الرئيسية / صحف ومقالات / الديار : رهانات خطيرة للحريري على الخلافات الخليجية: ساعات حكومية ‏حاسمة؟ نصرالله يحذر من “تسييس” تحقيقات المرفأ “العدالة بعيدة والحقيقة ‏مخفية” ‏”دلتا” يهدد بانهيار صحي ولا حلّ لأزمة الكهرباء “وذلّ” المحروقات ‏مستمرّ
الديار لوغو0

الديار : رهانات خطيرة للحريري على الخلافات الخليجية: ساعات حكومية ‏حاسمة؟ نصرالله يحذر من “تسييس” تحقيقات المرفأ “العدالة بعيدة والحقيقة ‏مخفية” ‏”دلتا” يهدد بانهيار صحي ولا حلّ لأزمة الكهرباء “وذلّ” المحروقات ‏مستمرّ

لا يزال المشهد قاتما على كافة الاصعدة مع توقعات بمزيد من القتامة في المقبل من الايام والاسابيع، في ‏ظل الانهيار المتواصل لكافة القطاعات الحياتية في البلاد، وسط عجز متماد لدى كافة السلطات السياسية ‏والاقتصادية في ادارة عملية “الانتحار الجماعي” الجارية بصمت مريب من قبل “الضحايا” وكذلك ‏‏”الجلادين”. فطوابير “الذل” تتواصل على محطات الوقود دون اسباب موجبة او توضيحات من المعنيين، ‏الكهرباء في “خبر كان” مع تقنين المصرف المركزي للموافقات وتخيير وزارة الطاقة بتحديد اولوياتها، ‏بنزين للسيارات او محروقات للكهرباء؟ والمادتين غير متوافرة بشكل كاف في السوق، بينما لا جواب من ‏المعنيين في حكومة تصريف الاعمال عن مصير الاتفاق “النفطي” مع العراق؟ منصّة “صيرفة” باتت ‏خارج الخدمة دون معرفة الاسباب! وزير التربية طارق المجذوب اقتنع اخيرا بعد اسابيع من اللعب على ‏اعصاب الطلاب بالغاء الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة، فيما متحور “دلتا” بدأ انتشاره مهددا ‏بخسارة كل الانجازات الصحية. في السياسة لا جديد بانتظار تبلور القرار النهائي لرئيس الحكومة المكلف ‏سعد الحريري خلال الساعات المقبلة بعد اتفاقه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ان يكون خيار ‏الاعتذار مدروسا، وقد تم تاجيل البت بأي قرار بانتظار انتهاء زيارة وزير الخارجية القطري “الخاطفة” ‏اليوم في ظل رهانات الحريري على التقارب السعودي- القطري، فيما حذرت مصادر مطلعة من وجود ‏رهانات اخرى لدى الرئيس المكلف على الخلافات السعودية – الاماراتية المستجدة، وهو ما يمكن ان ‏يضع لبنان في “عين العاصفة”.‏
في هذا الوقت “كسر” الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رتابة المشهد السياسي، فاتهم الولايات ‏المتحدة الاميركية بالوقوف وراء الازمة الاقتصادية في لبنان، متحدثا عن ساعات حاسمة حكوميا، لكن ‏الموقف اللافت كان حيال التحقيقات في جريمة المرفأ، حيث حذر من التوظيف السياسي للتحقيق،
وحول التطورات المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت، شدّد نصرالله على رفض “التوظيف السياسي للتحقيق”، ‏واعتبر ان تلقي المُدّعى عليهم في قضية مرفأ بيروت، الأسماء عبر الإعلام، شكل من أشكال التوظيف ‏السياسي للقضية، مؤكدا رفض هذا المسار. وقال نصر الله إنه مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى ‏للمجزرة، “نسعى إلى العدالة والحقيقة. حتى الآن لا تزال العدالة بعيدة والحقيقة مخفية. على مدى سنة ‏وأشهر طالبنا قاضي التحقيق السابق والحالي، بنشر الملف التقني والتحقيق الفني حول هذه الحادثة ‏المهولة. وحتى الآن لا حياة لمن تنادي”. وسأل “هل ما حصل تفجير؟ هل ما حصل أمر متعمّد؟ هل سببه ‏الإهمال؟ هل كان في مرفأ بيروت صواريخ للمقاومة؟ هل كان فيه مخازن سلاح للمقاومة كما قيل في ‏الأيام والأسابيع الأولى؟ هل ثمة عمل قضائي حقيقي أم ثمة استهداف سياسي”؟

‏”علامات استفهام”؟
وفي سياق متصل “بارتياب” السيد نصرالله، تساءل مصدر نيابي بارز لماذا اقتصر الادعاء حتى الساعة ‏على عدد من الوزراء السابقين من دون الآخرين من وزراء سابقين للعدل والدفاع والداخلية؟ وكذلك ‏رؤساء حكومات سابقين؟ ولماذا لم يشمل ايضا وزراء العدل والدفاع السابقين بالادعاء، ولمحت تلك ‏الاوساط الى انه اذا لم يصحح مسار التحقيق فان الادعاء على النواب الثلاثة بتهمة التقصير الجرمي ‏إضافة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الأشغال السابق يوسف فنينانوس لن يسلك طريقه ‏بحسب ما يريده المحقق العدلي بل سيأخذ طريقه القانوني من خلال المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء ‏والوزراء لان الجرم في حال ثبوته يتعلق بالأداء الوزاري والحكومي وليس بأي شيء آخر!‏

الخطوات القانونية
وكان النائب العام العدلي بالتكليف في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي غسان الخوري احال طلبات ‏المحقق العدلي القاضي طارق البيطار برفع الحصانة من قبل مجلس النواب عن النواب علي حسن خليل ‏وغازي زعيتر ونهاد المشنوق، والأذونات من نقابة المحامين في طرابلس في حق المحامي يوسف ‏فنيانوس ونقابة المحامين بيروت في حق خليل وزعيتر، ورئيس مجلس الوزراء لجهة المدير العام لأمن ‏الدولة اللواء طوني صليبا، ووزير الداخلية لجهة المدير العام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ويعد ‏القاضي غسان الخوري مطالعة للإدعاء على القاضيين اللذين ذكرهما القاضي بيطار في آخر ادعاءاته ‏في جريمة المرفأ على أن يرسل الخوري كتاباً الى رئيس مجلس القضاء الاعلى لتعيين قاضٍ للتحقيق ‏معهما، من جهته باشر المدعي العام العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي غسان الخوري ‏مطالعته في الإدعاء الوارد ضمن الطلبات التي أحالها اليه المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في حق ‏القاضيين جاد معلوف وكارلا شواح، وذلك خلال فترة توليهما منصبيهما في قضاء العجلة.‏

نصرالله يتهم اميركا
حكوميا، اكد السيد نصرالله، إنه من المفترض أن تكون هذه الأيام حاسمة لتشكيل الحكومة، واللقاءات التي ‏ستُعقد يُمكن أن ترسم المسار الحكومي بشكل واضح. وقال إن “هناك أزمة نظام في لبنان وأزمة الحكومة ‏تُعبّر عن هذه الأزمة، وهناك أزمة سياسية وفساد مستشرٍ وسرقات واحتكار بلا حدود”، مضيفاً: “هناك ‏مشكلة أن الأميركي يُريد أن يُحاصر ويُعاقب ويمنع أي مساعدة تأتي إلى لبنان الشريك في تدمير العملة ‏اللبنانية هو السفارة الأميركية”.‏

لماذا تضغط واشنطن؟
وفي هذا السياق، تشير مصادر سياسية بارزة الى ان الحصار الاميركي الاقتصادي الحاد على لبنان ‏والذي تحدث عنه السيد نصرالله، ياتي في سياق الاستراتيجية الاميركية لتعويض اسرائيل في لبنان ما ‏يمكن ان تخسره في فيينا، فاشتداد منسوب الضغط جزء من عملية التفاوض مع ايران على النووي حيث ‏تسعى واشنطن لمنح حليفتها في الشرق الاوسط جوائز ترضية بعدما اخفقت كل الوفود الاسرائيلية التي ‏زارت الولايات المتحدة في اقناع المسؤولين في الادارة الاميركية بعدم العودة الى الاتفاق النووي، واذا ‏كانت ادارة الرئيس دونالد ترامب قد استخدمت الضغط الاقصى على طهران وحلفاءها في المنطقة ومنهم ‏حزب الله كجزء من مواجهة مفتوحة، فان ادارة جو بايدن تستخدم الساحة اللبنانية كورقة مساومة ليس فقط ‏مع الايرانيين بل مع الاسرائيليين الذين يطالبون الاميركيين بجوائز ترضية، ليس اقلها “الصواريخ ‏الدقيقة”، كثمن لانقاذ الوضع الاقتصادي المتدهور في لبنان، وذلك بعدما انتهت زيارة رئيس هيئة الأركان ‏الاسرائيلي أفيف كوخافي دون تحقيق اي نتائج ملموسة حيال “فرملة” الاندفاعة الاميركية باتجاه طهران.‏

جواب اميركي سلبي
ووفقا لمصدر دبلوماسي في واشنطن لم توافق واشنطن على خطط عرضها كوخافي لإحباط المشروع ‏النووي العسكري الإيراني، على الرغم من تاكيده ان تلك الاستراتيجية وضعت قبل الانتخابات الأميركية ‏بعام تقريباً، وقبل أن يبدأ الحديث عن العودة للاتفاق النووي. وكان الجواب سلبيا على ثلاث خطط ‏عملياتية لتحقيق هذا الغرض، على الرغم من صرف حكومة نتنياهو الميزانية للمشروع، وتعهد حكومة ‏بينيت بإضافة مبالغ جديدة لاستكمال الجاهزية بأسرع وقت ممكن. لكن الادارة الاميركية لم تبد اي حماسة ‏لهذه الخطط وحذرت اسرائيل من تداعياتها.‏

‏”التعويض” الاسرائيلي
وهكذا يمكن فهم الضغط الاسرائيلي للحصول على تعويض، فوفقا لصحيفة “هارتس” الاسرائيلية حمل ‏كوخافي هذه الرسائل في كل جلسة من جلسات العمل التي عقدها في واشنطن الأسبوع الماضي وسأل ‏الاميركيين هل تستطيعون التعهد بعدم وجود منشآت نووية ايرانية مخفية لا تعرفون بأمرها اليوم أيضاً؟ ‏وما الذي سيدفع الإيرانيين للموافقة على إحداث تغيير في الاتفاق؟ من وجهة نظرهم، أنتم الذين خرقتم ‏الاتفاق، ولن يكونوا مستعدين لتقديم تغييرات جوهرية إن لم تظهروا الجدية. بكلمات أخرى: إن لم يطرح ‏على الإيرانيين خيار عسكري حقيقي إلى جانب استمرار العقوبات الاقتصادية الصعبة فليس لديهم سبب ‏لإبداء المرونة. ليس من الممكن خداع الإيرانيين وتوجيه تهديدات بلا رصيد، قال كوخافي للأميركيين. ‏لدى الإيرانيين منظومة استخبارات جيدة، ويعرفون متى يكون التهديد جدياً ومتى لا يكونهذه الأسئلة بقيت ‏معلقة في الهواء، ذلك لأن الأمريكيين يتخبطون أيضاً في موضوع الرقابة على المشروع النووي ‏الإيراني، وليست لديهم إجابات جيدة كافية. كل شيء مشروع الآن تقول “هارتس” بإمكان الأميركيين ‏مواصلة التشاور مع إسرائيل وإعلامها بما يحدث من تقدم في المفاوضات مع إيران، وبإمكانها أن لا تفعل ‏إن أرادت.‏

‏”اللعبة” مكشوفة
ولهذا يمكن الحديث عن تعويض مرحلي ترضى به اسرائيل على الساحة اللبنانية، وفي هذا السياق يمكن ‏فهم استمرار الضغوط الاميركية القاسية لاضعاف حزب الله واجباره على التنازل في مراحل لاحقة عن ‏ترسانته الصاروخية، ولهذا يستغل السيد نصرالله كل مناسبة لابلاغ من يعنيهم الامر، ان “اللعبة” مكشوفة ‏ولن تؤدي الى اي نتيجة مع المقاومة.‏

‏”صيف وشتاء على سطح واحد”‏
وللدلالة على التورط الاميركي في خنق الاقتصاد اللبناني، تلفت اوساط مطلعة الى ان السياسة الاميركية ‏تعتمد استراتيجية “الصيف والشتاء على سقف واحد”، فحصول الاردن على “موافقة اميركية ضمنية ‏حملها وزير الخارجية توني بلينكن الى عمان على استئناف العلاقات التجارية مع سوريا، واستثناء الاردن ‏من قانون “قيصر” التجاري والحدودي مع السوريين، وقد استأنفت السلطات الأردنية استيراد قرابة ‏‏2000 سلعة سورية كانت قد توقفت عن استيرادها”. ووفقا للمعلومات، سمحت ادارة بايدن للملك الاردني ‏بالانفتاح على العراق وسوريا لتعويض النقص في المساعدات المالية العربية والخليجية، وهو امر لم ‏يمنح للجهات اللبنانية الرسمية، وقد عاد رجال الأعمال السوريين الى عمان، وتعمل الاردن على اعادة ‏دمشق إلى الجامعة العربية بالاتفاق مع أبو ظبي والقاهرة.‏

ماذا يحمل الموفد القطري؟
واذا كانت زيارة وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت قد اعلن عنها عبر قناة ‏‏”الجزيرة” القطرية للقاء الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه ‏بري، في إطار مساعي قطر للمساعدة في حلحلة الأزمة السياسية في لبنان، فان هذه الزيارة التي ستحصل ‏اليوم علامة استفهام كبيرة وسط خروج الخلافات الخليجية على “السطح”، وفي ظل التقارب المتسارع ‏بين الدوحة والرياض، حيث ينتظر المسؤولين اللبنانيين الاستماع الى ما سيحمله رئيس الدبلوماسية ‏القطري، وعما اذا كان يحمل معه مؤشرات سعودية جديدة حول الملف اللبناني. في المقابل تحدثت بعض ‏المعلومات عن “مهمة انسانية” للموفد القطري، اكثر منها مبادرة سياسية، حيث ستكون المساعدات ‏للجيش على جدول اعماله؟

رهانات الحريري “خطيرة”!‏
وفي هذا السياق، حذرت اوساط دبلوماسية عربية من اقحام لبنان في الازمة المستجدة بين السعودية ‏والامارات، ولفتت الى ان جهات وازنة نصحت الرئيس المكلف سعد الحريري بعدم الاتكاء على ‏الاحتضان الاماراتي لحرق “مراكبه” مع السعودية، خصوصا ان بوادر أزمة حادة بين الرياض وابوظبي ‏تلوح في الأفق، بعدما خرج التباين حول اسعار النفط الى العلن، بعد سلسلة من التباينات الخافتة حول ‏اليمن، والتقارب السعودي القطري، حيث تشعر أبوظبي بالقلق من سرعة المصالحة السعودية مع قطر، ‏وإنهاء الحصار، والحظر التجاري والسفر الذي فرض على الدوحة منتصف 2017.‏

ضغوط سعودية
وبحسب صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية فان المملكة العربية السعودية قد زادت الضغط على ‏الإمارات نفطيا، كما نقلت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية عن مصادر في المجموعة قولها إن السبب الرئيس ‏لفشل المجموعة في التوصل إلى اتفاق “تمثل بموقف الإمارات المعارض لمقترح روسي سعودي برفع ‏تدريجي للإنتاج وفي سياق الضغوط المباشرة، أعلنت وزارة الداخلية السعودية منع سفر المواطنين ‏المباشر أو غير المباشر، دون الحصول على إذن مسبق من الجهات المعنية، إلى كل من إثيوبيا ‏والإمارات وفيتنام، بسبب ما اعتبرته استمرار تفشي جائحة كورونا، وهو قرار أخرج أبوظبي عن صمتها ‏وسريعاً تحركت الرياض، وضاعفت الخطوط الجوية السعودية رحلاتها إلى الإمارات لإعادة المواطنين ‏الموجودين هناك. واستفز قرار الرياض تصنيف أبوظبي ودبي في نفس الخانة مع دول تعتبر أن قطاعها ‏الصحي متدن، ولم تستسغ أن توضع في نفس الخانة معها، واعتبرتها إهانة لم تهضمها، وسريعاً ردت ‏الإمارات بقرارات مشابهة، في محاولة للرد على الموقف السعودي.‏

خيارات الرئيس المكلف
ووفقا لمصادر سياسية بارزة، ستكشف الساعات القليلة المقبلة توجهات الحريري العائد من الامارات، ‏وسيكون موقفه الحكومي مؤشرا عما اذا كان سيورط لبنان في صراعات لا شأن له بها خصوصا ان ‏المغامرة في الرهان على الشقاق الخليجي سيكون مكلفا على لبنان، ولهذا يجب “كبح” جماح الرئيس ‏المكلف وعدم الانجرار وراء طموحاته الشخصية..‏
وفي هذا السياق، سيجري الحريري في الساعات المقبلة سلسلة اتصالات لعرض التطورات والمستجدات ‏والخروج بالقرار الانسب، اعتذارا ام استمرارا في التكليف. وبعد لقائه بري سيلتقي كتلة المستقبل، ‏ورؤساء الحكومات السابقين، لاتخاذ قرار حاسم حول الخطوات السياسية اللاحقة بكل ما يتعلق بمصير ‏تشكيل الحكومة، واذا قرر الحريري “الاعتذار” سيبدأ البحث عن بديل متفق عليه، الا اذا كانت بين يدي ‏الموفد القطري شيء ملموس سعوديا عندها يبنى على الشيء مقتضاه.‏

المحروقات “ونقطة الصفر”‏
في هذا الوقت تتواصل “طوابير الذل” على محطات الوقود على الرغم بان الشركات تسلّم يومياً 10 ‏ملايين ليتر من البنزين، وما بين 12 و14 مليون ليتر من المازوت، واذا تم تفريغ البواخر الثلاث ‏الموجودة في البحر خلال الساعات المقبلة ستكون المحروقات متوفرة في السوق لغاية 19 من الشهر ‏الحالي فقط، واذا لم يعط مصرف لبنان الإذن للشركات بالاستيراد من جديد قبل أسبوع من هذا التاريخ، ‏أي من 19 تموز، ستعود الامور الى “نقطة الصفر”، حيث سيشهد السوق انقطاعاً في المحروقات. ووفقا ‏لمصادر نفطية منح مصرف لبنان أذونات لثماني بواخر نفط، حمولتها نحو 250 مليون ليتر، اثنتين من ‏البواخر الثلاث تتبعان لشركات تشغّل حوالى 300 إلى 400 محطة، وهي متوقفة عن العمل إلى حين حل ‏مشكلات إدارية مع مصرف لبنان الذي لم يدفع ثمن باخرة سابقة تعود للشركات نفسها. من جهته دعا ‏عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس المواطنين عدم الهلع ووقف التهافت على المحطات ‏لتخفيف الضغط عليها، كما دعا مصرف لبنان إلى فتح اعتمادات تكفي لاستيراد حاجات البلاد من البنزين ‏من قِبَل الشركات المستوردة للنفط”. واعتبر أن “بدون كل ذلك لن نتوصّل إلى أيّ حل، وستبقى للأسف ‏طوابير السيارات مصطفة أمام المحطات”.‏

‏”الانهيار” الكهربائي
وفيما تم تجاوز قطوع الافران عبر مبادرة الجيش بتزويد الافران بالمازوت من احتياطه الاستراتيجي، ‏تقف البلاد امام حافة الانهيار الكهربائي بعدما وصلت التغذية الى ساعتين فقط فيما شح مادة المازوت دفع ‏اصحاب المولدات الى التقنين القاسي في الكثير من المناطق مع رفع جنوني في اسعار فواتير الكهرباء، ‏وفيما تنتظر احدى البواخر لتفريغ حمولة الغاز اويل امام معمل دير عمار، بعدما تاخر مصرف لبنان في ‏فتح الاعتمادات لها، لكن هذا لن يضيف الكثير من ساعات التغذية، ووفقا لمصادر مطلعة تبقى علامات ‏الاستفهام مفتوحة حيال التاخير في تطبيق الاتفاق مع العراق، والتاخير من الجانب اللبناني! فيما ابلغ ‏مصرف لبنان وزارة الطاقة ان ما لديه هو 400 مليون دولار موجودة خارج الاحتياط الالزامي، وطلب ‏تحديد الاولويات، لانه غير قادر على تغطية كل انواع المحروقات المستوردة، وهذا يعني ان العتمة ‏الشاملة ستكون حتمية، خصوصا ان المصرف المركزي طالب وزارة الطاقة بالتدقيق بالفواتير، وهذا ما ‏سيؤخر الموافقات، ويزيد المعانات؟

خطر”دلتا”‏
وفي مؤشر صحي مقلق، اعلنت وزارة الصحة اكتشاف 46 حالة من متحور “دلتا”، فيما اكد مدير ‏‏”مستشفى الحريري الجامعي” فراس أبيض إن الرقم الحقيقي لإصابات “دلتا” أكبر بكثير من الأرقام ‏المعلنة وهذا المتحوّر أشدّ انتشاراً وعدوى ويجب ألا يكون هناك تساهل من الناس وضرورة الإقبال على ‏اللقاح أكثر”، وحذر من أن أي تجمعات قد تؤدي إلى انتشار العدوى.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *