الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : قوى حكومية تستلحق نفسها برفض “خطة ‏السطو”… والتسييس يؤخّر مساعدات الفقراء
الانباء

الأنباء : قوى حكومية تستلحق نفسها برفض “خطة ‏السطو”… والتسييس يؤخّر مساعدات الفقراء

كتبت صحيفة “الأنباء ” الالكترونية تقول : قبل ساعات قليلة على موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي، تبدو ‏حكومة مواجهة التحديات أمام تحدي المحافظة على تماسكها بعد ظهور التباينات ‏السياسية الواضحة داخلها، ما أسقط عنها “ورقة توت” الاختصاصيين والتكنوقراط، ‏فيما سيكون على طاولتها امتحان نقاش ورقة الإفلاس المالي والسطو على ارزاق ‏الناس‎.‎

ومع بروز مؤشرات على ان ثمانية وزراء على الاقل يرفضون ورقة الحكومة ‏المقترحة، لو بالحد الادنى لديهم ملاحظات عليها، فإن رئيس الحكومة سيكون مجبراً ‏على ابتكار موقفٍ لإخراج حكومته من ازمة أخرى، على غرار ابتكاره موقف سحب ‏التعيينات المالية‎.‎

مصادر حكومية كررت عبر “الأنباء” القول إن الحكومة كانت مدركة لحجم المعارضة ‏لمشروع “الهايركات”، ولذلك بررت موقفها بأن ما تناولته بعض وسائل الإعلام كان ‏أقل من مسودة لا تعتمد “الهايركات” الا في المراحل الأخيرة، على أن تتم مناقشتها في ‏جلسة اليوم، وأعادت توجيه الاتهام الى قوى المعارضة “بتضخيم الموضوع لمآرب ‏سياسية لا علاقة لها بخطة الحكومة‎”.‎

وعلى ضوء كلام المصادر الحكومية فإن مجلس الوزراء أمام خيارين “إما ارجاء البت ‏بالخطة لمزيد من المشاورات مع الفريق المعارض لها من داخل الحكومة، أو اللجوء ‏الى تجميدها أسوة بكل المشاريع التي جرى ترحيلها بسبب الخلافات حولها ضمن ‏الفريق الواحد‎”.‎

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم جديد بدوره في اتصال مع “الأنباء” ‏موقف الكتلة ورئيسها نبيه بري المعارض لـ”الهيركات”، ودعا الى “تناسي هذا ‏المشروع لأنه ممنوع المس بأموال المودعين، والذهاب للبحث عن حل للأزمة بغير ‏مكان‎”.‎

مصادر نيابية في كتلة “المستقبل” استغربت في اتصال مع “الأنباء” الذهاب الى ودائع ‏المواطنين وترك مزاريب الهدر والسرقة، سائلة: “أين خطة الحكومة لاسترجاع حقوقها ‏من الأملاك البحرية والنهرية المصادرة من قبل قوى سياسية معروفة؟ وأين خطة ‏الحكومة في مراقبة التهريب في المرفأ الذي أصبح أشبه بمغارة علي بابا؟ بالإضافة الى ‏كل المعابر البرية الممتدة على طول سلسلة جبال لبنان الشرقية بما فيها المعابر الشرعية ‏وغيرها من عشرات المعابر غير الشرعية والمحمية من جهات معروفة؟‎”.‎

في السياق عينه، أكدت مصادر تيار المردة عبر “الأنباء” رفضها المساس بودائع ‏المواطنين، مشددة على ان هذا الموقف “مبدئي وليس موجهاً ضد أحد‎”.‎

واعتبرت ان أمام الحكومة خيارات يمكنها اللجوء اليها من دون مد اليد إلى ودائع الناس ‏ولو على سبيل الاستدانة، لأن الحكومة في ظل هذه الاوضاع القائمة والأزمات ‏المتلاحقة لا يمكنها الاستدانة من أحد قبل تسديد الديون المستحقة، فكيف لها أن تستدين ‏من أموال المودعين؟

