كتبت صحيفة “الشرق الأوسط” تقول: سجل عداد الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد في لبنان أمس ارتفاعاً مضاعفاً، عن عدد الإصابات التي سجلت في الأيام القليلة الماضية، مع دخول عامل عودة اللبنانيين من الخارج الذين سجلت بينهم أمس 11 إصابة، أضيفت إلى 14 حالة وُثقت محلياً.
ويفرض هذا العدد بحسب السلطات تشديداً في الإجراءات التي يتخذها العائدون الذين يخضعون لحجر صحي لمدة 14 يوماً، للتأكد من عدم حملهم للفيروس، وذلك عشية وصول الدفعة الثالثة من الطائرات التي تقل لبنانيين من دول أوروبية وأفريقية وعربية، وستواصل هبوطها في مطار بيروت اليوم الخميس، وبعد غد السبت، إضافة إلى يوم الاثنين الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة أمس عن توثيق 27 حالة من أصل 587 فحصاً مخبرياً أجرته المختبرات المعتمدة. ومن ضمن هذه الإصابات 11 حالة تعود لمغتربين عادوا على متن طائرتي إسبانيا وفرنسا. وأعلنت وزارة الصحة العامة أنه “تم التأكد من إصابة سبعة ركاب بفيروس (كورونا) من أصل 108 كانوا على متن الطائرة التي أقلت مغتربين، ووصلت أمس من مدريد”.
كذلك، تأكَّدت إصابة أربعة ركاب من أصل 118 كانوا على متن الطائرة التي وصلت من باريس. وأوضحت أنه “يتم إخراج الحالات الإيجابية إلى المستشفى تباعاً، مع التشديد على تطبيق الحجر الصحي المنزلي المشدد للحالات السلبية، علماً بأنهم ستتم متابعتهم يومياً من قبل الوزارة، وسيحال من تظهر عليه أي عوارض إلى المستشفى، لإعادة إجراء الفحص المخبري”.
وقال وزير الصحة حمد حسن، إن “كل من كان على متن طائرة مدريد سيخضع للحجر الإلزامي لمدة 14 يوماً، ليصار إلى إعادة إجراء الفحوصات المخبرية من جديد”.
وارتفع عدد المصابين في لبنان إلى 575، ولم تسجل أي حالة وفاة جديدة، ليستقر عدد الوفيات حتى أمس على 19.
في السياق ذاته، تصدَّرت مدينة بشري في الشمال التحركات الحكومية لمحاصرة انتشار الفيروس السريع فيها؛ حيث تفقد وزير الصحة حمد حسن أمس الإجراءات فيها، بعد نقاش في وسائل الإعلام حول تطورات انتشار الوباء، وحسمته النائبة ستريدا جعجع بتأكيد أن اتفاقاً مع وزير الصحة قضى بحجر المدينة كلها، وعزلها عن بقية قرى القضاء منذ مطلع الأسبوع.
ويتخطى عدد الإصابات في بشري 35 حالة، بينها 12 حالة أثبتت في الفحوصات التي أجريت أمس، وهو ما أثار هلعاً في المنطقة الشمالية. وأوضحت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائبة ستريدا جعجع في بيان، أن الوزير حسن اتصل بها مساء الاثنين الماضي، وعبَّر لها عن قلقه من تطور انتشار الفيروس في مدينة بشري. وقالت: “طرح علي ضرورة حجر المدينة كلها، وعزلها عن بقية قرى القضاء بمساعدة البلدية والأجهزة الأمنية الموجودة في المدينة، ولكن من دون التصريح بذلك وقوفاً عند مشاعر أهل المدينة”. وأضافت: “وافقته الرأي، وأعطاني رقم هاتفه الخاص، وقال لي إنه على السمع 24/ 24 ساعة، وإنه مستعد لتلبية كل مطالب مستشفى بشري من فحوصات PCR وطواقم طبية عند الحاجة، وغيرها”.
وإثر هذا النقاش، قام وزير الصحة حمد حسن أمس بجولة على مستشفى “مار ماما” الحكومي في بشري، وأوضح أن زيارته تأتي في إطار الاطمئنان إلى حسن تحديد مصدر عدوى فيروس “كورونا” في القضاء. وشدد على أن عمل خلية الأزمة في المنطقة مهني وعلمي ودقيق، مؤكداً أن الحالات المثبتة مخبرياً هي إشارة إيجابية لحسن التتبع، وأن هذا الرقم لا يثير الخوف.
ورداً على هواجس أهل المنطقة والمسؤولين بعدم وجود معدات الحماية والوقاية، لا سيما الـPPE، أكد حسن أن كل الحاجيات ستكون متوفرة ابتداء من مطلع الأسبوع. وأكدت إدارة مستشفى بشري الحكومي أن الحالات الإيجابية “ما زالت محصورة في نطاق معين، وتتابع خلية الأزمة في المستشفى الموضوع بشكل دقيق جداً”.