كتبت صحيفة “الشرق تقول : أعلن أمس في أبوظبي أنّ حكومة الإمارات العربية المتحدة قد رفعت الحظر عن سفر رعاياها الى لبنان وذلك كنتيجة للمحادثات الثنائية التي عقدها الرئيس سعد الحريري مع ولي العهد الشيخ محمد بن زايد في ختام المؤتمر الإنمائي اللبناني - الإماراتي الذي عقد في العاصمة الإماراتية.
وفي موازاة الجهود السياسية التي تبذل عبر قنوات مختلفة لاحتواء مناخ الاضطراب والتوتر الذي برز في الايام الاخيرة نقابياً وتظهّر في الشارع على خلفية التطورات المتصلة بأزمة فقدان الدولار من السوق المحلي، إستحوذ مشهد ”لبنان في الامارات” على مفاصل اهتمامات الداخل اللبناني، من زاويتي المواقف التي اطلقت خلال افتتاح مؤتمر الاستثمار الإماراتي- اللبناني في أبو ظبي والنتائج الممكن ان تتمخض عنه في لحظة يتطلع لبنان الى حصد دعم خارجي يمكّنه من تجاوز الازمة الخانقة التي يقبع فيها.
في مستهل سلسلة زيارات خارجية سيقوم بها تباعا في الاسابيع المقبلة، شارك رئيس الحكومة سعد الحريري امس في مؤتمر الاستثمار اللبناني – الاماراتي، وأعلن في المناسبة ان الامارات لعبت على الدوام دوراً مهماً في الاقتصاد اللبناني وكانت الداعم الاساسي للبنان في المحافل الدولية ووقفت الى جانبه في الايام الصعبة، وقال “نحن هنا اليوم لتعزيز التعاون مع الإمارات من خلال خلق شراكات أساسية بين القطاع الخاص اللبناني والقطاع الخاص الإماراتي”. واشار الى أن الامارات استقبلت الشباب اللبناني وساهمت في تثبيت الاستقرار المالي والاجتماعي، موضحا أن مؤتمر سيدر واكب خطة ماكنزي وفرص الاستثمار الموجودة في لبنان مهمة جداً وفي كل المجالات. وشدد الحريري الذي عقد لقاء ثنائيا مع وزير الاقتصاد الاماراتي سلطان بن سعيد المنصوري قبيل افتتاح المؤتمر، وسيلتقي عصرا ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على القيام بكل الإصلاحات المطلوبة في مؤتمر سيدر.
والى الاقتصاد، حضرت السياسة ايضا مع الحريري في الامارات. فقد حاول الاخير، رسمَ حد فاصل بين الحكومة وحزب الله، وتبرئة ساحتها من تصرفات الاخير. ففيما الدول المانحة تطلب حيادا لبنانيا جديا، أكد الحريري في حوار مع وكالة أنباء الإمارات “أنني بصفتي رئيسا للحكومة، أرفض أي تورط لبناني في النزاعات الدائرة حولنا، كما أشدد على أن الحكومة اللبنانية ترفض التدخل أو المشاركة في أي أنشطة عدائية لأي منظمة تستهدف دول الخليج العربي”، مضيفا “اتخذت الحكومة اللبنانية قرارا بعدم التدخل في النزاعات الخارجية أو في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولكن مع الأسف يتم انتهاك هذا القرار، ليس من قبل الحكومة ولكن من قبل أحد الأطراف السياسية المشاركة في الحكومة”، وشدد الحريري على أن ينبغي توجيه الاتهام إلى حزب الله بوصفه “جزءا من النظام الإقليمي وليس بصفته أحد أطراف الحكومة اللبنانية”.
في غضون ذلك، أعرب الحريري في حديث لرويترز عن “أمل لبنان في تدبير يضخ سيولة من الإمارات ويرغب في جذب استثمارات إماراتية من خلال شراكات أجنبية”. وعلى الاثر، ارتفعت سندات لبنان السيادية المقومة بالدولار امس بفضل آمال في أن الحكومة ربما تدبر ضخ سيولة من الإمارات. وبحسب بيانات تريدويب، كانت الإصدارات الأطول أجلا هي الأكثر زيادة، إذ صعد إصدار استحقاق 2037 بمقدار 0.6 سنتات إلى 65.96 سنتا للدولار، بينما ارتفع إصدار استحقاق 2032 بمقدار 0.5 سنتات إلى 65.57 سنتا للدولار.