كتبت “الديار” تقول:هل يتجه انتشار فيروس كورونا السريع والخطير الى التحول لوباء قاتل في العالم؟
النتائج التي سجلت حتى الان جعلت منظمة الصحة العالمية تحذر امس من اخطار هذا الانتشار السريع والواسع والذي طاول عشرات الدول في كل انحاء الكرة الارضية.
وقالت المنظمة ان مستوى خطورة انتشار “كورونا” في العالم مرتفع جدا ويجب الاقرار انه لا يمكن ايقاف هذا الفيروس بشكل فوري وانما العمل على منع انتشاره.
وفي لبنان قرر مجلس الوزراء امس رفع مستوى التأهب واتخاذ سلسلة من الخطوات الاحترازية والوقائىة الى جانب خطوات اخرى لمكافحة هذا الفيروس الخطير الذي ادى الى وقوع 4 اصابات حتى الان، والتحفظ طبيا على ما يقارب الاربعين شخصا.
وسبق جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت بعد ظهر امس ان اصدر وزير الاشغال بناء لتوصية وزير الصحة وقرار المجلس تعميما بوقف النقل جوا وبحرا وبرا لجميع الاشخاص القادمين من الدول التي تشهد تفشيا لفيروس الكورونا (الصين، كوريا الجنوبية، ايران، ايطاليا وعند الاقتضاء دول اخرى تحددها لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائىة) على ان يستنثى من ذلك فقط المواطنون اللبنانيون والاشخاص الاجانب المقيمون في لبنان.
كما تقرر اتخاذ المزيد من التدابير والاجراءات على المعابر البرية وفي المطار والمرافئ.
وصدر عن المكتب الإعلامي في وزارة التربية البيان الآتي: “حرصًا على صحة التلاميذ والطلاب وأهاليهم، وبعد التشاور مساء امس مع معالي وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن، وكإجراء احترازي، يطلب وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب من جميع المؤسسات التعليمية من روضات ومدارس وثانويات ومعاهد مهنية وجامعات الإقفال ابتداء من صباح السبت الواقع فيه 29 شباط 2020 حتى مساء الاحد الواقع فيه 8 آذار 2020، على ان تتابع بعدها المستجدات الصحية ليبنى على الشيء مقتضاه. بالوعي والتعاون نستطيع تجاوز كل الأزمات”.
وافيد عن تسجيل حالة رابعة مصابة بفيروس الكورونا في مستشفى رفيق الحريري الحكومي.
وكان وصل الى لبنان خمسون طالبا لبنانيا من ايران عن طريق البر قادمين عبر مطار دمشق وقد اخضعوا للفحوصات اللازمة عند معبر المصنع ولم تسجل اية حالة بينهم.
على صعيد اخر لم تتخذ الحكومة بعد قرارا بشأن سندات “اليوروبوند” والاستحقاقات المالية على لبنان بانتظار استكمال المفاوضات الجارية من خلال الاستشاريين الماليين والقانونيين مع الجهات والصنادق الدائنة.
واعلنت وزيرة الاعلام منال عبد الصمد بعد جلسة مجلس الوزراء امس “اننا نتابع الخيارات المتاحة امامنا، ولم نتخذ اي قرار بهذا الخصوص واي كلام اخر هو غير دقيق. سيكون الاسبوع المقبل حاسما لجهة القرار قبل موعد استحقاق سندات شهر آذار، وسيعود الى مجلس الوزراء”.
وقال مصدر مطلع لـ “الديار” مساء امس ان المفاوضات مستمرة وان هناك ميلا واضحا لإعادة هيكلة وجدولة سندات “اليوروبوند” لكن الحكومة تحرص في الوقت نفسه على ان تأتي الخطوة في اطار مدروس وتوافقي مع الجهات والصناديق بحيث لا تؤدي مثل هذه الخطوة الى انعكاسات سلبية على لبنان ان لجهة ثقة الدول والهيئات المانحة به ام لجهة وضع آلية شاملة تترافق مع انجاز الحكومة لخطة عمل اقتصادية ومالية واصلاحية.
واعترف المصدر بأن هامش الوقت ضيّق ولا بد من اتخاذ قرار قبل موعد استحقاق اليوروبوند في شهر اذار (9 آذار) مشيرا الى ان هناك جهودا استثنائىة تبذل للذهاب الى الخيار الافضل للبنان.
وتقول المعلومات ان هناك امكانة لإعادة الهيكلة والجدولة ومنها البت بإعادة هيكلة وجدول استحقاق اذار (مليار ومئتي مليون دولار) في المرحلة الاولى على ان تستكمل المفاوضات بالنسبة للسندات الاخرى المتوجبة للعام 2020 والتي تزيد عن الاربعة مليارات ونصف المليار دولار. وهناك فكرة البت بكل هذا الاستحقاق للعام 2020 في الاسبوع المقبل، كما ان هناك خيارا ثالثا بالبت في اعادة جدولة وهيكلة سندات اليوروبوند كلها والتي تزيد على الثلاثين مليار دولار.
وعلمت “الديار” ان رئىس الحكومة حسان دياب شدد على عدم الافصاح عن اية معلومات حول مسار المفاوضات قبل انتهائها، خصوصا ان هناك جهات محلية معارضة تستخدم هذه المسألة مادة للحملة على الحكومة كما قالت مصادر وزارية.
كما علمت ان الرئيس دياب يولي اهمية لترتيب برنامج جولته العربية والخليجية المنتظرة في النصف الثاني من آذار المقبل.
واعلنت وزيرة الاعلام بعد جلسة مجلس الوزراء “اننا في الوقت الحالي نركز على معالجة الملف المالي بكل تشعباته، لكن بالتأكيد عند الانتهاء من هذا الملف سنسعى للتعاون مع الدول العربية لمساعدة لبنان، ونحن نعرف ان العرب لم يتخلوا عنه. سندق ابواب الدول العربية وسندخل من الابواب المفتوحة وضعنا لا يحتمل الانتظار كثيرا لاننا في حالة طوارئ قصوى ونتمنى ان نقوم بأول زيارة في النصف الثاني من آذار”.
واوضحت “اننا نحرص على فصل اي زيارة سنقوم بها عن اي حساب سياسي، ولن نكون جزءا من سياسة المحاور لأن لبنان نأى بنفسه عنها”.
وكشفت مصادر مطلعة لـ “الديار” ان الرئىس دياب يسعى للقيام بأكثر من جولة لدول عربية وخليجية وان الجولة الاولى قد تكون للكويت وقطر وعمان تليها دول خليجية اخرى ومصر. وتتكلم المصادر عن اجواء الاتصالات الجارية لزيارة السعودية ونتائجها، لكنها تحرص على القول ان كل شيء سيعرف في اوانه ولا يخضع هذا الموضوع للتكهنات والتأويلات.
وعلمت “الديار” ايضا ان الرئيس دياب في صدد القيام بزيارة الى باريس في ظل اجواء جيدة ومشجعة. مع العلم ان هناك مصادر ديبلوماسية تحدثت عن ضغوط تمارسها واشنطن لإعاقة فرنسا وتوجهها من اجل التعاون مع الحكومة اللبنانية في إطار مساعدة لبنان على الخروج من ازمته.
وكان الرئيس دياب استقبل السفير الفرنسي فوشيه امس الذي جدد التأكيد على دعم فرنسا للبنان ووقوفها الى جانبه وعلى الاصلاح والانقاذ اضافة الى ترجمة مقررات مؤتمر سيدر.
واعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس امس في اتصال مع وزير الخارجية اللبناني عن استعداد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في حال تم انجاز الاصلاحات المنشودة.
من جهة اخرى ناقش مجلس الوزراء امس موضوع التعيينات وتقرر البت بالتعيينات الملحة في غضون الاسابيع القليلة المقبلة.
وقالت مصادر مطلعة ان من بين هذه التعيينات المرتقبة تعيين مجلس حاكمية مصرف لبنان ومجلس ادارة كهرباء لبنان كما سيصار الى وضع آلية تعيينات جديدة هي عبارة عن الآلية السابقة مع اضافة تعديلات تضمن اعتماد الشفافية والكفاءة اكثر على حد قول مصدر وزاري مطلع.
وفي مقلب اخر علمت “الديار” من مصادر معارضة ان هناك محاولة جديدة لتشكيل ما يمكن وصفه بجبهة معارضة سياسية لكن هذه المحاولة التي بدأت منذ ايام قليلة تصطدم بعقبات عديدة منها:
– استمرار التباين وضبابية العلاقة بين المستقبل والقوات اللبنانية وكذلك التمايز الحاصل بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات.
– بروز معارضة سياسية اخرى تتناقض مع هذه القوى وهي المعارضة التي تعكس توجهات المجموعات الاساسية للحراك الشعبي.
– عدم التوصل حتى الان الى اطار موحد للتوجه والبرنامج لمجموعات الحراك الذي تراجع مؤخرا بشكل ملحوظ.