بينما يتربع ملف كورونا بجديد اصاباته اليومية وعدد الوفيات والاجراءات الحكومية المتشددة المستجدة في التعبئة العامة، في صدارة اهتمامات اللبنانيين، قفزت الى واجهة المتابعات ملفات ذات صلة لعل ابرزها عودة دفعات المغتربين الى بيروت وما يتفرع منها.
في حين عاد لبنان الجانح نحو سياسة محور الممانعة الى رفع الصوت، مناشدا دول الدعم القابعة في المحور المناهض مساعدته ومده بمليارات سيدر الاحد عشر في ذكرى سنتين على انعقاده، من دون ان ينفذ شرطا واحدا من الشروط الاصلاحية المطلوبة من المجتمع الدولي، باستثناء وعود لم يشق اي منها حتى الحظة دربه الى التنفيذ، على ان تُعرض في جلسة مجلس الوزراء اليوم مسودة خطة الطوارئ الانقاذية كـ»دفعة عالحساب».
ففي حين دخلت اجراءات «الداخلية» الجديدة امس حيز التنفيذ على الطرق، وقد تسببت بزحمة سير في بعض المناطق بفعل حواجز قوى الامن لمراقبة تقيّد المواطنين بقرار «المفرد والمجوز» حسب ارقام سياراتهم، بقي عداد اصابات كورونا مضبوطا، سيما وان فحوص اللبنانيين، العائدين من الخارج الى بيروت اول امس، أتت سليمة. وعشية وصول دفعة جديدة اليوم آتية من باريس ومدريد وكنشاسا واسطنبول، أعلنت وزارة الصحة العامة أنه حتى تاريخ 6-4-2020 بلغ عدد الحالات المثبتة مخبرياً في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة بالإضافة إلى المختبرات الخاصة 541 حالة بزيادة 14 حالة عن اول أمس، علماً أن عدد الفحوصات التي أجريت في الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ 242 (من دون احتساب الفحوصات التي اجريت للمغتربين) وتم تسجيل حالة وفاة جديدة بالفيروس، ليصبح عدد الوفيات حتى تاريخه 19.وبالنسبة للمغتربين لم يتم تسجيل إصابات حتى تاريخه وبلغ عدد الفحوصات التي أجريت لهم 164.
الى ذلك، غرّد وزير الصحة حمد حسن: نتائج ركاب طائرة أبو ظبي جيّدة وليس هناك أي إصابة والحمدلله وأدعو الأهالي إلى الإلتزام بالضوابط والتعاليم الصادرة عن وزارتي الصحة العامة والداخلية لاسيما بالنسبة إلى مغادرة الفندق. وأعلنت وزارة الصحة أن كل الفحوصات المخبرية التي أجريت للقادمين على متن طائرة الشرق الأوسط من Lagos سليمة ولم تسجل أي إصابة، مشيرةً إلى أنّ بعد حوالي الساعتين ستصدر نتائج فحوصات طائرة Abidjan.
الا ان الحدث الابرز كان امس في بعبدا حيث استدعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان الى اجتماع، طالبا مساعدة بيروت. وفي وقت علم ان مسودة خطة الطوارئ الانقاذية ستعرض في جلسة مجلس الوزراء اليوم، القى الرئيس عون كلمة امام ضيوفه قال فيها «لبنان اليوم يجمع على أرضه عبء أكبر وأسوأ أزمتين أصابتا العالم منذ 75 عاماً وإذا كان وباء «كوفيد 19» قدراً سيئاً طال معظم الدول ونلنا منه قسطنا، فإن أزمة النزوح تحملناها منفردين، وقد تخطت كلفتها علينا 25 مليار دولار».
مضيفا «على الرغم من كل الأوضاع الطارئة الخطة الاصلاحية قد أشرفت على الانتهاء، وتهدف إلى حل المشاكل الاقتصادية والمالية والبنيوية، وإلى استعادة الثقة بالاقتصاد».
اما رئيس الحكومة حسان دياب، فقال «أنه خلال الايام الـ54 المنصرمة، اطلقت حكومتي مروحة واسعة من السياسات والاجراءات لمعالجة العديد من الازمات لافتا الى أن المهمة الكبرى التي تقع على عاتقنا هي التعامل مع ارث الماضي. وأوضح أن الحكومة تضع بمساعدة خبراء، اللمسات الاخيرة على خطة متكاملة تعالج الاصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية والمتعلقة بالحوكمة التي نحن بأمسّ الحاجة اليها.»
من جانبه، دعا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش إلى تقديم كل الخدمات لجميع المرضى بغض النظر عن وضعهم القانوني أو جنسيتهم وإلى توسيع الدعم لعدد أكبر من المجموعات اللبنانية الهشة.
وليس بعيدا، استقبل رئيس الحكومة في السراي ممثلة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار. وجرى خلال الاجتماع عرض لأوضاع اللاجئين في لبنان وما يمكن للمفوضية ان تقدمه من مساعدة للحكومة في محاربة فيروس كورونا.
ماليا، وغداة صدور تعميم مصرف لبنان الذي يسمح للمودعين الصغار الذين لا يتخطى مجموع حسابهم الـ5 مليون ليرة أو 3 الاف دولار بسحب أموالهم بالليرة اللبنانية على سعر الصرف المتداول في السوق، حددت المصارف سعر السوق امس عند 2600 ليرة للدولار لهذا الأسبوع بانتظار ان يستكمل مصرف لبنان إنشاء نظام التداول الإلكتروني المخصّص لتحديد أسعار التداول اليومية للعملات للدولار. وحُددت أسعار الدولار اليوم على الشكل التالي: – السعر الرسمي بالبنك: 1515 ليرة لبنانية – سعر السوق بالبنك للمودعين الصغار (وفقا للتعميم الاخير): 2600 ليرة لبنانية- السعر عند نقابة الصرافين (المرخصين): نحو 2830 ليرة لبنانية – السعر بالسوق السوداء: نحو 2900 ليرة لبنانية.
وكان رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت عقد مؤتمرا صحافيا امس اكد فيه «ان القول إن الشركة ملك للدولة اللبنانية مقولة خاطئة قانونيا»، معتبرا أن «ملكية مصرف لبنان للشركة هي وفق أحكام النقد والتسليف الذي يعطي مصرف لبنان شخصية مستقلة عن الدولة». واضاف «رجاء عند تصفية الحسابات، لنحافظ على الشركة وعدم تحويل المعركة الى معركة شخصية ولا احد يفكر بإيذاء الشركة».