كتبت صحيفة “الديار”: «دفعة على الحساب في معركة الحساب المفتوح» قام بها حزب الله صباح الاحد ردا على المجازر الاسرائيلية بحق المقاومة وبالتحديد مجزرتي البايجر وأجهزة اللاسلكي. سريعا استعاد الحزب المبادرة بعد هجومات اسرائيلية مكثفة الاسبوع الماضي هدفت لزعزعة اساساته، شل قدراته وقلب المزاج الشعبي ضده، فاذا بالردود الاولية تضع نصف مليون مستوطن في الملاجئ ليتبين انه وبدل ان يُعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المستوطنين المهجرين منذ أشهر الى منازلهم، ها هو يستعد لتهجير مئات آلاف جدد منهم.
وبمحاولة لاستيعاب الوضع، خرج نتانياهو، ليؤكد «أننا نفضّل عدم الذهاب إلى حرب شاملة في التصعيد مع حزب الله ولكن يجب إبعاده».
عمليات حزب الله
واستيقظ اللبنانيون الأحد على بيان لحزب الله « أعلن فيه انه «دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشّريفة، وفي ردٍّ أوّلي على المجزرة الوحشيّة الّتي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللّبنانيّة يومَي الثّلثاء والأربعاء (مجزرة البايجر وأجهزة اللاسلكي)، قامت المقاومة الإسلاميّة بِقصف مُجمّعات الصّناعات العسكريّة لشركة «رفائيل» المتخصّصة بالوسائل والتّجهيزات الإلكترونيّة، والواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، بعشرات الصّواريخ من نوع «فادي 1» و»فادي 2» والـ»كاتيوشا»؛ وذلك عند السّاعة 6:30 من صباح هذا اليوم».
واستتبع الحزب هذه العملية باستهداف قاعدة ومطار «رامات ديفيد» بعشرات من الصّواريخ من نوع «فادي 1» و»فادي 2»، مرتين على التوالي، ليتبين ان عمليات المقاومة انتقلت الى مستوى جديد يرتقي مع مستوى الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات من حيفا تُظهر النيران مشتعلة في عدد من السيارات ومبان متضررة بشدة.
معركة الحساب المفتوح
وفي كلمة له في مراسم تشييع القائد الشهيد إبراهيم عقيل والشهيد محمود ياسين حمد في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان المقاومة مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية، مشددا على ان جبهة الاسناد في لبنان مستمرة إلى أن تتوقف الحرب على غزة ولن يعود سكان الشمال بل سيزداد النزوح وسيتوسع الاسناد والحل «الاسرائيلي» يزيد مأزقهم فاذهبوا الى غزة وأوقفوا الحرب.
وقال الشيخ قاسم: «لسنا بحاجة إلى إطلاق التهديدات ولن نحدد كيفية الرد على العدوان فلقد دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح».
وأضاف ليلة أمس قدّمنا دفعة على الحساب في معركة الحساب المفتوح وراقبوا الميدان لينبئكم عن دفعات الحساب.
انها البداية
وقالت مصادر مطلعة على جو حزب الله ان «ما شهدناه ليس الا البداية، ويؤكد ان المقاومة لا تزال على جهوزيتها رغم الضربات التي تلقتها وهي عادت الى الميدان اقوى واشد ارادة بتحقيق النصر»، لافتة في حديث لـ»الديار» الى ان «الردود المقبلة قد تشبه تلك التي رأيناها الاحد كما انها قد تكون مفاجئة بالشكل والتوقيت». واضافت المصادر:»ظن الاسرائيليون انهم وبالضربات المتتالية التي نفذوها اضعفوا الحزب وجلسوا يترقبون احواله لتبيان ما اذا كان قد حان موعد الانقضاض عليه، فاذا بهم يتفاجأون بأنه جهوزيته لم تُمس لذلك خرج نتنياهو سريعا ليؤكد انه لا يرغب بحرب شاملة مع الحزب».
وظهرا تواصلت عمليات المقاومة، فنفذت هجومين بأسراب من المسيرات على تموضعات للعدو في محيط موقع المنارة وثكنة يفتاح.
بالمقابل، ومنذ مساء السبت كثّف العدو حملته الجوية مدعيا شن غارات واسعة في جنوب لبنان بعد رصد استعدادات حزب الله لإطلاق قذائف صاروخية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة. وصباحا وبعد عمليات الحزب، عاد الطيران الحربي الاسرائيلي ليقصف البلدات والقرى اللبنانية موقعا عدد من الشهداء والجرحى.
وأشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» الى ان «الطيران الحربي المعادي، نفذ منذ ساعات الفجر الاولى (الاحد) عدوانا جويا واسعا، حيث شن سلسلة من الغارات استهدفت بلدات حدودية ومناطق حرجية ومفتوحة في الجنوب والبقاع الغربي ، وسجل تنفيذ اكثر من 60 غارة جوية حتى الساعة الثامنة والنصف صباحا.
وشملت الغارات مناطق في قضاء صور كما بادان حولا، مركبا وشبعا. وادت غارة على بلدة المالكية إلى استشهاد شخص وجرح أربعة أشخاص.
من جهته، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، ان غارة للعدو الإسرائيلي على بلدة عيترون، أدت إلى استشهاد شخص وإصابة شخص آخر بجروح.
حماس تشيد
في هذا الوقت، أشادت حركة «حماس» بـ «الرد الواسع الذي قامت به المقاومة الإسلامية في لبنان فجر الأحد على المواقع العسكرية والاستراتيجية للكيان الصهيوني، ردًا على جرائمه في فلسطين ولبنان»، مؤكدة أنّ «رد المقاومة الإسلامية النوعي على جرائم الاحتلال يؤكد فشل المخطط الصهيوني في الاستفراد بقطاع غزة، وفك الارتباط بين المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة في المنطقة».
أما مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، فقال «أننا نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد في لبنان وتصاعد العنف بين حزب الله وإسرائيل».
وشدد على أنّه «يجب تفادي الحرب بالوساطة الدبلوماسية المكثّفة، وسنركز على ذلك خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة».
نفي.. فتأكيد
في هذا الوقت، بدا خروج الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لينفي ضلوع تل أبيب في عملية تفجير أجهزة المناداة (البيجر) في لبنان وأجهزة الاتصال التوكي ووكي يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، مفاجئا.
زعم هرتسوغ «الا علاقة لإسرائيل بهجمات أجهزة البيجر التي وقعت في لبنان»، مشيرا إلى أن «لدى حزب الله أعداء كثيرون هذه الأيام». وقال في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز»، إن إسرائيل ليست مهتمة «بالحرب مع لبنان لكن احتمالات التصعيد مع حزب الله كبيرة جدا».
وتفادت اسرائيل في الايام الماضية التعليق على الموضوع بالرغم من ان بصماتها واضحة على العملية. ورجحت مصادر معنية بالملف ان يكون سعيها لنفي مسؤوليتها «تجنبا لملاحقتها دوليا لانتهاكها الصارخ للقوانين الدولية ولتجنب نزاعات كبرى مع شركات عالمية تصنع وسائل الاتصال والتواصل» لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «ما يعنيها من العملية حققته وبالتالي لا داعي لتبنيها والدخول في نزاعات هي بغنى عنها».
من جهته، يرجح رئيس مؤسسة JUSTICA في بيروت المحامي بول مرقص ان يكون نفي اسرائيل مسؤوليتها عن تفجير هذه الاجهزة مرتبطا بسعيها للتنصل من التبعات الكبيرة لهذا العمل، موضحا في تصريح لـ «الديار» ان «تفجير أجهزة الاتصال انتهاك للقانون الدولي الانساني لكونه لا يميّز بين المقاتلين والمدنيين فتقع اصابات عشوائية بين المدنيين.»ويضيف: «هذه قاعدة عرفية من قواعد الحرب لا يمكن لإسرائيل التنصّل منها لمجرّد أنها لم تبرم البروتوكول الأول لعام ١٩٧٧ الملحق باتفاقيات جنيف لعام ١٩٤٩ والذي يحمي المدنيين أثناء النزاعات المسلحة. فضلاً عن أن تفخيخ أجهزة الاتصال وتفجيرها قد يتحوّل بذلك إلى تحدّ عالمي كبير يزعزع قواعد استعمال التكنولوجيا ويرفع مخاطرها فيُخشى معه أن تنسحب هذه التقنيات على سائر النزاعات في أمكنة أخرى من العالم وأن تضرب قواعد السلامة والأمان المعلوماتي».
لكن ما نفاه هرتسوغ اكده بنيامين نتنياهو بقوله امس إن تل أبيب وجهت خلال الأيام الماضية لحزب الله ضربات «لم يكن يتخيلها»، متوعدا بمزيد منها «في حال لم يفهم الرسالة».
البحث مستمر
في هذا الوقت، واصل الدفاع المدني عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع المبنى الذي انهار في محلة الجاموس نتيجة العدوان الإسرائيلي. هو اعلن بعد ظهر امس أن «حصيلة الشهداء الذين تم انتشالهم ارتفعت الى 50 شهيدا بعد انتشال طفلين من تحت الأنقاض أما الجرحى فبلغ عددهم 66 جريحاً. أما المفقودون لغاية الآن فيبلغ عددهم 11 مواطناً».