ينشغل لبنان اليوم بالمحادثات الرسمية والسياسية مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل ليل أمس إلى بيروت في زيارة ليومين، وتشمل لقاءات سياسية ومع المجتمع المدني، ومديري المدارس الفرانكوفونية، فضلاً عن زيارات هادفة سياسياً وطبياً من ضمن اهتمام فرنسي، على وقع ضغط أميركي متزايد على لبنان، من باب محاصرة «حزب الله» وفي ظل توتر إقليمي، يمتد إلى جنوب لبنان، مع تنامي المخاوف من تصعيد بين إسرائيل وحزب الله..
وتكتسب زيارة لودريان اهميتها من الاعتبارات التالية:
1- هي الأولى لمسؤول دولي رفيع، تربط بلاده علاقات تاريخية مع لبنان، منذ استقالة الحكومة السابقة وتأليف الحكومة الحالية.
2- الوقت الذي تستغرقه الزيارة، من الوصول الأربعاء إلى المغادرة الجمعة.. وهي تتركز على محاور عدة: ابرزها استطلاع الاستعدادات اللبنانية لاستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والبوح بالوضع الذي آلت إليه مقررات مؤتمر سيدر، وتوجه الرئيس عمانويل ماكرون على هذا الصعيد، والوقوف على فكرة الحياد التي طرحها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، والإعلان عن دعم فرنسا لها، وما تبذله في الاتصالاته العربية والإقليمية والدولية لهذه الجهة، وضمان استقرار واستقلال لبنان من زاوية اعتماد سياسة النأي بالنفس، فضلاً عن الوضع المتعلق بالقرار 1701 إضافة إلى دعم مؤسسات اجتماعية (مؤسسة عامل) وحاجة لبنان لمكافحة فايروس كورونا، ودعم المؤسسات التربوية الفرانكوفونية والمسيحية في لبنان والمنطقة.
وعشية وصوله إلى بيروت، نقلت قناة «الحدث- العربية» عن دبلوماسي فرنسي قوله: إن «خطة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمساعدة لبنان قد تتضمن فتح خطوط اعتماد مالية، ولبنان ليس قضية خاسرة، وتركُه يعني فتح ساحته للآخرين. وأسفت المصادر لأنه « بعد 6 أشهر لم تقم حكومة لبنان بأي إصلاح جوهري»، لكن مصدراً لبنانياً قلل من امكانية وجود خطة فرنسية في هذه المرحلة.
وكشفت أن «وزير الخارجية جان ايف لو دريان يحمل إلى بيروت رسالة تضامن مع شعبه ورسالة حزم إزاء سلطاته».
وأكدت المصادر أن «الحياد ليس موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحده»، مشددة على أن «موقفه موضع تقدير فرنسا».وأشارت إلى «أننا نناقش موضوع لبنان مع الأميركيين وشركائنا الخليجيين».
ويبدأ الوزير لو دريان لقاءاته الرسمية اليوم وفق البرنامج الاتي:
09:30 لقاء مع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون – القصر الجمهوري
10:30 لقاء مع رئيس مجلس الوزراء السيد حسان دياب – السرايا الحكومية
11:45 لقاء مع رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري – عين التينة
12:45 لقاء مع وزير الخارجية اللبناني السيد ناصيف حتّي، يليه مؤتمر صحفي في قصر بسطرس
4:00 زيارة إلى المركز الاجتماعي لمؤسسة «عامل» غير الحكومية – حارة حريك.
5:30 لقاء مع البطريرك الماروني، الكاردينال بشارة الراعي – بكركي
الجمعة 24 تموز
09:00 زيارة مستشفى رفيق الحريري الحكومي – الجناح.
10:30 لقاء حول التعليم الفرانكفوني مع رؤساء مؤسسات المدارس الفرنكوفونية المعتمدة في لبنان وممثلين المدارس المسيحية في مدرسة الكارمل سان جوزيف – المشرف تتخلله مداخلة للوزير لو دريان، تليها بضعة أسئلة من وسائل الإعلام. ثم مغادرة لبنان.
الى ذلك، ذكرت مصادر وزارية ورسمية معنية لـ«اللواء» ان زيارة الوزير الفرنسي الى بيروت هي مهمة بحد ذاتها بغض النظر عمّا يحمله الوزير لأنها دليل استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان من كل الجوانب.
