تتجه الانظار الى اللقاء المفترض ان يجمع في الساعات المقبلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الرئيس المكلف سعد الحريري في قصر بعبدا. رهانات “اهل السياسة” كبيرة على ان يتمكن الاجتماع المنتظر من كسر المراوحة السلبية حكوميا المتمادية فصولا منذ اسابيع، وقد ذهب امين سر تكتل “لبنان القوي” النائب ابراهيم كنعان الى حد وصفه “باللقاء الحاسم”، بعيد زيارته البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي امس.
غير ان مصادر سياسية معارضة للعهد تقول ان هذه المناخات “الزهرية” مبالغ فيها. وفي رأيها، اللقاء سينعقد فقط، للصورة، ولعدم “كسر خاطر” البطريرك الماروني – بما يمثّل – الذي عمل ويعمل جاهدا منذ اسبوع لردم الهوة بين بعبدا وبيت الوسط. اي ان هذا الاجتماع، سيعقد لدواع “اخلاقية” لا اكثر، اذ سيجد عون والحريري نفسيهما محرجين امام الصرح وسيّده، إن لم يتجاوبا مع مساعيه الحثيثة وضغوطه لتأمين لقاء بينهما.
انطلاقا من هنا، تستبعد المصادر ان يخرج الاجتماع بتفاهمات تتيح ولادة سريعة للحكومة. لماذا؟ مؤشرات كثيرة لا تدل الى رغبة المعنيين – وعلى رأسهم التيار الوطني الحر – بتسهيل مهمة الحريري. فبعد ان نجحت الاتصالات التي اجراها الراعي في إقناع الفريق الرئاسي بالتخلي عن الثلث المعطّل، طرح الاخير سريعا، شروطا جديدة تعقّد عملية التأليف. فهو طالب، في مقابل تنازله عن الثلث، بالامساك بالحقائب الامنية والقضائية كلّها، وقد أفيد انه يريد وزارات الداخلية والعدل والدفاع، من حصّته. فهل هذا السلوك يقود الى تفاؤل بامكانية اتفاق بعبدا وبيت الوسط قريبا؟ قطعا لا، تجيب المصادر. في قرارة نفسه، يدرك فريق رئيس الجمهورية – التيار الوطني الحر، أن الرئيس الحريري، من المستحيل ان يرضى بتسليم الامن والقضاء الى الطرف الاخر على طبق من فضة، خصوصاً في ضوء استهداف العهد، وبوتيرة سريعة في الاونة الاخيرة، فريقَ الحريري والمقرّبين منه، بملفات فساد، وآخرهم المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي تقدمت بشكوى ضده القاضية غادة عون المحسوبة بوضوح، على الرئيس عون، في موازاة تحقيقاتها المتواصلة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
بحسب المصادر، المكتوب يقرأ من عنوانه، ولو كانت ثمة نية فعلية بالتفاهم، لوضع التيار الماء في نبيذه، الا ان ذلك لم يحصل حتى الساعة، بل هو ينتقل الى رمي المطالب التعجيزية، الواحد تلو الآخر، في درب الحريري. غير ان المصادر تشير الى ان احتمال “تراجع” الفريق الرئاسي يبقى واردا ولو في شكل ضئيل، اذا ما تدخّل حزب الله لديه، طالبا منه تليين الموقف، غير ان خطوة من هذا القبيل تبقى مستبعدة نظرا الى كون الحزب لا يزعجه لا الفراغ ولا التشكيل!
وفي عود على بدء، تختم المصادر، يمكن القول ان تعثّر اجتماع عون – الحريري، يقود الى خلاصة واحدة. العهد لا يريد الرئيس الحريري رئيسا للحكومة، ويسير على درب “تهشيله” الذي بدأه الرئيس عون قبيل استشارات التكليف. وهو سيستمر في نهج تعقيد مهمّته الى ان ييأس ويردّ التكليف… لكن هل الحريري في هذا الوارد؟ حتى اللحظة، لا…