لا نبأ مفرحا ولا ما يحمل على الفرح في بلد النكبات المتتالية والازمات المتناسلة. وكما في الـ2020 كذلك في الـ2021، كل يوم مصيبة وكل ساعة نبأ مشؤوم ولا من يسعى الى تغيير الواقع حيث مصالح المنظومة الحاكمة تتناسب وتتطابق الى الحدود القصوى. فلمَ التغيير ولمَ السعي لبناء الدولة القوية اذا كانت الدويلة ومن يديرها من خلف البحار يملك ورقة قوة يستخدمها للضغط في تحصيل مكاسب اقليمية ودولية. اما من يسعون، فلا حول ولا قدرة لهم.
السياسة مجمدة في نفق مظلم لا بوادر امل بالخروج منه لا بتشكيل حكومة ولا بالشروع بالاصلاحات ولا بأي خطوة قد تضع المبادرة الفرنسية على سكة الانطلاق فالقرار اللبناني خارج الخدمة راهنا، فيما لا موعد جديدا لزيارة الرئيس ايمانويل ماكرون لبيروت. الصحة في اسوأ حال واجراس الخطر الحقيقي تقرع بقوة مستدعية الاقفال الشامل قبل الوقوع في محظورٍ ما زال اهل الحل والربط يتعاطون معه بمقياس المصالح السياسية والحسابات الخاصة فيما الجائحة العالمية تفتك كل يوم بالالاف، وآخر ضحاياها امس آخر ثالوث الرحابنة ، المؤلف والملحن والموزع الموسيقي الكبير الياس الرحباني ليطوي بغيابه آخر صفحات بقيت في ذاكرة اللبنانيين من زمن لبنان الجميل، زمن لبنان العز والعنفوان زمن الكبار الكبار…
نحو الاقفال مجددا
في ظل شلل سياسي شبه تام، احتل كورونا وتفشّيه المخيف فوق الاراضي اللبنانية، صدارة الاهتمامات الشعبية والرسمية امس، مع اقتراب دخول البلاد مرحلة اقفال تام جديدة… فقد عقدت سلسلة اجتماعات في السراي، خصصت للبحث في توصيات اللجنة الفنية ولاتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة تفشي وباء كورونا.
وافادت المعلومات ان التوجه خلال الاجتماع الوزاري ذهب نحو الاقفال لكن ثمة وجهات نظر متضاربة في شأن تاريخ بدء هذا الاقفال، وانه لم يبتّ بعد.
دياب
في الغضون، وفي بداية الاجتماع الوزراي، أعلن دياب “اننا طبقنا الإجراءات الممكنة كافة على مستوى الدولة، لكن التزام الناس لم يكن إيجابيا، للأسف هناك مواطنون غير مقتنعين حتى اليوم بخطر هذا الوباء”. واكد دياب ان ”مواجهة كورونا لا يمكن ان تطبق من خلال تدابير نظرية وإجراءات في الشارع فقط، ونستطيع إقفال البلد ونستطيع أن نفرض حظر التجول لكن لا قدرة لنا أن نلاحق كل شخص”. وقال: “أصبحنا في موقع مختلف، في البداية كان هناك تناغم بين اجراءات الدولة وبين تجاوب المواطنين مع التدابير، أما اليوم فالوضع مختلف تماما”. وأشار الى ان “لا أسرة شاغرة في عدد من غرف العناية الفائقة، وبالتالي نحن أمام حالة صعبة جدا ونحتاج إلى إجراءات استثنائية وصارمة وتشدد بتنفيذ التدابير”، مؤكدا ان “مواجهة هذا الوباء تحتاج إلى وعي مجتمعي يتفاعل ويتجاوب مع التدابير والإجراءات”.
وفد فرنسي
وعلى خلاف الفيروس الناشط محليا، جمود سياسي – حكومي، ربما في انتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج في الساعات القليلة المقبلة. رغم هذا الواقع، فرنسا على اهتمامها بالملف اللبناني. وفي السياق، أكدت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ”المركزية” أن وفدا من لجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية في مجلس الشيوخ الفرنسي يصل إلى بيروت غدا الأربعاء، في زيارة تمتد حتى الاثنين المقبل. وأعلنت المصادر أن برنامج اللقاءات يشتمل على اجتماعات مع أغلبية رؤساء الكتل والأحزاب، إضافة إلى لقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومجموعات من المجتمع المدني. وإذا كان هذان اللقاءان مع سيد بكركي والمجموعات المدنية يعكسان تأييد باريس، وإن بشكل ضمني، للثورة وطروحات البطريرك الراعي، فإن المصادر ترفض الدخول في هذه التفاصيل. غير أنها تبدو شديدة الحرص على تأكيد أن الزيارة لا تهدف إلى إعادة ضخ الحياة في عروق المبادرة الفرنسية، في جانبها السياسي. ذلك أنها لن تتم بناء على رغبة الرئيس ماكرون، وذلك عملا بمبدأ فصل السلطات المعمول به في باريس. غير أن الجولة ترمي أولا إلى تعزيز التعاون في تنفيذ المشاريع الحيوية والحياتية التي تعمل فرنسا عليها لمساعدة الشعب اللبناني حصرا.
أخذ ورد
من جهة ثانية، بقي الموقف الايراني الخارق للسيادة اللبنانية، كما الطيران الاسرائيلي الذي لا يغيب عن الاجواء، مدار اخذ ورد. فتعليقا على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من التصريحات الايرانية، حيث أعلن عبر “تويتر” أن “لا شريك للبنانيين في الحفاظ على سيادتهم”، غرّد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا عبر “تويتر”،متوجها إلى عون: “فخامة الرئيس: مع كامل الإحترام، رئيس الجمهورية لا يغرد في الأمور السيادية، رئيس الجمهورية يتخذ قرارات وإجراءات. مع كامل الإحترام”. وردا على قاطيشا، غرد عضو تكتل لبنان القوي النائب زياد أسود عبر تويتر أيضا، فخاطب قاطيشا بالعامية: “ربما لو ما غردتو بالطائف ومع السوري والسعودي سنة 1990 كان الرئيس بعد عندو صلاحيات ياخد قرارات… يا وهبه عزيزي مواقفكم بس للتمريك وبلا ذاكرة سياسية ومتكلين على وجع الناس حتى تمحو الخطايا… انتو اكثر من عجيبة”.
الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق : الإقفال التام على الأبواب… نقاش ونظريات متضاربة السياسة في إجازة ووفد فرنسي في بيروت غداً