انفجاران متتاليان، عند السادسة ونيف من مساء أمس 4 آب 2020 هزا بيروت، بأحيائها، ومربعاتها، وبناياتها الشامخة، والمتواضعة واحيائها المرتاحة والفقيرة، تبين، بعد دقائق، انهما وقعا في مرفأ بيروت (العنبر 12)، بسبب احتراق مرفقات (كما تسرب) ليتضح لاحقاً، ان لا أساس لهذه المعلومة، التي رافقتها حملة اخبار كاذبة واشاعات، وان ما حصل، سمع صداه في الجبل، امتداداً إلى الجنوب والشمال والبقاع.. وحتى قبرص، قبل ان يعم العالم كلّه، بنبأ بالغ الخطورة والألم: بيروت مدينة منكوبة، مأساة، أكثر من 63 شهيداً، أكثر من 3000 جريح (وفقاً لبيان وزير الصحة حمد حسن) وعشرات المفقودين، غير معروفي المصير، فضلاً عن الذين ضربهم الدمار، أو سقطوا بين الركام، في محيط متفاوت الاضرار من مرفأ بيروت الذي أضحى شبه مدمر بالكامل حسبما أفاد مديرها، إلى وسط العاصمة والضواحي.. بعدما ضاقت المستشفيات والجرحى والمصابين.
وقدر مرصد الزلزال الأردني الانفجار الذي وقع في بيروت بأنه يساوي هزة بقوة 4.5 درجات على ريختر..
ووصفت امرأة كانت في وسط العاصمة ما شعرت به بأنه «يشبه هزة ارضية ثم دوى انفجار أعاد إلى ذاكرتي الانفجار الذي وقع عام 2005 وأدى إلى استشهاد الرئيس رفيق الحريري.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية ظهر اليوم لاتخاذ ما يلزم من قرارات، ابرزها: إقالة المسؤولين عن العنابر، والمتسببن بالانفجار، تشكيل لجنة تحقيق تنهي مهمتها بـ5 أيام، وإعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوعين.. فضلاً عن اجراء ما يلزم لاغاثة المنكوبين، وذلك بناءً على دعوة الرئيس عون، الذي اقترح أيضاً وقرّر تشكيل خلية أزمة في بعبدا برئاسة مدير عام القصر انطوان شقير لمواكبة كارثة المرفأ.
استبق الرئيس حسان دياب، الذي تفقد مكان الانفجار، بعد قليل من وقوعه، بالكشف عن حقائق تعلن عن «المستودع الخطير ألموجود منذ العام 2014، أي منذ ست سنوات…».
ووعد الرئيس دياب بأن «هذه الكارثة لن تمر من دون مسؤولية ومسؤولين عنها».. داعياً إلى التوحد للانتصار إلى الشهداء والجرحى.
وانعقد مجلس الدفاع الأعلى، في اجتماع طارئ عند العاشرة والنصف من مساء أمس في بعبدا، برئاسة الرئيس عون وحضور الرئيس دياب، والأعضاء، بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الذين قضوا.
وأعلن المجلس، بعد انتهاء اجتماعه، ان بيروت مدينة منكوبة، ورفع توصية إلى مجلس الوزراء، الذي ينعقد اليوم، لاعلان حالة الطوارئ في بيروت، وشكل لجنة تحقيق لترفع تقريرها في 5 أيام.
وكشف اللواء عباس إبراهيم ان 2700 طن من مادة الامونيون هي التي انفجرت، وكانت في طريقها إلى افريقيا.
وهو قال، لدى تفقده مكان الانفجار انه وقع في مخزن لمواد شديدة الانفجار مصادرة من سنوات.
وفي مستهل الاجتماع، وبعد الوقوف دقيقة صمت على الشهداء، لفت الرئيس عون إلى ضرورة التحقيق في ما حدث وتحديد المسؤوليات، لا سيما وان تقارير امنية كانت اشارت الى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر الذي وقعت فيه الكارثة.
وقال الرئيس ان اتصالات عدة وردت من رؤساء وملوك دول عربية واجنبية للتضامن مع لبنان في محنته المستجدة، وتقديم مساعدات عاجلة في مختلف المجالات.
ثم تحدث الرئيس دياب معزياً بالشهداء، ومتمنياً للجرحى الشفاء العاجل، داعيا ًالى تشكيل لجنة تحقيق تصدر نتائج تحقيقاتها خلال 48 ساعة، وتحديد المسؤولية. وقال دولته: «لن ارتاح كرئيس حكومة حتى نجد المسؤول عما حصل ومحاسبته وانزال اشد العقوبات به لانه من غير المقبول ان تكون شحنة من نيرات الامونيون تقدر بـ2750 طناً موجودة منذ ست سنوات في مستودع، من دون اتخاذ اجراءات وقائية، وهذا امر غير مقبول ولا يجوز السكوت عنه وتعريض سلامة الاهالي والسكان للخطر. واكد الرئيس على ضرورة اعلان حالة الطوارىء في العاصمة لمدة اسبوعين قابلة للتجديد. وبعد التداول وعرض التقارير التي اعدتها الاجهزة المختصة حول الكارثة، قرر المجلس الاعلى للدفاع رفع التوصيات الآتية الى مجلس الوزراء :
1- اعلان بيروت مدينة منكوبة
2- استنادا الى المادة 3 من قانون الدفاع رقم 102 والمواد 1 و 2 و2و3 و4 من المرسوم الاشتراعي رقم 52 تاريخ 5/8/1968، اعلان حالة الطوارئ في مدينة بيروت لمدة أسبوعين أي من 4/8/2020 لغاية 18/8/2020. وتمارس السلطات المختصة الصلاحيات المنصوص عنها في المرسوم الاشتراعي رقم 52/1968 كما وبالاستناد الى المادة 3 من هذا المرسوم الاشتراعي، تتولى فوراً السلطة العسكرية العليا صلاحية المحافظة على الامن وتوضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة بما فيها قوى الامن الداخلي والامن العام والجمارك ورجال القوى المسلحة في الموانئ والمطار وفي وحدات الحراسة المسلحة ومفارزها بما فيها رجال الإطفاء، وتقوم هذه القوى بواجباتها الأساسية وفقا لقوانينها الخاصة وتحت امرة القيادة العسكرية العليا.
كما تختار السلطة العسكرية العليا بقرار بعض العناصر من هذه القوى لتكليفها بمهام خاصة تتعلق بعمليات الامن وحراسة النقاط الحساسة وعمليات الإنقاذ.
3- تكليف لجنة تحقيق بالاسباب التي ادت الى وقوع هذه الكارثة، على ان ترفع نتيجة التحقيقات الى المراجع القضائية المختصة في مهلة اقصاها 5 ايام من تاريخه، على ان تتخذ اقصى درجات العقوبات بحق المسؤولين.
وعليه، تغيرت الاجندات، وأعلن ان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله قرّر ارجاء اطلالته الإعلامية..
وعلمت «اللواء» ان الكميات (الامونيون) صودرت من باخرة ذاهبة الى افريقيا في العام 2014 حصل عطل في هيكلها اثناء تعويمها عثر على البضاعة ووضعوها في تخزين في مكان مناسب تم العنبر 12 بعيدا لحفظها للبت بها لأنها تحتوي على بضاعة محجوزة وبعد الكشف على العنبر وجدت اضرار بحاجة الى صيانة وحاجة لقفل للباب الذي كان مخلوعا وفجوة في الحائط الجنوبي. يمكن الدخول والخروج بسهولة منه.
وطلب من ادارة مرفأ بيروت تأمين حراسة للعنبر وأمين مستودع وصيانة كامل الأبواب ومعالجة الفجوة. الرواية الأخرى تقول انه حصل تلحيم لها. وتوازي الكمية المنفجرة 1800 طن من التي أن تي.
وهكذا، لبست بيروت ثياب الحداد، قبل إعلان الحداد الوطني اليوم، وبدت العاصمة المكنوبة قبل 15 عاماً باغتيال الحريري، بدءاً من مساء أمس، وكأنها تمشي بجنازة الشبان والأطفال والشيوخ والنسوة، الذين قضوا، والشوارع والمنازل التي اصابها الدمار، ولم يخل منزل من منازلها أو حيّ من احيائها من إصابة بعزيز أو اشياء محسوسة من واجهات ومنازل، حتى ان بعضهم خسر منزله، ومكان ايوائه، مع اطفاله وسيارته في هذه الأيام الحارة، والمرعبة من الكورونا، والمرهقة من الكساد وانهيار العملة، وفقدان الأعمال وارتفاع الأسعار.
وتحدثت معلومات أمنية عن 2750 طناً من مادة الامونيون المصادرة في المرفأ، انفجرت أثناء عملية تلحيم لفتحة صغيرة لمنع السرقة..
وبدأت التحقيقات، وفقاً لتكليف مفوض الحكومة بالانابة لدى المحكمة العسكرية لجمع المعلومات والتحريات لمعرفة حقيقة ما وقع في مرفأ بيروت.
وكان مصدر أمني أكّد ان لا عمل امنياً والانفجار حصل داخل كونتينر يحتوي على مادة النترات داخل المرفأ (العنبر 12).
وتسبب الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، بموجة ذعر بين السكان، وبدمار في كل أنحاء العاصمة. وفي مرفأ بيروت، تحولت المستوعبات الى ركام. في كل شوارع العاصمة وأحيائها، شوهدت سيارات مدمرة متروكة في الطرق، وجرحى تغطيهم الدماء، وزجاج متناثر في كل مكان. ووصل تحطم الزجاج والخراب الى الضواحي والى مناطق بعيدة نسبيا عن بيروت.
وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن هذه المواد مصادرة منذ سنوات من باخرة أصيبت بعطل في مرفأ بيروت، «ما دفع بالقيمين عليها إلى نقلها إلى العنبر رقم 12 في المرفأ». وأضاف «منذ عام بدأت ترشح من الشحنات مادة شديدة الانفجار»، مشيرا الى أنه لم تتم «متابعة المسألة بالشكل المطلوب».
أحدث الانفجار في بيروت اضراراً كبيرة في قصر بعبدا حيث تحطم زجاج الأروقة والمداخل والصالونات وتخلعت الأبواب.
وكشف وزير الاقتصاد راؤول نعمةان سبعة موظفين في الاهراءات مفقودين.
كما، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونفيل أندريا تيننتي أنّه نتيجة للانفجار الهائل الذي هز مرفأ بيروت مساء اليوم، تضررت إحدى سفن اليونيفيل التي كانت راسية في المرفأ، ما أدى إلى إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام التابعة للبحرية بعضهم إصاباتهم خطيرة.
ولفت في بيان إلى أنّ اليونيفيل تقوم بنقل جنود حفظ السلام المصابين إلى أقرب المستشفيات لتلقي العلاج الطبي، كما تُقيّم الوضع، بما في ذلك حجم الأثر على أفراد القوة.
وقال رئيس بعثة اليونيفيل وقائد القوة اللواء ستيفانو ديل كول: «نقف مع شعب لبنان وحكومته خلال هذه الفترة العصيبة ونقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة والدعم».
تعاطف خليجي ومساعدات
وهز الانفجار الكبير العالم العربي، والمجتمع الدولي، وعبرت حكومة المملكة العربية السعودية عن مؤاساتها لذوي الضحايا والمصابين، وأكدت وقوف المملكة التام وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق، وفقاً لتصريح وزارة الخارجية.
وأعلنت قطر انها سترسل مستشفيات ميدانية لمساعدة القطاع الصحي اللبناني في التعامل مع الكارثة. واوردت وكالة الأنباء القطرية ان أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أجرى اتصالاً بالرئيس عون لتقديم التعازي والتضامن مع لبنان واستعداده لتقديم كافة أنواع المساعدة اللازمة. وأعطى توجيهاته بارسال مستشفيات ميدانية إلى لبنان فورا.
من جهته أطلق وزير الخارجية الاماراتي أنور قرقاش تغريدة جاء فيها «قلوبنا مع بيروت وأهلها. دعاؤنا في هذه الساعات العصيبة ان يحفظ رب العالمين لبنان الشقيق واللبنانيين، وان يُخفّف مصابهم ويضمد جراحهم، ويحفظ بيوتهم من الاحزان والآلام».
وارفق الوزير التغريدة بصورة لبرج خليفة مضاء بالوان العلم اللبناني.
وحضت وزارة الخارجية البحرينية رعاياها في لبنان على الاتصال بمركز عمليات الوزارة أو بعثتها الدبلوماسية في بيروت، فيما طلبت الكويت من رعاياها أخذ الحيطة والحذر وملازمة منازلهم. كما دعت من يحتاجون منهم إلى مساعدة للاتصال بالسفارة.
ولاحظ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان انفجار لبنان «يبدو كأنه اعتداء رهيب».
وقال: نعرب عن أسفنا لما وقع في لبنان ومستعدون للمساعدة.
وتقدم وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، «بأحر التعازي إلى جميع المتضررين من الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت ونحن نراقب ونستعد لمساعدة شعب لبنان وهو يتعافى من هذه المأساة الرهيبة».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الوزارة تتابع عن كثب التقارير عن انفجار بيروت ومستعدة لتقديم «كل المساعدة الممكنة»، وذلك بعد انفجار هائل هز العاصمة اللبنانية الثلاثاء وأودى بحياة عشرة أشخاص على الأقل وأصاب المئات.
وذكر المتحدث أن الوزارة ليست لديها معلومات عن سبب الانفجار، وأضاف أنها تتعاون مع السلطات المحلية لمعرفة ما إذا كان هناك أميركيون ضمن المصابين.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسا تقف «الى جانب لبنان» ومستعدة لتقديم المساعدة اليه بعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت واسفر عن قتلى ومئات الجرحى. وكتب لودريان على تويتر «فرنسا واقفة وستقف دائما الى جانب لبنان واللبنانيين. إنها مستعدة لتقديم مساعدتها وفق الحاجات التي ستعبر عنها السلطات اللبنانية».
ووضع وزير خارجية قبرص خلال اتصال مع نظيره شربل وهبة جميع إمكانيات بلاده بتصرف لبنان لمواجهة تداعيات الانفجار.
كما اعرب المنسق الأممي يان كوبيتش للرئيس دياب استعداد الأمم المتحدة لتقديم ما يلزم من مساعدة.
وأعرب صندوق النقد الدولي عن عميق حزنه لخسائر الأرواح والإصابات والدمار من جراء الانفجار الذي وقع في بيروت وعن بالغ الأسى والتعاطف مع شعب لبنان الذي يمر بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.
على صعيد المساعدات، علم ان المساعدة القطرية هي عبارة مستشفيين ميدانيين. من قطر سعة 500 سرير. وسيرسل الرئيس الفرنسي مساعدات عاجلة استثنائية بالتنسيق بين السفارة الفرنسية وخلية الأزمة في القصر الجمهوري اما رئيس وزراء العراق سيرسل كميات من النفط خلال الأزمة اما اردوغان فأبدى استعداد بلاده لتقديم اي مساعدة. وسيرسل العراق اليوم مستسفى ميدانيا.
على صعيد آخر، اتلفت اهراءات القمح وهناك اتصالات لتأمين الطحين من الأفران وهناك 100 ألف برميل من النفط من العراق كل شهر طالما الأزمة موجودة.