كتبت صحيفة “الشرق ” تقول : بين مخاطر وباء “الكورونا” المتعاظمة بعد حلوله ضيفا مخيفاً على البلاد، وتهديدات فقدان آخر فرص الانقاذ الاقتصادي والمالي المتبقية في غياب استراتيجية واضحة للحكومة للسير بهديها، يرقص لبنان على حبل رفيع فوق هاوية “الكوارث” السحيقة.
السطة السياسية تتخبط في وحول التناقض الصارخ في الآراء، و”كل يغني على ليلاه”. بين من يريد صندوق النقد ونصائحه، ومن يرفضه تحت شعار الخطر على السيادة الوطنية والمصالح غير الوطنية “ضاعت الطاسة” على امل الا يضيع البلد في غياهب خلايا الازمات التي لم تنتج اي حل ملموس حتى الساعة.
عشية جلسة مجلس الوزراء التي تعقد اليوم للبحث في تحدي كورونا واجراءات مواجهته، والتي تفيد معلومات ان سيتم خلالها اتخاذ القرار في شأن وصول الطائرات من الدول المنكوبة بالوباء، اذا دعت الحاجة، علما انها لا تبدو كذلك حتى اللحظة، من وجهة نظر السلطات الرسمية، حطّت اليوم في مطار رفيق الحريري الدولي الطائرة الايرانية وعلى متنها 215 شخصاً رافقهم طاقم طبي إيراني. واتُّخذت الإجراءات اللازمة لإخضاع طاقمها وركابها للفحوصات الاحترازية المتعلقة بفيروس “كورونا”. ولم تظهر عوارض مرضية على أي من ركابها وتم إخراجهم جميعا لأخذ حقائبهم من البوابة المخصصة للطائرة.
هذا وتصل طائرة ايرانية ثانية في السادسة مساءً آتية من مدينة مشهد وعلى متنها 200 راكب وسيتم اتّخاذ الاجراءات نفسها.
في الاثناء، اطلع رئيس الجمهورية ميشال عون من وزير الصحة العامة حمد حسن على آخر المعطيات المتعلقة بظهور إصابة “كورونا” لدى إحدى اللبنانيات الآتيات من طهران، والتدابير التي اتخذت للمعالجة والوقاية، لا سيّما على المعابر البرية والجوية.
وطمأن حسن الى ان “الاجراءات التي اتخذت في مطار رفيق الحريري الدولي سابقا وحاليا ولاحقا، مسؤولة وتتم بتنسيق مباشر مع منظمة الصحة العالمية وأثنت عليها المراجع المختصة. والاجراءات التي نتخذها مع الطائرة الايرانية والايطالية هي اضافية تضمن عدم انتشار الوباء اذا وجد”.
وفي السياق، افادت مصادر مقرّبة من حزب الله “ان الحزب تمنّى على مناصريه ممن يرغبون القيام بزيارة دينية الى ايران الاحجام عن زيارة مدينة قم بسبب الانتشار السريع فيها لوباء كورونا، اما مدينة مشهد فالزيارة اليها مُتاحة”.
على الصعيد المالي، جمع غداء عمل امس الرئيس حسان دياب مع وفد صندوق النقد الذي غادر بيروت. وافادت معلومات عن توجّه رسمي الى اعادة جدولة الدين بالتفاهم مع الجهات المقرضة، مشيرة الى ان لبنان لن يتخذ أي قرار في شأن اليوروبوند الا بعد صدور تقرير وفد صندوق النقد الدولي. وليس بعيدا، قال مصدر قريب من الحكومة لـ”رويترز”: لبنان سيعين جوتليب ستين اند هاملتون لتقديم المشورة القانونية في شأن سندات دولية.
وامس برز من الامارات موقف فرنسي ايجابي جديد اذ أعلن وزير المال الفرنسي برونو لومير أن بلاده تدرس خيارات مختلفة لمساعدة لبنان على التعافي من أزمته المالية، ومن بينها برنامج لصندوق النقد الدولي، إذا سعت الحكومة اللبنانية إلى ذلك.
وأشار لومير، في أبوظبي، الى أنه بحث الوضع في لبنان مع القيادة الإماراتية.
وسط هذه الاجواء، غرد المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش عبر تويتر في سلسلة مواقف لافتة، كاتبا ”أحث صندوق النقد الدولي على توفير المشورة والمساعدة للحكومة عندما تقوم بتحضير سلسلة من الإجراءات والإصلاحات القاسية المطلوبة من أجل البدء في انتقال لبنان من الأزمة الوجودية إلى التنمية المستدامة، ولكن بطريقة مسؤولة اجتماعيا”.
ورأى في تغريدة أخرى أن “نجاح الإجراءات لإنقاذ لبنان من الانهيار يبدأ بدعم القوى السياسية الممثلة في البرلمان. هناك ستظهر مصالحها الحقيقية، وليس في المظاهرات الشعبوية أمام المصارف”. وقال: “لقد قام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالتبليغ أن مصرف لبنان يقدم الآن رسميًا للحكومة معلومات واقعية حول الوضع في لبنان، بما في ذلك السيولة”، معتبراً ان “الشفافية الكاملة للجمهور ضرورية أيضا لشرح أسباب التدابير المتوقعة، بعد زيارة صندوق النقد الدولي”.
وختم كوبيتش “غالبًا ما يكون تخويف الصحافيين واضطهادهم بسبب تعبيرهم عن آرائهم علامة على أنهم يتطرقون الى أمر مهم. لن تنجح أبدًا الجهود المبذولة لإسكات حرية التعبير من خلال التدابير الإدارية والمضايقات، وعادة ما تأتي بنتائج عكسية، لاسيما في وقت الأزمات”.
وكان كوبيش التقى رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في مكتبه في المجلس النيابي لأكثر من ساعة. وعلم انه جرى خلال الاجتماع استعراض للوضع، لاسيما قوانين مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة ورفع الحصانات.
الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق : باريس تدرس “خيارات مختلفة” لمساعدة لبنان وفد “صندوق النقد” يغادر: نحو إعادة الجدولة