هدّد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بأنّ القرار المرتقب بتمديد ولاية «اليونيفيل» سيبقى «حبراً على ورق». وتزامن هذا الموقف مع إخفاق وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب في مهمته الحالية في نيويورك، التي هدفت الى ثني الدول الأعضاء عن إقرار التجديد لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب من دون تعديل النص الذي أقر العام الماضي، أي أن التمديد سيبقي على حرية الحركة لجنود «اليونيفيل» من دون التنسيق المسبق مع الجيش اللبناني.
وجاء تهديد نصرالله في الكلمة المتلفزة التي وجهها مساء عبر قناة «المنار» التابعة لـ»الحزب» لمناسبة الذكرى السادسة لـ»التحرير الثاني» أي حرب الجرود ضد تنظيم «داعش». وما قاله نصر الله «أن خلفية إجراء التعديل الذي يطالب به لبنان في قرار تمديد ولاية «اليونيفيل» لها «علاقة بالكرامة، وإلا هذا سيبقى حبراً على ورق والناس في الجنوب لن يسمحوا بأن يُطبّق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية».
وفي نيويورك، يصوّت مجلس الأمن غداً بالتوقيت المحلي هناك، على قرار التمديد لـ»اليونيفيل». وتقول المعلومات إن قراراً كهذا كتب بالحبر الأزرق تمهيداً لإقراره بالصيغة النهائية. وأفيد ليلاً، أن الوزير بوحبيب التقى أمس الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش لشرح موقف لبنان من المشروع المرتقب حول تجديد ولاية «اليونيفيل».
وكان بو حبيب التقى المندوبين الدائمين لكل من غانا والغابون والموزامبيق بصفتهم أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، وذلك في حضور ممثل عن الاتحاد الافريقي، للبحث في مسألة تجديد ولاية «اليونيفيل» أيضاً.
ثم اجتمع بوحبيب مع وكيل الأمين العام للشؤون الانسانية والاغاثة مارتن غريفيث لمناقشة مسألة النزوح السوري في ضوء المستجدات.
ومن موضوع «اليونيفيل»، الى الزيارة المفاجئة التي سيقوم بها اليوم الى بيروت المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين. وعلمت «نداء الوطن» أن زيارة هوكشتاين تتصل ببدء أعمال التنقيب في البحر الجنوبي التي تتولاها شركة توتال بدءاً من 23 آب الجاري. وبحسب المعلومات فإن زيارة هوكشتاين الذي وصف سابقاً بأنه مهندس الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل، هي لمواكبة حدث التنقيب في الجانب اللبناني ولو جاء ذلك متأخراً.
كما علمت «نداء الوطن» ان وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان سيصل الى بيروت أيضاً خلال هذا الاسبوع في زيارة لم يعلن عنها سابقاً.
وتأتي زيارة عبد اللهيان بعد زيارته المملكة العربية السعودية في 17 آب الحالي ولقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والمحادثات مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان. وقد واكب «حزب الله» هذه الزيارة بتصعيد إعلامي ضد المملكة ما أثار علامات استفهام. واضطرت طهران الى أن توفد مساعد عبد اللهيان لمنطقة شمال آسيا وغرب أفريقيا مهدي شوشتري لتطلب من السيد نصرالله تهدئة الموقف من السعودية، وهكذا كان.
وتقاطعت هذه التطورات مع موقف فرنسي لافت من أوضاع لبنان في ظل الأزمة الرئاسية المستمرة، جاء على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمام مؤتمر سفراء فرنسا في الخارج في قصر الاليزيه، إذ دان «أنشطة زعزعة الاستقرار الإقليمية التي قامت بها إيران في السنوات الأخيرة»، مؤكداً أنّ «إعادة الارتباط يجب أن تمر أيضاً بتوضيح سياسة إيران في ما يتعلق بجيرانها المباشرين، وفي ما يتعلق بإسرائيل وأمنها، وبلبنان واستقراره».
وشكر ماكرون، موفده الخاص الى لبنان جان – إيف لودريان على المهمّة التي يقوم بها بطلب منه، والمتعلّقة بإيجاد حلّ سياسيّ للأزمة الراهنة. وفي هذا الإطار، اعتبر أنه «من العناصر الأساسية للحل السياسي في لبنان هو توضيح التدخلات الإقليمية في شؤون هذا البلد ومن ضمنها إيران».
ومن المفارقات، أن نصرالله في كلمته مساء أمس دافع عن لودريان، عندما تساءل: «الآن يستقوون على الفرنسيين. ولكن لو كان المبعوث أميركيًاً هل كانوا يتجرأون على ذلك؟».
وأضاف أن «أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانياً أو فلسطينياً أو سورياً أو ايرانياً أو غيرهم، بالتأكيد سيكون له رد الفعل القوي، ولن نسمح بأن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات، ولن نقبل على الاطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة».