كرم وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان رئيس مجموعة “أماكو” علي العبد الله في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، في حضور النواب : أسامة سعد ، عبد الرحمن البزري ، غادة ايوب ووليد بعريني ، سفيري المغرب محمد غرين وسلطنة عمان أحمد محمد السعيدي ، رئيس بلدية صيدا محمد السعودي ، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح وعدد من أعضاء الغرفة، رئيس “جمعية تجار صيدا وضواحيها”علي الشريف ممثلاً رئيسة “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” بهية الحريري ، رئيس الاتحاد الاوروبي لمصنّعي الكرتون الدكتور فادي الجميل، المؤسس والشريك في شركة “المخازن الكبرى” في السعودية وليد شحادة، وفاعليات.
بوشكيان
بعد النشيد الوطني، كانت كلمة للوزير بوشكيان قال فيها:” نلتقي بدعوة من وزارة الصناعة لتكريم الصناعي علي العبدالله. يستحق علي التكريم لأسباب عدة مهنيّة وصناعية وأخلاقية واجتماعية. كما سمعت من زملاء صناعيين، كان علي يشتري منهم موادّ أوّلية، فأصبحوا اليوم هم يشترون منه آلات ومعدّات صناعية صُنعت في لبنان وبابتكار لبناني وتصميم لبناني. هذا هو النجاح والابداع والتقدّم والطموح اللبناني الذي لا حدود له، بالإضافة إلى التزامه العمل الصناعي وتطويره وتحديثه، فهو ملتزمٌ أيضًا مساعدة بيئته ومجتمعه ومحيطه، انطلاقًا من إيمانه وحبّه للعطاء. علي العبدالله صناعي مثالي عصامي، أدعو كلّ صناعي يريد التطوّر أن يقتدي به وبمسيرته وبتضحياته”.
أضاف:” أغتنم المناسبة لأحيّي جهود الرئيس محمد صالح، الذي تطوّرت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب في عهده، وباتت مقرّا للأعمال، وحاضنة للاستثمار ومشجِّعة للمبادرين. هذا التفاعل الاقتصادي والتماسك الإنمائي، يجعل الجنوب الغالي على قلوب اللبنانيين بيئة جاذبة ومؤاتية لاستقطاب المشاريع الانتاجية لا سيّما التكاملية بين الصناعة والزراعة. أجدّد تهنئة الصديق علي، وأتمنى له النجاح والتوفيق”.
صالح
وتحدث صالح، فقال: “يسعدني أن أقف بين إخوة أعزّاء وزملاء كرام لتكريم الصديق علي العبد الله. التقينا نحن الصناعيين واتفقنا على أن الصناعة تبني الأوطان، وجمعنا الطموح والعمل المبتكر. ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أشير إلى الدور القيادي للمحتفى به كمناضل صناعي انطلق من محيطه العكاري ليستمر صناعيًا في وطنه وعلى بوابة الجنوب، ويدخل عالم الصناعة الورقية من بابها الواسع ويؤسس مجموعة أماكو الرائدة في صناعة المعدات والمنتوجات الورقية في لبنان والدول العربية وافريقيا وأوروبا”.
واشار إلى “الحضور الدائم والفعال للسيد علي العبد الله على صعيد العلاقات اللبنانية الصينية، واللبنانية العربية ومع الجالية اللبنانية في دول أفريقيا”، وتمنى له ” أن تتوافر له كل الظروف ليتمكن من ترجمة أحلامه إلى جهود فاعلة تصب في خدمة الصناعة والصناعيين في لبنان، استنادا إلى علاقاته المتميّزة مع أشقائنا في الدول العربية، ومن موقعه كرئيس لتجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني”.
الجميل
أما الجميل فقال: “كان لي شرف ترأس جمعية الصناعيين، وتمكنت من الاقتراب أكثر من الصناعيين الذين كنت دائما اعتبرهم أبطال الظلّ الاقتصادي اللبناني، وهم أيضا أبطال حقيقيون. الصناعي بحد ذاته هو أيضا تجاري ماهر وإداري ملتزم ومُنتج ينسّق فريق عمله، يصمّم انتاجه ويُبدع في كل هذه المجالات في ذات الوقت. وبالإضافة إلى كل هذه التحديات، يقوم الصناعي بتحفيز فريقه للعمل بظل الظروف الصعبة التي نمرّ فيها بلبنان”.
اضاف: “زميلنا المكرّم اليوم هو صناعي مميّز وبطل مميّز لأنه خاض تجربة الصناعات المتطوّرة،ليس لقطاع الورق فحسب، بل لتصنيع الآلات التي تقطع الورق، وهذا الأمر بحد ذاته مسؤولية وجدارة. لقد أعطى مثالا لنجاح الصناعي الذي اتكل على مكوّناتنا المُثبتة، وهي قدرات شبابنا التقنية. ومع أن المواد الأولية قليلة في لبنان إلا أن ثروتنا الأكبر هي في قدرات شبابنا سواء في الابتكار أو في التصميم على تحقيق النجاح، وهذا بالتحديد ما فعله علي العبد الله في مجموعته الصناعية. ورغم كل الظروف رفع اسم لبنان عاليا بصادراته ومنتجاته التي وصلت إلى كل البلدان العربية والأفريقية وغيرها في الشرق والغرب والشمال والجنوب وصولا إلى الأرجنتين. كما لديه حضور مميّز في المعارض الدولية المتخصصة سواء في Tissue World، حيث رفع اسم لبنان بحضوره الفاعل، وكان يرفع اسم لبنان في كل هذه المعارض والمحطات”.
تابع: “في الوقت عينه، خاض تجربته في أدق الظروف ولم يستسلم في حياته، همّه الدائم هو تطوير إنتاجه وفريق عمله. وعندما تعرّضت مؤسسته لضرر فادح في انفجار مرفأ بيروت الكارثي لم يتأخر أبدا، وبادر إلى إعادة التأهيل وإطلاق مركزه بنفس العزيمة. وهذه الروح الإيجابية تأتي نتيجة ما يتمتع به، فنشر الإيجابية في كل مكان وُجد فيه، سواء في نقابة أصحاب الصناعات الورقية وهو عضو فاعل فيها وفي مجلس إدارتها أو في الاتحاد العربي للصناعات الورقية والطباعة والتغليف”.
ختم :”بكل فخر أشارك في هذه المناسبة اليوم بعد انقطاع لمدة ثلاثة أعوام ، لأكون معه في هذه المناسبة. واشكر وزير الصناعة الذي أحب أن يكرّمه لأنه جدير بالتكريم. ونحن الصناعيين اليوم نمثل أمل لبنان ، لأننا نشكل الحلّ ونعطي الأمل لشبابنا في بلد مزدهر يفعّل كل طاقاته. صحيح أن لبنان بلد صغير، إلا أنه بفضل صناعييه الأبطال يشكل بلد الفرص الكبيرة”.
العبد الله
تحدث بعدها المحتفى به فقال: “على مدى نحو نصف قرن من الزمن، خُضتُ غِمار الأعمال ِ في لبنان، بحُلوها ومُرّها، بمخاطرها تحت احتلال العدو الإسرائيلي حيث كنت أنام على صوت الصواريخ وأصحو على صوت المدافع، وبفرصها إثر انتهاء الحرب الأهلية وانطلاق خطة النهوض الاقتصادي بقيادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله. خلال العقود الخمسة الماضية أيقنت أن اللبناني يولد وتولد معه رغبة جامحة للنجاح والتفوّق، للابتكار وحلّ المشاكل، للفرح والتميّز، للصمود والانتصار. ولعلّ هذه الصفات هي التي علّمتنا كيف نحوّل سوداوية الانهيار الاقتصادي إلى تصميم على النهوض، خصوصا في القطاع الصناعي، الذي اعتبره سفينة النجاة الحقيقة في أزمتنا الراهنة”.
واعتبر أن “أزمتنا الوطنية الحالية، هي ليست نتيجة سوء حساباتنا وتحليلنا لمعطيات عصر جديد من العلاقات والمصالح الدولية وضعف علاقاتنا الإقليمية والدولية فحسب، إنها ناتجة عن تجنّب صانعي القرار الاعتراف بفقدان لبنان لدوره ولهويته الإقليمية والعالمية، ومبالغتنا في حالة الإنكار، وبالتالي استمرار معاناتنا. وأسوأ ما في أزمتنا هو ما عبّر عنه الكاتب والفيلسوف ليو تولستوي، عندما قال: “الجميع يريد تغيير العالم، لكن لا أحد يريد تغيير نفسه”.
أضاف: “على الرغم من ضبابية المشهد اللبناني، أرى الضوء في نهاية النفق المُظلم. أمامنا فرصة نتيجة التغيّرات الدولية الكبيرة، لكن علينا إعادة النظر في دور لبنان وهويته آخذين في الاعتبار التغيّرات العميقة في أدوار وهويات البلدان العربية، والدور الذي يحاول العدو الإسرائيلي سرقته منّا. وعلينا الاعتراف أيضا أننا لم نعد نملك ترف الاعتماد على نموذج الوطن الذي يقدم الخدمات للسياح ويصدّر الكفاءات ويهجّر المهارات. آن لنا الابتعاد عن هذا النموذج الملتوي، ونبدأ بقراءة التغيّرات الجيو – سياسية في السعودية ودول الخليج وتطبيع العلاقات مع إيران والأزمة العميقة في أوروبا والولايات المتحدة بعد الحرب في أوكرانيا، وتوسّع تأثير دول البريكس، واقتراب قيام نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب. ولا ننسى الدور الصيني الإيجابي المتعاظم في آسيا والشرق الأوسط، من خلال مبادرة عظيمة وتاريخية تتمثل في مشروع الحزام والطريق”.
ختم: ” علينا أن نسأل أنفسنا ما القيمة المضافة التي يمكن أن يقدمها لبنان إلى العالم، لكي نبني هويتنا الجديدة، ونُعيد تعريف مصالحنا الاستراتيجية. المعادلة الناجحة لقيامة لبنان يجب أن تستند إلى توزيع عادل لخسائرنا، ومصالحة بين مكوّناتنا الوطنية والاغترابية وإعادة علاقاتنا العربية والدولية إلى مجاريها. ثم المضي بتطوير صناعاتنا المادية والرقمية والتكنولوجية المبنية على مواردنا البشرية ومهاراتنا الابتكارية وصولا إلى طرق أبواب الذكاء الاصطناعي، وتطوير مواردنا الطبيعية والسياحية وخدماتنا المميّزة، وتوفير الاستقرار والأمن والقضاء المستقل”.
شحادة
والقى شحادة كلمة قال فيها: “تعرفت على علي العبد الله منذ زمن حين كنا ندرس مشروعا مع صديق مصرفي مشترك. لم أكن أحب قطاع الصناعة، لكنني احببته بسببه. لم نعمل سويا يومها، لكننا بقينا أصدقاء نتواصل نتيجة مبادراته الدائمة. إنه رجل أعمال حقيقي لا يقطع صلاته بالأصدقاء ولا يبني علاقاته استنادا إلى المصالح. احترمت هذا الرجل الذي يتمتع بدماثة الخلق ويختزل معرفة وتواضعا قلّ نظيره، متمرّد على الظروف وقادر على مواجهتها، الكون أمثولته فلا يتوقف عن النشاط، يزور ويسافر ويبيع ويشتري، يخطط ويطوّر، يصنّع ويركّب، يتابع ويساعد، دقيق ومنظّم. علي العبد الله جعلنا نحب الصناعة واستدرجني إليها، ومن أي باب؟ من باب السهولة والبساطة”.
اختتم الحفل بتسليم الوزير بوشكيان العبدالله درعاً “تقديرًا لجهوده ومسيرته الصناعية في سبيل خدمة مجتمعه ووطنه على حد سواء”.