ما كاد اللبنانيون يتنفسون الصعداء بعد تراجع اصابات كورونا المحلية، وتخفيف قيود التباعد الاجتماعي، حتى عاد شبح الوباء الى الساحة ليعيدهم الى المرحلة الاولى من التعبئة العامة. اذن، التراخي والاهمال من بعض الوافدين في جميع المناطق اللبنانية ادى الى تعاظم عداد الاصابات بوباء كورونا، ما حدا بالحكومة اللبنانية الى اتخاذ قرار صارم وجذري بإقفال البلاد لمدة أربعة أيام، في محاولةٍ منها لكسر حلقة الاصابات، والعودة بالامور الى ما كانت عليه منذ اسبوع عندما كان لبنان يتحضر الى مرحلة جديدة من تخفيف القيود، المتعلقة بالتباعد الاجتماعي وعودة بعض القطاعات الى العمل.
يقول مصدر طبي في اللجنة الطبية لمكافحة وباء كورونا للديار، بأن الانتشار الثاني كان من المتوقع ان يحصل بعد شهر من تخفيف القيود اي في شهر تموز، غير أن عدم التزام الوافدين من الخارج بشروط العزل والحجر الصحي في منازلهم سرّع الموجة الثانية. لذا هنالك توجه لدى وزارة الصحة لفرض الحجر الالزامي على المواطنين الوافدين من الخارج التي تأتي نتائج فحوصاتهم ايجابية، اي عزل الوافد في احدى المستشفيات او في المراكز المستحدثة مؤخرا لاستضافة مرضى كورونا.
المفاوضات مع صندوق النقد الدولي
يبدأ لبنان اليوم الخطوة الاولى من التفاوض في رحلة الالف ميل مع صندوق النقد الدولي، حيث سيعقد الوفد اللبناني المؤلف من وزير المالية غازي وزني ومدير عام المالية ألان بيفاني، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، اضافة الى مستشاري رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، الاجتماع الاول من سلسلة اجتماعات مع فريق صندوق النقد الدولي عبر تقنية الفيديو لعدم قدرة فريق الصندوق على السفر بسبب وباء كورونا المستجد. ويبدأ الاجتماع الاول بكلمة لوزير المال وزني، يشرح فيها الخطة الاقتصادية للحكومة بعناوينها العريضة، هذا ويتوقع مصدر حكومي مطلع على مجريات المفاوضات السابقة مع الصندوق، أن يبلغ الاخير الوفد اللبناني رأيه بالخطة، والذي كان ابدى اعجابه بها، ثم ينتقل الصندوق الى طرح خطته التنفيذية لمشروع الحكومة الاقتصادي وكيفية تطبيقها على مراحل، اضافة الى تذكير الجانب اللبناني بشروط الصندوق، للدخول في مشروع تمويل الاقتصاد اللبناني كفرض ضرائب جديدة ورفع ضرائب موجودة أصلاً، كالضريبة على القيمة المضافة، تحرير سعر الصرف وتحجيم واعادة هيكلة الدين العام. غير أن المصدر الحكومي يؤكد للديار، أن الوفد ليس لديه القدرة على البت في هذه المواضيع بدءاً من تحرير سعر الصرف حيث لا يزال حتى الان موضع خلاف وتجاذبات بين القوى السياسية داخل وخارج الحكومة. ويضيف المصدر الحكومي أن تقليل الدين العام عبر اعادة هيكلته، سوف يسبب مواجهة مع لوبي مصرفي-سياسي كبير وضاغط، اذ كلما كانت الهيكلة كبيرة وتقلص الدين العام، كلما ارتفعت خسائر المصارف التجارية، ما يحتم مواجهة شرسة مع المصارف غير معروفة نتائجها حتى الان.
وفي السياق نفسه، يكشف المصدر الحكومي عن تخوفه من صدام داخل الاجتماع حول خسائر القطاع المصرفي والمصرف المركزي، اذ من المتوقع ان بعض من في الوفد سوف يرفض أرقام الحكومة حول الخسائر في مصرف لبنان، ما قد ينسف الاجتماع ونتائجه المرجوة، ويضيف المصدر أن صندوق النقد يتوقع ان تكون الخسائر في المركزي أكثر مما أتى بالخطة الاقتصادية، وأن الصندوق سوف يطالب بتدقيق مستقل من جهته بارقام الدولة، ان كان في مصرف لبنان او في مؤسسات اخرى.
قرار مجلس الوزراء بالاقفال أربعة أيام
اتخذ مجلس الوزراء قرارا بالإقفال العام في لبنان لمدة اربعة ايام يبدأ مساء اليوم الاربعاء وينتهي صباح يوم الاثنين المقبل، وذلك ضمن سلسلة الاجراءات لمكافحة وباء «كورونا» الذي ارتفعت نسبة الاصابات به بين المواطنين خلال الايام الفائتة بنسبة كبيرة.
هذا ودعا الرئيس عون الى «ضرورة اعادة النظر بالترتيبات والاجراءات المتخذة لمواكبة وباء «كورونا»، لا سيما وان عدد الاصابات تطور بشكل مؤسف خلال الايام القليلة الماضية»، مطالبا بـ «تشديد الرقابة على اماكن الحجر الصحي، وبتعاون جميع المعنيين لتأمين نجاح اجراءات الوقاية المتخذة في المناطق اللبنانية كافة»، متمنيا على المواطنين الذين يتابعون الحجر المنزلي «التزام كل ما هو مطلوب منهم في هذا الاطار، تفاديا لاتخاذ اجراءات قانونية بحقهم ان هم خالفوا قواعد الوقاية».
اما الرئيس دياب، فأوضح انه «بسبب التراخي في بعض المناطق والإهمال وعدم المسؤولية عند بعض المواطنين، فإن الإنجاز الذي تحقق لمكافحة «كورونا» مهدد اليوم بالانهيار»، لافتا الى «اعادة النظر بخطة إعادة فتح القطاعات».
زيارة بهية الحريري للرئيس الحريري
في توقيت لافت، قامت النائب بهية الحريري بزيارة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في رسالة واضحة على أنها جرعة دعم، في الوقت الذي يواجه به الرئيس الحريري تهديد جدي لمستقبله السياسي من قبل شقيقه رجل الاعمال بهاء الحريري. وهي ليست المرة الاولى التي تتحرك النائب بهية الحريري لدعم ابن شقيقها الرئيس الحريري وتثبيت موقعه كوريث للحريرية السياسية في لبنان والزعيم السني الاقوى، اذ لعبت دوراً بارزاً مع ابنائها احمد ونادر الحريري في التأكيد على زعامة «سعد» يوم خطف واجبر على الاستقالة من السعودية.