من جهتها، حاولت مصادر التيار الوطني الحر عبر “الأنباء” الدفاع عن رئيس الحكومة ‏وعدم القبول بتوجيه ما وصفتها بالتهم إليه، لكنها بدت في حالة تراجع عن دعم الخطة ‏حيث أعلنت عدم قبولها المساس بأموال المودعين، معتبرةً ان لا شيء يمنع الحكومة من ‏استعادة الأموال المنهوبة والمهربة إلى الخارج‎.‎

وفيما أكدت مصادر “الوطني الحر” دعم رئيس الجمهورية “الكامل” للحكومة، كشفت ‏ان مجلس الوزراء سينتقل بعد الأعياد الى الخطة “ب” القائمة على استعادة الأموال ‏المنهوبة والمهربة الى الخارج‎. ‎

بدورها، مصادر حزب الله أكدت عبر “الأنباء” موقفه الثابت الرافض للمس بأموال ‏المودعين، الا انها لم تنفِ ان قاعدة حزب الله هي الأقل ضررًا من هذا التدبير في حال ‏تم اعتماده، لكنها قالت في المقابل إن الحزب “لا يمكنه إدارة الظهر إلى جمهوره ‏وقاعدته الشعبية التي تمتلك ودائع في المصارف‎”.‎

وإزاء هذا التمهيد الواضح لتراجع القوى السياسية المشاركة في الحكومة عن تبنّي خطة ‏السطو على الودائع، وذلك بعد أن ظهر حجم الرفض الشعبي والنقابي والسياسي لها، ‏فإن الفئات التي يستهدفها مشروع الحكومة إذا ما تم تطبيقه، لن تتخلى عن نيتها التحرك ‏بمختلف السبل المتاحة لمنع اقرار هذه الخطة بحال تم تمريرها داخل مجلس الوزراء ‏عبر “تهريبة” ما. وعلمت “الانباء” ان قطاعات المهن الحرة في عدد من الاحزاب ‏السياسية المعارضة وحتى الموالية ستعقد اجتماعاً بهذا الخصوص اليوم لدرس الموقف ‏وخطوات التحرك‎.‎

الى ذلك أوضحت مصادر مالية عبر “الانباء”، أن رئيس الحكومة حين حاول تحييد ‏بعض الفئات من المودعين عن مواجهة خطته بقوله إن 90 بالمئة من الودائع لن يتم ‏المس بها، فهو أشار ضمناً إلى أن الهايركات سيطال الـ10 بالمئة المتبقية من المودعين، ‏وهم المغتربون اللبنانيون، إضافة إلى أصحاب المؤسسات والشركات والمصانع ‏والمعامل والفنادق ورجال الأعمال. وعليه أكدت المصادر المالية أن الهايركات بهذه ‏الحالة سيستهدف كل أصحاب القدرة على الاستثمارات، ما سيشكل ضربة قاسية لأي ‏احتمال لنمو الاقتصاد اللبناني‎.‎

وبالتزامن مع هذا التخبّط الحكومي على كافة الصعد، وفيما علمت “الأنباء” ان مجلس ‏الوزراء سيقوم بعملية تقييم لكل المرحلة السابقة في جلسة اليوم بما يتعلّق بالاجراءات ‏المتخذة لمواجهة كورونا، برز مساء أمس تطور جديد ليس إلا انعكاساً للفشل الرسمي ‏في مقاربة الملفات، وتمثّل بتأجيل توزيع المساعدات المالية التي أقرّتها الحكومة ‏للعائلات المحتاجة بعدما تبيّن أنها كانت ستُوزَّع على أساس لوائح عشوائية غير دقيقة ‏ومسيّسة‎.‎

وفيما أوضحت وزارة الشؤون الاجتماعية أن الإرجاء تم من أجل مزيد من التدقيق، الا ‏ان المعلومات تفيد ان الجيش اللبناني المولج بتوزيع المساعدات تلقى العديد من الشكاوى ‏من المواطنين حول طرق إعداد لوائح المساعدات وتدخّل جهات حزبية موالية فيها، ما ‏اضطره الى أخذ القرار بالتدقيق‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *