كتبت صحيفة “الديار”: قطوع الرد ومن بعده التمديد لقوات الطوارئ الدولية، مرا وفقا للمتوقع، ليثبتا معهما قواعد الاشتباك التي كانت قائمة، اقله حتى الساعة، لتفتح معها الساحة على ديناميكية داخلية سياسية جديدة، عنوانها انتخابات رئاسة الجمهورية، التي اعيد تحريك ملفها، على ايقاع التغيير الحاصل في التوازنات النيابية، مع الازمة التي يشهدها التيار الوطني الحر، وتكتل لبنان القوي، تزامنا مع عودة الحركة الاعتراضية العنفية الى الشارع، مع نزول «صرخة مودعين» الى الساحة، عشية تهديد حراك العسكريين المتقاعدين بمنع انعقاد جلسات حكومة تصريف الاعمال، ما لم يحصلوا على مطالبهم، مع نهاية اسبوع تتصدره كل من عين التينة ومعراب.
كلمتا بري وجعجع
ووفقا للمصادر، فان كلمة رئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم السبت، «ستكون محورية وتحاكي المشهد الممتد من غزة إلى لبنان وتداعياتها مروراً بالملفات الملحة»، دون التطرّق للملف الرئاسي تجنّباً لفتح سجال داخلي يزيد من أزمة التنافر الحاصلة داخلياً على خلفية الحرب عند الجبهة الجنوبية، «إلا أنه سيتطرّق إلى المبادرات الخارجية التي هبّت على لبنان وحملت الكثير من التحذيرات والتهديدات ليؤكد أن منطق الحق هو من سينتصر».
اما الاحد فستكون اطلالة لرئيس حزب القوات اللبنانية، في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، لن يخرج فيها «عن الوضعية والازمات الحالية في البلد، وهو سيقارب مشكلة الحرب في الجنوب ومواقف الحكومة وملف الوجود السوري غير الشرعي»، وفقا لاوساط مطلعة، مستبعدة ان «يجر خطاب الرئيس بري رداً من جعجع».
ارتياح لبناني
في الانتظار، فان كلام رئيس هيئة الاركان المشتركة «الملغوم»، لم يمر مرور الكرام لبنانيا، اذ ادار المعنيون محركاتهم للوقوف على حقيقة تلك المواقف، ومدى دقتها واستنادها الى معلومات ومعطيات دقيقة، خصوصا ان المعطيات المتوافرة لدى المسؤولين اللبنانيين، كانت تسير في اتجاه معاكس، وهو ما ترجم في سلسلة اتصالات داخلية، مع اكثر من سفارة، وخارجية، مع عواصم القرار المعنية، والتي خلصت وفقا لمصادر مطلعة الى ان «القطوع» الذي مر على خير، لا يعني ابدا ان «الجرة ستسلم مرة»، فالوضع على الجبهة اللبنانية مركب ومعقد، كاشفة ان ثمة اجماعا خارجيا على ان الفترة المقبلة ستشهد شد حبال كبير، خصوصا في حال وقف اطلاق النار في غزة، وانطلاق مفاوضات التسوية على الجبهة الجنوبية، في توقيت اميركي حساس، مرجحة ان لا يترك الرد الايراني اي تداعيات على الجبهة اللبنانية.
التمديد لليونيفيل
وفي هذا الاطار تكشف المصادر ان رد حزب الله المدروس سهل على لبنان تسجيل نقطة في المرمى الاسرائيلي، مع ربحه ورقة التمديد للقوات الدولية وفقا للقرار السابق دون اي تعديلات، والذي جاء بعد اتصالات مكثفة قادها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، الذي استطاع ان يكسر «حدية صقور الادارة الاميركية» فيما خص طرح بعض التعديلات الاساسية، مرجحة ان يكون هوكشتاين قد سلف المستوى السياسي اللبناني موقفا، يرد له مع فتح صفحة المعالجات والحلول للصراع القائم،بما فيها اغلاق ملف الترسيم البري بين لبنان واسرائيل، والتي يامل الاخير ان تكون قبل نهاية ولاية الرئيس بايدن.
مصادر تؤكد اصابة قاعدة «غليلوت»
اكدت مصادر موثوقة جداً عن معلومات واردة من داخل الكيان الصهيوني إلى أن ست طائرات مسيرة تابعة لحزب الله على الأقل قد اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بنجاح، وتمكنت من الوصول إلى أهدافها وإصابتها بدقة داخل قاعدة غليلوت العسكرية يوم الأحد الموافق 25 أغسطس 2024. ووفقًا للمصادر الموثوقة، فقد تم تنفيذ الهجوم بطريقة مدروسة للغاية، ما يشير إلى قدرة متطورة للتخطيط والتنفيذ لدى المقاومة.
وبعد العملية مباشرة، فرضت قوات الاحتلال الصهيوني طوقًا أمنيًا مشددًا حول قاعدة غليلوت، امتد بعمق عدة كيلومترات، حيث تم منع الاقتراب من القاعدة أو الدخول إليها سواء من المدنيين أو العسكريين، واستمر الإغلاق لعدة ساعات. ويُعتقد أن الهدف من هذه الإجراءات هو منع تسرب أي معلومات أو صور عن حجم الخسائر التي لحقت بالقاعدة، بالإضافة إلى محاولة التقليل من حالة الهلع التي قد تنتشر في صفوف الجيش الإسرائيلي وسكان المناطق المجاورة.
من الجدير بالذكر أن قاعدة غليلوت تعتبر من القواعد الاستراتيجية المهمة في إسرائيل، حيث تحتوي على منشآت حيوية ومعدات عسكرية متطورة، مما يزيد من أهمية العملية الأخيرة وتأثيرها على معنويات الجيش الإسرائيلي. ويعتقد أن هذا الهجوم قد يفتح الباب أمام مزيد من التحقيقات والتساؤلات حول فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في التصدي للتهديدات الجوية غير التقليدية مثل الطائرات المسيرة.
الرد الايراني
واضافت المصادر ان ثمة مخاوف اميركية كبيرة من ان يكون رد ايران المنتظر من خارج اراضيها، رغم كشف احد مسؤولي البنتاغون ان الاعتقاد السائد ان «طهران تريد توجيه رسالة، الا انها لن تفعل شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع»، لذلك وفي اطار الاجراءات الاحترازية تقرر ارسال سرب ثان من مقاتلات «اف22» الى المنطقة، فضلا عن نقل القوة البحرية الاميركية المتمركزة في البحر الاحمر الى قرابة السواحل الايرانية. لكن وفق المصادر، فإنه وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، ستخف الضغوط الاميركية على نتنياهو وتتراجع، بما ان ايا من الديمقراطيين او الجمهوريين لا يريد إغضاب اللوبي الاسرائيلي والناخب الاسرائيلي قبل الاستحقاق.
وذلك يعني ان ما لم يقبل به نتنياهو في الايام الماضية، سيبقى يرفضه في المرحلة المقبلة، عليه، وبما ان حماس ترفض هذه الشروط، فإن يمكن القول ان المساعي الدولية ستضعف وربما تتوقف في الايام القادمة، ما سيترك تداعياته في المشهدين الغزاوي والاقليمي.
وختمت المصادر بان طهران غير مستعدة في الوقت الراهن للتفريط بانجازاتها، خصوصا النووية، وهو ما دفع بالمرشد الى توجيه دعوة لواشنطن لفتح الحوار من جديد حول الملف النووي، في وقت عاد فيه محمد جواد ظريف عن استقالته وعين احد ابرز المفاوضين وزيرا للخارجية، في اطار الرسائل السياسية الواضحة، رغم ادراك طهران ان الوقت الحالي غير مناسب للعودة الى الطاولة، الا انه يكسبها الوقت الكافي لاحراز مزيد من التقدم في برنامجها، قد يعدل من شروط التفاوض لاحقا.
الجولان
في سياق متصل، وبعد الكثير من اللغط الذي اثارته زيارة الرئيس السوري الى موسكو، وما رافقها من تحليلات، وبعد ايام من كلام للرئيس الاسد، تحركت جبهة الجولان عسكريا، ما اوحى بان الفترة القادمة قد تشهد انضــمامها لســاحات الاسناد، مع اطلاق مسيرات من منطقة القنيطرة باتجاه الداخل الاسرائلي، فضلا عن صلية صواريخ، وتفجير عبوة ناسفة بقوة اسرائيلية، حيث اشارت المصادر الى ان التوقيت جاء لافتا، متوقعة ان تكون ساحة العمل خلف خطوط العدو، غامزة من قناة مواقف زعيم المختارة، واصطفافه الواضح الى جانب حزب الله، ما ازعج الغرب وواشنطن.
اشكالات الجبل
وليس بعيدا، تستمر الاتصالات لضبط الحوادث الامنية المتنقلة التي يشهدها الجبل، والتي اتخذت طابعا طائفيا، ما دفع «بالخصوم» الى التحرك العاجل للحفاظ على المصالحة التاريخية، ورسم قواعد ربط النزاع، وتنظيم الاختلاف القائم حول الموقف من الوضع على الحدود الجنوبية، حيث تؤكد اوساط القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، ان الاجواء ايجابية وان الاتصالات متقدمة وسريعة، وان الامور ذاهبة باتجاه الحلحلة، وهو ما اكدت عليه زيارة النائب ابو الحسن الى معراب، وزيارة النائب ابو عاصي لشيخ العقل.
الملف الرئاسي
في الملف الرئاسي، لفتت المواقف الصادرة من اكثر من جهة، مع توجيه النائب جبران باسيل نداء للبطريرك الراعي للمبادرة ، في وقت اعلن فيه السفير المصري، الذي بدا سلسلة من التحركات بهدف تحريك هذا الملف بداها من دار الفتوى ، بالتنسيق مع «خماسية باريس» انه حان الوقت للفصل بين الملف الرئاسي والوضع على الجبهة الجنوبية، تزامنا مع تحرك للمعارضة في الكواليس.
الراعي في دير الاحمر
وخلال زيارة رعوية لمنطقة دير الاحمر قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «يوماً ما ستنتهي الحرب، وسيكون لدينا رئيس للجمهورية وتستقر الأمور، وهناك مساع حثيثة لانتخاب رئيس للبنان، ورجاؤنا كبير بأن تعود الحياة الطبيعية إلى لبنان، وتنتهي الحرب، وتنتهي المأساة التي نعيشها».
وتابع: «أنتم في دير الأحمر عشتم مشاكل وظروفا صعبة، وبعد ذلك عاشت دير الأحمر بفضل سيدة البرج التي صانت هذه البلدة، ورجاؤنا لا يتزحزح أبداً لا بالمسيح القائم من الموت، ولا بسيدة لبنان وبطوباويينا، وسنبقى ننظر إلى الأمام بالرغم من الإمكانيات الضعيفة».
ميتا تحظر حسابات
على صعيد آخر تداولت عدد من مجموعات «الواتساب» المقربة والتابعة لمحور المقاومة، معلومات مفادها ان شركة ميتا بدات في حظر حسابات مجموعات على واتساب تقوم بعرض صور خاصة على علاقة بما تعتبره «ميتا» بالمنظمات والميليشيات والجماعات المسلحة التابعة للمحور، داعية الى متابعة حساباتها عبر تطبيق «تيليغرام».
قصف وغارات
بالعودة الى التطورات على الجبهة الجنوبية، استهدفت غارة اسرائيلية بعد ظهر امس منطقة كسارة العروش في مرتفعات جبل الريحان، وكان الطيران الحربي الاسرائيلي استهدف بلدة كفركلا بأربع غارات. و تسببت الغارات الإسرائيلية العنيفة هذه بهدم وتدمير عدد كبير من المنازل والمحال وقضت على حي بأكمله قبالة الجدار الفاصل، من دون تسجيل إصابات بشرية. كذلك استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدة الوزاني. كما طال قصف مدفعي اسرائيلي اطراف الجبين ويارين وعيتا الشعب وحلّق الطيران الاسرائيلي في اجواء القطاعين الغربي والاوسط من الجنوب، كما خرق جدار الصوت فوق مختلف المناطق اللبنانية. واطلقت المدفعية الاسرائيلية قذائف على اطراف بلدة دير ميماس قرب بئر المياه تسببت باضرار في ألواح الطاقة الشمسية.
في المقابل، اعلن حزب الله «اننا نفذنا هجوماً بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة».
صرخة المودعين
وامس، عادت الحركة المطلبية الى الشارع بعد انكفاء نتيجة الاوضاع التي تمر بها البلاد، اذ نفّذت جمعية «صرخة المودعين» إعتصامًا في ساحة الشهداء بالقرب من مسجد محمد الأمين، شارك فيه وزير المهجرين عصام شرف الدين والنائبان نجاة صليبا وملحم خلف، مؤكدين تأييدهم لمطالب المودعين ووقوفهم إلى جانبهم،قبل ان يتجه المودعون الى منطقة الدورة قاصدين المصارف فيها، حيث قاموا بـإضرام النار بواجهة مصرف اللبناني الفرنسي لأن على حد تعبيرها يمارس أعمالًا مجحفة بحق المودعين، كما قاموا لاحقاً بتكسير واجهات البنك الاماراتي اللبناني وبنك بيروت وبنك BBAC والبنك اللبناني السويسري، الذي كان آخر محطة من تحركهم.