رعى وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ،حفل نهاية العام الدراسي لمركز “زوارتنوتس” التربوي والتأهيلي لذوي الاحتياجات الخاصة التابع لجمعية العاملين الاجتماعيين للطائفة الأرمنية في قاعة اوهانيس بوغوصيان في برج حمود في حضور مطران الأرمن الأرثوذكس في لبنان شاهيه بانوسيان، المعاون البطريركي للأرمن الكاثوليك المطران كبريال موراديان، ممثل طائفة الأرمن الانجيليين القس رافي مسرليان، رئيس كتلة نواب الأرمن النائب هاغوب باقرادونيان، النائب هاغوب تيرزيان، الوزيرين السابقين فريج صابونجيان ريشار قيومجيان، ، مديرة مركز “زوارتنوتس” الوزيرة السابقة فارتينيه اوهانيان، سفير جمهورية ارمينيا في لبنان فاهاكن أتابكيان، رؤساء الاحزاب الارمنية الثلاثة، رئيسي بلديتي برج حمود وعنجر، مدراء المؤسسات التربوية ،رؤساء وممثلي الجمعيات الاجتماعية والثقافية و الرياضية والشبابية والأهل.
بوجيكانيان
استهل الحفل بكلمة لرئيسة جمعية العاملين الاجتماعيين للطائفة الأرمنية اللبنانية آني بوجيكانيان التي رحبت بالوزير المكاري وبالحضور، وأشارت إلى إن “الاحتفال لمؤسسة للتعليم الخاص يتجاوز بكثير الاحتفال بالإنجاز الأكاديمي، وهو يشمل فترة عشرة أشهر من العلاقات المكثفة بين مثلث متساوي الأضلاع، التلميذ هو القمة، والأهل والمؤسسة التي هي القاعدة التي تدعم وتنسق مختلف جوانب حياة التلاميذ اليومية”.
وقالت:”بالنسبة للذين تتم خدمتهم من خلال “مركز الملائكة” زوارتنوتس ، فهم رمز المخلوقات البريئة، ولكل شخص يخدم هناك بتفان كبير وحب على كل مستوى، يتم قياس مجالات الإنجاز بالميكرونات. وهذا يتطلب ثقافة الصبر، أو التمثيل للتقدم ضد عقارب الساعة بطريقة أو بأخرى، حيث يتم قياس وحدة الوقت بالأيام والأسابيع والشهور بدلا من الدقائق أو الساعات”.
وأضافت:”نحن ممتنون لجميع أصدقائنا بدءاً من وزارة الشؤون الاجتماعية، لدعمها السنوي وبرامج الزيارة، ونحن نتمتع بدعم المنظمات غير الحكومية اللبنانية الأرمينية وغير الأرمينية ولكن بشكل أساسي بالثقة الكبيرة من رعاتنا منذ فترة طويلة مثل Embrace Middle East (المعروفة سابقًا باسم Bible Lands Mission) ومؤسسة كالوست غولبنكيان”.
اوهانيان
وبعد عرض افلام وثائقية حول عمل مركز “زوارتنوتس” ونشاطاته التربوية والثقافية والترفيهية ولوحات راقصة قدمها التلاميذ ، القت رئيسة المركز الوزيرة السابقة فارتينيه اوهانيان كلمة شكرت فيها للوزير المكاري رعايته الحفل وقالت:”:”أود أن أبدأ كلمتي بتقديم أعمق عبارات الشكر والامتنان لحضوركم الكريم ودعمكم المستمر. وجودكم هنا اليوم يعكس التزامنا المشترك نحو بناء مجتمع أكثر شمولية وعدالة، مجتمع يستطيع أن يكسر جدران النمطية والنظرة المهمشة”.
اضافت:”لقد شهدنا اليوم مشهداً رائعاً ومؤثراً، أبناؤنا الأعزاء، ذوو الهمم، الذين أبدعوا في إظهار قدراتهم الفريدة وطاقاتهم الإيجابية. إنهم يعيشون بروح مليئة بالمحبة، تتغلغل في كل جانب من جوانب حياتهم وتخترق جدران الإعاقة. ما شاهدناه اليوم من عروضهم هو ليس فقط تعبير عن موهبتهم واحتياجاتهم، بل هو أيضاً نداء لنا جميعاً لنتحد ونبذل ما في وسعنا لدعمهم ومساندتهم. رسالتنا إليهم هي أننا لن نتوقف عن السعي لتحويل كل تحد يواجهونه إلى فرصة جديدة، وكل صعوبة إلى دافع لتحقيق إنجازات أكبر”.
وتابعت:”ذوو الهمم هم القلب النابض لمجتمعنا، يشعون حباً وأملاً، ويثبتون لنا يومياً أن الأحلام ليست مستحيلة، بل هي محركات التغيير والتطور. إن رسالتهم لنا واضحة: المحبة والإرادة يمكنهما التغلب على أي عقبة، والنجاح لا يُقاس بالقدرات الجسدية بل بالعزيمة والإصرار. لا يمكننا الحديث عن دعم ذوي الهمم دون الإشارة إلى حقوق الإنسان. وحقوق الإنسان يجب أن تكون شاملة وعادلة، تطبق على الجميع دون تمييز”.
وقالت:” ان دعم ذوي الهمم هو جزء لا يتجزأ من الدفاع عن حقوق الإنسان. يجب علينا أن نعمل على تحقيق العدالة والمساواة في جميع المجالات، وأن نضمن أن كل فرد، بغض النظر عن قدراته أو خلفيته، يحصل على الفرص والدعم الذي يستحقه”.
واردفت:” إننا نعيش في زمن الحروب والجرائم والصمت المريب، في زمن يُفرغ فيه الإنسان من إنسانيته والشباب من أحلامهم وكرامتهم، في زمن يعاني فيه الكثيرون من الظلم والتهميش، وهذا يتطلب منا التحلي بالشجاعة والإرادة لنكون صوتاً للمظلومين والمهمشين. من خلال عملنا في المركز زوارتنوتس، نسعى إلى تعزيز الوعي والتفاهم، وتقديم الدعم اللازم لذوي الهمم لتحقيق إمكاناتهم الكاملة والمشاركة الفعالة في المجتمع”.
واضافت:”واجبنا تجاههم أن نحوّل التحديات التي يواجهونها إلى فرص، وأن نقف بجانبهم في مواجهة الظروف القاسية. من خلال تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، يمكننا بناء بيئة داعمة تلبي احتياجاتهم وتساعدهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
ان مركز زوارتنوتس هو رمز لهذا الالتزام، ومنارة تضُيء الطريق نحو مجتمع أكثر شمولية وإنسانية. بفضل الجهود الجبارة التي بذلت في هذا المركز منذ تأسيسه عام 1987، استطعنا أن نحقق العديد من الإنجازات، وأن نحتضن العشرات من الأطفال والشباب ذوي الهمم، لنساعدهم على ا لنمو والتطور”.
وقالت:” معالي الوزير ،نرحب بك في بيتك وبين أهلك ، وجودكم بيننا اليوم هو دعم كبير لنا، ونعلم أنكم تدركون حجم التحديات التي نواجهها، وإن تعاوننا المشترك يمكن أن يحدث تغييراً حقيقياً، وأن نضمن مستقبلاً أكثر إشراقاً لأبنائنا. اننا على ثقة أنك ستستمر في دعم هذه الفئة والعمل على تطوير السياسات والتشريعات التي تضمن حقوقهم وتحسن من جودة حياتهم”.
وختمت:” أود أن أعبرّ عن امتناني لكل من ساهم في نجاح هذا العام الدراسي، من داعمين ومتطوعين وأهالي، ولكل فرد من فريق العمل. وأخص بالشكر أبناءنا الأعزاء، ذوي الهمم، الذين يلهموننا يومياً ويجعلوننا ندرك قيمة العمل الذي نقوم به. دعونا نستمر في هذا المسار، ونعمل معاً من أجل مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً للجميع، مستقبل تسوده المحبة التي تخترق جدار الإعاقة وتكسر كل قيود النمطية والتهميش”.
المكاري
وفي الختام كانت كلمة للوزير المكاري قال فيها:”ما استنتجته في هذا الحفل ان هذه المؤسسة فيها كثير من الحب والعطاء والأمل وهذا اهم من كل ما قيل. انا كوزير اعلام وكمسؤول عن مؤسسات اعلامية رسمية في لبنان أحاول ليس فقط بالقناعة بل بالممارسة ايضا تحويل مؤسساتنا الى مؤسسات اكثر انسانية، وبكل فخر واعتزاز اقول ان تلفزيون لبنان هو الوحيد في لبنان الذي بدأ بث نشرة الاخبار بلغة الاشارة”.
اضاف:” هذا الموضوع خططنا له وأمنا له التمويل من جمعية المقاصد مشكورة، مما بات يسمح لحوالى 15 ألف أصم متابعة اخبار بلدهم بكل حرية، وهذه اولوية بالنسبة إلى وزارة الاعلام، لان الاطفال وذوي الهمم كالذين شاهدناهم اليوم يعطون الامل وهم بالتأكيد أهم من كل التصاريح السياسية التي نحضرها كل يوم والتي هي هدامة على البلد واحلامه وهدامة على مستقبل شبابه”.
واكد المكاري ان”مؤسسات وزارة الاعلام بتصرف الجمعيات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة ومنها مؤسسة “زوارتنوتس” وسنكون على تنسيق دائم معها وسنعقد اتفاقا مع الوزيرة فارتينيه اوهانيان وستظهر نتيجته قريبا على التلفزيون”.
وتابع:”كنا في بكركي أمس للاعلان في مؤتمر صحافي عن اطلاق برنامج ونشاطات تطويب قديس جديد من لبنان هو البطريرك اسطفان الدويهي، ويشرفني انه من اهدن حيث ولدت”،وقال:”هذه رسالة امل وصلت الى بلد ممزق، يخسر كل يوم شبابا وشابات من المفترض ان يقودوه، اليوم كانت رسالة امل من بكركي وهي رسالة امل للبنان، وفي مشاهدتي لهؤلاء الاطفال يرقصون ويغنون، رأيت انهم افضل من كثير من المسؤولين، واعطوني املا، وفكرت ان كلمة “زوارتنوتس” لها علاقة بالملائكة، وفي حين ان السياسيين يتجادلون كل يوم حول جنس الملائكة وجدت كل الملائكة هنا”.
وختم المكاري :”رعايتي لهذا الحفل اعطتني املا كبيرا بأننا يمكن ان نتعاون معا وانا فخور بذلك واؤكد ان الطائفة الارمنية في لبنان، التي يشكك البعض بوطنيتها، هي قبل لبنان الكبير وهي جزء لا يتجزأ من لبنان، ونحن فخورون بكل ما تقومون به”.
درع تقديرية
بعد ذلك قدمت اوهانيان للمكاري درعا تقديرية والتقطت الصور التذكارية.