دخلت الحرب الاسرائيلية على غزة يوم أمس الاحد شهرها الرابع، في وقت أكد رئيس الوزراء العدو بنيامين نتنياهو، أن جيش بلاده لن يتوقف عن العمليات العسكرية في غزة، حتى ينتصر وحتى يحقق أهدافه.
وتوجه نتنياهو امس “للأعداء والأصدقاء” على حد سواء قائلا: “ما حدث في 7 أكتوبر لن يحدث مرة أخرى”، واضاف: “لقد تعلمت حماس في الأشهر الأخيرة، واقترح أن يتعلم حزب الله مما حدث”.
وفيما تواصلت المجازر الاسرائيلية في القطاع ما ادى الى استشهاد 100 فلسطيني ليل السبت- الاحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة “ارتفاع حصيلة ضحايا القصف “الإسرائيلي” على القطاع إلى 22835 قتيلا، والجرحى إلى 58416 منذ الـ7 من تشرين الاول”.
رسالة حاسمة للموفدين الدوليين
وبالتوازي مع التصعيد الاسرائيلي على جبهة غزة والضفة وجنوب لبنان، تصاعدت الحركة الدولية بمحاولة لاستيعاب توسع رقعة الحرب، فبعد ان انهى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل زيارته الى لبنان بلقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون، واصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولته في منطقة الشرق الأوسط، فالتقى امس الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي اكد “رفضه التام للتهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة”، وشدد على ضرورة “تمكين أهالي غزة من العودة الى بيوتهم”. وجدد التأكيد على “أهمية دور الولايات المتحدة بالضغط باتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية للقطاع بشكل كاف ومستدام”.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان “القوى الدولية باتت تدرك انه ولتجنب توسع الحرب، المطلوب الضغط على “اسرائيل” لا على اي طرف ثان”، لافتة في تصريح لـ” الديار” الى ان “حزب الله أبلغ بوريل كما كل الوسطاء الدوليين الذين تواصلوا معه، عدم استعداده للبحث في أي طروحات تهدف بشكل او بآخر الى وقف القتال جنوبا والى تحييد لبنان، ما دامت الحرب مستمرة على غزة”.
واضافت المصادر “الحزب يمارس ضغطا كبيرا على “اسرائيل” لوقف مجازرها وحرب الابادة التي تشنها في القطاع، وهو حاسم بعدم استعداده للدخول في اي تفاهم من اي نوع كان يريح العدو على جبهته الشمالية، باعتبار ان استفراده بحماس والقضاء عليها خط احمر، وسيقوم بكل ما يلزم لمنع تجاوزه حتى ولو اقتضى ذلك توسعة رقعة المواجهات والقتال”.
وبحسب المعلومات، فان مسار المفاوضات الذي تقوده قطر بهدف الوصول الى هدنة جديدة، مقابل الافراج على عدد من الاسرى لدى حماس متوقف كليا منذ اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، في ظل رفض الحركة اي كلام في هذا المجال، اقله في الوقت الراهن.
غارات مكثفة جنوبا
ميدانيا، اعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، استهدافها بطائرة مسيّرة قاعدة “قسرك” للقوات الأميركية في الحسكة شمال شرقي سوريا. فيما أفيد بأن العدو الصهيوني صعّد بعيد مساء السبت من تعدياته الاجرامية على القرى الجنوبية في القطاعين الغربي والاوسط، فاغار الطيران الحربي المعادي على اطراف بلدتي المعلية والقليلة، وقصفت مدفعيته الثقيلة اطراف عدد من البلدات في القطاع الغربي وجبل اللبونة وجبل العلام. وبلغ القصف امس أطراف بلدتي عيترون ويارون ومنطقة اللبونة – الناقورة.
وأغارت الطائرات الحربية المعادية على وادي حسن الواقع ما بين طيرحرفا ومجدل زون. كما بلغ القصف أطراف بلدة حولا في منطقة وادي الدلافة، واطراف بلدة حانين وتلة حمامص واطراف الجبين، والاطراف الشرقية من بلدة الناقورة، وبلدة كفركلا والهبارية وطيرحرفا والرحراح، كما تم قصف وسط بلدة الخيام الذي القيت عليه قنابل فوسفورية.
وبينما كان عمال الصيانة في الشركة المتعهدة لدى مؤسسة كهرباء لبنان، ومتطوعون من بلدة حولا يعملون على صيانة كابلات الكهرباء، التي انقطعت بفعل الغارات المعادية على البلدة في بئر المصلبيات برفقة الجيش اللبناني، تعرضوا لقصف معاد قريب جدا.
بالمقابل، اعلن حزب الله عن استهداف تجمع لجنود العدو في جنوب المنارة، كما موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ونقطة تموضع لجنود العدو في المالكية. واستهدف الحزب ايضا تموضعات لجنود العدو في محيط موقع المطلة، وموقع المرج وثكنة شوميرا، وتجمعات لجنود العدو في محيط موقع ميتات، وثكنة زرعيت بصواريخ بركان.
استنفار في المطار
على صعيد آخر، شهد مطار بيروت الدولي هجوما سيبرانيا تعرضت له شاشات المغادرة والوصول، ما ادى ايضا الى تعطل نظام تفتيش الحقائب “bhs” . ونفت مجموعة “جند الرب” علاقتها بهذه العملية، وببث رسائل ضد حزب الله وايران على الشاشات في المطار. وقد استنفرت الاجهزة الامنية في المطار للتحقيق في ما حصل.
وفيما لم تستبعد مصادر مطلعة ان تكون “اسرائيل” هي من تقف وراء هذه العملية التي تُعد خطرة، باعتبارها تشكل خرقا لمطار بيروت، تداولت معلومات عن امكانية ان يكون احد الموظفين يقف وراء هذا الخرق.
سياسيا، واصل البطريرك الماروني بشارة الراعي هجومه المبطن على حزب الله، فقال في عظة الاحد: ” لبنان مصان من الحرب مع “إسرائيل” بقوّة قرار مجلس الأمن 1701″، معتبرا انه “يجب على الجميع التقيّد به، منعًا لامتدادات الحرب إلى لبنان رغمًا عن إرادة اللبنانيّين المحبّين لوطنهم وللسلام في ربوعه”.
وعلقت مصادر “الثنائي الشيعي” على موقف الراعي الذي وصفته بـ “المكرر”، قائلة لـ “الديار”: “هو يدرك تماما ان ليس القرار 1701 من يحمي لبنان، ويدرك كل الحقائق التي ثبتتها الاحداث الاخيرة، لكنه يرفض الاقرار بها لاعتبارات عديدة يعرفها الجميع”.