استفاق اللبنانيون على خبر العثور على الناشط والمفكر والمعارض لقمان سليم مقتولا في سيارته في منطقة النبطية وذلك بعد ساعات على اختفائه وفقدان الإتصال به عقب زيارة كان يقوم بها مع شخص آخر في بلدة نيحا الجنوبية بحسب ما أعلنت شقيقته رشا الأمير.
وكانت عائلة سليم قد تمكنت عبر أحد التطبيقات من إيجاد هاتف سليم من دون العثور عليه أو على سيارته، وعلى الأثر تواصلت مع المستشفيات والمخافر من دون التوصل إلى نتيجة، لتطلق بعدها نداء استغاثة لأي شخص يعرف عنه شيئا، في وقت رجح أصدقاؤه وقوع عملية خطف.
5 رصاصات
قضائيا، تابع النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان جريمة قتل الناشط سليم، وكلف على الفور الادلة الجنائية والطبيب الشرعي عفيف خفاجة للكشف على الجثة والسيارة وبوشرت التحقيقات لكشف الملابسات. وبعدما أنهى الطبيب الشرعي الدكتور عفيف خفاجة الكشف عليها، تبين أنها مصابة بخمس طلقات نارية من مسافة قريبة أطلقت من مسدس حربي، أربع في الرأس وواحدة في الظهر، في وقت تتواصل التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة. وبناء لإشارة القاضي رمضان ُنقلت جثة الناشط لقمان سليم، إلى مستشفى صيدا الحكومي، فيما أجرى عناصر الأدلة الجنائية الكشف على السيارة التي كان يقودها وتبين أنها مستأجرة من شركة لتأجير السيارات.
إلى ذلك كلف القاضي رمضان فرع المعلومات بإجراء مسح كامل للكاميرات لمعرفة المسار الذي سلكته سيارة لقمان سليم قبل إغتياله وبتفريغ داتا هاتفه الخلوي وتحليلها. وكانت كشفت مصادر ان سليم قتل داخل سيّارة مستأجرة، وقد عُثر على هاتفه على بعد نحو 300 متر من المنزل حيث كان يقوم بزيارة مع شخص آخر في بلدة نيحا قبل ان يتم اختطافه واغتياله في احد الشوارع الفرعية من بلدة العدوسية.
سلام: وفي السياق، قال الرئيس تمام سلام “مرة جديدة تمتد يد الغدر لتسكت صوتا حرا كان على الدوام من دعاة قيام دولة القانون الحرة والسيدة والمستقلة في لبنان، ولتعيد الى الاذهان مسلسل الاغتيالات المشؤوم الذي استهدف شخصيات وطنية وقادة رأي”.
السنيورة: كما استنكر الرئيس فؤاد السنيورة الاغتيال ،واعتبر في بيان “ان الجريمة ا هذه، وفي هذا التوقيت بالذات تحمل دلالات معبرة وتؤشر الى اتجاهات قديمة ومستجدة في لبنان في هذه الظروف”.
وتابع:”اذا لم يجر تحقيق سريع وحر وفعال لكشف هذه الجريمة النكراء، فان الادانة والاتهامات ستكون واضحة، وتحديدا لمن يسيطر بالسلاح على الجنوب وقراه”.
الحسيني: وقال الرئيس حسين الحسيني، في البيان الآتي: “من حق كل إنسان أن يحظى على محاكمة عادلة تمكنه من ممارسة حق الدفاع عن النفس الذي يكفله الدستور.
إن الاعتداء على حياة الدكتور سليم مدان بكل المقاييس، ويهدد الأمن والاستقرار في البلاد.
جعجع: إلى ذلك، غرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر “تويتر”: “لقمان سليم شهيد الرأي الحر. إذا كان للشرّ جولة، فسيكون للخير والحقّ ألف جولة وجولة”.
موسى: أما عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى فكتب على “تويتر”: “ندين بشدة الاغتيال ونطالب الاجهزة الامنية والقضاء بكشف ملابسات الجريمة باقصى سرعة حفاظا على الحريات العامة وتحاشيا للفتنة”.
أبو الحسن: الى ذلك، كتب أمين سر كتلة اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن عبر “تويتر”: “من غير المقبول عدم كشف جريمة سليم ومن غير المقبول ان تضاف هذه الجريمة البشعة والمستنكرة الى غيرها من الجرائم الغامضة، كل التضامن مع الأسرة المفجوعة ومع آل سليم الكرام”.
معوض: وغرد النائب المستقيل ميشال معوض عبر “تويتر”: “الاغتيال يحمل كل عناصر الجريمة السياسية المنظمة ويعيدنا إلى مسلسل الاغتيالات التي عشناها في لبنان وعجزت الأجهزة الأمنية أن تكشف حقيقتها فتأكدنا من وراءها”.
