عاد عداد «كورونا» الى التحليق مجددا بعد ايام قليلة على اعادة فتح مطار رفيق الحريري الدولي، الرقم «مقلق» لان عملية رصد «المستهترين» القادمين من الخارج صعبة، والاجراءات الصحية قد تكون عاجزة عن مراقبة كل القادمين من الخارج ما يضع لبنان امام تحد جديد وسط مخاوف من «موجة» جديدة «للوباء». في هذا الوقت، وفي غياب اي مبادرة فرنسية اتجاه لبنان، انجلى غبار الحراك الاميركي على الساحة اللبنانية بعد ساعات على مغادرة قائد المنطقة الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي بيروت والذي جدد التأكيد على اولوية امن اسرائيل على حساب السيادة اللبنانية، واذا كان كلامه غير مفاجىء، فان ما اكتشفه المسؤولون اللبنانيون بالامس غياب استراتيجية اميركية واضحة حيال «سقف» الضغوط على «الساحة اللبنانية» بعدما اكتشف الاميركيون على نحو متأخر بان حزب الله «وبيئته» لم يتأثروا بالتضييق الاقتصادي الخانق، والان لا يمكلون «خطة باء» «للنزول عن الشجرة» بعدما اكتشفوا متأخرين ايضا ان لا حلفاء في الداخل يمكن الاعتماد عليهم لاسقاط الحكومة واجبار الحزب على تقديم تنازلات في السلطة التنفيذية مقابل وعود «برفع» الفيتوات الموضوعة على «المساعدات» الخارجية اذا ما تم تشكيل حكومة تتماشى مع رغبات واشنطن.
«جس نبض» اميركي
وفي هذا السياق، جاءت زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا الثانية خلال 24 ساعة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث تفيد المعلومات بان الدبلوماسية الاميركية عمدت الى تقديم شروحات مفصلة حول موقف ادارتها من التطورات على الساحة اللبنانية انطلاقا من تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو امس الاول، وقد حاولت شيا مجددا «جس نبض» «عين التينة» حيال الافكار المتداولة لايجاد «مخرج» حكومي يمكن تقديمه كانجاز لادارتها مع تأكيدها ان الولايات المتحدة الاميركية غير متمسكة باشخاص ولكنها تريد حكومة غير مسيطر عليها من قبل حزب الله، وطلبت من رئيس المجلس المساعدة على «تدوير الزوايا» في هذا الاطار، مشددة على ان بلادها لا ترغب «بالفوضى» على الساحة اللبنانية، لكنها لن تسمح لايران «بالسيطرة» على لبنان من خلال حزب الله.
التحذير من الحسابات الخاطئة
في المقابل، عبر بري عن قلقه من جعل لبنان «ساحة» لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية، وحذر من الحسابات الخاطئة التي قد تؤدي الى «الفوضى»، مشددا على ان الحكومة الحالية جاءت بعدما رفضت قوى 14 آذار المشاركة في حكومة وحدة وطنية شارحا مساعيه الشخصية مع الرئيس سعد الحريري، لافتا الى انه غير راض على اداء الحكومة الحالية لكن استبدالها صعب في هذه الظروف، واشار الى ان مشاركة حزب الله المباشرة غير موجودة، وهو اقل من الحكومات السابقة، ولا يوجد اي تبرير لتصعيد الموقف، مذكرا ان للحزب تمثيل نيابي وشعبي كبير في البلد ولا يمكن لاحد تجاوزه.
هل يحصل لبنان على «استثناءات»؟
وفيما اكد مسؤول الملف السوري في الخارجية الاميركية جويل رايبون ان لبنان لن يحصل على استثناءات في قانون قيصر، علم ان بري طرح امكانية حصول لبنان «استثناءات» لاستيراد النفط والفيول من طهران، كما حصل مع العراق سابقا. وقد وعدت شيا برفع الامر الى وزارة الخارجية. كما بحث خلال اللقاء في امكانية تحريك ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية الجنوبية، وقد اكد بري عدم تفريط لبنان بموارده، محذرا من خطورة الخطوات الاسرائيلية للتنقيب في المنطقة المتنازع عليها..
واشنطن «مطمئنة»..؟
وفي هذا السياق، تشير اوساط سياسية بارزة الى ان واشنطن التي تحذر من تعاون لبنان النفطي مع ايران، وتهدد بالعقوبات، تبدو «مطمئنة» الى ان شركاء حزب الله في الحكومة لن يقدموا على خطوة مماثلة، ونقل زوار السفارة الاميركية عن شيا تأكيدها انها سمعت من الوزير السابق جبران باسيل كلاما «مطمئنا» حول هذا الملف، وكذلك من وزراء مقربين من رئيس الحكومة حسان دياب، وهو امر اكد عليه بالامس وزير الطاقة ريمون غجر الذي قال ردا على سؤال حول تهديدات بومبيو، بان وزارته ليست في وارد استيراد المشتقات النفطية من ايران… وعند هذه النقطة تراهن واشنطن على «تفكيك» هذا التحالف الذي تصفه «بالهجين»..
قلق لدى «خصوم» حزب الله
لكن المعضلة الاساسية تكمن في عدم ثقة «خصوم» حزب الله بذهاب الاميركيين الى نهاية الخط في المواجهة على الساحة اللبنانية، فما يقلق حلفاء اميركا في لبنان في هذه المرحلة هو غياب الاستراتيجية الاميركية المرتبطة «باليوم الثاني»، فحتى الان لا يبدو واضحا كيف ستترجم واشنطن تهديداتها الى افعال بعدما استخدمت «عصا» الاقتصاد «الغليظة»، وتبين ان الاقتصاد اللبناني تضرر كثيرا بمعزل عن حزب الله الذي نجح في تأمين وارداته المالية بالدولار، ولم يتأثر محازبوه بانهيار العملة الوطنية، بل على العكس شعروا للمرة الاولى برفاهية غير مسبوقة بفعل فارق اسعار الصرف.
امن اسرائيل اولوية اميركية
وفي موقف «وقح» يؤكد الانحياز الاميركي لاسرائيل على حساب السيادة اللبنانية، قال قائد المنطقة المركزية الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال كينيث ماكينزي ردا على سؤال حول مضاعفة اسرائيل من أنشطتها المستفزة في لبنان: من الواضح أن لدى اسرائيل مصالح أمنية مشروعة ونتطلع الى اليوم الذي لا يكون فيه أي تهديد ضدها ينطلق من جيرانها؟ مؤكدا ان الولايات المتحدة ستستمر في دعم الجيش اللبناني بصفته الممثل المسلح الوحيد لحكومة لبنان.
اجواء اوروبية غير «مشجعة»
وفي هذا السياق، لم تكن الاجواء الاوروبية، وخصوصا الفرنسية مشجعة، فبعد مراجعة اكثر من مسؤول لبناني سابق «للاصدقاء» الاوروبيين، كان الجواب لا «تثقوا» بهذه الادارة الاميركية وتوقعوا سلوكا متقلبا من قبل الرئيس دونالد ترامب قبل الانتخابات الرئاسية، وقالوا صراحة نحن لا يمكننا التكهن بما يريد فعله، واذا وجد ان مصلحته الانتخابية تقضي الجلوس على «الطاولة» مع الايرانيين سيفعلها، وعندها ستكون التسوية على حسابكم، ولذلك فالمطلوب عدم التورط في اي «مغامرة»، لان الرئيس الاميركي يشعر «بالضيق» في ظل تراجعه في استطلاعات الرأي خلف المرشح الديمقراطي وسيفعل اي شيء للفوز، فاذا اختار التصعيد والمواجهة لا مصلحة للبنانيين بالتورط، واذا اختار التسوية ستكون على حساب حلفائه. ولا تصدقوا ان لديه خططا واضحة للمستقبل فهو رجل متقلب ولا يمكن الركون اليه.
وفي هذا السياق، تبقى إيران، برأي الدبلوماسيين الاوروبيين القضية التي تجد فيها إدارة ترمب مجالاً لاستخراج بعض العائد الانتخابي، مستعينة بســـياسة «الضغط» لاجبار طهران على الجلوس على «طاولة» المفاوضات مجددا، بعدما أكد أكثر من مسؤول أميركي أن هدف واشنطن ليس إسقاط النـظام الإيــراني.
لا مباردة فرنسية
وفي السياق نفسه، تشير المعلومات الى ان السفير الفرنسي برونو فوشي ابلغ من راجعه من المسؤولين اللبنانيين حول تصريحات وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان «القاسية» امس الاول، واعلانه نيته زيارة بيروت، ان لا مبادرة فرنسية جديدة، ولا تفاهم مع الاميركيين على اي «تسوية» بعد، لكن رئيس الدبلوماسية الفرنسية غير راض عن اداء الحكومة، ويجد نفسه مضطرا للحديث «المتشدد» عن قرب والمطالبة بضرورة اقرار الاصلاحات، وعدم تضييع الوقت والمماطلة. وكان رئيس الحكومة حسان ديابقد رد على لودريان دون ان يسميه في مستهل جلسة مجلس الوزراء وقال أن «الحكومة التزمت بما جاء ببيانها الوزاري ولدينا جدول كامل بالملفات التي انتهت والملفات الباقية ونحن جاهزون لنشرح بالتفصيل لكل من لديه رغبة بمعرفة الحقيقة».
الراعي يدعو «للحياد» خارجيا
في هذا الوقت زار الرئيس سعد الحريري بكركي التي زارها ايضا بعد ظهر امس الرئيس فؤاد السنيورة، وأعلن الحريري بعد زيارته البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ان «لبنان يمر في أسوأ وضع اقتصادي شهده تاريخيا، وهناك تفكير لدى الحكومة والعهد بتغيير النظام الاقتصادي الحر، وكل الأفعال والتصريحات دليل الى ذلك». واكد الحريري ان «لبنان يدفع أثمانا إقليمية لا يجب أن يدفعها وعلى الجميع أن يضحي وأنا ضحيت». ووفقا لدوائر بكركي فان اللقاء كان مقررا قبل عظة البطريرك الراعي حول «حياد» لبنان..وقد اثنى الحريري على موقف بكركي، لكنه شدد على ان لبنان يبقى ملتزما بالقضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية.. ووفقا للمعلومات، يعد البطريرك لجولة خارجية يطرح فيها «وثيقة» الحياد بدءا من الفاتيكان على ان تشمل دول اخرى، وذلك في محاولة لاعادة علاقات لبنان مع اصدقائه واشقائه.
كورونا «يحلق» من جديد
صحيا عاد عداد «كورونا» الى الارتفاع وسجلت بالامس 66 اصابة جديدة، والسبب المباشر اهمال احد القادمين من الخارج الذي حضر عرسا، وذهب الى المسبح، وشارك في مباراة بكرة القدم، ونقل العدوى الى العشرات فيما قام شخص آخر من المصابين بنقل العدوى الى 20 شخصا آخر، في هذا الوقت سجلت حالة كورونا بين طلاب الجامعة اللبنانية، وأعلنت عمادة كلية الاعــلام في الجامعة وإدارة الفرع الأول فيها تعليق الإمتحانات وفرض اجراءات العزل على كافة المخالطين للطالبة المصابة بكورونا. اما وزير التربية طارق المجذوب فأعلن ان سيتم فحص كل طلاب الجامعة اللبنانية في كلية الاعلام – الفرع الاول بالمبنى الذي تنقلت فيه الطالبة التي اصيبت بكورونا، كما سيتم تعقيم المبنى.
«العتمة» باقية..
في هذا الوقت، تبقى «العتمة» على حالها، حيث لن يبدا التحسن الطفيف في التغذية الكهربائية قبل 24 ساعة، وستزداد ساعات التغذية بعد وصول الباخرة الثانية الاسبوع المقبل، ولن تعود الكهرباء الى طبيعتها «التقنينية» قبل اسبوعين حين تصل باخرة الغاز التي تغذي اكبر معملي انتاج..
خلافات حكومية جديدة
وكان مجلس الوزراء قد عقد امس جلسة في السراي الحكومي، حيث تم ارجاء البحث في آلية تعيين أعضاء اللجنة التي ستتولى مهمة إجراء مسح لثروات الموظفين الرسميين الى الثلثاء المقبل، بعد خلافات على آلية تعيينها، واعتراض وزراء حزب الله «وحركة امل» «والمردة»، وقد اكد وزير الاشغال ميشال نجار انه لن تتم الموافقة على تعيين اللجنة لأنها تتعارض مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ومع المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والحصانة التي يتمتعون بها كما أنها قد تكون وسيلة لممارسة الكيدية.
في هذا الوقت، وغداة طلب الرئيس عون إبطال قانون آلية التعيينات، علّق المجلس الدستوري امس، مفــعــول القانون المطعون فيه من رئيس الجمهورية والمتعلق بتحديد آلية التعيين في الفئة الأولى في الإدارات العامة وفي المراكز العليا، الى حين بت المراجعة..
توافق على «ارقام» الخسائر
في هذا الوقت، عقدت اللجنة المالية الخاصة جلسة في السراي الحكومي، بحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ووفقا لمصادر المجتمعين تم الاتفاق على توحيد ارقام الخسائر لتتطابق مع التقرير المقدم من صندوق النقد الدولي، وقد وافق سلامة وجمعية المصارف على هذه «التسوية» كمقدمة لاستئناف الحوار مع «الصندوق» الذي سيتبلغ اليوم بدء الحكومة اصلاحاتها في ملف الكهرباء.
توقيف المعتدين على الحركة
في غضون ذلك اعلن وزير الداخلية محمد فهمي ان شعبة المعلومات اوقفت المعتدين على الناشط واصف حركة، ووفقا للمعلومات فان الموقوفين عددهم 5 اشخاص اعترفوا جميعهم بتنفيذ عملية الاعتداء، والتحقيقات مستمرة لمعرفة الاسباب الحقيقية لاقدامهم على ضربه…