كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : اتهم رئيس الحكومة حسان دياب مسؤولين سياسيين وحزبيين، لم يسمهم كالعادة، بعرقلة وحجب المساعدات عن لبنان، ولكن دياب المتربع على العرش الحكومي منذ مطلع العام لم يخطُ خطوة واحدة في اتجاه مواجهة خطط مماثلة ان وُجدت، ولم تقدم حكومته على اصلاح، ولو يتيم، لاعادة فتح ابواب المساعدات المحجوبة عنه، ليس بسبب مخططات يدعيها، بل بفعل انجراف حكومته خلف المحاور والسياسات المحاصصتية وتقاسم المغانم الحزبية في التعيينات في الادارات العامة والانحراف عن الحياد اللبناني نحو الشرق، وما النتيجة التي يحصدها الا حصيلة ما زرع.
في المقابل، وعشية زيارة مرتقبة له الى بعبدا خلال الساعات المقبلة وفق معلومات “المركزية”، واصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، امس مواقفه العالية السقف التي بدأت في عظة الاحد الشهيرة منذ اسبوعين. فأكد أمام الصحافيين في الديمان، ان “لبنان هو الحياد والدولة المدنية وبلد اللقاء والتعددية والعيش معا واتى ميثاق 43 ليكرس هذا الواقع”. وقال: “لبنان كان منفتحا على كل الدول شرقا وغربا ما عدا اسرائيل التي احتلت ارضنا، ولذلك كان سويسرا الشرق.. اليوم بات لبنان منعزلا عن كل العالم لكن هذه ليست هويتنا، بل هويتنا الحياد الايجابي والبناء لا المحارب”.
ولاحقا، استقبل الراعي رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. وأكد فرنجية بعد اللقاء أن الزيارة طبيعية من أجل التشاور مشددا على أن الهواجس الموجودة لدى البطريرك الراعي موجودة لدى كل شخص حريص على البلد. ولفت الى أنه “علينا جميعاً التحلي بالمسؤولية الوطنية في المرحلة الحالية بهدف الوصول بلبنان إلى بر الأمان”. وقال: الجميع يتحمل مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي وصلنا إليها والآن ليس الوقت المناسب للوم أو الانتقام. وعلينا الدفع بعجلة الاقتصاد لتعزيز الثقة وجذب الاستثمارات لأنها الأساس في أي تطور أو ازدهار.
في الموازاة، شكّلت دار الفتوى “محجاً” لشخصيات سياسية تأييداً لنداء البطريرك الماروني بـ”فكّ اليد عن الشرعية” ودعوته الى حوار وطني عنوانه “اعلان حياد لبنان”. وللغاية، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من لجنة متابعة مؤتمر الأزهر للمواطنة والعيش معا ووثيقة الإخوة الإنسانية. بعد اللقاء، قال الرئيس السنيورة: نرى في كلام البطريرك الراعي مناسبة لإطلاق حوار وطني جامع يهدف إلى الحفاظ على لبنان وطنا ودولة ورسالة. وتشاورنا مع المفتي دريان في النقاط الثلاث الرئيسية في مبادرة البطريرك:أ- تحرير الشرعية اللبنانية من الحصار، ب- تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، ج- تنفيذ قرارات الشرعية الدولية 1701- 1757- 1680- 1559…. كذلك، زار النائب نهاد المشنوق المفتي دريان. ودعا اثر اللقاء، إلى حوار وطني حول القواعد الوطنية الثلاث التي دعا إليها البطريرك الراعي خلال الأسابيع الأخيرة، وهي “حياد لبنان، ما عدا في التزام القضية الفلسطينية المحقة، وهذا عنوان عربي كبير، وتحرير الشرعية من الاحتلال الواقع عليها، وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان ومشاكله الحدودية، سواء المتعلقة بالداخل والسلاح أو بالخارج مع جيرانه”. وقال “طرحت على المفتي عدم التعامل مع هذه الثوابت الثلاث على اعتبار أن هناك مؤيدين ومعارضين لها، وأن يكون الحوار الوطني الجدّي بديلا من هذا الانقسام”.
من جانبه، أكد المنسق العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش ان الأمم تتابع دائما بإهتمام كبير رسائل البطريرك الماروني وتلك الصادرة عن القيادات الدينية كافة في لبنان. وأعلن ان الأمم المتحدة تدعو القادة السياسيين اللبنانيين إلى إجراء الإصلاحات الضرورية التي يمكن أن تساعد في إطلاق مثل هذه المساعدات الدولية ووضع لبنان على سكة الانتعاش الاقتصادي.
وفي مجلس الوزراء، شدد رئيس الجمهورية ميشال عون على ضرورة وضع التدابير المقررة في خطة الإنقاذ المالي والإقتصادي موضع التنفيذ سيما ما يتعلق منها بالاصلاحات كما بخفض الانفاق لتخفيض العجز. ولفت في مستهل جلسة مجلس الوزراء في بعبدا، الى أن انّ تجدد واتساع انتشار وباء كورونا يفرض إعادة النظر ببعض الاجراءات والتشدد بتطبيق التدابير الوقائية. من جهته، أشار رئيس الحكومة حسان دياب الى أن التحديات تكبر أمام البلد والصعوبات تكبر والاستثمار السياسي يتحول إلى مهنة تزوير الحقائق وطمس الوقائع.
الى ذلك، اعلن وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي ان من المفترض ان نتبلّغ رسمياً من الجانب الفرنسي مساء اليوم موعد زيارة وزير الخارجية جان ايف لودريان المرتقبة منتصف الاسبوع المقبل.