في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمتابعة عمليات فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإنّ أهل الحُكم ينتظرونها وكأنّها تجري على قارعة أحد شوارع بيروت، ويتناسون هموم اللبنانيين. وعلى هذا لم يحمل يوم أمس أي جديد على خط الملف الحكومي، على عكس ما كان أشيع عن زيارة للرئيس المكلّف سعد الحريري إلى بعبدا لاستئناف مشاورات التأليف مع رئيس الجمهورية ميشال عون.
وفي هذا المجال واصلت مصادر بيت الوسط تكرار الحديث عن “أجواء إيجابية” دون الإفصاح عنها، مجددةً التأكيد لجريدة “الأنباء” أن، “الحكومة ستُشكّل من 18 وزيراً، وأن المناقشات تدور حول المداورة في الحقائب وإسقاط الأسماء عليها، وأنّ الرئيس الحريري سيزور بعبدا في الساعات المقبلة”.
بدورها، تمسّكت مصادر عين التينة بالتفاؤل بقرب تشكيل الحكومة، وقالت لجريدة “الأنباء” إن، “الأيام المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت”.
المصادر أكدت أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري دخل على خط حلحلة العقد، والأمور ذاهبة باتجاه التشكيل في وقتٍ ليس ببعيد”.
إلّا أن ّ تكتل “لبنان القوي”، المتّهم بعرقلة التأليف عبر الشروط والمطالب التي رفعها متلطياً تارة خلف رئيس الجمهورية وطوراً خلف قوى سياسية أخرى، فإن مصادره أصرّت على نفي ذلك وقالت إنها قدّمت “كل التسهيلات” لولادة الحكومة “بالرغم من عدم استشارتها في أي موضوع”، وهي ما زالت مع “وحدة المعايير بين كل القوى السياسية من دون استثناء”.
وإذ كررت المصادر أنها، “لن تقف حجر عثرة في وجه التأليف”، إلّا أنها عادت وأقرّت بأن “لديها الكثير من الملاحظات على الطريقة التي تدار بها الأمور”.
وبشأن لقاء مرتقب بين الحريري والنائب جبران باسيل، اعتبرت المصادر أن “لا خلاف بالشخصي بينهما، وأن باسيل كان شارك في الاستشارات غير الملزمة في ساحة النجمة، ولأنه رئيس أكبر كتلة نيابية فمن الواجب وضعه في صورة ما يجري”.
وبموازاة تعقّد ملف التأليف يبقى الوضع الاقتصادي على أزماته. وقد كشف الخبير المالي والاقتصادي أديب طعمة، في حديثٍ مع “الأنباء”، أنّ تخفيض سعر الدولار “لا علاقة له بموضوع تشكيل الحكومة، لا بل هو جزءٌ من الألاعيب التي تُعتمد عند كل استحقاق لدفع الناس إلى بيع دولاراتهم، لكن هذه الطرق أصبحت مكشوفة، وقد عاد الدولار إلى الارتفاع، والناس بدلاً من بيع الدولار ذهبت لشرائه لأن ثقتهم بالسلطة والطبقة الحاكمة أصبحت مفقودة”.
وقال طعمة إن، “الاستقرار المالي والاقتصادي يتطلب مصداقية ينتج عنها صدمة إيجابية، والصدمة الإيجابية لن تحصل حتى ولو تشكّلت الحكومة بوجود هذه المنظومة”.
وفي الشأن الصحي، ومع استمرار عداد كورونا بالارتفاع، جدّدت مصادر طبية رفع الصوت عبر “الأنباء” لا سيّما بسبب عدم قدرة المستشفيات على استقبال مرضى كورونا بعد أن امتلأت معظم الأسرّة فيها، وما تعانيه من نقصٍ في الأدوية والمستلزمات الطبية.
واعتبرت المصادر أن إقفال البلد لمدة أسبوعين قد يساعد في لملمة الوضع، لأن الاقفال الجزئي لم يثبت فعاليته المطلوبة.
وتوقعت المصادر الطبية حلحلة في موقف بعض المستشفيات الخاصة بعدم استقبال مرضى كورونا، والتراجع عن هذا القرار.
وفي هذا السياق، أعرب نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، عبر “الأنباء” عن استعداد العديد من المستشفيات الخاصة لاستقبال المرضى بعد تدخل النقابة معها، داعياً الحكومة إلى الإيفاء بوعدها وإعطاء المستشفيات قسماً من مستحقاتها لتستكمل تجهيزاتها.