فيما تحول عقدة « المالية» دون انجاز الرئيس المكلف مصطفى اديب تشكيلته الحكومية حتى الساعة، وقد زيارته التي كانت متوقعة اول امس السبت الى قصر بعبدا، على ان تتم اليوم اكدت مصادر مطلعة ان خط تواصل فُتح بين باريس وبيروت عبر مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم والسفير برنار ايميه لحل « العقدة».
وكشفت المصادر عن حصول اتصال بين الرئيس ايمانويل ماكرون ورئيس مجلس النواب بري لحل العقدة الشيعية انطلاقا من اصرار اديب على المداورة. واشارت الى اقتراحين مطروحين:
تشكيلة مداورة بالكامل على ان تؤول «المالية» لماروني، او وزير شيعي يسميه اديب، تردد انها شخصية تعمل في الخارج في الحقل المالي.
الحريري حاول
وقد دخل الرئيس سعد الحريري على خط تسهيل التشكيل فزار الرئيس بري اول امس.
وجاء الرد حاسما من المكتب الاعلامي للرئيس بري في بيان اكد أن «المشكلة ليست مع الفرنسيين المشكلة داخلية ومن الداخل».
وتابع: « أطلق عنوان واحد للحكومة الاختصاص مقابل عدم الولاء الحزبي وعدم الانتماء النيابي وفيتوات على وزارات والاستقواء بالخارج وعدم اطلاق مشاورات».
وأضاف: «لذا ابلغنا رئيس الحكومة المكلف من «عندياتنا» ومن تلقائنا عدم رغبتنا بالمشاركة على هذه الاسس في الحكومة، وابلغناه استعدادنا للتعاون الى اقصى الحدود في كل ما يلزم لإستقرار لبنان وماليته والقيام بالاصلاحات وانقاد اقتصاده».
لقاء بعبدا
لذلك تتجه الانظار اليوم الى قصر بعبدا اذ ذكرت قناة او تي في ان اديب سيزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، وقد يعرض التشكيلة الوزارية ، متحدثة عن ليونة ملحوظة في مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون عكسها امس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لجهة عدم المشاركة في الحكومة وتأييد مبادرة ماكرون لانها ترتكز الى الاصلاح ومحاربة الفساد وهذا ما يعمل له العهد والتيار، مشيرة الى ان التيار سيمنح الثقة للحكومة لانها ثقة بالمبادرة الفرنسية.
الصورة ستتبلور اكثر في الساعات المقبلة. ولقاء اديب – عون سيساعد في تظهير الاتجاه الذي ستسلكه عربة التأليف وتبيان الخيط الابيض من الاسود. وبحسب المصادر، الرجل بات في مرحلة وضع اللمسات الاخيرة على التشكيلة الحكومية التي رسمها بنفسه – من دون استشارة اي من القوى السياسية، وهو ماض في طريقه هذا، بعزم، متسلّحا بصلاحياته وبدعم قوي من الاليزيه- وهو سيناقشها مع عون. ومع ان هذا الاحتمال وارد، الا ان المصادر تستبعد اعتراض بعبدا على التشكيلة او ردَّها، وذلك لتفادي «إجهاض» المبادرة الفرنسية وفتح ابواب الغضب الدولي و الاميركي على السلطة ورموزها. وسيّدُها قد يوافق عليها (إن لم يفعل فإن أديب سيعتكف او يعتذر)، ويرميها في حضن مجلس النواب لمنحها الثقة او لا.. وهنا، التحدي الكبير ، فاذا رفض الثنائي الشيعي التشكيلة التي وضعها أديب، خصوصا لناحية «المالية» وتفرّد الرئيس المكلّف في اختيار وزراء «مستقلّين»، فإن سقوط التشكيلة في البرلمان، بفعل هذا الكباش غير المباشر بين الرئاستين الثانية والثالثة، قد يصبح احتمالا واردا وبقوة، وعندها يكون لبنان دخل في المجهول الأسود، حيث سيترك وحيدا لمواجهة أزماته القاتلة.
40 يوما
ووسط شح قوي في المعلومات والمعطيات حول عملية التشكيل ومآلها، حلّت ذكرى مرور 40 يوما على مأساة تفجير المرفأ. وفيما التحقيقات كان يُفترض ان تكشف حقيقة ما جرى بعد 5 ايام من الكارثة فقط، حسب السلطة السياسية، لايزال غموض سميك يلفّ الحادثة. وقد غرّد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش عبر حسابه على «تويتر» كاتبا: بقلوب مليئة بالألم، نتذكر ضحايا الانفجار المدمر في بيروت بعد أربعين يومًا على وقوعه. وحدها التحقيقات الشفافة وذات الصدقية والمساءلة الشاملة والعدالة الكاملة يمكن أن تمنع تكرار مثل هذه المأساة، مثل هذه الجريمة.
تظاهرة القصر
وللمناسبة، انطلقت اول امس تظاهرة نحو بعبدا، دعت إليها مجموعات شعبية من الحراك المدني للمشاركة في مسيرة «باللباس الأسود» إلى القصر الجمهوري، تأكيداً على وجوب محاسبة كل المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت، خصوصا وان رئيس الجمهورية كان يعلم بوجود نيترات الامونيوم في العنبر 12، وعن التقصير المتمادي للسلطة واجهزتها والذي ادى الى اشتعال المنطقة الحرة في المرفأ منذ يومين ما اسفر عن خسائر فادحة تناهز قيمتها نحو 15 مليون دولار.. في المقابل، نظم انصار التيار الوطني الحر تظاهرة مضادة تأييدا للرئيس عون.وقد حصلت اشكالات بني التظاهريتين حال الجيش دون تفاقمها.