افتتح تجمع خمارات جبل لبنان، مهرجان النبيذ للسنة الثانية على التوالي في باحة كنيسة السيدة في بولونيا – المتن، برعاية وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي وحضور السفير بلال قبلان ممثلا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، النائب ادي معلوف، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، الرئيس العام للرهبانية الباسيلية الشويرية الأرشمندريت ايلي معلوف، الأب شربل فياض ممثلا الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، رئيس دير مار يوحنا -الخنشارة الأب شربل حجار، رئيس بلدية بولونيا جورج كفوري، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وحشد من متذوقي النبيذ.
افتتاحا النشيد الوطني عزفته الأوركسترا الهارمونية الوطنية التابعة لموسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة العقيد زياد مراد والملازم اول غابريال لطفي ثم تحدث الأب حجار، فقال: “أطلقنا على هذا المهرجان اسم مهرجان خمارات جبل لبنان هذه المنطقة التي تمتد من بلاد جبيل حتى بحمدون وعاليه مرورا بكسروان والمتن والتي تعتبر قلب لبنان، وفي هذه المنطقة ما يزيد على 20 خمارة وبمبادرة فردية أردنا أن نسلط الضوء على هذه الخمارات وننشئ هذا التجمع الذي كان في كنف الرهبانية الباسيلية الشويرية التي حضنت هذا التجمع في دير مار يوحنا – الخنشارة وهذا ليس بجديد عليها فهي منذ 300 سنة رائدة في مجال العلم والفكر والسياحة والاقتصاد وما زالت مستمرة في دورها. هذا التجمع هو لإلقاء الضوء على هذه الخمارات وإنشاء طريق الخمر لوضع هذه المنطقة على الخارطة السياحية”.
وطلب من سكان محافظة جبل لبنان وانطلاقا من الرسالة التي تقوم بها الرهبانية بها وهي التنمية الريفية وتثبيت المواطن في أرضه “ايصال الرسالة الى كل مواطن يملك أرضا زراعية ليزرعها كرمة لأن كل الخمارات على استعداد لشراء المحصول وحل ازمة تصريف الإنتاج وهذه السياسة سنتبعها لتكون لهذه المنطقة خصائصها أسوة بسائر المناطق”.
لحود
ثم تحدث لحود فشكر لوزير الإعلام دعمه لقطاع النبيذ في كل الحملات الإعلامية منذ تسلمه الوزارة عبر وسائل الإعلام لتسويق النبيذ اللبناني في لبنان وفي الخارج، وحيا الرهبانية الشويرية، مثمنا تقديماتها لمدينة زحلة والبقاع والحركة الاقتصادية “التي تقوم بها والتي هي أساس عمل الرهبانيات وكذلك دعمها لقطاع النبيذ اللبناني”.
وأكد “دعم وزارة الزراعة لتجمع خمارات جبل لبنان”، معتبرا أن” هذا التجمع هو صمام أمان لقطاع النبيذ في لبنان” موجها تحية لرئيس الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ ظافر الشاوي الذي يعمل مع الوزارة على تسويق الإنتاج اللبناني محليا وخارجيا، كما شكر وزارة الخارجية “لدعمها تسويق النبيذ اللبناني عبر البعثات الدبلوماسية والسفارات في الخارج” مشددا على “أهمية التعاون بين الوزارات لإصدار قرارات لحماية الإنتاج المحلي الذي ينافس النبيذ الأجنبي ما يثبت المزارع في أرضه ويحد من الهجرة ويحمي الإنتاج المحلي”.
ودعا لحود إلى “تشجيع الإنتاج التصنيعي مؤكدا “دعم وزارة الزراعة لكل الأفكار إنما ذلك بحاجة الى قرار سياسي لحل أزمة الإنتاج الزراعي عبر تأمين الاعتمادات اللازمة وتحديث التشريعات اضافة إلى إصدار قرارات لحماية الإنتاج المحلي”.
وكشف عن “فتح سوق الصين أمام إنتاج النبيذ اللبناني بعد أوروبا وأميركا مع احترام المواصفات والنوعية”، داعيا الاغتراب اللبناني إلى “تسويق النبيذ اللبناني والمونة اللبنانية في بلاد الاغتراب ما يسهم في تجذير المزارع في أرضه والمحافظة على تراث وتاريخ وحضارة وثقافة لبنان”.
الرياشي
وكانت كلمة للوزير الرياشي قال فيها: “مهرجان النبيذ في جبل لبنان، دير مار يوحنا المعمدان في الخنشارة وكنيسة سيدة بولونيا، ثلاثة معايير وثلاثة مراكز وصرح كبير مبني على كتف النهر، وكأنه ممر المعمدان إلى الأردن، صرح كبير منذ 300 سنة وهو يزرع الخير والحب والجمال في هذه التلال، من الشوير إلى بولونيا والخنشارة والمروج وصولا إلى كل القرى”.
اضاف: “هذا الصرح ليس صرحا ملكيا لكنه صرح لجميع اللبنانيين ولكل انسان تواق إلى الفكر والعلم وإلى قليل من الخمر ينعش قلب الإنسان كما يقولون في سفر المزامير يزهو زهوا كخمر لبنان، الصديق كالنخلة ينمو وكأرز لبنان يزهو”.
وتابع الرياشي: “الرهبانية الباسيلية الشويرية هي رهبانيتي ورهبانيتكم وامنا الكبيرة التي حضنتنا منذ 300 سنة وتكوكبت كل هذه المنازل وكل الناس حولها والتي حمت وجودنا واستقرارنا وعلمنا وفكرنا وادبنا وكل ما نفكر به في هذه المنطقة، اليوم الحمل عليها أكبر والحمل على المدير العام لوزارة الزراعة صديقنا لويس لحود أكبر والحمل على نواب المتن أكبر، لأن الحلم أصبح أكبر والطلب أكبر واصبح الريف أكبر، هذا الريف الذي يفرغ في الشتاء ولا يمتلئ في الصيف نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب جدا على ناسنا، لذلك انماء الريف وتعزيز الصناعات الغذائية خصوصا النبيذ والاجبان والألبان والمزارع والتفاح وكل الصناعات الغذائية التي تنتجها هذه المنطقة من أعالي جرود بسكنتا وصولا إلى أسفل النهر هي مسؤوليتنا جميعا، وهذه واجباتنا جميعا وسنكون يدا بيد مع بعضنا البعض لنحقق الأفضل لهذه المنطقة ولأبنائها من دون أي تمييز واي استثناء”.
وأردف: “لا يمكننا الا ان نقدم للرهبانية الباسيلية الشويرية كل التقدير ونرفع القبعة تحية لها لأن هذه الرهبانية كانت من اوائل الذين حملوا المحابر ونشروا الحرف العربي في كل المشرق العربي من دون استثناء مع عبد الله الزاخر، وكان لي شرف أن أملك زجاجة من زجاجات “cuvee zakher” والتي وزعت في الذكرى ال 250 سنة على غياب الشماس عبدالله الزاخر”.
وطلب الرياشي من الجمهور الوقوف و”توجيه تحية تصفيقا إلى الرهبانية الباسيلية الشويرية الكريمة التي هي الكرم، والكرم والكرمة ونحن كلنا الاغصان”.
بعد ذلك، كانت محطة غنائية وطنية وتراثية لكارول عون وسلام جحا بمرافقة موسيقى قوى الامن، ثم جال المدعوون في ارجاء معرض النبيذ الذي تشاركت فيه 20 خمارة من جبل لبنان، متذوقين نبيذها بانواعه الثلاثة.