يعقوبيان: من جهتها، اعتبرت النائبة السابقة بولا يعقوبيان أن “اغتيال سليم، هو اغتيال للعقل وللفكر وللحوار في لبنان” واصفة الجريمة بـ”الخطيرة طالما هي لم تطل لقمان وعائلته فقط، بل هي إنذار واضح لكل من يريد التحرر من سطوة السلاح والقمع، وهي تهديد مباشر لكل فكر حرّ على مساحة الوطن”.
حماده: وسال النائب المستقيل مروان حماده في تصريح، “ألم يحن الوقت لنضع حدا لهذا الاجرام ولنحرك ونوسع عمل المحاكم الدولية لكي تشمل كل الجرائم المقترفة حتى اليوم؟”. وختم: “بانتظار ذلك، فلتسقط دولة القمع وشماعة العهد القوي”.
السبع: أما النائب السابق باسم السبع فقال: “اغتيال الناشط لقمان سليم، رسالة مباشرة لكل الناشطين والكتاب والسياسيين من ابناء الطائفة الشيعية الذين يتحركون وينشطون ويعبرون عن أفكارهم خارج المدار السياسي لحزب الله”.
تيار المستقبل: وصدر عن تيار المستقبل الآتي: “اغتيال الباحث والناشط السياسي لقمان سليم في احدى قرى الجنوب جريمة مدانة برسم الدولة والقوى المحلية المعنية بأمن القرى الجنوبية. اننا في تيار المستقبل اذ نستنكر بأشد عبارات الاستنكار هذه الجريمة النكراء، ونحذر من مخاطر العودة الى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين، نطالب الجهات المختصة الامنية والقضائية الشرعية العمل على جلاء الحقيقة بأسرع وقت”.
الكتائب: واكد حزب الكتائب اللبنانية في بيان أن اغتيال لقمان سليم لن يزيده إلا تمسكا بدولة الحق، حيث لا سلاح فوق السلاح الشرعي، ولا سلطة فوق السلطة الشرعية، وحيث الحريات مقدسة ومصانة في الدستور والقوانين،
التقدمي: واستنكر الحزب التقدمي الإشتراكي بشدّة ويشجب ويدين جريمة قتل الناشط سليم، التي تستدعي من القوى والأجهزة الأمنية أقصى درجات الملاحقة والمتابعة والتحقيق الفعلي والشفاف لكشف المرتكبين وسوقهم إلى القضاء بأسرع وقت، وإنزال القصاص الذي يستحقون.
أمل: وإستنكر المكتب الإعلامي المركزي لحركة “أمل” في بيان، “جريمة اغتيال الناشط السياسي والباحث لقمان سليم”، مطالبا بـ”إجراء التحقيق الأمني والقضائي بالسرعة الممكنة توصلا لكشف الفاعلين ومعاقبتهم”.
كما صدرت مواقف منددة من شخصيات وهيئات سياسية ومدنية لبنانية ودولية.
حزب الله احضر نيترات الأمونيوم
وكان لقمان سليم معارضاً من الصف الأول. وعلى رغم تعرّضه للكثير من التهديدات وحملات التخوين إلا أنه كان يتسلّح دائماً بالكلمة والموقف الحر وظلّ معارضاً شرساً لسياسة حزب الله ومنطق السلاح، ومدافعاً عن سيادة الدولة.وفي آخر لقاء إعلامي له، أطل الكاتب والناشط السياسي على قناة الحدث للتعليق على مقال نشرته صحيفة الغارديان والتي جاء فيها أن رجلي أعمال سوريين وروسيين يقفان خلف إحضار نيترات الأمونيوم إلى المرفأ. واشار (المغدور) سليم في حديثه إلى أن “في 14 تشرين الاول 2013 وقّع النظام السوري على معاهدة الانضمام للحد من الأسلحة الكيميائية والصدفة أنه في 23 تشرين الثاني وصلت الى بيروت السفينة روسوس محمّلة بأطنان نيترات الأمونيوم، وبالصدفة أيضاً بدأ العام 2014 وتتالى على تصاعد في وتيرة الغارات بالبراميل المتفجّرة لم يُسبق أن سُجّل في 2012 و 2013”.
وتابع “نحن امام أحجية تكتمل تفاصيلها، اليوم بتنا نعرف من استورد ولكن نريد أن نعرف من خزّن ولمصلحة من كان يتم إخراجها شيئاً فشيئاً إلى الأراضي السورية حيث كانت تصنّع ليتم استخدامها فوق رأس الشعب السوري”.
وتابع رداً على سؤال “أن المتهم الأكبر هو صاحب الدالة الكبرى أعني ميليشيا حزب الله التي تملك ليس فقط السيطرة على المرافئ بالمعنى الجغرافي والتقني للكلمة بل تملك الدالة السياسية على اللبنانيين وكل من يتعاطى الشأن العام، وتملك قدرة التخويف لأن خوف اللبنانيين حتى من معارضي حزب الله عن الإشارة اليه بأصبع الإتهام هو جزء من الجريمة التي وقعت بحق اللبنانيين وقبلهم السوريين.”