاق نار أثناء ملاحقة سيارة مسروقة، وهم: ‏الرقيب الأول علي اسماعيل والرقيب الأول أحمد حيدر أحمد والجندي حسن عز الدين. وقد شيعوا أمس، فيما ‏توالت، المواقف المنددة بالتعرض للمؤسسة العسكرية على لسان المرجعيات السياسية والروحية، في حين ‏استغربت مصادر سياسية عدم صدور أي موقف من بعبدا‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *