كتبت صحيفة “الشرق ” تقول : الكورونا كشفت ما هو مكشوف ومعروف أصلا. ففي دولة المفارقات العجيبة وحكومتها الغريبة المفترض انها من الاختصاصيين المستقلين، ترتفع اصوات السياسيين مهددة بتعليق مشاركة الوزراء. منذ ايام اطل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية متوعدا بسحب وزيريه احتجاجا على استمرار نهج الكيدية والمحاصصة في التعيينات.
وأيضا وعلى خلفية موقف الحكومة لجهة عدم اعادة اللبنانيين من الاغتراب، خرج رئيس مجلس النواب نبيه بري ببيان قلّ نظيره و”ببلاغ رقم واحد” محذرا من انه سيعلق تمثيله في الحكومة اذا بقيت على موقفها ازاء موضوع المغتربين لما بعد يوم غد الثلاثاء .
واذا كانت جبنة التعيينات كشفت عورة الحكومة واماطت اللثام عن خلافات القوى السياسية المحاصصتية، فإن كورونا رفع الستارة بالكامل عن المسرح الحكومي، واكد بما لا يرقى اليه شك، ان حكومة الرئيس حسان دياب، السيئة الحظ، سياسية بامتياز، في الشكل والمضمون.
تقصير الحكومة ازاء ابنائها المغتربين والتذرع بحجج لم تقنع ايا من اللبنانيين لم يعد مجدياً، وصرخة الرئيس بري يبدو تلقفها حزب الله اذ أكدت مصادره ان القضية ستعالج قبل الثلاثاء ، فيما سارعت الامانة العامة لمجلس الوزراء الى توزيع الدعوة لجلسة تعقد غدا الثلاثاء وعلى جدول اعمالها مستجدات التعبئة العامة والبحث في الاوضاع والاقتراحات المتعلقة باللبنانيين الموجودين في خارج لبنان في ظل ازمة كورونا اضافة الى تحديد كلفة الكشف وعلاج المصابين بكورونا.
438 حالة
وفيما بلغت حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجّلة رسميا على مستوى العالم 600 ألف حالة، وفقا لإحصاء وكالة فرانس برس ، واصل عدّاد كورونا في لبنان تسجيل إصابات جديدة. وأصدرت وزارة الصحة العامة بيانا اشارت فيه الى ان عدد الحالات المُثبّتة مخبريا في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة، إضافة إلى المختبرات الخاصة، بلغت 438 حالة بزيادة 26 حالة عن يوم السبت.
كما سجلت حالتا وفاة لدى مريضين يعانيان من أمراض مزمنة، كلاهما في العقد الثامن من العمر، أحدهما في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، والثاني في مستشفى اوتيل ديو الجامعي،
ويوم السبت سجّلت حالة وفاة لدى مريض يعاني من أمراض مزمنة في العقد الثامن من العمر، في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، ما يرفع عدد الوفيات الى عشرة. وشددت الوزارة على تطبيق جميع الإجراءات الوقائية، خصوصا التزام الحجر المنزلي التام الذي أضحى مسؤولية أخلاقية فردية ومجتمعية واجبة على كل مواطن وأن أي تهاون بتطبيقها سيعرض صاحبها للملاحقة القانونية والجزائية”.
يُصيب الاكبر سناً: يأتي ذلك في وقت اعلن وزير الصحة حمد حسن “ان حالات الوفيات بفيروس كورونا معظمها من كبار السن”، مشيراً الى “ان مسؤوليتنا التزام المنزل للحدّ من انتشار العدوى”.
وخلال جولة مع النائب الياس بو صعب على المستشفى اللبناني الكندي في سن الفيل، اكد “اننا سنكون جاهزين خلال فترة وجيزة لاستقبال حالات كورونا ورعايتها بالتعاون مع المجتمع المدني والمرجعيات السياسية ووزارة الصحة والحكومة”. ولفت حسن إلى “ان تعاطي المجتمع مع الالتزام بالوقاية متفاوت بين منطقة واخرى وهذا الامر غير مُريح.
من جهته، قال بو صعب “لدينا في المتن العدد الأكبر بالإصابات في كورونا وليس لدينا أي مستشفى جاهز لاستقبال الطوارئ، لذا أقدمنا على تجهيز واستأجرته لمدة سنة على أن يكون مجانياً لجميع المحتاجين”.
إجراءات إستثنائية: في الاثناء، يواصل الجيش والقوى الامنية اجراءات التعبئة العامة ومراقبة تنفيذ الخطة وسط تفاوت في الالتزام بين منطقة واخرى.
في المقابل، افادت المعلومات ان بعض المواطنين يتجوّلون بشكلٍ طبيعي من دون كمامات ولا وقاية وقرار منع التجمّعات لا يُطبّق وعربات الخضار لاتزال موجودة على الطرقات.
إعادة المغتربين: اما تصعيد الرئيس بري فجاء في بيان ورد فيه “أما وقد بلغ السيل الزبى بالتنكر لنصفنا الآخر لا بل للقطاع الإغترابي الذي جعلنا امبراطورية لا تغيب عنها الشمس بالعطاء والفكر وحتى بالعملة الصعبة لذا اذا بقيت الحكومة على موقفها ازاء موصوع المغتربين لما بعد يومغد فسنعلق تمثيلنا بالحكومة”.
مصادر مقرّبة من حزب الله اكدت لـ”المركزية” “اننا نعمل على ايجاد حلّ لمسألة إعادة اللبنانيين من الخارج قبل يوم الثلاثاء، المهلة التي اعطاها الرئيس بري للحكومة لحلّ الموضوع.
وفيما كان من المُقرر ان يعقد وزيرا الخارجية ناصيف حتّي والصحة حمد حسن مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد ظهر السبت لمتابعة قضية المغتربين اعلن عن ارجائه الى موعد يحدد لاحقا.
واوضحت مصادر وزارية لـ”المركزية” ان قرار تأمين العودة من عدمه او تأخير هذه العودة الى حين توفير شروط صحية معينة لها، ليس بيد وزارة الخارجية والمغتربين وهي ليست مسؤولة عن منع اللبنانيين من العودة، ان مثل هذا القرار لا يتخذه وزير الخارجية بل مجلس الوزراء، وبالتالي فإن وزارة الخارجية ككل الوزارات، تتولى تنفيذ قرار الحكومة في مجال صلاحيتها ومسؤولياتها سواء في هذا الشأن او اي شأن آخر.
المصانع ستفتح 24/24: وفي اطار التدابير الاستثنائية المتّخذة لمواجهة كورونا، أعلن وزير الصناعة عماد حب الله “ان المصانع التي تُنتج الادوية والغذاء والمواد الأساسية ستفتح بكامل طاقتها بدءاً من الاثنين المقبل، في ظل التوجّه للسماح بفتح الصناعات الأخرى أيضاً في الفترة القريبة المقبلة، مع التشدد على وجوب الالتزام بالاجراءات الوقائية والتدابير الحمائية”. وقال في تصريح “سنحتاج في هذه الظروف إلى كميات اضافية من المواد الاستهلاكية الحياتية والضرورية التي ستؤمنها المصانع. وتدعم الحكومة القطاع الصناعي ليستمر في الانتاج. المواد الاولية الضرورية مؤمّنة حتى الساعة، وطلبنا من الصناعيين تزويدنا بلائحة احتياجاتهم بهذا الخصوص لتأمين السيولة لهم مع مصرف لبنان ليتمكنوا من شر
الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق : بري يلوح بسحب وزراء اذا لم “تعيدوا المغتربين”.. ومجلس وزراء غدا ”كورونا” تكشف شخصية “الوزراء المستقلين الاختصاصيين ” وعباءة الحكومة السياسية