الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء: البنك الدولي يقوّض ذرائع السلطة. ومحاولة تعويم الحكومة مكشوفة
الانباء

الأنباء: البنك الدولي يقوّض ذرائع السلطة. ومحاولة تعويم الحكومة مكشوفة

أقل ما يمكن قوله عقب السماع إلى المطالعة المطوّلة لرئيس الحكومة حسان دياب بعد مئة يوم من عمر حكومته: إسمع تفرح، أنظر الى الواقع تحزن حزنا شديداً يتجاوز كل ما أغدقه على اللبنانيين من وعود وإنجازات، باستثناء الاجراءات الصحية التي تُبذل في مواجهة فيروس كورونا رغم الملاحظات الكثيرة على التعبئة العامة التي لم تُطبق في العديد من المناطق اللبنانية، في حين يعود الفضل للبنانيين وحدهم ووعيهم لضرورة الحجر المنزلي كعلاج أساسي في مواجهة الوباء، وإدراكهم لحجم النقص الكبير في الجهوزية الطبية في قطاع الاستشفاء وعدم قدرته على المواجهة في حال التفشي الكبير للفيروس، من دون اغفال الدور الكبير الذي قامت به بعض الأحزاب والجمعيات الأهلية وفي مقدمهم الحزب التقدمي الاشتراكي الذي كان سباقا في التوعية والقيام بإجراءات الوقاية في المناطق والقرى إلى جانب المساعدات التي ساهم بها رئيسه وليد جنبلاط في دعم القطاع الطبي، وبالتالي فإن الفضل لا يعود الى الدولة وحدها انما للتكاتف الوطني الذي شهده لبنان منذ بدء أزمة كورونا.

واضحٌ أن مطالعة دياب تضمنت محاولة مكشوفة لتعويم نفسه والحكومة عبر اعلانه انه سيوقع مراسيم الناجحين في مجلس الخدمة المدنية بتمريرة مقصودة من الفريق المتحكم بالسلطة لإظهار دياب بمظهر القادر عما عجزت عنه حكومة سعد الحريري.

إضافة إلى أن دياب كرّس وقته لتصويب السهام على المعارضة وخاصة الجهات التي تنتقد سياسة هذه الحكومة. كما كان لافتًا في مداخلتي دياب ورئيس الجمهورية ميشال عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء أن السلطة تمر اليوم بمأزق خطير إن لجهة الهجوم على معارضي سياسة الحكومة، أو لجهة ما قاله عون بموضوع سد بسري الذي بلغت تكاليفه على حد قوله ??? مليون دولار بعد أن تمت الاستملاكات ودُفع ثمنها، معتبرًا انه تترتب مسؤولية كبيرة على رفضه، ليأتيه الرد سريعاً من البنك الدولي مموّل المشروع معلناً استعداده لإعادة النظر في وجهة التمويل لخدمة أولويات الشعب اللبناني، الذي للأسف تغفل عنها السلطة.

وما أغفله دياب في مطولته عدم التطرق لأوضاع الناس الذين يعيشون الهاجس والقلق اليومي من كورونا، كما وحش الغلاء الذي بدأ ينهش كل مدخراتهم في ظل خشيتهم على اصرار السلطة الاقتطاع من ودائعهم، ما يعني ذلك أن كل ما يحصل من شرح للازمة عبر الاعلام لن يبدّد قلق اللبنانيين على مستقبلهم الغامض.

مصادر مراقبة رأت عبر “الأنباء” أن دياب تناسى فشل حكومته وتراجعها عن القرارات التي اتخذتها طوال الفترة الماضية من “الكابيتال كونترول” و”الهايركات” الى أزمة الأموال المستحقة للمستشفيات الخاصة، فضلا عن أزمة الغلاء الفاحش في الأسعار، وصولا الى أزمة رغيف الخبز المستجدة والنقص الحاد في المواد الغذائية، مرورا بأزمة المحروقات والتهديد بانقطاع مادة المازوت وعدم قيام وزارة الاقتصاد بالدور المطلوب منها.

مصادر معارضة وصفت عبر “الأنباء” كلام دياب “بالبكاء على الأطلال لأنه لم يستطع القيام بما وعد به، وكلامه لا يستدعي لا الرد ولا التعليق عليه، فالناس أدرى بما تقوم به هذه الحكومة”.

وفي الشأن الصحي ومع وصول دفعة جديدة من المساعدات الصينية يستمر الارتفاع البطيء في عدد الإصابات بفيروس كورونا، ما يشير الى ان الحجر المنزلي يعطي نتائج ملموسة بالحد من الانتشار، لكن ذلك لا يعفي الناس من التزاماتها تجاه صحتها وصحة أبنائها وذلك من خلال الاستمرار في الوقاية الذاتية، في وقت ترتفع فيه مطالبة البلديات بمستحقاتها من الصندوق المستقل عن سنتي 2018 و2019 للقيام بما يلزم تجاه هذه الأزمة.

وفيما ترددت أخبار عن اتجاه نحو بدء تخفيف الاجراءات، اكدت مصادر مطلعة عبر “الانباء” ان هذه المعلومات غير دقيقة لا بل إن الاتجاه هو لتمديد التعبئة العامة بعد ?? نيسان لمدة أسبوعين واستمرار حظر التجول ليلا.

وشددت مصادر طبية عبر “الأنباء” على ضرورة عدم التراخي في الاجراءات المتخذة من قبل الحكومة او من قبل المواطنين نتيجة التباطؤ في عدد الاصابات المسجلة، مستشهدة بتحذيرات منظمة الصحة العالمية للدول من العودة الى الحياة الطبيعية في الوقت نفسه، خاصة وأنه لم يتم التوصل بعد الى علاج او لقاح للفيروس، وعليه فإن التباعد الاجتماعي لا يزال ضرورة وحاجة ملحة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *