كتبت صحيفة “الديار”: احتفل حزب القوات اللبنانية برئاسة الدكتور سمير جعجع بذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، في حضور جمهور غفير ضم شخصيات هامة في البلاد على المستوى النيابي والهيئات الشعبية ، وجمهور غفير من كل المناطق. وقد تمت اقامة عرض للكشافة التابعين لحزب القوات ، ثم مسيرة رهبانية مسيحية برئاسة راعي أبرشية جونيه المارونية المطران أنطوان نبيل العنداري، الذي ترأس القداس نيابة عن البطريرك مار بشارة الراعي. وبعد قراءته للانجيل المقدس، تلا كلمة تتحدث عن المناسبة، وربما تكون هذه الكلمة هي كلمة مكتوبة من غبطة البطريرك الراعي، ركز فيها على الثوابت المسيحية.
ثم جاءت كلمة قائد القوات اللبنانية الدكتور جعجع، الذي ركز فيها على كلمة الغد لنا، وانطلق منها للحديث عن الاوضاع اللبنانية، وتدخل اطراف اقليمية على الساحة اللبنانية، حيث قام بتسمية ايران وسوريا.
اهم ما في خطاب جعجع انه تناول مسألة الذين يتكلمون على العدد. وقال ان وجودنا قوي جدا وليس قائما على العدد فقط، بل قائم ايضا على الفعالية. وتحدث عما تعرض له المسيحيون في لبنان منذ الامبراطورية العثمانية وحتى يومنا هذا من اضطهادات وغير ذلك، لكن التركيز الاساسي كان على عدة نقاط ومنها:
1 – تحدث عن الحرب الحاصلة في جنوب لبنان، فقال انه ليس من حق حزب الله ان يقرر الحرب خارج اطار الحكومة وخارج اطار الشعب اللبناني، وان هذا الامر عرّض لبنان لخطر كبير، والاضرار كبيرة ايضا. وتوجه الى حزب الله وقال له كما انكم تملكون شجاعة القتال والحرب، فيجب اتخاذ قرار بشجاعة ايضا التوقف عن هذه الحرب.
2 – تناول جعجع موضوع رئاسة الجمهورية، وقال لا يحق للرئيس نبيه بري ان يطرح امورا ليست ضمن الدستور، بل المطلوب تطبيق الدستور حرفيا، الذي يقول الدعوة الى جلسات انتخابية، من يتم انتخابه نبارك له جميعا ونهنئه. لكن اذا بقينا على هذه الحالة، فلن نقبل باي شكل من الاشكال الخروج عن الدستور ، والذهاب الى طريقة اخرى لانتخاب رئيس جمهورية.
3 – تحدث ايضا عن الحرب الدائرة حاليا ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وقال اننا نشعر مع الشعب الفلسطيني، ونجد ضرورة ان يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه على قاعدة المبادرة العربية التي اطلقت سنة 2002، والمقصود هنا انعقاد القمة العربية في بيروت سنة 2002. واضاف ان هذه المبادرة ترتكز على اقامة دولة للفلسطينيين يعيشون فيها، ولهم سيادتهم وحريتهم ونؤيدهم في ذلك.
4 – اضافة الى الحديث عن الدولة الفلسطينية، تحدث جعجع عن ضرورة تنفيذ القرار 1701 على الحدود اللبنانية، ورأى ضرورة ارسال الجيش اللبناني الى هذه الحدود، وان القرار 1701 هو مفيد جدا للبنان وللاستقرار فيه.
5 – لقي خطاب جعجع تأييدا كبيرا من قبل الحاضرين، وهم يعدون من مؤيدي القوات. ويمكن القول انه استطاع تحريك قاعدته الشعبية بقوة وحماسة . لكن الغياب الرسمي من مستوى حكومي وغيره، كان غائبا عن الاحتفال.
6 – يمكن الاستنتاج بعد خطاب جعجع، ان الاوضاع ستكون سياسيا جامدة، في ظل بقاء الرئيس نبيه بري على طرحه بضرورة عقد جلسة حوار تحت قبة البرلمان النيابي وبرئاسته. وبيّن موقف القوات الذي اعلنه جعجع، انه لن يشارك كحزب قوات ومتحالفين معه من احزاب مسيحية ايضا، في اي حوار يمهد لانتخاب رئيس للجمهورية، بل يريد الذهاب فورا الى جلسات متتالية لانتخاب الرئيس الجديد، وهذا سينعكس جمودا على الساحة اللبنانية ، ولن يتم انتخاب رئيس جمهورية في المدى المنظور.
وخارج هذا الاطار، فان اعضاء “اللجنة الخماسية” المهتمة بانتخاب رئيس جمهورىة في لبنان، يقولون انهم ينتظرون نتائج انتخاب الرئاسة الاميركية. كما ان الاوضاع في المنطقة في ضوء الحرب في غزة والضفة الغربية وعلى حدود لبنان الجنوبية، تمنع في الوقت الراهن الانصراف الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، وسيبقى الشغور الرئاسي اكثر من اشهر واشهر، وطبعا هذا بالاستنتاج وليس نقلا عن خطاب جعجع الذي لم يقل هذا الكلام.