يصعد الرئيس المكلف إلى بعبدا أم لا يصعد.. يوقّع رئيس الجمهورية مرسوم التأليف أم يستمهل… يعتذر مصطفى أديب أم يعتكف.. تُبصر الحكومة النور أم تبقى صعبة المنال.. تتخطى عتبة الثقة في المجلس النيابي أم تسقط هناك… كلها أسئلة كانت مدار أخذ ورد في أوساط اللبنانيين طوال الساعات الماضية، حيث توالت المعلومات المتضاربة حتى ساعات متأخرة من الليل، فيما من شبه المؤكد أن عملية تأليف الحكومة في لحظاتها الأخيرة مع مشارفة المهلة الفرنسية على الانتهاء، وأن ساعات قليلة تفصلنا عن تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
وفي ضوء المعلومات عن موعد للرئيس المكلف مصطفى أديب اليوم الساعة الحادية عشرة قبل الظهر في قصر بعبدا، رشحت معلومات غير مؤكدة عن توجه لدى رئيس الجمهورية ميشال عون لاستمهال الرئيس المكلف ريثما يدرس التشكيلة المقترحة، في حين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يواصل المتابعة الحثيثة مع المسؤولين اللبنانيين لتنفيذ مبادرته، هذا في وقت وصل الى العاصمة الفرنسية باريس رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في زيارة تستمر لبضعة ايام.
وكان مصدر في الإليزيه أعلن أمس لفرانس 24 أن ماكرون دعا الساسة اللبنانيين إلى الوفاء بوعودهم بتشكيل الحكومة الجديدة هذا الأسبوع. ماكرون الذي كان اتصل بكل من عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لم تنته اتصالاته بهم الى نتائج إيجابية، حيث خرج باسيل ليعلن ان تياره لا يرغب المشاركة بالحكومة، وكذلك فعل مكتب بري الذي قال إن “المشكلة ليست مع الفرنسيين المشكلة داخلية ومن الداخل”، مشيراً إلى انه أبلغ رئيس الحكومة المكلف “من عندياتنا ومن تلقائنا عدم رغبتنا بالمشاركة”.
مصادر عين التينة أوضحت لـ “الأنباء” أن إبلاغ الرئيس المكلف عدم المشاركة “هو لإفساح المجال لتشكيل حكومة جديدة في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان من جهة، وإنجاح المبادرة الفرنسية من جهة ثانية لأننا نجد فيها فرصة لإنقتاذ لبنان والشروع ففي الإصلاحات المطلوبة”.
وحول ما أثير عن إصرار الثنائي الشيعي على وزارة المالية، أكدت المصادر ان “حقيقة موقف الثنائي واضحة ولا رجوع عنها، لكن في المقابل عين التينة لن تكون حجر عثرة بوجه عملية الإنقاذ وإفشال المبادرة الفرنسية التي لا بديل عنها في هذا الوقت”. ونفت المصادر ما يقال عن عدم مشاركة كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة في جلسة الثقة لإفقاد الجلسة الميثاقية، مؤكدة أن “هذا الموضوع غير وارد على الإطلاق”.
في المقابل عكست مصادر متابعة للمواقف السياسية أجواء “غير مشجعة ربما تظهر في الساعات المقبلة”، وكشفت لـ”الأنباء” عن وجود الكثير من العقبات التي لا تزال من الوارد ان تعيق كل مسار التأليف.
عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ماريو عون أمل في مقابل ذلك أن “يشهد اليوم أو في اليومين المقبلين ولادة الحكومة”، ولفت لـ “الأنباء” الى “حقيقة معلنة” من فريقه السياسي الذي لن يشارك في الحكومة، لكنه دعا في الوقت نفسه الى “عدم تفويت فرصة انقاذ لبنان ودعم اقتصاده، والافراج عن أموال سيدر كما وعد الرئيس ماكرون”.
وأكد النائب عون ان “الرئيس ميشال عون سيوقع التشكيلة الحكومية، لأن الأمور تختلف عن الماضي، فهناك مبادرة فرنسية نحترمها أقله في الظرف الراهن، لكن في المستقبل الأمور تتوقف على رضانا ورضى فريقنا السياسي”.
القيادي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش قال بدوره لـ “الأنباء”: “إذا صدقت المعلومات وتم رفض تشكيلة أديب فمعنى ذلك أن التكليف إنتهى. أما إذا وقّع عون التشكيلة وذهبت الى جلسة الثقة وخرج الثنائي الشيعي من الجلسة النيابية فستسقط التشكيلة حتما بما يعني انتهاء للمبادرة الفرنسية”، واعتبر علوش انه “اذا كان حزب الله والتيار الوطني الحر في هذا الاتجاه، فالبلد سينهار وسنذهب الى مؤتمر تأسيسي”، وسأل: “هل الرئيس بري يريد ذلك؟”.