بمثل الضبابية التي تغلف مصير مهمة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الرئاسية المتواصلة فصولا في بيروت والاسباب التي يستند اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في تفاؤله وتكرار موقفه حول ان كوة قد فُتحت في الملف الرئاسي، يقبع ملف حاكمية مصرف لبنان قبل ثلاثة ايام على انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة. وقد أقر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس انه لم ينجح بعد في ثني نواب الحاكم عن الاستقالة خلافا لقول وزير المال يوسف خليل امس ان «الجو يميل حتى الآن الى عدم الاستقالة»، فيما اخفق مجلس الوزراء في التمام شمله لبحث الملفين المالي والنقدي وتعيين حاكم لتعذّر تأمين النصاب. 7 وزراء فقط حضروا الى السراي وغاب وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر والمردة و الحزب الديمقراطي اللبناني. وتعويضا،. عقد اجتماع تشاوري في مكتب الرئيس ميقاتي على ان تعقد جلسة يوم الاثنين المقبل للموازنة.
وبين الاستقالة وعدمها « ضاعت الطاسة» ومعها المواطن اللبناني القلق على المصير وبالأخص على ليرته المنهارة خشية ان تزداد انهيارا مقابل تحليق العملة الخضراء في فضاء مئات الالاف كما يحذر خبراء المال.لكنّ ميقاتي الذي لا ينفك يكرر دعوة النواب لانتخاب رئيس فتحل المشاكل، طمأن الى ان الوضع مقبول، وهو لا يخشى قفزات كبيرة للدولار فالكتلة النقدية يمكن امتصاصها سريعا.
وأكد ميقاتي بعد اللقاء التشاوري ان الوضع مقبول لأن كل شيء في الحياة نسبيّ وحاكم المركزي رياض سلامة قال كلاماً واقعياً ومن حقّه الدفاع عن نفسه.
وقال «بالنسبة إلى الجلسة التشريعية، نعوّل على وعي الجميع لمساعدة النواب الأربعة للحاكم وإيجاد طريقة لتمويل موقّت أو سلفة موقّتة إلى حين ضبط الأمور».
لقاءات لودريان
على الصعيد السياسي، وفيما تعقد المعارضة اجتماعا تقييما لطرح لودريان ، واصل الموفد الرئاسي الفرنسي جولاته على القيادات في يومه الثالث والاخير في بيروت. وقد التقى امس يرافقه وفد من السفارة، رئيسَ كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الدولية عمار الموسوي في مقر الكتلة في حارة حريك. كذلك، التقى لودريان الأمين العام لحزب الطاشناق ورئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان. وتمت خلال اللقاء مناقشة الأوضاع العامة ولا سيما الملف الرئاسي، حيث قدّم الموفد الفرنسي مبادرته الرئاسية. كما اعلن النائب عماد الحوت في بيان انه «التقى باسم اللقاء النيابي المستقل الموفد الفرنسي ايف لودريان واستمع للطرح الجديد بعقد جلسات عمل في لبنان حول مهام الرئيس المقبل ومواصفاته يتبعها جلسات انتخاب»، وقال:»أكدنا تفضيل الآلية الدستورية للانتخاب، وأنه لا مانع لدينا من نقاش محصور بمهام الرئيس ومواصفاته ضمن مدى زمني قصير».
بري مرة ثانية
وللمرة الثانية خلال زيارته هذه، التقى لودريان قرابة الثانية عشرة والنصف، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور غريو. وقالت مصادر الرئيس بري انه بعد لقائه الثاني مع لودريان جدد التأكيد على ان كوة قد فُتحت في الملف الرئاسي.
على مسافة واحدة
في الاثناء، اكد السفير السعودي وليد بخاري خلال تكريمه مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان اول امس في دارته في حضور 18 نائبا سنيا من اصل 27 اكد ان «موقف المملكة العربية السعودية ثابت في دعمها للبنان الدولة والمؤسسات ومساعدة اللبنانيين وحرصها عليهم، وهي تقوم بجهود دائمة ومتواصلة وكبيرة في اللجنة الخماسية وتقدم كل الأفكار والطروحات التي تساهم في إنقاذ لبنان، وليس لدى المملكة أي مبادرة لدعم هذا أو ذاك من الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الجمهورية، ولا تتدخل في أسماء المرشحين وهي على مسافة واحدة من الجميع، وهذا خيار للسادة النواب وهي تطرح معايير ومواصفات فقط.
تنقيب
على صعيد آخر، استقبل الرئيس ميقاتي وفدا من شركة «هاليبرتون» ضم زينون كلينك وساد وايت . وعرض الوفد للرئيس ميقاتي ما ستقوم به شركة «هاليبرتون» المتعهدة لدى شركة «توتال» والمكلفة بالحفر في البلوك الرقم 9. كما وضع الوفد رئيس الحكومة في أجواء التحضيرات للاستكشاف في البلوك رقم 9 وبالتحديات اللوجستية لأعمال الحفر. .. كما اجتمع رئيس الحكومة مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وبحث معه شؤون وزارته. واجتمع رئيس الحكومة مع المدير العام للامن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري، ثم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.
ذكرى 4 آب
من جهة ثانية، عقد أهالي شهداء وضحايا وجرحى تفجير مرفأ بيروت مؤتمراً صحافياً، في نادي الصحافة، اعلنوا خلاله عن برنامج تحركهم يوم الجمعة في ٤ آب. وأكّد الأهالي أن الضحايا ليسوا أرقاماً، لذلك الرابع من آب ليس يوم عطلة انما يوم حداد وطني. وأشار وليام نون شقيق شهيد فوج الإطفاء جو نون، خلال المؤتمر، الى أن يوم 4 آب هو للمطالبة بالعدالة، وقال: «حققنا تقدماً دولياً في هذا الملف واتّكالنا على الجميع لمساندتنا من أجل الوصول الى الحقيقة الكاملة ومحاسبة المتورطين». وقال الاهالي « ونحن اليوم سنعلن عن تحركنا وعن المسيرة التي ستنطلق من امام فوج الاطفاء تحت شعار «من أجل العدالة والمحاسبة….. مستمرون» حيث سيتجمع أهالي الضحايا والجرحى والمتضررون هناك ومن بعدها سنواصل المسير لنصل الى تمثال المغترب مقابل الاهراءات». اما بالنسبة للزمان، فالتجمع سيكون في حدود الساعة الرابعة، وانطلاق المسيرة سيكون عند الساعة الخامسة والربع لنصل في حدود الساعة السادسة الى مرفأ بيروت قرب تمثال المغترب. اما من لا يستطيع السير لوقت طويل، يستطيع الانتظار عند المنصة المتواجدة قرب تمثال المغترب مقابل الاهراءات حوالي الساعة الخامسة والنصف.