من منابر المقار الرسمية التي تحولت منصات هجومية الى الشارع، انتقل الحدث. معركة اقالة حاكم مصرف لبنان التي فتحتها المنظومة السياسية لم تجد ما يكفي من السلاح لاعلان النصر فانكفأت، وليست مواقف رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة حسان دياب من بعبدا الا اشارة في هذا الاتجاه. الرئيس عون اكد ان التصدي لآفة الفساد ”لا يمكن أن يكون ظرفيّاً أو جزئيّاً أو انتقائيّاً أو استنسابيّاً، والرئيس دياب أقر بوجود غطاء لا يمكن رفعه لمحاسبة اي فاسد.
اما الشارع المكتوي بنار الدولار المحلقّ في سابقة لم يشهدها التاريخ اللبناني ولا يجد من يردعه، على رغم تحديد مواقع واسماء ومناطق عمل المتورطين، وبأسعار السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية التي باتت خارج متناول الشعب، فالتهب مجددا ولم ينتظر ساعة صفر تخفيف اجراءات التعبئة التي انطلقت اليوم. استعادت الثورة زخمها قبل ان ينبلج فجر الاثنين مدججة بسلاح المواجهة السلمية، مهما كلف الامر، قطعت الطرق في مواقعها المعهودة ورفعت الصوت في وجه السلطة الفاسدة التي افقرت اللبنانيين و”شحدتهم اللقمة” وشعارها الاوحد في وجه محاولة استغلالها لتصفية الحسابات السياسية في ما بينها “كلن يعني كلن”.
عودة التحركات:
فبعد ليلة صاخبة وعمليات كر وفر بين القوى الامنية والثوار، عمد محتجون ظهر اليوم الى قطع الطريق على اوتوستراد ذوق مصبح ، احتجاجا على الاوضاع المعيشية تحت شعار “ثورة الجياع”، وعملت القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي على فتحها، وقد تسبب التجمع بزحمة سير على الاوتوستراد. كما أقدم عدد من المحتجين على إشعال الاطارات على المسلك الغربي لاوتوستراد جبيل – تحت جسر البلدية، وحضرت الى المكان عناصر قوى الامن الداخلي. وقطع عدد من المحتجين الطريق عند جسر يسوع الملك باتجاه بيروت، وحصل تدافع مع عناصر الجيش اللبناني الذين تدخلوا لإعادة فتحها، ما تسبب بزحمة سير خانقة على الاوتوتسراد. كذلك عمد محتجون إلى قطع السير على اوتوستراد الناعمة بالاتجاهين. وأفيد عن احتجاج نفذه عدد من المواطنين في ساحة الشهداء اعتراضاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية المعيشية. وتمّ قطع السير على اوتوستراد المنية بالقرب من البلدية. وبقاعاً، قطع عدد من المحتجين طريق عام برالياس عند مفرق المرج بالإتجاهين وطريق تعلبايا ايضا، وشمالا في دير عمار عند البلدية وطريق البداوي والمحمرة. في المقابل، أصدرت قيادة الجيش بياناً جاء فيه: “نؤكد احترامنا لحق التظاهر وندعو المتظاهرين الى عدم قطع الطرقات والتعدي على الاملاك العامة والخاصة”.
توقيف صرافين:
وليس بعيدا، وفي حين جالت فرق من وزارة الاقتصاد على المحال لمراقبة الاسعار، فيما تخطى سعر صرف الدولار الـ4200 ليرة، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامـة أن “كل قطعات قوى الامن الداخلي الإقليمية باشرت على كافة الأراضي اللبنانية بتنفيذ مضمون تعميم حاكم مصرف لبنان “وسيط رقم 553” بتاريخ 27-04-2020 بناءً لإشارة النيابة العامة التمييزية، وهي تعمل على توقيف الصرافين غير المرخّصين، والصرافين المرخّصين الذين يخالفون هذا التعميم وختم محالهم بالشمع الأحمر. وأفيد ان تم توقيف نحو 19 صرافا. وكان مصرف لبنان اصدر تعميما امس حمل الرقم 553 الى مؤسسات الصرافة يدعوهم فيه الى التقيد بحد أقصى لسعر بيع الدولار لا يتعدى 3200 ليرة لبنانية.
في بعبدا:
سياسيا، وعشية جلسة مجلس الوزراء غدا في السراي والتي ستناقش جدول اعمال من بندين وحيدين، (الاول يتعلق بإقرار النصوص والصيغة النهائية المتعلقة بالمواضيع التي سبق للمجلس ان وافق عليها في جلسته الاخيرة الجمعة الماضي، وهي اجراء تحقيقات لتحديد الحسابات التي أُجريت منها تحويلات مالية، واتخاذ اجراءات في حق صاحبها، واتخاذ تدابير آنية وفورية لمكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة، وإقرار مشروع قانون يتعلّق باسترداد تحاويل الى الخارج، التي جرت بعد 17 تشرين الاول الماضي. اما البند الثاني فيتعلق باستكمال البحث في الصيغة النهائية للخطة الإصلاحية للحكومة توصّلاً لإقرارها)، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن “أي تصد لآفة الفساد لا يمكن أن يكون ظرفيا أو جزئيا أو انتقائيا أو استنسابيا، كي لا نقع في المحظور الأخطر المتمثل بعدم المساواة في المساءلة بين المفسدين والفاسدين من جهة، وتسلح هؤلاء بالمرجعية الروحية أو السياسية للتفلت من تلك المساءلة”.
الاشتراكي:
اما الاشتباك السياسي الذي بدأ مع حديث دياب عن الحاكم سلامة الجمعة، فاستمر اليوم. وفي وقت يرتقب ان يصدر عن الحاكم سلامة بيان مفصل الاربعاء على الارجح، دعا الحزب “التقدمي الاشتراكي” الى اعتماد مجموعة اجراءات اصلاحية وانتقد مواقف النائب جبران باسيل قائلاً: “لا احد يزايد علينا بالنفط في لبنان ونحن نعلم ان مئات ملايين الدولارات وضعت في سياسة السدود وليس من تصوّر، وهو يقود الباخرة يكون من جلب الغاز الى المنطقة”.
الحجار:
من جانبه، غرّد عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار عبر “تويتر”: “بالـ2012 كان جبران باسيل وزير طاقة، وصارت بوقتها فضيحة سرقة مليارات الليرات من المازوت، ورفض ان يعطي المدعي العام المالي إذنا بملاحقة المشتبه فيهم وجميعهم في فلكه.. يتفضل اليوم يطلب ملاحقتهم.. بلا ضحك عالعالم.. الفساد منكم وفيكم والكهرباء اكبر دليل”.
3 اصابات
: صحيا، وفي وقت دخلت اجراءات التخفيف من حال التعبئة حيز التنفيذ تدريجيا اليوم، أعلنت وزارة الصحة العامة، تسجيل 3 إصابات جديدة بفيروس كورونا (من اصل 1540 فحصا) ما يرفع العدد الإجمالي إلى 710.