في انتظار أن يقرر المجلس الاعلى للدفاع إقفال البلد كما أوصت به لجنة #كورونا الوزارية ولجنة الصحة النيابية لثلاثة اسابيع، يواصل عدّاد كورونا تسجيل أرقام قياسية كانت كارثية خلال الأيام الماضية في فترة الاعياد. ويتوقع خبراء الصحة أن يصل انتشار الفيروس إلى ذروته في 10 كانون الثاني الجاري، وقد يصل العدد اليومي للإصابات إلى 5 آلاف، بعدما دخل #لبنان موجة تفشي مجتمعي خطيرة وصفه رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي بمنتصف النموذج الايطالي من حيث الارتفاع المفرط في عدد المصابين بكورونا ومن حيث الوفيات التي تأخذ المنحى التصاعدي المخيف. وبينما تدافع اللبنانيون لإجراء فحوص PCR امتلأت المستشفيات بالمصابين ولم يعد هناك أسرة شاغرة.
وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي أمس، تسجيل 2870 اصابة جديدة كلها محلية ليصبح العدد الإجمالي لإصابات كورونا في لبنان 189278 حالة، فيما بلغت حالات الشفاء المخبري التام من الوباء 132768 حالة. وسُجلت أمس أيضاً 10 حالات وفاة رفعت العدد الإجمالي للوفيات جرّاء كورونا في لبنان منذ 21 شباط الماضي إلى 1486 وفاة. وارتفع أيضاً عدد الإصابات في القطاع الصحي إلى 1997 إصابة بعد تسجيل 4 حالات إيجابية جديدة بين العاملين في القطاع. وأفاد التقرير أن عدد فحوص كورونا PCR التي أجريت أول من أمس، بلغ 19270 فحصاً بينها 18409 للمقيمن و861 للوافدين عبر المطار. فيما بلغت نسبة الفحوص المحلية الإيجابية 15%. وأوضح التقرير أيضاً أن حالات الاستشفاء لاسرة كوفيد-19 تبلغ 1182 وهناك 461 حالة في العناية المركزة منها 138 تعيش على اجهزة تنفس اصطناعي.
من جهتها، اكدت مستشارة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسّان دياب للشؤون الطبية بترا خوري أن “الاقفال سيكون أقله ثلاثة اسابيع والإجراءات مشددة”. ولفتت في حديث إلى أن”نسبة اشغال الاسرة في العناية الفائقة وصلت الى 90 في المئة والوضع كارثي.”
ما عضو لجنة متابعة أزمة “كورونا” نبيل رزق الله، فلفت إلى أنّ “التوصية التي رفعناها تأتي بعد الضغط الحاصل على العنايات الفائقة في المستشفيات”، مضيفاً أننا “نتّجه نحو إقفال تام على مدى 3 أسابيع باستثناء محال الـ”سوبر ماركت” والقطاع الصحي والصيدلي”.
وبينما تركز وزارة الصحة على زيادة أعداد الأسرة في المستشفيات، وإلزام المستشفيات المخالفة بفتح أقسام خاصة لعلاج المصابين بكورونا، يواصل الوباء تمدده في المناطق ويحصد المزيد من الإصابات والوفيات.
وفي هذا الاطار،أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن عن خفض كلفة فحص PCR في مختبرات المستشفيات الحكومية الى مئة ألف ليرة لبنانية، بموجب تعميم سيصدره اليوم الاثنين. وتابع “الكثير من الناس ليس باستطاعتهم تحمل قيمة تكلفة فحص ال PCR البالغة 150 ألف ليرة نتيجة الوضع الاقتصادي، لذلك سنصدر تعميما صباح الاثنين بتخفيض كلفة فحص PCR في المستشفيات الحكومية إلى 100 ألف ليرة أي بترك هامش ربح زهيد جدا للمستشفيات، ونحن بدورنا كوزارة نسلم المستشفيات الحكومية أيضا فحوصا مجانية، ولكن من خلال فرق الترصد الوبائي التي تشخص الحالات المخالطة والتي لديها عوارض، ويتم تزويد المستشفيات بلوائح إسمية بتلك الحالات”.
استعراض إيراني إستفزازي… والأفق الحكومي مقفل
لم تنفع مساحيق التجميل التي شاءها الأمين العام لـ”#حزب الله ” السيد #حسن نصرالله تخفيفا لغلواء العرض الاستفزازي التي استباحت عبره طهران الساحة الدعائية والإعلامية والديبلوماسية ال#لبنانية في الساعات الثماني والأربعين الماضية تعويضا عن عدم انتقامها لقائد “لواء القدس” في الحرس الثوري الإيراني #قاسم سليماني في الذكرى السنوية الأولى لاغتياله على يد القوات الأميركية في مطار بغداد. فاذا كان صحيحا ان اجتزاء حصل لتصريحات قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني #علي حاجي زاده، فلماذا انتظرت #ايران اكثر من يوم كامل موعد كلمة السيد نصرالله لتصحح الاجتزاء؟ ثم كيف يكون هناك اجتزاء ورئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون الحليف الأول والاكبر لـ”حزب الله ” لم يحتمل التجاهل والصمت الطويل على الاستفزاز والانتهاك الوقح للسيادة اللبنانية واضطر الى الرد ولو بشكل ضمني ومقتضب وخجول على الجنرال الإيراني؟
في أي حال فان ما بدأه علي حاجي زادة بتأكيده ان لبنان كما غزة هما ساحة الصواريخ الإيرانية وتاليا تباهيه ضمنا بانهما متراس النفوذ الإيراني الأساسي وساحة التهديد الجاهز لإسرائيل والولايات المتحدة، أكمله السيد نصرالله نفسه بنبرة استعلائية سواء في تبريره الفوري لاستعانة حزبه بالترسانة الإيرانية اواعتباره “المقاومة” المدعومة من ايران حامية لبنان الحصرية، مع الزعم بانها مقاومة مستقلة تماما، او في تبنيه تصريحات زادة نفسها ولو اتهم وسائل إعلامية بتحريفها. ومع ان لبنان بدا في مطلع السنة الجديدة غارقا من جهة في أسوأ تداعيات الكارثة الوبائية مع استفحال بالغ الخطورة للتفشي الوبائي لفيروس #كورونا، ومن جهة أخرى في التخبط السياسي المخيف امام ازمة انسداد مسار تاليف الحكومة الجديدة، فان الاستفزاز الإيراني اخترق المشهد بقوة لكونه رسم علامات قلقة حيال التوظيف الإيراني للكوارث اللبنانية واستغلال واقع السلطة المستسلم لنفوذ “حزب الله ” في محاولات ايران استخدام لبنان ساحة لتطيير الرسائل نحو اعدائها وخصومها. ولكن تصوير الحرس الثوري الإيراني للبنان ساحة استهداف صاروخية دفاعية عن ايران نفسها احدث ارتدادات سياسية لبنانية حادة وأشعل عاصفة استنكارات دفعت الكثير من الأصوات الى التساؤل عما سيكون عليه موقف رئيس الجمهورية من هذا الانتهاك السافر لسيادة لبنان. وظهر امس مرر الرئيس عون تغريدة على “توتير” شكلت ردا خجولا مقتضبا على التصريحات الإيرانية اكد فيها ان “لا شريك للبنانيين في حفظ استقلال وطنهم وسيادته على حدوده وأرضه وحرية قراره “. كما لوحظ انه عقب عاصفة الردود والمواقف المستنكرة للتصريحات الإيرانية ومطالبة رئيس الجمهورية باتخاذ موقف منها اصدر ” التيار الوطني الحر” بدوره بيانا حمل فيه العصا من وسطها اذ تحدث من جهة عن “حق اللبنانيين في الدفاع عن سيادتهم وارضهم في مواجهة إسرائيل او غيرها” ولفت في المقابل الى انه “لا يجوز ان يكون دعم مقاومة اللبنانيين مشروطا بالتنازل عن السيادة الوطنية والانغماس في ما لا شأن لهم به”. واذا كان بعض الردود على تصريحات زادة كرد النائب المستقيل مروان حمادة ذهب الى حدود القول انه حان الوقت للمواجهة مع “حزب الله” وعدم ترك لبنان رهينة في يد ايران، فان المظاهر التي عممها الحزب في ذكرى اغتيال سليماني اتخذت طابع التعبئة الدعائية الواسعة مع رفع صور عملاقة لسليماني في انحاء عدة من الضاحية وعلى طريق المطار وفي الجنوب والبقاع الشمالي. ولم يقف الامر عند كلمة نصرالله في الرد على منتقدي كلام زادة بل ان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان انبرى بدوره الى مهاجمة المنتقدين والتباهي بان “صواريخ قاسم سليماني وقدرات طهران التسليحية للمقاومة هي التي حسمت معارك التحرير والنصر وان لا سيادة من دون صواريخ سليماني”.
الأفق الحكومي
ولم تغب دلالات البصمات الإيرانية في عرقلة مسار #تأليف الحكومة الجديدة عن هذا التطور اذ تفرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى الربط بينهما مذكرا بان ايران تنتظر ان تحاور الإدارة الأميركية الجديدة وتساءل “أليس من الأفضل ان يتحمل فريق الممانعة مسؤولية البلاد مع شركائه ولماذا التورط في المشاركة حيث لا قرار لنا في شيء ؟”.
في كل حال بدا مسار تاليف الحكومة الجديدة في مطالع السنة الجديدة كأنه توقف تماما عند المربع الأول وسط جمود وشلل غير مسبوقين في الحركة السياسية الداخلية وتراجع الرهانات الى اقصى الحدود على أي وساطات بما فيها المبادرة الفرنسية لاعادة بث الحركة في مسار تشكيل الحكومة. وأفادت معلومات “النهار”ان سفر الحريري الى الخارج كان حصرا لهدف تمضية عطلة رأس السنة الجديدة مع عائلته ولم يرتبط باي جولات سياسية في الخارج خلافا لما أشيع. وتشير هذه المعلومات الى انه يرتقب إعادة تحريك عجلة الاتصالات والتحركات المتصلة بالاستحقاق الحكومي المجمد غداة عيد الميلاد لدى الطوائف الأرمنية وبعد ان يكون الحريري قد عاد الى بيروت خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة. ومع ذلك فان المعطيات المتوافرة لا تشير الى أي حلحلة وشيكة في واقع التعقيدات القائمة امام تشكيلة الحريري اذ يبدو ان ساعة التأليف لم تحن بعد وحين تضاء الإشارات الخضراء للتشكيل ربما لا تبقى التشكيلة التي أعدها الحريري وانجزها وعرضها على رئيس الجمهورية عقدة كأداء كما تقول أوساط مطلعة.