وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء، على مرسوم بشأن الأمن الغذائي، يهدف إلى تعزيز شركات تصنيع اللحوم، حسبما أفاد المكتب الصحفي للبيت الأبيض.
وأشار المصدر، إلى أنه من “الضروري أن يستمر منتجو لحوم البقر والخنزير والدواجن في الوفاء بالتزاماتهم المتعلقة بالإمدادات الغذائية… بعد أن أدى انتشار فيروس كورونا إلى تقليص الطاقات الإنتاجية لعدد من الشركات”.
وتم التوقيع على مرسوم الأمن الغذائي بناء على قانون الإنتاج العسكري الذي يعود إلى أيام الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953.
وعلق عدد من مصانع اللحوم الأمريكية عمله، بعد اكتشاف حالات إصابة بكورونا بين موظفيه، منها مصانع في ولايات أيوا وداكوتا الجنوبية ومينيسوتا وإلينوي.
من جهتها، حذّرت منظّمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في تقرير نشر الثلاثاء من أنّ جائحة كوفيد-19 ستؤدّي إلى زيادة الجوع والفقر في أميركا اللاتينية.
قالت المنظمة في تقريرها إنّ “الأمن الغذائي للمنطقة تفاقم في السنوات الأخيرة، وقد يكون لهذه الأزمة الجديدة تأثير خطر على بعض البلدان والمناطق”.
ولفت التقرير، الذي أعدّ بطلب من المكسيك، الرئيسة الدورية لمجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي، إلى أنّ عددًا من دول المنطقة تعاني بالفعل من انعدام أمن غذائي حادّ بسبب عوامل اقتصادية ومناخية، وهي: فنزويلا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا وهايتي.
بحسب التقرير فإنّه على المدى القصير يكمن الخطر الأكبر في حصول نقص في الغذاء “لدى السكان الذين يحترمون تدابير السلامة الصحية لمنع انتشار الفيروس والذين، في كثير من الحالات، فقدوا مصدر دخلهم الرئيس”.
لهذا السبب، ناشدت المنظمة الأممية حكومات هذه الدول إعلان الغذاء والزراعة أنشطة استراتيجية ذات مصلحة عامة وطنية.
وقال الممثّل الإقليمي للفاو خوليو بيرديغو في بيان أصدرته الحكومة المكسيكية إنّه “من الضروري الحفاظ على ديمومة النظام الغذائي كي لا تتحوّل الأزمة الصحية إلى أزمة غذائية”.
أوصت المنظمة بتعزيز برامج الدعم الغذائي للأمّهات في سنّ الإنجاب وللأطفال دون سن الخامسة، إضافة إلى ضمان التغذية المدرسية وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية.
وقالت الفاو في تقريرها إنّه في سبيل “ضمان إمدادات الغذاء يتعيّن تيسير النقل والوصول الاقتصادي إلى المدخلات الإنتاجية (البذور والأسمدة والأعلاف الحيوانية، إلخ…) إضافة إلى الآلات والبنى التحتية”.
تخطّى عدد الأشخاص الذين أثبتت مخبريًا إصابتهم بفيروس كورونا المستجدّ في أميركا اللاتينية 175 ألف مصاب، توفي منهم أكثر من 8700، بحسب إحصاء أعدّته وكالة فرانس برس استنادًا إلى أرقام رسمية.
اما منظمة الأمم المتحدة فكشفت أن العالم بحاجة لتقديم مساعدات مالية وغذائية لتمكين نحو 10 في المئة من سكان العالم من الاستعداد صحيا لمواجهة فيروس كورونا.
المنظمة أكدت أن العالم بحاجة إلى 90 مليار دولار كمساعدات مالية لتوفير الغذاء والدواء لنحو 700 مليون شخص في أفقر دول العالم.
ويعد هؤلاء وفق الأمم المتحدة الأكثر ضعفا، ويتركزون في حوالي عشرين إلى ثلاثين دولة تتلقى بالفعل مساعدات إنسانية.
وأوضحت الأمم المتحدة أن ثلثي المبلغ يمكن أن يأتي من مؤسسات دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، كما يمكن تمويل الباقي عبر زيادة المساعدات الحكومية للدول النامية
ووفق الأمم المتحدة سيلحق وباء كورونا أضرارا واسعة بدول شرق إفريقيا حيث سيتضاعف انعدام الأمن الغذائي مرتين في غضون ثلاثة أشهر.
ويقدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأن نحو 20 مليون شخص يفتقرون حاليا إلى إمدادات غذائية آمنة، ويتوزعون على 9 دول في المنطقة.
وهذه الدول سجلت عددا قليلا من الإصابات بالفيروس مقارنة بباقي أنحاء العالم، حيث لم يصل الوباء ذروته في الدول الأكثر فقرا في العالم، وسط توقعات بأن تصل هذه الدول إلى الذروة خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة.
ونظرا لاقتصاداتها الهشة وبنيتها التحتية الصحية الضعيفة تعد هذه الدول أكثر عرضة لتداعيات الأزمة المتفاقمة من جراء وباء كورونا.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن عدد الأشخاص الذين يفتقدون إلى الأمن الغذائي في المنطقة سيرتفع على الأرجح إلى ما بين 34 و43 مليون شخص في الأشهر الثلاثة المقبلة.