الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق:هل ينجح البطريرك الراعي في فتح باب جديد لتشكيل الحكومة ؟  
الشرق

الشرق:هل ينجح البطريرك الراعي في فتح باب جديد لتشكيل الحكومة ؟  

موجة التفاؤل الحذر التي ارتفعت ازاء الملف الحكومي اثر عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى البلاد وتشغيل رئيس مجلس النواب نبيه بري محركاته بدفع قوي من امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، انخفضت امس الى الحدود القصوى، استنادا الى المُسَرَب من معلومات، على شحها، بفعل الصمت المطبق الذي يلتزمه العاملون على خط تذليل العقد.الايجابية الوحيدة حتى اللحظة تتمثل في عزم هؤلاء على استكمال الاتصالات علّها تنجح في احداث خرق في مكان ما يمكن ان يقود الى حل عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين موضع الخلاف الاساسي، أقله في الظاهر، إن كانت عقبة التشكيل داخلية ومفتاح الحل والربط بيد المسؤولين اللبنانيين.

 

لا ايجابية؟

المعلومات الصحافية  اشارت الى ان لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف اول امس لم يكن جيدا، كذلك لقاء رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل والخليلين. وتابعت «الحريري أبلغ بري انه إذا لم يرد جبران باسيل إعطاء الثقة للحكومة فيحقّ لرئيس الجمهورية الحصول على 3 وزراء»، مضيفة «باسيل سجّل عتباً على «حزب الله» وقال للخليلين «تمسّككم بالحريري هو ما أوصلنا إلى هنا والحريري اليوم عم يتدلّع».

 

الاتصالات تستكمل

الى ذلك، لفتت معطيات اخرى الى ان «تم التوافق على حكومة 24 وزيرا من ناحية الحصص والحقائب لكن الخلاف لا يزال على تسمية التيار لوزيرين مسيحيين، ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط سيسمي وزيرا ضمن الـ8 وزراء من حصة رئيس الحكومة». ونقل عن مصادر عين التينة حرصها على التأكيد ان الاتصالات ستستكمل على رغم  علم المطلعين على مفاوضات التشكيل ان العقبات لا تزال تحول دون التوصل الى اتفاق لاسيما لناحية تسمية الوزيرين المسيحيين.

 

الاعتذار وارد

وفي وقت  رأس الحريري بعد الظهر في «بيت الوسط» اجتماعا لكتلة «المستقبل» النيابية  وضع الحريري خلاله الكتلة في أجواء الاتصالات الجارية بشأن تشكيل الحكومة، كما عرض أمامهم بالتفاصيل كافة التسهيلات التي قدمها طوال هذه الفترة من أجل تشكيل حكومة إنقاذ، ضمن إطار الدستور وشروط المبادرة الفرنسية، لفت موقف لنائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش اكد فيه ان  «الاعتذار أصبح مطروحاً عند الرئيس الحريري، حتى أن الخطوة نفسها على صعيد البرلمان، ليست ببعيدة، فالحريري «إذا وجد مؤشّرات تؤدي إلى طريق مسدود مع السلطة، فسيستقيل من المجلس النيابي».

وفي تصريح متلفز، أوضح علوش أن الاعتذار «يحتاج إلى مزيد من الاستشارات مع رؤساء الحكومات السابقين، والمجلس الرئاسي في تيار المستقبل، ونواب الكتلة»، مشدداً على أن «لن يكون خطوة في الفراغ، بل يجب أن يؤدي إلى وقف الانهيار». وأشار علوش، إلى أن احتمال تشكيل حكومة من دون ثلث معطّل، من المستقلين غير الحزبيين، ومن دون فرض شروط، «احتمال كبير»، لكن فريق رئيس الجمهورية «يتطلّع إلى كل ما هو آتٍ من فراغ، وبالتالي المحافظة على الثلث المعطّل، ما يجعل رئيس الجمهورية قادراً على التحكم بالحكومة».

 

أسوأ أزمات العالم

وسط هذه الاجواء الملبدة سياسيا، والتي تؤثر حكما على الاوضاع الاقتصادية المعيشية بحيث تزيدها صعوبة، وعشية وصول بعثة من صندوق النقد الدولي الجمعة الى بيروت، مستعجلة التشكيل، على وقع اضرابات تشلّ تباعا مختلف القطاعات، اطلق البنك الدولي منذ ساعات انذارا جديدا من خطورة ما يعيشه لبنان. فقد حذر البنك اليوم من أن لبنان «غارق في انهيار اقتصادي قد يضعه ضمن أسوأ عشر أزمات عالمية منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب لأي أفق حل يخرجه من واقع مترد يفاقمه شلل سياسي».  واشار الى أن «استجابة السلطات اللبنانية لهذه التحديات على صعيد السياسات العامة كانت غير كافية إلى حد كبير، ويعود ذلك إلى أسباب عدة أبرزها غياب توافق سياسي بشأن المبادرات الفعالة في مجال السياسات في مقابل وجود توافق سياسي حول حماية نظام اقتصادي مفلس، أفاد أعدادا قليلة لفترة طويلة».

 

شكرا فرنسا

وبينما الازمة هذه لم توفّر المؤسسة العسكرية، شكرت نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، «الموقف المقدر والمميز للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الدعم الذي يوليه للبنان عموما وللجيش اللبناني خصوصا، وذلك خلال استقبالها السفيرة الفرنسية آن غريو.

 

بخاري وفهمي

على صعيد آخر، وفي سياق متابعة ازمة شحنة الرمان المخدّر، إستقبل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبد الله بخاري، امس في مقر إقامته في اليرزة وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي. وجرى خلال اللقاء عرض أبرز المستجدات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة بالإضافة الى الشؤون ذات الاهتمام المشترك.

 

اسرائيل تهدد

من جهة ثانية جدد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، تحذيره من أي هجوم قد يشنه حزب الله على تل أبيب، مهددا بقصف  لبنان بشكل يفوق عشرة أضعاف القصف الذي وقع في غزة جراء الهجمات الصاروخية، وفقاً لوكالة «سبوتنيك». وقال غانتس أمام عشرات الصحافيين الأجانب حين سئل عن حرب مستقبلية مع لبنان، «ما رأيناه في غزة سيكون عشرة أضعافه في لبنان، ستكون حرب معقدة لأن حزب الله يخفي 100 ألف صاروخ، جزء منها دقيقة ولمسافة طويلة المدى، وكل هذا موجود بين سكان مدنيين».وأضاف، «إسرائيل جمعت منذ عام 2006 معلومات استخباراتية كبيرة، وسيكون لدينا عدد متنوع من الخطط والأهداف، وإن بدأنا العمل، دولة لبنان ستتحمل المسؤولية وحزب الله وقادته سيلحقهم ضرر كبير».

 

الراعي يحاول مصالحة عون والحريري

نشرت «أساس» على موقعها أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سيحاول بعد ظهر اليوم الأربعاء فتح باب جديد لحلّ الأزمة الحكومية. وسيحاول الراعي مصالحة الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، بأن يزور بعبدا، وخلال اجتماعه بعون سيحاول الاتصال بالحريري وتمرير المكالمة إلى عون في محاولة لإعادة التواصل بينهما.  وتقول أوساط الراعي أنّه لن يسمح باستمرار حالة المراوحة بانتظار الانهيار.  فهل يفعلها الراعي؟ وإذا فعلها هل ينجح؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *