الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ماكرون يبحث مع بومبيو زيارة دوريل ‏لبيروت… لوضع خطة سير بين النقاط ‏الأميركيّة عون والحريري لبدائل التسميات في وزارتي الطاقة والداخليّة بمسعى فرنسيّ ‏مشروع العقوبات على إبراهيم يثير أسئلة كبرى… و”القومي” للإسراع ‏بالحكومة
flag-big

البناء : ماكرون يبحث مع بومبيو زيارة دوريل ‏لبيروت… لوضع خطة سير بين النقاط ‏الأميركيّة عون والحريري لبدائل التسميات في وزارتي الطاقة والداخليّة بمسعى فرنسيّ ‏مشروع العقوبات على إبراهيم يثير أسئلة كبرى… و”القومي” للإسراع ‏بالحكومة

مع‎ ‎نسبة‎ 90% ‎للتقيّد‎ ‎بالإقفال‎ ‎العام‎ ‎سجلتها‎ ‎وزارة‎ ‎الداخلية،‎ ‎وإشادة‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎بالنتيجة،‎ ‎يدخل‎ ‎لبنان‎ ‎اليوم‎ ‎الثالث‎ ‎للإقفال‎ ‎وآمال‎ ‎بتدنّي‎ ‎عدد‎ ‎الإصابات‎ ‎وعدد‎ ‎الوفيات،‎ ‎وتقدّم‎ ‎خطة‎ ‎تجهيز‎ ‎المستشفيات،‎ ‎وبالتوازي‎ ‎يبقى‎ ‎الاهتمام‎ ‎بالمشهد‎ ‎السياسيّ‎ ‎أولوية‎ ‎اللبنانيين‎ ‎مع‎ ‎الطريق‎ ‎المسدود‎ ‎للمسار‎ ‎الحكومي،‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎تشدّد‎ ‎أميركي‎ ‎على‎ ‎كل‎ ‎مسعى‎ ‎للخروج‎ ‎من‎ ‎الأزمة‎ ‎حملته‎ ‎العقوبات‎ ‎المتزامنة‎ ‎مع‎ ‎كل‎ ‎مسعى‎ ‎حكومي‎ ‎يقترب‎ ‎من‎ ‎تحقيق‎ ‎نتائج،‎ ‎فكما‎ ‎حصل‎ ‎مع‎ ‎مشروع‎ ‎حكومة‎ ‎السفير‎ ‎مصفى‎ ‎أديب‎ ‎يحصل‎ ‎مع‎ ‎مشروع‎ ‎حكومة‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري،‎ ‎عقوبات‎ ‎في‎ ‎منتصف‎ ‎الطريق‎ ‎الحكوميّة‎ ‎تُحرج‎ ‎الطرف‎ ‎المستهدف‎ ‎بتعقيد‎ ‎طريق‎ ‎التنازلات‎ ‎أمامه،‎ ‎وتضغط‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎لتشكيلة‎ ‎توحي‎ ‎بأن‎ ‎العقوبات‎ ‎حققت‎ ‎أهدافها‎ ‎بإضعاف‎ ‎الطرف‎ ‎المستهدَف‎.‎

العقوبات‎ ‎الأميركية‎ ‎التي‎ ‎صاغت‎ ‎معادلتها‎ ‎السفيرة‎ ‎الأميركية‎ ‎بطريقة‎ ‎تغطية‎ ‎الفساد‎ ‎مقابل‎ ‎تغطية‎ ‎السلاح،‎ ‎وأنهتها‎ ‎بالتهديد‎ ‎بتكرار‎ ‎الغياب‎ ‎الخليجيّ‎ ‎عن‎ ‎لبنان،‎ ‎وحملت‎ ‎معلومات‎ ‎واشنطن‎ ‎ما‎ ‎يشير‎ ‎الى‎ ‎تواصلها‎ ‎باستهدافات‎ ‎جديدة‎ ‎هذا‎ ‎الأسبوع،‎ ‎ووصل‎ ‎حدود‎ ‎الجنون‎ ‎في‎ ‎استهدافاتها‎ ‎مع‎ ‎مقترحات‎ ‎بعض‎ ‎النواب‎ ‎الجمهوريين‎ ‎للمدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم،‎ ‎الذي‎ ‎كان‎ ‎ضيفاً‎ ‎على‎ ‎مستشار‎ ‎الأمن‎ ‎القومي‎ ‎الأميركي‎ ‎روبرت‎ ‎أوبراين‎ ‎قبل‎ ‎أسابيع‎ ‎قليلة،‎ ‎أثارت‎ ‎أسئلة‎ ‎كبرى‎ ‎حول‎ ‎الأهداف‎ ‎التي‎ ‎تتخطى‎ ‎ما‎ ‎يُقال‎ ‎عن‎ ‎كونها‎ ‎مساراً‎ ‎روتينياً‎ ‎مرتبطاً‎ ‎بالعمل‎ ‎ضد‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎الى‎ ‎حد‎ ‎التساؤل‎ ‎عن‎ ‎نيّة‎ ‎ضرب‎ ‎الاستقرار‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎ومنع‎ ‎قيام‎ ‎دولة،‎ ‎فعندما‎ ‎يستهدف‎ ‎مدير‎ ‎مؤسسة‎ ‎أمنيّة‎ ‎حكوميّة‎ ‎ويكون‎ ‎هو‎ ‎اللواء‎ ‎إبراهيم‎ ‎الذي‎ ‎يحظى‎ ‎بثقة‎ ‎داخلية‎ ‎وخارجية‎ ‎عالية،‎ ‎ويتولى‎ ‎مهام‎ ‎إقليميّة‎ ‎تعرفها‎ ‎وتهتم‎ ‎بها‎ ‎وتستفيد‎ ‎منها‎ ‎واشنطن،‎ ‎يصير‎ ‎السؤال‎ ‎أكبر‎ ‎من‎ ‎استهداف‎ ‎الشخص‎ ‎الى‎ ‎التساؤل‎ ‎عما‎ ‎إذا‎ ‎كانت‎ ‎الدعوات‎ ‎التي‎ ‎أطلقها‎ ‎معهد‎ ‎واشنطن‎ ‎المؤيد‎ ‎لكيان‎ ‎الاحتلال‎ ‎لإنزال‎ ‎عقوبات‎ ‎بحق‎ ‎ضباط‎ ‎وقيادة‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎للضغط‎ ‎على‎ ‎موقف‎ ‎لبنان‎ ‎التفاوضيّ‎ ‎في‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎.‎

العقوبات‎ ‎الأميركيّة‎ ‎والملف‎ ‎الحكومي‎ ‎وما‎ ‎بينهما‎ ‎من‎ ‎ترابط‎ ‎حضرت‎ ‎في‎ ‎موقف‎ ‎للحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎الذي‎ ‎رفض‎ ‎سياسة‎ ‎العقوبات‎ ‎ودعا‎ ‎للإسراع‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎ستحضر‎ ‎في‎ ‎باريس‎ ‎على‎ ‎مائدة‎ ‎لقاء‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎امانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎بوزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎مايك‎ ‎بومبيو،‎ ‎حيث‎ ‎الاهتمام‎ ‎الفرنسي‎ ‎بالملف‎ ‎الحكومي‎ ‎الذي‎ ‎ترجمته‎ ‎زيارة‎ ‎الموفد‎ ‎الرئاسي‎ ‎باتريك‎ ‎دوريل‎ ‎الى‎ ‎بيروت،‎ ‎وباتت‎ ‎نتائج‎ ‎مهمته‎ ‎بين‎ ‎أيدي‎ ‎الرئيس‎ ‎ماكرون،‎ ‎يحتاج‎ ‎إلى‎ ‎قدر‎ ‎من‎ ‎الدعم‎ ‎الأميركي‎ ‎الذي‎ ‎كشف‎ ‎ماكرون‎ ‎أنه‎ ‎لم‎ ‎يتوفر‎ ‎خلال‎ ‎مهمة‎ ‎السفير‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎لتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎ويأمل‎ ‎ماكرون‎ ‎من‎ ‎لقائه‎ ‎بالوزير‎ ‎بومبيو‎ ‎أن‎ ‎يحصل‎ ‎عليه‎ ‎لمهمة‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري،‎ ‎ليتسنّى‎ ‎له‎ ‎وضع‎ ‎خريطة‎ ‎سير‎ ‎بين‎ ‎النقاط‎ ‎الأميركيّة‎ ‎في‎ ‎المهمة‎ ‎الحكوميّة،‎ ‎التي‎ ‎دخل‎ ‎الفرنسيون‎ ‎في‎ ‎تفاصيل‎ ‎أسماء‎ ‎الوزراء‎ ‎وتوزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎فيها‎. ‎وقالت‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎للمهمة‎ ‎الفرنسية‎ ‎أنها‎ ‎تنطلق‎ ‎من‎ ‎السعي‎ ‎لتسمية‎ ‎بدائل‎ ‎للأسماء‎ ‎التي‎ ‎تعثرت‎ ‎عندها‎ ‎التشكيلة‎ ‎الحكومية‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري،‎ ‎وبصورة‎ ‎خاصة‎ ‎في‎ ‎حقيبتَيْ‎ ‎الداخلية‎ ‎والطاقة‎.‎

يُفترض‎ ‎أن‎ ‎تعود‎ ‎الاتصالات‎ ‎في‎ ‎الساعات‎ ‎القليلة‎ ‎المقبلة‎ ‎تمهيداً‎ ‎لتحديد‎ ‎مصير‎ ‎المشاورات‎ ‎الحكوميّة‎ ‎ليُبنى‎ ‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه،‎ ‎حيث‎ ‎من‎ ‎المرتقب‎ ‎أن‎ ‎تستأنف‎ ‎اللقاءات‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎خلال‎ ‎الساعات‎ ‎الـ‎ 48 ‎المقبلة‎ ‎حيال‎ ‎الحكومة‎ ‎المرتقبة‎ ‎وعدد‎ ‎أعضائها‎ ‎وتوزيع‎ ‎الحقائب،‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎متمسكاً‎ ‎باختيار‎ ‎الوزراء،‎ ‎في‎ ‎حين‎ ‎ان‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎يعارض‎ ‎ذلك‎. ‎وافادت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎ان‎ ‎الموفد‎ ‎الفرنسي‎ ‎باتريك‎ ‎دوريل‎ ‎دعا‎ ‎المسؤولين‎ ‎اللبنانيين‎ ‎الى‎ ‎ضرورة‎ ‎الإسراع‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎من‎ ‎اجل‎ ‎العمل‎ ‎على‎ ‎عقد‎ ‎مؤتمر‎ ‎الدعم‎ ‎الدولي‎ ‎الذي‎ ‎يهدف‎ ‎الى‎ ‎دعم‎ ‎لبنان‎ ‎ومساعدته‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎لا‎ ‎مجال‎ ‎لأي‎ ‎مساعدات‎ ‎غربية‎ ‎للبنان‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎تنفذ‎ ‎الإصلاحات‎ ‎وتضع‎ ‎حداً‎ ‎للفساد‎. ‎ومع‎ ‎ذلك‎ ‎ترجّح‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎يطول‎ ‎أمد‎ ‎الأخذ‎ ‎والرد‎ ‎والدخول‎ ‎في‎ ‎مراوغة‎ ‎من‎ ‎شأنه‎ ‎ان‎ ‎تجعل‎ ‎طريق‎ ‎التأليف‎ ‎طويلاً‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎الخلافات‎ ‎المستمرة‎ ‎على‎ ‎الحصص‎.‎

وكان‎ ‎الموفد‎ ‎الفرنسي‎ ‎نجح‎ ‎في‎ ‎إجراء‎ ‎محادثة‎ ‎بين‎ ‎الحريري‎ ‎وباسيل،‎ ‎فسأل‎ ‎الموفد‎ ‎الرئاسي‎ ‎الفرنسي‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎يوافق‎ ‎على‎ ‎التحدّث‎ ‎‏مع‎ ‎الحريري،‎ ‎فأجابه‎ ‎لا‎ ‎مانع‎ ‎من‎ ‎ذلك‎ ‎ولا‎ ‎مشكلة‎ ‎شخصية‎ ‎بيننا،‎ ‎فما‎ ‎كان‎ ‎من‎ ‎الموفد‎ ‎الفرنسي‎ ‎إلاّ‎ ‎أن‎ ‎اتصل‎ ‎بالحريري‎ ‎وقال‎ ‎له‎ ‎أنا‎ ‎في‎ ‎منزل‎ ‎الوزير‎ ‎باسيل‎ ‎وهو‎ ‎يريد‎ ‎أن‎ ‎يتحدّث‎ ‎معك،‎ ‎فحصل‎ ‎الاتصال‎ ‎الذي‎ ‎دام‎ ‎لأقل‎ ‎من‎ ‎دقيقة‎.‎
إلى‎ ‎ذلك،‎ ‎يقدّم‎ ‎دوريل‎ ‎تقريره‎ ‎اليوم‎ ‎الى‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎ايمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎ويتضمّن‎ ‎تأكيداً‎ ‎على‎ ‎أنّ‎ ‎ملف‎ ‎الحكومة‎ ‎يشهد‎ ‎مراوحة‎ ‎ولا‎ ‎إمكانيّة‎ ‎لعقد‎ ‎مؤتمر‎ ‎لمساعدات‎ ‎لبنان‎ ‎التي‎ ‎ستقتصر‎ ‎على‎ ‎الغذاء‎ ‎والتربية‎.‎

الى‎ ‎ذك‎ ‎من‎ ‎المرجّح‎ ‎أن‎ ‎يطرح‎ ‎ماكرون‎ ‎ووزير‎ ‎خارجيّته‎ ‎جان‎ ‎ايف‎ ‎لودريان‎ ‎اليوم‎ ‎مع‎ ‎وزير‎ ‎الخارجيّة‎ ‎الأميركي‎ ‎مايك‎ ‎بومبيو‎ ‎الذي‎ ‎وصل‎ ‎باريس‎ ‎السبت‎ ‎موضوع‎ ‎العقوبات‎ ‎على‎ ‎سياسيّين‎ ‎لبنانيّين‎.‎
وحضّ‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎للأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎أنطونيو‎ ‎غوتيريس‎ ‎كل‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎على‎ “‎تسهيل‎” ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎تتمكن‎ ‎من‎ ‎وضع‎ ‎خطة‎ ‎اقتصادية‎ “‎تيسّر‎” ‎معاودة‎ ‎المناقشات‎ ‎مع‎ ‎صندوق‎ ‎النقد‎ ‎الدولي،‎ ‎معبراً‎ ‎عن‎ “‎قلقه‎ ‎البالغ‎” ‎من‎ ‎توقعات‎ ‎تفاقم‎ ‎انعدام‎ ‎الأمن‎ ‎الغذائي‎ ‎والفقر‎ ‎في‎ ‎لبنان،‎ ‎وكذلك‎ ‎من‎ ‎التقارير‎ ‎التي‎ ‎تفيد‎ ‎بأن‎ “‎اللبنانيين‎ ‎بدأوا‎ ‎في‎ ‎الهجرة‎ ‎غير‎ ‎النظامية‎ ‎عن‎ ‎طريق‎ ‎البحر‎”. ‎وقال‎ ‎في‎ ‎أحدث‎ ‎تقرير‎ ‎له‎ ‎حول‎ ‎تنفيذ‎ ‎القرار‎ 1701 ‎إن‎ ‎امتلاك‎ “‎حزب‎ ‎الله‎” ‎للأسلحة‎ ‎خارج‎ ‎سيطرة‎ ‎الدولة‎ ‎يمثل‎ “‎انتهاكاً‎ ‎خطيراً‎” ‎للقرار‎ 1701. ‎ودعا‎ ‎السلطات‎ ‎اللبنانية‎ ‎إلى‎ “‎منح‎ (‎اليونيفيل‎) ‎حق‎ ‎الوصول‎ ‎الكامل‎ ‎إلى‎ ‎كل‎ ‎المواقع‎ ‎المطلوبة‎ ‎شمال‎ ‎الخط‎ ‎الأزرق،‎ ‎لإجراء‎ ‎تحقيقاتها‎ ‎على‎ ‎وجه‎ ‎السرعة‎”‎،‎ ‎معبراً‎ ‎عن‎ “‎القلق‎ ‎من‎ ‎عدم‎ ‎تمكن‎ (‎اليونيفيل‎) ‎من‎ ‎الوصول‎” ‎إلى‎ ‎مواقع‎ ‎عدة‎ ‎للتحقيق‎ ‎في‎ ‎الأنفاق‎ ‎التي‎ ‎تعبر‎ ‎الخط‎ ‎الأزرق،‎ ‎وكذلك‎ ‎إلى‎ ‎موقع‎ ‎منظمة‎ “‎أخضر‎ ‎بلا‎ ‎حدود‎”.‎

‎وسأل‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎الكاردينال‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎هل‎ ‎هذا‎ ‎التمادي‎ ‎في‎ ‎تعطيل‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎والاستهتار‎ ‎بمصالح‎ ‎الشعب‎ ‎والوطن‎ ‎جزء‎ ‎من‎ ‎مشروع‎ ‎إسقاط‎ ‎دولة‎ “‎لبنان‎ ‎الكبير‎” ‎لوضع‎ ‎اليد‎ ‎على‎ ‎مخلّفاتها؟‎ ‎لا‎ ‎نستطيع‎ ‎أن‎ ‎نرى‎ ‎هدفًا‎ ‎آخر‎ ‎لهذا‎ ‎التعطيل‎ ‎المتمادي‎ ‎المرفق‎ ‎بإسقاط‎ ‎ممنهج‎ ‎للقدرة‎ ‎الماليّة‎ ‎والمصرفيّة،‎ ‎وبإفقار‎ ‎الشعب‎ ‎حتى‎ ‎جعله‎ ‎متسوّلًا‎.‎

وسأل‎ ‎في‎ ‎عظة‎ ‎الأحد‎ ‎أمس،‎ ‎ألا‎ ‎تريدون‎ ‎بعد‎ ‎اليوم،‎ ‎أيّها‎ ‎المعطّلون‎ ‎المتمادون‎ ‎من‎ ‎مختلف‎ ‎الأطراف،‎ ‎دولة‎ ‎مدنيّة‎ ‎تفصل‎ ‎بين‎ ‎الدين‎ ‎والدولة،‎ ‎ودولة‎ ‎متعدّدة‎ ‎الثقافات‎ ‎والديانات‎.‎
لا‎ ‎تريدون‎ ‎بعد‎ ‎مئة‎ ‎عام‎ ‎من‎ ‎حياة‎ ‎لبنان‎ ‎دولة‎ ‎ديمقراطيّة‎ ‎منفتحة‎ ‎على‎ ‎جميع‎ ‎دول‎ ‎الأرض؟‎ ‎ألا‎ ‎تريدون‎ ‎بالتالي‎ ‎دولة‎ ‎حياديّة‎ ‎ذات‎ ‎سيادة‎ ‎كاملة‎ ‎تفرض‎ ‎هيبة‎ ‎القانون‎ ‎والعدالة‎ ‎في‎ ‎الداخل،‎ ‎وتدافع‎ ‎عن‎ ‎نفسها‎ ‎بقواها‎ ‎الذاتيّة‎ ‎بوجه‎ ‎أيّ‎ ‎اعتداء‎ ‎خارجيّ،‎ ‎وتلعب‎ ‎دور‎ ‎الوسيط‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎الاستقرار‎ ‎والسلام‎ ‎وتعزيز‎ ‎حقوق‎ ‎الإنسان‎ ‎والشعوب‎ ‎في‎ ‎المنطقة؟

وأضاف‎ ‎الراعي‎: ‎‎”‎إذا‎ ‎كنتم‎ ‎لا‎ ‎تريدون‎ ‎كلّ‎ ‎ذلك،‎ ‎فإنّكم‎ ‎تستبيحون‎ ‎الدستور‎ ‎والميثاق‎ ‎وهويّة‎ ‎لبنان‎ ‎ورسالته‎ ‎في‎ ‎الأسرتين‎ ‎العربيّة‎ ‎والدوليّة‎. ‎وهذه‎ ‎هي‎ ‎الهوّة‎ ‎بينكم‎ ‎وبين‎ ‎الشعب‎ ‎اللبناني‎ ‎الّذي‎ ‎يريد‎ ‎حكومة‎ ‎مستقلّة‎ ‎بكامل‎ ‎وزرائها‎ ‎لا‎ ‎بقسم‎ ‎منهم‎. ‎هذا‎ ‎هو‎ ‎المخرج‎ ‎الوحيد‎ ‎لحلّ‎ ‎الأزمة‎ ‎العالقة‎”. ‎وأكّد‎ ‎أنّ‎ ‎الكنيسة‎ ‎ترفض‎ ‎أيّ‎ ‎اصطفاف‎ ‎تقسيميّ،‎ ‎يفتّت‎ ‎الشراكة،‎ ‎ويحوّل‎ ‎لبنان‎ ‎ساحة‎ ‎صراع‎ ‎بين‎ ‎مشروعي‎ ‎الأقليّات‎ ‎والأكثريّات‎ ‎في‎ ‎المنطقة‎.‎
إلى‎ ‎ذلك‎ ‎أكد‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎وائل‎ ‎الحسنية‎ ‎بمناسبة‎ ‎السادس‎ ‎عشر‎ ‎من‎ ‎تشرين‎ ‎الثاني‎ ‎عيد‎ ‎تأسيس‎ ‎الحزب‎ ‎ضرورة‎ ‎الإسراع‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎تتمتع‎ ‎بالاحتضان‎ ‎والقرار‎ ‎السياسيّين،‎ ‎وتتحمّل‎ ‎مسؤولياتها‎ ‎لمعالجة‎ ‎الأوضاع‎ ‎الاقتصادية‎ ‎الاجتماعية‎ ‎ورعاية‎ ‎شؤون‎ ‎المواطنين،‎ ‎فإننا‎ ‎نحذّر‎ ‎من‎ ‎محاولات‎ ‎أميركية‎ ‎ترمي‎ ‎الى‎ ‎العرقلة‎ ‎والتعطيل‎ ‎على‎ ‎قاعدة،‎ ‎اما‎ ‎القبول‎ ‎بالشروط‎ ‎والاملاءات‎ ‎الأميركية،‎ ‎واما‎ ‎البقاء‎ ‎في‎ ‎دوامة‎ ‎الفراغ‎ ‎والأزمات‎ ‎المستفحلة‎.
‎وشدّد‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎لا‎ ‎خلاص‎ ‎للبنان‎ ‎إلا‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎قيام‎ ‎دولة‎ ‎مدنيّة‎ ‎قوية‎ ‎وقادرة،‎ ‎على‎ ‎قاعدة‎ ‎التمسك‎ ‎بالثوابت‎ ‎والخيارات‎ ‎الوطنية،‎ ‎وفي‎ ‎مقدّمها‎ ‎تثبيت‎ ‎معادلة‎ ‎الجيش‎ ‎والشعب‎ ‎والمقاومة‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎العدو‎ ‎الصهيوني،‎ ‎وتعزيز‎ ‎خيار‎ ‎المواجهة‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎التنسيق‎ ‎والتعاون‎ ‎مع‎ ‎سورية‎ ‎بموجب‎ ‎معاهدة‎ ‎الأخوّة‎ ‎والتعاون‎ ‎والتنسيق‎ ‎المثبتة‎ ‎في‎ ‎اتفاق‎ ‎الطائف‎. ‎كما‎ ‎أكد‎ ‎ضرورة‎ ‎الالتزام‎ ‎بثابت‎ ‎السلم‎ ‎الأهلي‎ ‎والتصدّي‎ ‎لكلّ‎ ‎مشاريع‎ ‎التقسيم‎ ‎والفدرلة،‎ ‎التي‎ ‎يحاول‎ ‎البعض‎ ‎أخذ‎ ‎لبنان‎ ‎إلى‎ ‎أتونها‎ ‎الهدّام‎.‎

‎وأبدت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎في‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎استغرابها‎ ‎مسارعة‎ ‎بعض‎ ‎القوى‎ ‎الى‎ ‎ربط‎ ‎التأليف‎ ‎الحكومي‎ ‎بالضغوط‎ ‎الخارجية‎ ‎التي‎ ‎يتعرّض‎ ‎لها‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎في‎ ‎اشارة‎ ‎الى‎ ‎العقوبات‎ ‎على‎ ‎رئيسه‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎قائلة‎ ‎ان‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎على‎ ‎موقفه‎ ‎المسهل‎ ‎لتأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎وفق‎ ‎المعايير‎ ‎الموحدة،‎ ‎مشددة‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎لا‎ ‎يطالب‎ ‎الا‎ ‎باحترام‎ ‎الميثاقية‎ ‎والدستور‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎التشكيل‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎التمسك‎ ‎بأي‎ ‎مطلب،‎ ‎لافتة‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎المداورة‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎تكون‎ ‎شاملة‎ ‎لا‎ ‎مجتزأة‎.‎

واعتبر‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎أن‎ ‎التدقيق‎ ‎التشريحي‎ ‎في‎ ‎حسابات‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎واجب‎ ‎وطنيّ‎ ‎وأولوية‎ ‎مطلقة‎ ‎وباب‎ ‎للتدقيق‎ ‎بكل‎ ‎الإنفاق‎ ‎العام‎. ‎وعلى‎ ‎الحكومة‎ ‎فرض‎ ‎التدقيق‎ ‎بقوة‎ ‎القوانين‎ ‎الموجودة،‎ ‎وعلى‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎الدعم‎ ‎والتحصين،‎ ‎وعلى‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎الاستجابة‎ ‎الفورية‎ ‎تحت‎ ‎ضغط‎ ‎حقوق‎ ‎الناس‎. ‎وأضاف‎: ‎‎”‎التيار‎ ‎واحد‎ ‎وحاسم‎ ‎حول‎ ‎هذا‎ ‎المطلب‎ ‎وكل‎ ‎كلام‎ ‎عن‎ ‎تقديم‎ ‎قانون‎ ‎إضافي،‎ ‎إذا‎ ‎لزم‎ ‎واذا‎ ‎تأمّن‎ ‎إقراره،‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎باب‎ ‎الحرص‎ ‎على‎ ‎إتمام‎ ‎التحقيق‎ ‎وليس‎ ‎عرقلته‎”.‎

على‎ ‎خط‎ ‎كورونا‎ ‎والاجراءات‎ ‎المرتبطة‎ ‎بها‎ ‎دخل‎ ‎قرار‎ ‎إقفال‎ ‎لبنان‎ ‎اعتباراً‎ ‎من‎ ‎الخامسة‎ ‎فجراً‎ ‎حيّز‎ ‎التنفيذ‎ ‎ليدخل‎ ‎المواطنون‎ ‎في‎ ‎حالة‎ ‎تقييد‎ ‎لحركتهم‎ ‎تحت‎ ‎طائل‎ ‎تغريم‎ ‎كل‎ ‎مخالف‎ ‎والتشدّد‎ ‎في‎ ‎قمع‎ ‎المخالفات‎. ‎وفي‎ ‎اليوم‎ ‎الأول‎ ‎بدت‎ ‎نسبة‎ ‎الالتزام‎ ‎عالية‎ ‎وبلغت‎ ‎في‎ ‎المناطق‎ ‎كافة‎ ‎نحو‎ 95 ‎في‎ ‎المئة‎. ‎وتزامناً‎ ‎مع‎ ‎تطبيق‎ ‎قرار‎ ‎التعبئة‎ ‎العامة،‎ ‎أقامت‎ ‎قوى‎ ‎الأمن‎ ‎الداخلي‎ ‎حواجز‎ ‎على‎ ‎الأوتوسترادات‎ ‎والطرق‎ ‎الرئيسية‎ ‎والفرعية‎ ‎للتأكد‎ ‎من‎ ‎الالتزام‎ ‎بالإجراءات‎ ‎الوقائية،‎ ‎وتسطير‎ ‎محاضر‎ ‎ضبط‎ ‎بحقّ‎ ‎المخالفين،‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎عدم‎ ‎الالتزام‎ ‎بقرار‎ ‎سير‎ ‎المركبات‎ ‎بحسب‎ ‎رقم‎ ‎اللوحة‎ ‎وعدم‎ ‎التقيد‎ ‎بإجراءات‎ ‎الوقاية‎ ‎حفاظاً‎ ‎على‎ ‎السلامة‎ ‎العامة‎. ‎كما‎ ‎قام‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎بدوريات‎ ‎في‎ ‎جبل‎ ‎البداوي،‎ ‎حيث‎ ‎عمد‎ ‎الى‎ ‎اغلاق‎ ‎المحال‎ ‎المخالفة‎ ‎لقرار‎ ‎التعبئة‎ ‎العامة‎. ‎وليس‎ ‎بعيداً‎ ‎أعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة،‎ ‎تسجيل‎ 1163 ‎إصابة‎ ‎جديدة‎ ‎بفيروس‎ ‎كورونا‎ ‎و‎11 ‎حالة‎ ‎وفاة‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *