الرئيسية / أخبار مميزة / العريضي في منتدى “جمعية أنور الفطايري” برعاية المكاري: لنقف عند تجربته في الدفاع عن الحرية
العريضي

العريضي في منتدى “جمعية أنور الفطايري” برعاية المكاري: لنقف عند تجربته في الدفاع عن الحرية

اقامت “جمعية أنور الفطايري الخيرية الاجتماعي” المنتدى السنوي الثاني للجمعية، بعنوان “الإعلام وتكوين الرأي العام في زمن الحرب”، وذلك في مكتبة بعقلين الوطنية، برعاية وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري. وحضور عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة، الوزير السابق غازي العريضي، أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، ومجموعة من الإعلاميين اللبنانيين والعرب وأصدقاء الجمعية والطلاب والفاعليات الاجتماعية والثقافية والبلدية.

استهل المنتدى بكلمة ترحيبية لرئيسة الجمعية جيلان أنور الفطايري مرحبة وعارضة برنامج المنتدى، ومن ثم تم بثّ تقرير يُلخص مسيرة الشهيد أنور الفطايري.

العريضي

وألقى العريضي كلمة افتتاحية، “لكونه رفيق الشهيد أنور الفطايري”. وقال: “الحديث عن أنور يطول، إلا أنَّ حيّزا كبيرا لأنور في عنوان هذا المؤتمر، فعندما كان على رأس الاتحاد الوطني في الجامعة اللبنانية، كان لأنور موقع كبير ولم يكن هناك من مواقع تواصل اجتماعي ومع ذلك الحركة الوطنية التي كان يدعمها، وحتى الأحزاب الأخرى، التقوا على عناوين أساسية. وعندما نقول الجامعة اللبنانية فهي لكل اللبنانيين لذلك رغم حدة الخلاف السياسي في تلك المرحلة، إلا أننا كنا نرى أنور إلى جانب قوى سياسية نحن على خلاف معها. كان الجميع يتحدث عن ديمقراطية التعليم والجامعة الوطنية والحريات في لبنان وهذه عناوين رئيسية، ما أحوجنا اليوم أن نتذكرها. الأزمات اليوم أكثر ولكن الهموم واحدة على اختلافها. وأنا أقول اذا كانت الهموم واحدة لماذا لا تكون الاهتمامات واحدة كما كان مشهد أنور الفطايري والذين كانوا الى جانبه في الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية والاخصام، وكان للحركة الطلابية وقتها موقع متقدم للتغيير في العمل السياسي. ونحن نستطيع أن نقف عند تجربة أنور الفطايري في الدفاع عن الحرية. هو من الناس الذين كان في جبينه أكثر من علامة بسبب ما تعرض له من قمع من قبل أجهزة السلطة، بسبب صوت الحركة الطلابية الذي كان كبيرا ومؤثرا في المعادلة السياسية اللبنانية إلى جانب القوى الوطنية التي كانت تدعم التحركات”.

أضاف: “في موضوع الحريات، الانقسام خطير وهناك إنشطار حقيقي وخلاف عميق حول الافكار ومنهجية التفكير وتقديم الافكار والدفاع عنها والمواقف السياسية، وهذا الامر طبيعي رغم حديته، ولكن عندما نتحدث عن الإعلام، تبقى مسألة أساسية يجب التوقف عندها، فأنا أقدر ظروف جميع الزملاء والزميلات في وسائل الاعلام العربي وخارج لبنان. ففي لبنان الحالة استثنائية نحن موجودون في بلد واحد نختلف ونتفق وترتفع أصواتنا لكن النقاش يدور حول موقف وموقع بعض الزملاء الإعلاميين، وهذا الخلاف طبيعي وأنا أفهمه لأن الوسائل الإعلامية لديها خلفياتها وسياساتها ولكن ثمة حقائق يجب التعامل معها كما هي، ومن ثم نعلق عليها من وجهة النظر التي نقتنع بها. على سبيل المثال: أيا تكن ظروف 7 أكتوبر وكيف حصلت وسيكتب التاريخ الكثير من الأسرار حول هذه المسألة ولكن ما قامت به إسرائيل أُشير إليه في ألمانيا، ولماذا أقول ألمانيا، لأنه قيل أن نسبة الدمار في ألمانيا خلال الحرب العالمية، وخلال سنتين من الزمن، كانت 50% فيما خلال 3 أشهر في غزة، بلغت نسبة الدمار ومحو مناطق بأكملها 60%. بالتالي ما يرتكب من مجازر وعمليات إبادة جماعية كاملة، وصفتها الامم المتحدة التي نطالب بتطبيق قراراتها والتي تعتبر المرجعية الدولية. بالتالي سنبقى على الخلاف السياسي حول مقاربتنا للامور ولكن في مواجهة هذه المسائل وهي أمثلة بسيطة لا نستطيع إلا أن نكون على مستوى الأمانة في نقل ما حصل”.

وتابع: “هذا ما جرى وهذه هي إسرائيل ومحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وحتى الإدارة الأميركية وعدد كبير من المسؤولين الأميركيين لطالما حذروا ونبهوا وانتقدوا ونصحوا إسرائيل بأن استمرار العملية بهذا الشكل سيؤدي إلى عزلة وسوف نتأثر نحن أيضا كأميركيين. بالتالي نحن على الأقل، علينا أن نواكب هذه العملية بتوثيقيها وتأريخها وحقائقها”.

وقال: “مثال آخر مع فهمي الكامل للموقف السياسي، ونحن علينا التحاور وإن كنا كإعلاميين لا نستطيع أن نتحاور فيما بيننا يعني أنه لم يعد هناك مجال للنقاش وإبداء الرأي والكتابة والتعليق، والمثل قتل رجل أعمال إسرائيلي في الاسكندرية نرى وسائل إعلام تقول قتل يهودي، فيما كل العالم قال رجل أعمال إسرائيلي فلماذا نستعمل كلمة يهودي عن قصد أو غير قصد ولكن علينا التوقف عندها. لأن الموضوع له دلالات وكأن المشكلة مع اليهود فيما عدد كبير من اليهود وبعضهم حاخامات يتظاهرون ضدّ إسرائيل، ومشروع إسرائيل أن تذهب إلى حرب دينية. ونحن علينا مسؤولية كإعلاميين أن ننتبه لهذه المسائل وللحقيقة بعض وسائل الاعلام العربية لعبت دورا أساسيا في كشف ما تقوم به إسرائيل”.

وختم: “المثال الأهم هو عند بداية 7 أكتوبر يوم كتبت إسرائيل أخبارا وأكاذيب حول قطع الفلسطينيون رؤس الأطفال وأعدموا النساء وسارت وراء هذا القول وسائل إعلام أجنبية وعربية وكأن هذا الأمر صحيح، فيما تبين أن عددا من هؤلاء قُتل بالطائرات الإسرائيلية وأن هذه المسألة ليست حقيقية وهذا بلسان إسرائيليات الذين قتلوا او اعتقلوا عند الاخوة الفلسطينية. وأنا أتمنى مقاربة الموضوع من هذه الزاوية ولا أقول بشكل موضوعي في حالات الحرب والانقسام السياسي، ولكن على الأقل أن تكون الحقائق ثابتة ومن ثم كيف يتصرف كل واحد منا، هو يختار. أنا أحترم آراء الكل. وأتمنى لجيلان والزميلات والزملاء أن تتكلل هذه التجربة بنجاح والنقاش حولها”.

الجلسة النقاشية

وافتتحت الإعلامية جيلان الفطايري الجلسة النقاشية، متحدثة عن “التضليلات التي ترافق التغطية الإعلامية في زمن الحرب”. وأعطت أمثلة تاريخية عن ذلك، واسترجعت “محطات عربية كان فيها التضليل سببا في زيادة معاناة الشعوب، إذ حمل أوهاما”.

تلت ذلك مداخلات للحاضرين من الإعلامية في قناة “العربية” ميسون نويهض والكاتب الصحافي قاسم قصير، والإعلامية المصرية في قناة “العربية” أيضا رشا نبيل. وتناول النقاش عدّة محاور حول الحرب النفسية، وأسس الحوار في التغطيات الحربية والحملات التي قد تطال بعض ممّن يسأل أسئلة غير عادية، أو مألوفة. وكانت مداخلات للنائب مروان حمادة، والإعلاميين عالية منصور وبشارة خيرالله فيما تناولت الصحافية الفلسطينية ميسون عزام، التضليل الإسرائيلي معتبرة أن ليس ثمة إعلام عربي، فهو إما مُعلّب أو تابع”.

وتحدّث الإعلامي طاهر بركة عن تجربته الشخصية، مناقشا مسألة الحياد الإعلامي في زمن الحرب. وكانت كلمة لفارس سعيد “مهمة في فتح باب النقاش حول الصحافة التي تسعى لأن تكون حرَّة وأولويات المؤسسات الصحافية التي يصل بها الحال مرّات لوضع غزة ورفح في المرتبة الخامسة والسادسة على سلم الأولوية في التغطية الصحافية”.

وسلمت الفطايري الطالبة مايا حمادة درعا تكريمية بإسم الجمعية بعد أن أكلمت تدريبا في مكتب قناة “العربية” في بيروت، بعد أن اختيرت لذلك خلال مؤتمر العام الماضي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *