بين مفاوضات الناقورة ، وزيارة وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان لبيروت الخميس، وبدء تسريب معلومات عن امكان اعتذار الرئيس سعد الحريري عن تشكيل الحكومة والبطاقة التمويلية التي يفترض ان يبتها الاجتماع الوزاري، تنقلت اهتمامات اللبنانيين، مركّزة في شكل اساسي على رصد ما يرشح من معلومات عن موعد رفع الدعم، على رغم انهم لم يحصلوا «من الجمل الا عا دينتو» بعدما تم تهريب كل الدعم والمدعوم للنظام السوري المُعاقب، بإرادة القيمين على شؤون البلاد وغض طرف من يفترض بهم صون حقوق المواطنين ومصالهم، مطبقين المثل القائل «الجار قبل الدار».
تصعيد جديد؟
وفيما لم يخرج لبنان بعد من صدمة قرار وقف الاستيراد وفي وقت يتخبط لبنان الرسمي في اجراءاته لاسترضاء الرياض.. صعّدت الاخيرة امس موقفها مجددا مُظهرة ان كل ما تقوم به الدولة غير كاف، لا سيما لناحية تركيزها على الشق الامني البحت من القضية متجاهلة الشق السيادي السياسي. فقد افادت قناة mtv أنّ السعوديّة اتّخذت قراراً بوقف استيراد الصناعات الغذائيّة كلّها من لبنان حتى إشعارٍ آخر.
استئناف المفاوضات
وفي انتظار رصد ترددات هذا الخبر ان صحّ وتبيان كيف ستتعاطى معه المنظومة، انشغل لبنان امس باستئناف المفاوضات في الناقورة. فعند العاشرة صباحا، انطلقت في رأس الناقورة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة في جولتها الخامسة بين لبنان واسرائيل، برعاية الامم المتحدة، وبوساطة أميركية، للبحث في ترسيم الحدود البحرية ،حيث أكد لبنان حقه في كامل ثروته البحرية، بعد انقطاع لمدة تناهز الخمسة أشهر، بعد أن كانت انطلقت في 14 تشرين الأول الفائت.
ويبدو ان المفاوضات دخلت مرحلة جدية ما استدعى عدم تعليقها الى اجل غير مسمى بل تقرر استكمال الجولة الخامسة اليوم، خصوصاً ان البحث عاد لينتظم تحت سقف الاتفاق – الاطار الذي توصل اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعد ان امتنع لبنان عن الاعتراض لمدة عشر سنوات على خط هوف، وقد تأكد ذلك من خلال امتناع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن توقيع قرار تعديل المرسوم ٦٤٣٣، والذي ينقل حدود لبنان البحرية جنوباً من الخط ٢٣ الى الخط ٢٩.
عون وعكر
وليس بعيدا، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، مع نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر، الأوضاع العامة في البلاد، ومسألة استئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية البحرية في ضوء التوجيهات التي أعطاها الرئيس عون للوفد اللبناني المفاوض خلال الاجتماع الذي عقد في قصر بعبدا اول امس، في حضور قائد الجيش العماد جوزف عون.
انتظار لودريان
سياسيا، المراوحة السلبية سيدة الموقف حكوميا، في انتظار ما سيحمله معه الى بيروت، وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الذي يصل منتصف ليل الاربعاء الخميس ويعقد اجتماعاته على مدى 24 ساعة. وبينما جدول اعماله غير واضح بعد، باستثناء موعدين مع الرئيسين عون ونبيه بري ولقاء بعيد من الاضواء علم انه سيعقده مع عدد من الشخصيات في منزل احد من تربطهم بفرنسا علاقات وثيقة، بات مؤكدا ان الديبلوماسي سيلوح بسيف العقوبات الفرنسية المرتقبة لمحاولة انزال المتخاصمين عن شجرة شروطهم التي منعت المبادرة الفرنسية من تحقيق اي خرق منذ أشهر.. فهل ينجح؟
هل يعتذر الحريري؟
في الاثناء بات «احتمال اعتذار الرئيس سعد الحريري مرجحا بقوة بحسب ما يتردد وقد يعلن عنه بعد زيارة لودريان او بعد عيد الفطر منتصف الجاري». في السياق، أشار نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش الى الرئيس الحريري ليس راهنا في وارد التوجه إلى قصر بعبدا لكنه حتما لن ينتظر إلى ما لا نهاية. تفسير ذلك إما الإعتذار أو الإستمرار في مساعيه لتشكيل حكومة..لكنّ الاستمرار كرئيس مكلف رهن بمعطيات جديدة ،أي حكومة من دون ثلث معطل وعدم الجلوس مع النائب جبران باسيل إلا بعد التشكيل .عندها يلتقي به كرئيس حكومة مع رئيس تكتل». وقال : قد يقدّم الحريري اعتذاره غدا لكنه لن يستعجل الأمور قبل القيام بالإستشارات ومن ضمنها البطريرك الراعي. وفي حال اتخذ قراره بالإعتذار يذهب رئيس الجمهورية إلى الإستشارات بحسب الدستور».
الفاريز
ماليا، أفادت مصادر مالية بأن سلسلة من الاجتماعات الافتراضية الدورية عبر تطبيق «زوم» عُقدت الأسبوع الماضي في وزارة المال، بين الفريق التقني في الوزارة في حضور المفوّض الحكومي لدى مصرف لبنان والفريق التقني في شركة التدقيق الجنائي «ألفاريز أند مارسال» والفريق التقني في مصرف لبنان. وأشارت المعلومات إلى أن أجواء الاجتماعات كانت إيجابية، وتم التداول في الأمور التقنية لتأمين المعلومات والمستندات لشركة «ألفاريز أند مارسال»، علماً أن قسماً كبيراً من المعلومات المطلوبة حُضّر وقد تم تجميعه من قبل مصرف لبنان.
المرفأ والاقمار
قضائيا، سطر المحقق العدلي في جريمة إنفجار المرفأ القاضي طارق البيطار 13 إستنابة قضائية الى دول تملك أقمارا إصطناعية فوق لبنان، طالبا تزويده بما تملك من صور لموقع المرفأ، وذلك في إطار إستكمال التحقيقات التي يقوم بها، بالتوازي مع التوجه للإستماع الى شهود جدد لم يسبق أن مثلوا من قبل للإدلاء بإفاداتهم.
جعجع
الى ذلك، وفيما سلم تكتل الجمهورية القوية الرئيس بري كتابا حول تقصير ولاية مجلس النواب، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «إنقاذ لبنان من الانهيار الشامل، وإنقاذ اللبنانيين من المجاعة والفقر، لا نرى سبيلا لهذا الإنقاذ سوى من خلال الانتخابات النيابية المبكرة، لأن تأليف الحكومة مع الفريق الحاكم يعني البقاء في دوامة الفشل نفسها، لأن هذا الفريق أوصل البلد إلى الكارثة بسبب سياساته الداخلية والخارجية، ويستحيل إخراج لبنان من وضعه الكارثي قبل إخراج الفريق الحاكم من السلطة.