واشارت المصادر الى انه المتوقع من زيارة لودريان إعلان دعم المدارس الفرنكوفونية حسبما ذكرت بعض المعلومات، ودعم طلب لبنان التجديد لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب من دون تغيير في مهامها وعديدها، وهو دعم تؤيده ايضا دول اوروبية اخرى. اما الدعم المالي والاقتصادي فلن يكون مباشراً ولن يحصل قبل حصول تقدم عملي واضح في برنامج الاصلاحات الحكومية، وسيتم البحث خلال الزيارة في ما انجزته الحكومة حتى الان وفي احتياجاتها وما يمكن ان تقدمه فرنسا سياسياً واقتصادياً. عدا ذلك لا معطيات واضحة عمّا سيحمله لودريان، وكل الكلام الذي نسمعه مجرد كلام إعلامي.
وقالت مصادر لبنانية معنية لـ«اللواء» ان ثمة اجوبة جهزت كي تشكل ردا على استفسارات لودريان حول الخطوات الواجب اتخاذها من اجل الولوج لحل الأزمة في لبنان.
ومن المنتظر ان يعدد المسؤولون ما تم تنفيذه على صعيد بعض الخطوات وبعض المعوقات التي تحول دون السير بخطوات اخرى إصلاحية.
الى ذلك كانت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون اكدت لـ«اللواء» ان رئيس الجمهورية ابدى ارتياحه للسير بالتدقيق الجنائي بعد اختيار شركة alvarez and marsal واشارت الى ما يهم رئيس الجمهورية هو قيام عقد واضح مع مهل زمنية دون اي التباسات تفاديا لأي خطأ على ان تدرس الجوانب القانونية المتعلقة به.
ولفتت الى ان ثمة ضوابط تقنية سترافق عملية المعلومات التي تحصل عليها شركات التدقيق على ان تبقى هذه المعلومات ضمن لبنان وهو ما اكد عليه مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة.
وعلى جدول النقاط التي سيثيرها الرئيس برّي مع الوزير لودريان مسألة دعم فرنسي لموقف لبنان في الأمم المتحدة، لجهة تمديد مجلس الأمن الدولي لليونيفل، انطلاقاً من الحفاظ على روحية القرار 1701، وعدم القبول بأي تعديل لبنوده، لأن ذلك يمثل عبئاً بأمن المنطقة ومحاولة مكشوفة لأخذها نحو المجهول، وفقاً لبيان كتلة التنمية والتحرير، التي اجتمعت أمس.
وفي سياق الاتصالات اللبنانية – الدولية، حضرت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، خلال استقبال الرئيس دياب السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا، والخطوات التي قامت لها الحكومة من أجل الحصول على مساعدة IMF، بما في ذلك التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان.
وأكدت المتحدثة بالخارجية الأميركية جيرالدين جريفيث اننا «ندعم اللبنانيين بالتزامن مع مواصلة العقوبات على حزب الله»، معلنةً انه «على الدول الانضمام إلينا في الضغط على حزب الله».
وقالت: «نمارس ضغطاً اقتصادياً قاسياً على حزب الله».
خط الصين
وفي المجال الاقتصادي، بدأ التنسيق الفعلي مع الصين للبحث في المشاريع التي يمكن ان تنفذها، فاجتمع وزير الاشغال العامة والنقل الدكتور ميشال نجار ووزير الصناعة عماد حب الله ظهر أمس، في وزارة الاشغال، مع سفير الصين في لبنان وانغ كيجيان، في حضور مدير مكتب الوزير شكيب خوري والمستشار بيار بعقليني، حيث تم البحث في ما يمكن أن تقدمه بكين للبنان في قطاعات عدة من بنى تحتية سكك الحديد وانفاق وغيرها».
وقال نجار بعد اللقاء: تم عرض مختلف المشاريع الموجودة في الوزارة، اضافة الى مشاريع وزارة الصناعة وعرضنا مشروع النفق الذي سيربط مرفأ بيروت بالبقاع وهذا المشروع صدر به قانون من المجلس النيابي وحدد فترة ستة أشهر لوضع الدراسات الأولية اللازمة له، ونحن في حاجة الى شركات لديها خبرة في هذا المجال، حيث ان بعض الشركات الصينية جاءت الى لبنان وقدمت مبادرات لدراسة عدد من المشاريع وهناك شركات صينية قامت ايضا بوضع دراسات لأربعة مشاريع أساسية هي: مشروع النفق وسكة الحديد والجسور التي تصل بيروت بطبرجا عبر الطريق البحري وهو من المشاريع الأساسية الذي يخفف من زحمة السير وشبكة الخطوط الحديدية التي توصل بيروت بالشمال والجنوب والسكة الحديدية الدائرة التي ستربط المناطق الصناعية مع بعضها البعض وتزفيت وتأهيل الطرقات.
وأكد نجار أن «الحكومة اللبنانية منفتحة على أي مساعدة من أي جهة تأتي وكل المشاريع التي طرحناها هي حيوية والصين لديها خبرة مهمة من خلال شركاتها العالمية وتملك تقنيات متقدمة»، معتبرا «ان المشاريع التي نريد القيام بها كبيرة وهي بحاجة الى قوانين وكيفية تكليف الشركات مرورا بمجلس الوزراء حسب الأعراف والقوانين».
أما السفير كيجيان فقال: ناقشنا إمكانية التعاون بين الحكومة اللبنانية والجهات الصينية بتنفيذ مشاريع بنى تحتية، التي ترغب الحكومة بتنفيذها، ولمست رغبة قوية بالتعامل مع الصين وشركاء من العالم لتنفيذ مشاريع بنى تحتية والتعامل مع التحديات المختلفة.
بدوره قال الوزير حب الله: مسؤوليتنا كحكومة ان ندعم ونقوم بكل ما يجب لتأمين كل وسائل النجاح لشعبنا، وتوجهنا هو لاعطاء لبنان خيارات موجودة حتى للدول الغربية وتوسيع لائحة الخيارات لدينا للاستفادة من كل الامكانات والطاقات الموجودة في العالم، لتأمين أفضل وسائل سبل العيش للشعب اللبناني. ان التوجه شرقا هو حاجة الى لبنان دون ادارة ظهرنا الى الغرب.
على صعيد آخر، ابطل المجلس الدستوري قانون آلية التعيينات بعد المراجعة التي قدمها الرئيس عون ضد القانون الذي جرى الرهان عليه، كطريق لفصل الإدارة عن السياسة.
اطمئنان الحريري
عربياً، أجرى الرئيس سعد الحريري اتصالاً هاتفياً بولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمّد بن سلمان، أطمأن خلاله على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومتمنياً له دوام الصحة وطول العمر..
كما اتصل بولي عهد دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح للاطمئنان إلى صحة أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بعد العملية الجراحية التي اجريت له مطلع الأسبوع.
إجراءات تخفيفية
الى ذلك، صدرت مؤشرات وزارية الى تخفيف الاعباء عن كاهل المواطنينن فأعلن وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي على حسابه عبر «تويتر» : «بتوجيهات من دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، سأقوم بمتابعة مشروع القانون المتعلق بإعفاء كافة المركبات والآليات من رسوم السير السنوية للعام ٢٠٢٠ او العام ٢٠٢١، والذي رفعته اليوم (أمس) الى الامانة العامة لمجلس الوزراء، وذلك لوضعه على جدول اعمال جلسة الحكومة المقبلة».
وبعد إعلان وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة امس بدء تحسن اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وترقب مزيد من الانخفاض تدريجياً،اعلن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي في بيان، ان انخفاض اسعار الدفعة الثانية من المواد الغذائية المشمولة بالدعم سيبدأ بالظهور على الأرض بصورة تدريجية، ولفت الى ان هناك عدة ملفات تتعلق باستيراد سلع غذائية مدعومة تم تقديمها الى وزارة الاقتصاد والتجارة وهي في طور أخذ الموافقة عليها من قبل الوزارة ومصرف لبنان، لافتاً الى ان تنفيذ قرار الدعم بشكل كامل، أي حصول اللبنانيين على السلع المدعومة في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما النائية يتطلب بعض الوقت.
على ان مسلسل الأزمات يبدأ ولا ينتهي، فبعد التقنين القاسي للكهرباء، وتهريب المازوت أو تخزينه سيان، ما زالت على الأرض، في صور، والنبطية، ومحطات الضاحية الجنوبية وبعلبك – الهرمل وزحلة، أزمة بنزين، إذ رفعت عدّة محطات للمحروقات خراطيمها معلنة ان لا بنزين لديها.
لكن المديرية العامة للنفط طمأنت ان لا داعي للتهافت على المحطات، والكميات المخزنة كافية، وبالتالي لا أزمة بنزين بالبلد.
اقفال مراكز المعاينة الميكانيكية
وأقفلت منذ صباح أمس مراكز المعاينة الميكانيكية في كل المحافظات، بعد تحرك اتحاد النقل البري، لكن نقيب الاتحاد قال ان اتصالات جرت، وتقرر إعطاء فرصة 13 يوماً لغاية 22 تموز (انتهت امس).
وكشف ان لقاء سيعقد اليوم مع المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم لتسليمه المستندات المتعلقة بالميكانيك.
3104
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 123 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 3104، وسجلت اصابات نقلت إلى المستشفيات العاملة في بيروت، كمستشفى الجامعة الأميركية والرسول الأعظم على سبيل المثال لا الحصر.. وأفاد التقرير اليومي لمستشفى رفيق الحريري الجامعي انه جرى اجراء 1013 فحصاً، وان 12 حالة حرجة وحالات الشفاء لم تتعدّ الخمسة.