الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق : بري: الدولار 15 ألفا إذا أقالوا سلامة‎ ‎ ‎ ‎
الشرق

الشرق : بري: الدولار 15 ألفا إذا أقالوا سلامة‎ ‎ ‎ ‎

كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : على مصراعيها فُتحت ابواب الحرب الشعواء على مشروع استكمال وضع اليد على البلد، وأخطر ما فيها انها ‏تفتح معها نوافذ على فتن من اكثر من طبيعة طائفية وحزبية وتقحم القطاع المالي آخر معاقل الصمود في الصراع ‏السياسي المستعر الذي لم تنفع كل عمليات التجميل والترقيع في تبديده او إخفاء معالمه الجليّة‎.‎
‎ ‎
مواقف رئيس الحكومة حسان دياب امس التي تسببت بالاذى اكثر مما افادت، لكونها جاءت مجتزأة وعكست ‏خلفيات كيدية انتقامية لا محاسبتية، كما يطالب الشعب الثائر على قاعدة “كلن يعني كلن”، قرأ فيها الخارج كما ‏اكثر من نصف الشعب اللبناني، صفارة انطلاق حكومية لتنفيذ اجندة سياسية خارجية كان امين عام حزب الله ‏السيد حسن نصرالله اول من رسم خطوطها العريضة‎.‎
‎ ‎
كان الاجدى بالرئيس دياب بحسب ما يجمع اطراف الفريق المعارض الذي تتوسع دائرته باضطراد ان يفتح اكثر ‏مروحة اتهاماته ويدل بالاصبع على كل الفاسدين عوض حصر المسؤولية بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ‏وهو الذي لم تتمكن حكومته بعد 75 يوما من انجاز تعيين مالي او فرض تشكيلات قضائية نزيهة او منع تمرير ‏صفقة تهريب العميل عامر الفاخوري، او الاشارة، ولو عن بعد الى من طلب من الحاكم، صرف 8 الاف مليار ‏ليرة ثم 5 آلاف مليار ليرة في موازنة العام 2019‏‎.‎
‎ ‎
لكن “حفلة الجنون” التي قرر البعض اقامتها يبدو الخارج غير راض عنها والارجح انه قد يتدخل لمنعها، ذلك ان ‏مجرد رصد حركة الزيارات الديبلوماسية في اتجاه اللقلوق التي زارها السفير الفرنسي برونو فوشيه بعد السفيرة ‏الاميركية دوروثي شيا، يكفي لكشف ما قد يفعله هذا الخارج، تزامنا مع حملة سنية شرسة على الرئيس دياب ‏ومواقفه اطلت برأسها اليوم من دار الفتوى ، واتبعها البطريرك الماروني بموقف ناري ضد من يستهدفون سلامة‎.‎
‎ ‎
ففيما لم يجف حبر مواقف الرئيس دياب بعيد جلسة مجلس الوزراء اول امس التي هاجم فيها حاكم مصرف لبنان ‏رياض سلامة محمّلاً إياه مسؤولية تدهور العملة الوطنية، وفي انتظار بيان تقني مفصل بالارقام سيصدره الحاكم ‏في بحر الاسبوع يتناول كل ما اثير اخيرا، بدأت حملة سنّية مضادة في اتّجاه دياب شكّلت الحملة التي اطلقتها دار ‏الفتوى لائتلاف المؤسسات الإغاثية مناسبة لإطلاقها، لاسيما من قبل رؤساء الحكومات‎.‎
‎ ‎
وقال الرئيس فؤاد السنيورة “ليس هكذا تعالج الأمور وبتقديري يجب النظر إلى المشكلة بالمعالجات الحقيقية ‏والمطلوب استنهاض المواطنين في دعم مسيرة الاصلاح الحقيقي”، مُشيراً إلى “أن المطلوب إعادة الاعتبار الى ‏الدستور واتفاق الطائف وإلى الكفاءة والجدارة في تحمّل المسؤولية، وبالتالي اخضاع الجميع الى المحاسبة وفق ‏الأطر الدستورية”، مؤكداً ان “صندوق النقد هو الوسيلة الوحيدة الذي تستعين به الدول لاستعادة المصداقية”، ‏مُعتبِراً ان “الدولار لا ينزل بالعصا انما بإستعادة الثقة‎”.‎
‎ ‎
من جهته، لفت الرئيس تمام سلام الى “أننا نعيش في مرحلة صعبة وبالتالي نحتاج إلى عناية ودراية من ‏المسؤولين ولا يمكنهم وضع أنفسهم في موقع التصدي والدخول في جوّ المزايدات السياسية التي لا تؤدي إلى أي ‏نتيجة وبدأت الانهيارات لأنه تم الخروج عن الدستور”، وقال “في الـ3 سنوات الأخيرة كان يجب أن تتمّ معالجة ‏التراكمات التي يتحدّث عنها الجميع في السنوات الـ30 الأخيرة، لكن بدل ذلك تمّ اللجوء إلى الخطابات الثأرية ‏والطائفية‎”.‎
‎ ‎
كذلك علّق الوزير السابق نهاد المشنوق على خطاب دياب، مُعتبراً أن “لا ضرورة لحرب الردود لكن دياب منذ ‏اللحظة التي كُلف فيها يتصرّف على طريقة قيادة السيارة والنّظر إلى الوراء وشي طبيعي إنو يفوت بالحيط”. ‏وأشار إلى “مؤامرة على السنّية السياسية وأهل السنة”، مُتمنياً “ألا يكون دياب جزءاً منها‎”.‎
‎ ‎
وأمس قال البطريرك الراعي: انتظرنا من الحكومة خطة إصلاحية ففاجأنا بحُكمٍ مبرم بحقّ حاكم مصرف لبنان، ‏متسائلا مَن المستفيد مِن زعزعة حاكميَّة مصرف لبنان؟ المستفيد نفسه يعلم! أمَّا نحن فنعرف النَّتيجة الوخيمة ‏وهي القضاء على ثقة اللُّبنانيِّين والدُّول بمقوِّمات دولتنا الدستوريَّة. وهل هذا النَّهج المُغاير لنظامنا السِّياسيّ اللُّبنانيّ ‏جزءٌ مِن مخطَّط لتغيير وجه لبنان؟ يبدو كذلك‎!‎
‎ ‎
وعلق الوزير جبران باسيل في مؤتمر صحافي مطول امس على هذه المواقف فانتقد تدخل المرجعيات الروحية ‏في الشؤون السياسية‎.‎
‎ ‎
اما الموقف الاقوى فجاء من رئيس مجلس النواب نبيه بري اذ اختصر مشهد ما حصل في الجلسة الاخيرة ‏للحكومة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بترداد المثل المأثور، “ما هكذا تورد الإبل”، ويضرب هذا المثل ‏لمن قصر في الأمر او لمن تكلف امراً لا يحسنه‎.‎
‎ ‎
وأوضح بري في ان ما قاله وزير المال غازي وزني في تلك الجلسة هو المعبّر عنا تماماً، في وقت ينتظر فيه ‏الجميع الخطة المالية والاقتصادية التي تعدها الحكومة‎.‎
‎ ‎
ولم يحصل في الجلسة تصويت على إقالة سلامة وكل ما حصل كان أشبه بعملية “جس نبض” حيال هذه المسألة. ‏ولذلك عارض الوزيران وزني وعباس مرتضى هذا الطرح لا اكثر ولا أقل‎.‎
‎ ‎
وأرجع بري هذا الموقف اولًا الى عدم وجود مجلس مركزي في المصرف ولا لجنة الرقابة على المصارف. وإذا ‏تمت الإقالة بحسب ما قال مرتضى فإن اللبنانيين سيستيقظون على سعر الدولار بـ 15 ألف ليرة‎.‎
‎ ‎
وكان لرئيس الحكومة حسان دياب سلسلة مواقف خلال زيارته مقر المديرية العامة لقوى الامن الداخلي وكان في ‏استقباله وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. وقال “الواقع، أن ‏صورة الدولة باهتة في نظر اللبنانيين. الدولة غير موجودة فعلياً في عقول الناس. الدولة ترهّلت، نتيجة ممارسات ‏أساءت إلى دورها‎.‎
‎ ‎
في الاثناء، وبعد أقل من 24 ساعة على لقائه السفيرة الاميركية دوروثي شيا في دارته في اللقلوق، التقى رئيس ‏‏”التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل اليوم ايضاً السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، ودام الاجتماع ‏ساعتين‎.‎
‎ ‎
يأتي ذلك فيما يستمر الصرافون بإضرابهم لغاية اليوم الاثنين احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار، في حين ‏يفتح الصرافون غير الشرعيين أبواب محالهم مستغلين الوضع لرفع شراء الدولار. وتجاوز سعر الصرف عند ‏الصرافين غير الشرعيين 4000 ليرة وخصوصا في البقاع، في غياب اي اجراء ردعي من قبل الدولة واجهزتها ‏لتوقيف هؤلاء، وهم معروفون بالاسماء‎.‎
‎ ‎
وفي سياق المواقف الداعية الى عدم “الاستنسابية” في مسألة المحاسبة والاصلاح، اعتبر رئيس حزب “القوات ‏اللبنانية” سمير جعجع “ان التدقيق المالي ضروري وضروري جداً في مصرف لبنان، لكن ايضاً ضروري ‏وضروري جداً في قطاعات الكهرباء والاتصالات والجمارك والمرفأ وغيرها من المؤسسات العامة، وعلى ان ‏يكون أيضاً وأيضاً في هذه القطاعات تدقيق إداري ومالي وقانوني. لقد قررت الحكومة ان تبدأ من مصرف لبنان. ‏فليكن، لكن هناك خطوات إصلاحية أساسية جداً تستطيع بالتوازي البدء فيها كي لا تُظَهَّر المسألة وكأنها انتقائية ‏ومحاولة اقتصاص من فريق او إدارة او شخص معين‎”.‎
‎ ‎
وفي المشهد الكوروني، سجل خلال عطلة نهاية الاسبوع 11 حالة كورونا جديدة، مما رفع العدد التراكمي منذ ‏بداية الأزمة في 21 شباط الفائت الى اليوم السبت الى 707 اصابة، وسجلت حالتا وفاة ما رفع عدد الوفيات إلى ‏‏24 منذ بداية الأزمة”. وسجلت 143 حالة شفاء نهائي من الفيروس منذ بداية الازمة‎”.‎
‎ ‎
وتبدأ اليوم المرحلة الاولى من تخفيف اجراءات الحجر المنزلي، بحيث سمح لبعض القطاعات، مثل المصانع ‏وكاراجات تصليح وصيانة السيارات والمكتبات بالعمل في اوقات محددة، كما مدد دوام العمل في السوبرماركت ‏والافران والباتيسري ومطاعم المأكولات الجاهزة حتى التاسعة ليلا‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *