سبعة أيامٍ على التكليف، وخمسة أيامٍ على إجراء الرئيس المكلّف الاستشارات النيابية غير الملزمة، وعملياً يتبقى من المهلة التي حدّدتها المبادرة الفرنسية أسبوع واحد لتشكيل الحكومة.
والمشاورات التي يجريها الرئيس مصطفى أديب لم يرشح عنها بعد أي تصورٍ واضحٍ لشكل الحكومة، ولا أسماء وحقائب الوزراء، إذ يعمل أديب بعيداً عن الإعلام والتسريبات، وما يُنشر من معلوماتٍ حول الموضوع لا يعدو كونه تكهنات تستند في بعضها إلى آراء بعض الكتل السياسية.
أوساطٌ سياسية أكّدت لـ “الأنباء” أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يتابع مبادرته حتى النهاية، وبالأخص مسألة تشكيل الحكومة، وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وهو ما أكّد عليه أمس وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لو دوريان، بقوله إن “الوقوف إلى جانب لبنان يأتي نتيجة العلاقة المتينة التي تجمع البلدين على مختلف الأصعدة، ثقافياً واجتماعياً وفرانكوفونياً، وعلى مستوى العلاقات الشخصية أيضاً”، مؤكداً أنه “على كل طرف أن يقوم بدوره. على اللبنانيين تنفيذ الإصلاحات، وعلى فرنسا التأكيد عليها”.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنيس نصّار، وصف لـ “الأنباء” كلام لو دوريان بأنه، “يندرج في إطار تذكير القوى السياسية بالتزاماتها تجاه تشكيل الحكومة التي على ما يبدو قد تتشكل. ولكن متى، وكيف، وعلى أي أساس فهذا غير معروفٍ حتى الساعة”.
ورأى نصّار أن، “الحكومة قد تكون حيادية، ولكن ما نسمعه يوحي بعكس ذلك، وهو ما يعني العودة إلى منطق المحاصصة، على عكس ما كنا نسمعه خلال الاستشارات”.
ما تخوّف منه نصّار طمأن إليه القيادي في “تيار المستقبل”، النائب السابق مصطفى علوش، الذي أكّد لـ “الأنباء” أن الرئيس المكلّف، “ليس في وارد الرضوخ لأي شروط، لا من قِبل التيار الوطني الحر، ولا من قِبل الثنائي الشيعي”. وأضاف: “لو صحّ وجود “قوطبة” على الرئيس المكلّف من قِبل النائب جبران باسيل بالنسبة لوزارة الطاقة أو غيرها، فإن ذلك يسيء إليهما وإلى مصداقيتهما، ويصبحان كمن يهدم الهيكل على رأسه، لأنه لا مجال للمناورة على الإطلاق، والوزير لو دوريان كان واضحاً في كلامه”.
واستغرب علوش، “تمسّك باسيل بوزارة الطاقة في وقتٍ أشار إليه الرئيس ماكرون بالاسم، مركّزاً على إصلاح قطاع الكهرباء. فكيف يكون إصلاح القطاع إذا بقيت وزارة الطاقة مع باسيل؟” ووصف علوش مهمة الرئيس أديب، “بالصعبة لكن غير المستحيلة، لأن مهمّته مرتبطة بالمشروع الفرنسي”.
مصادر عين التينة رفضت في اتصالٍ مع “الأنباء” الاتهامات للثنائي الشيعي بـ “القوطبة” على مهمة الرئيس المكلّف، مؤكدةً “دعم الرئيس نبيه بري، وكتلة التنمية والتحرير، له إلى أقصى الحدود ليشكّل حكومة في أسرع وقت”. ورأت المصادر أنه، “ليس من العدل المقارنة بين تمسّك عين التينة بوزارة المال لأمرٍ ميثاقي بغيرها من الحقائب”.
وعلى خط تكتل “لبنان القوي”، فإن مصادره تُصرّ على، “الحرص على تشكيل الحكومة ضمن المهلة المحددة بأسبوعين”، وتنفي لـ “الأنباء” تدخّلها في عملية التشكيل، أو أن يكون طُلب من التكتل شيء حتى الساعة.
وبانتظار تبلور الصورة الحكومية، عاد الحديث عن أزمة محروقات تلوح في الأفق على خلفية التوجّه لرفع الدعم عن السلع الأساسية وبينها المحروقات. وقد نفت مصادر وزارة الاقتصاد لـ “الأنباء” صحة هذه المعلومات، وأكّدت ان لا نية لرفع الدعم عن السلع الأساسية، مشيرةً إلى أن فشل “السلة الغذائية” كان بسبب سوء الإدارة، ولا علاقة له بهذا الموضوع على الاطلاق.
بدورها أبلغت مصادر نقابة مستوردي المحروقات “الأنباء” أن لا أزمة محروقات، وأن هذه المادة متوفرة في السوق بكثرة، وما قيل في هذا السياق يأتي من باب الضغط على حاكم مصرف لبنان لفتح الاعتمادات اللّازمة للاستمرار في عمليات الاستيراد. وفيما أكّد نقيب أصحاب المحطات، جورج البراكس، على الإضراب إذا لم تعالَج عملية الاعتمادات، جدّدت المصادر تأكيدها على عدم الإضراب، وعلى أن عملية تسليم المحروقات تتم بشكل عادي.
صحياً، أكّدت مصادر طبية لـ “الأنباء” أن “التعايش مع وباء كورونا لا يلغي الالتزام بالإجراءات الوقائية للحفاظ على صحة المواطنين، وإجراء فحوص PCR عند الإحساس بأي عوارض”. وعن تزايد عدد الإصابات يومياً، أكدت المصادر أن الاستهتار وحده يؤدي للانتشار، وانتقال العدوى