أفاد أطباء متخصصون في علاج السرطان أن مرضى سرطان الأمعاء ربما لن يكونوا بحاجة إلى أكياس فغرة القولون إذا عولجوا للمرة الأولى بإدخال أنبوب قابل للتوسيع يجري إدخاله في موقع إنسداد الأمعاء.
وتستخدم أكياس فغرة القولون في تجميع فضلات الطعام للمرضى بعد خضوعهم لعملية “فغر القولون” ، وهي عملية جراحية تشمل توصيل جزء من القولون بجدار البطن الأمامي، تاركة فتحة بالبطن تسمى فغرة.
وتصبح هذه الفتحة هي المخرج الأساسي للفضلات إلى خارج الجسم.
ويقول خبراء إن أكياس فغر القولون، التي تستخدم لجمع البراز، تثير قلق المرضى في أغلب الأحيان.
وتُشخص إصابة نحو 1.4 مليون شخص سنويا بمرض بسرطان الأمعاء على مستوى العالم.
وفي بريطانيا لا تُكتشف إصابة أكثر من 20 في المئة من مرضى السرطان إلا بعد أن يؤدي الورم إلى انسداد المعدة، وهو ما يجعل المرضى في حاجة لتدخل جراحي عاجل.
وتنطوي هذه الجراحة الطارئة على خطورة أكبر بكثير للإصابة بمضاعفات مقارنة بالجراحة المعتادة.
وفي الجراحة الطارئة، يكون المريض غالبا في حالة صحية أسوأ، إذ أن التورم الناجم عن الانسداد يمكن أن يجعل جراحة المناظير غير ممكنة، ولذا يتطلب الأمر إجراء جراحة أعمق، وقد لا يتوفر جراح متخصص في القولون والمستقيم.
ويرتفع معدل الوفاة من اثنين في المئة للجراحة العادية مقارنة بـ12 في المئة لجراحة سرطان الأمعاء الطارئة.
وبعد إزالة الورم وتغليف جدار الأمعاء، فإنه من غير المرجح أن الجراحين سيكون بإمكانهم إعادة ربط أجزاء الأمعاء.
وفي هذه الحالة يكون جزء من القولون منتفخا بشكل كبير في أغلب الأحيان، والجزء الآخر يتقلص حجمه، ويصبح من الصعب إعادة ربط أجزاء الأمعاء بشكل مناسب، وتزيد خطورة الحاجة إلى وجود كيس فغر القولون.
وأجرت مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية تجربة شملت 250 مريضا، وكان نصف هؤلاء عولجوا من خلال الجراحة التقليدية، بينما خضع الآخرون لعملية جديدة غير معتادة لفتح الأمعاء.
واستخدم الجراحون منظارا لتحديد الموقع الدقيق للانسداد داخل الأمعاء، ومن ثم وضعوا دعامة في موقع الانسداد.
وحينما جرى إدخال الأنبوب كان قطره ثلاثة ملليمتر، لكن خلال 48 ساعة تمدد الأنبوب بسبب ارتفاع حرارة الجسم حتى وصل قطره إلى 2.5 ملليمتر وهو ما خلق ممرا واضحا عبر الأمعاء.
وتجرى إزالة الورم بمجرد علاج مشاكل الأمعاء وتعافي المريض من الانسداد.
ولم يحدث اختلاف في معدلات النجاة بين الجراحتين، لكن كان هناك اختلاف واضح في الحاجة إلى وجود كيس فغر القولون.
في حالات المرضى الذين احتاجوا لجراحة طارئة، احتاج 69 في المئة إلى تخليص أجسامهم من البراز. وفيما يخص المرضى الذين خضعوا للعلاج عن طريق الدعامة، بلغت هذه النسبة 45 في المئة، وفقا للبيانات التي أعلنت في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاغو.
وقال البروفيسور جيمس هيل، الذي قاد التجربة في المستشفيات المركزية لجامعة مانشستر، إن “الأطباء تقليديا كانوا يخشون من أن فتح الأمعاء بهذه الطريقة يمكن أن يزيد من احتمال انتشار السرطان، لكن النتائج الأولية التي توصلنا إليها لا تظهر ذلك.”
وأضاف: “نشعر أيضا بالسعادة بأن نرى أن ذلك قد يكون طريقة للتقليل من خطورة حاجة المرضى لأكياس فغر القولون بعد خضوعهم للجراحة، وهو ما يمثل تحسنا هائلا في الحياة اليومية للمرضى.”
وتابع: “هذه نتائج أولية، وسنحتاج إلى متابعة عملنا لثلاث سنوات كاملة لمعرفة إذا كانت هذه الطريقة تؤثر على معدلات النجاة والرعاية في نهاية الحياة للمرضى المصابين بسرطان الأمعاء“.
ووصفت ديبورا السينا، المديرة التنفيذية للمؤسسة البريطانية لسرطان الأمعاء، هذه الدراسة بأنها واعدة على ما يبدو.
وقالت: “من المطمئن بشكل خاص هو أن جراحة الدعامة لا تزيد من فرص انتشار سرطان الأمعاء.”
وأضافت: “بالرغم من أن غالبية مرضى سرطان الأمعاء لا يعانون من وجود فغرة (فتحة) دائمة، فإن المرضى الذين يعانون منها يمكنهم أن يعيشون جيدا بها.
وهذا يمثل عنصر للعلاج يثير خوف المرضى في أغلب الأحيان، ولذا فإنه بالرغم من ترحيبنا الحذر بهذه الدراسة، فإن هناك حاجة لدراسة أخرى على المدى الطويل.”
وقال مارتن لدويك من مؤسسة السرطان البريطانية إن “هذا العلاج ليس مناسبا للجميع، لكن في حالات الأشخاص الذي يناسبهم هذا العلاج، فإنه قد يكون له تأثير هائل على حياتهم بعد الجراحة.”
وأضاف: “انتفاء الحاجة إلى وجود كيس فغر القولون على الأرجح سيحسن بشكل كبير من جودة حياة المرضى”.