الضيف والزائر الكبير الرئيس الفرنسي ايماونيل ماكرون وصل الى لبنان في الذكرى المئة لاعلان دولة لبنان الكبير من قبل فرنسا في بيروت بعد مؤتمر فرساي بحضور الشخصيات الكبيرة اللبنانية على رأسهم البطريرك الراحل الحويك وشخصيات تاريخية من كل الطوائف، الرئيس الفرنسي زاد من لهيب الشارع، واثر ذلك على عواطف الرئيس الفرنسي ليس فقط لانه رأى الدمار الحاصل في مرفأ بيروت والعاصمة، بل لان الجمهور الذي استقبله خاصة في شارع الجميزة وشكى اليه وكأنهم يستغيثون امام الرئيس ماكرون رافعين صوت الغضب امامه وعلى وطنهم، فتجاوب ماكرون مع الجمهور وحمل الرئيس الفرنسي مسؤولية تحدٍ كبيرة، ووضع كل المسؤولين اللبنانيين وغير المسؤولين بل كل الذين مروا بالحكم امام امر واحد «يجب تغير الاسلوب في الحكم» ولا بد من ميثاق جديد يؤدي الى الوحدة الوطنية في لبنان .
زيارة ماكرون وموقفه في لبنان يشبهان زيارة الرئيس الراحل ديغول الى كندا والى منطقة كيبيك حين قال في خطابه في عاصمة كبيبك مونتريال: «لتعش كيبك حرة سيدة» ولا بد ان الرئيس ماكرون قال كلاما مباشرا حمله على عاتقه، وابلغ الجميع انه عائد اول ايلول ليأخذ الجواب من كل المسؤولين الحاليين والسابقين، لكن مقابل ذلك اعطى الرئيس الفرنسي شعلة امل ودفعا قوياً للمساعدة الدولية حين اعلن انه سيدعو الى مساعدات عالمية ودولية، ولكن قال انها ستدار من قبل ادارة شفافة كي تصل المساعدات الى الذين يحتاجونها خارج الاطار الحكومي والحكم.
واستمع الى الجو السياسي من الحكام السابقين والحاليين من موالاة ومعارضة ولا شك انه من الان وحتى الاول من ايلول قد يزور القادة الحاليون والسابقون باريس لتحضير الاجواء لمؤتمر كبير يؤدي للوحدة الوطنية بعد اطلاق عملية الاصلاح بمراسيم من قبل الحكومة لاقرارها في المجلس النيابي وتوقيع رئيس الجمهورية عليها وطبعاً نعطي مدة 5 اشهر لتحقيق ذلك.
انحاز ماكرون الى الشعب وليس الى المسؤولين الحاليين ولا السابقين، وفرنسا دولة قادرة ويحتاج اليها لبنان والعلاقات بين البلدين تاريخية خاصة شعبياً وهي الدولة الاولى في اوروبا ولديها طاقات هامة وعلاقات دولية تضعها في مصاف الدول الاولى. من هنا فإن المساعدة الدولية التي ستأتي الى لبنان ستكون هامة جدا وتخفف كثيرا من الجرح اللبناني الذي اكتمل بعد الازمات السياسية والاقتصادية والمالية والصحية بانفجار كبير دمر نصف العاصمة وشل الحركة الاقتصادية في البلاد.
الرئيس الفرنسي سيبلسم جراح اللبنانيين لكنه سيصطدم برأي كل فريق وهنالك افرقاء لا يقبلون التغيير والسؤال هل ممكن إطلاق ميثاق جديد في لبنان؟ والجواب نعم يمكن اطلاقه، انما الصراع السياسي والاقيليمي سيضع صعوبات كبيرة على خطة ماكرون.
الرئيس ماكرون عائد في اول ايلول وسيحصل لبنان على مساعدة كبيرة بفضله. الرئيس ماكرون الذي سيطلب من الدول الكبرى والدول العربية اضافة الى اتصالاته بالمؤسسات الدولية الكبرى مثل البنك الدولي وصندوق النقد والاتحاد الاوربي والادارة الاميركية وكندا ويرطانيا خاصة والمانيا كما سيتصل ببوتين الرئيس الروسي الفعال والقوي وبالتالي ستكون المساعدة كبيرة جدا بفضل ماكرون وستضع هذه المساعدات القادة اللبنانيين امام تحدٍ كبير لانهم سيرون ان الشعب اللبناني سيؤيد الرئيس ماكرون تجاوبا مع المساعدات الكبيرة وعمله الذي جلب المساعدات، لكن سيكون هناك تحدٍ كبير وهو ان يقبل القادة في الحكم وخارجه التغيير فعليا.
نجح الرئيس ماكرون في التحضير لحوار وطني لبناني برعاية فرنسية ولكن اذا قام اللبنانيون بتفشيل المبادرة يكون لبنان كله الخاسر الاكبر .