كتبت صحيفة “الديار”: بتوقيت المقاومة، دخلت الصواريخ البالستية للمرة الاولى في الصراع مع اسرائيل مستهدفة قلب تل ابيب وقالبة بذلك المشهد الذي كان قائما منذ الاسبوع الماضي رأسا على عقب… فانتقل الرعب الى صفوف الاسرائيليين اينما وجدوا في الاراضي المحتلة، هم الذين ارتفعت، بحسب القناة الـ14 الإسرائيلية بنسبة 30% من يتوجهون من الشمال لطلب المساعدة النفسية بسبب حالات الهلع بعد اشتداد القصف من جنوب لبنان بصواريخ حزب الله.
وحده توازن الردع الذي يحاول حزب الله تثبيته مجددا مع استعادته زمام المبادرة، دفع العدو ليعلن صراحة استعداده لوقف اطلاق النار، في اطار مبادرة تقودها الولايات المتحدة الاميركية يرجح ان تشمل غزة وملف الاسرى الاسرائيليين.
…والا الجحيم
وأعلن موقع «أكسيوس» الاربعاء ان أميركا تعدّ خطة لوقف نار موقّت بين إسرائيل وحزب الله، فيما افادت وسائل اعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أبلغ وزراء حكومته بأنه طلب من وزير الشؤون الاستراتيجية ايصال رسالة لاميركا مفادها بأن إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق نار مؤقت في لبنان.
وكشفت «رويترز « نقلًا عن مصادر ان «الاتفاق الذي تسعى إليه أميركا قد يشمل إطلاق سراح الرهائن من غزة»، في وقت نُقل عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قوله ان «التوصل إلى هدنة في غزة هو السبيل لخفض التوتر في بقية الجبهات».
كذلك كشف رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أنه يقوم بـ «مساعٍ جدية» مع أطراف دولية، بينها الولايات المتحدة، للجم التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان، معتبراً أن الساعات الـ24 الساعة المقبلة ستكون «حاسمة» في نجاح هذه المساعي أو فشلها في التوصل إلى حلول سياسية للأزمة.
وقالت مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ان «واشنطن تعمل على حل مؤقت لجبهتي غزة ولبنان لعلمها بأن حزب الله غير مستعد للبحث في أي تسوية تشمل لبنان حصرا»، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان الولايات المتحدة تحاول الوصول الى وقف ولو لمدة محددة للنار يتم بعدها البحث في تفاصيل التسوية الكبرى». وتضيف المصادر: «لكل اطراف الصراع اي حزب الله واسرائيل و»حماس» مصلحة اليوم بالتهدئة والتسوية ويفترض ان الكل بات جاهزا لتقديم التنازلات».
وشددت المصادر على انه «ورغم ذلك فان احتمالات وقف النار لا تزال ما دون ال40%» لافتة الى انه «اذا لم تنجح المساعي الحاصلة سنكون مقبلين على تصعيد كبير اشبه بالجحيم، بخاصة مع الاستعدادات المتواصلة لهكذا سيناريو، سواء من اسرائيل او حزب الله الذي استعد لكل الاحتمالات واستعاد المبادرة، وليس استهداف تل ابيب بصاروخ بالستي الا رسالة واضحة بأن الحزب مستعد لاخراج اكثر الصواريخ التي يمتلكها تطورا لاستهداف اي مدينة في اسرائيل دون تردد في حال واصل العدو امعانه بمجازره وهجومه الهمجي».
اجتياح بري؟
ويبدو ان اسرائيل من جهتها تستعد لتصعيد يشكل الاجتياح البري، اذ دعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قواته، الأربعاء، إلى الاستعداد لـ «دخول محتمل» إلى لبنان. وخاطب هاليفي عناصر لواء مدرع بحسب بيان أصدره الجيش قائلا: «يمكنكم سماع الطائرات هنا. نحن نهاجم طوال اليوم. والهدف هو التمهيد لدخولكم المحتمل وأيضا مواصلة ضرب (حزب الله) اللبناني».
كذلك افيد بأن الجيش الإسرائيلي قرر استدعاء لواءي احتياط للقيام بمهمات عملياتية على حدود لبنان.
وكان حزب الله اعلن صباح أمس انه قصف بصاروخ باليستي من نوع «قادر1» مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب، وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي.
كذلك قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية قاعدة إيلانيا بصلية من صواريخ «فادي 1»، كما مقر قيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو الإسرائيلي في قاعدة «دادو» بعشرات الصواريخ، ومصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون بصلية من صواريخ «فادي 3».
وشمل القصف ايضا مستعمرة كريات موتسكين أكثر من مرة بصليات من صواريخ «فادي 1»، ومستعمرة ساعر بصليات من الصواريخ، ومستعمرة حتسور بعشرات الصواريخ. وتصدت وحدات الدفاع الجوي في المقاومة الإسلامية لطائرتين حربيتين معاديتين مقابل بلدتي حولا وميس الجبل بالأسلحة المناسبة وأجبرتهما على مغادرة الأجواء اللبنانية.
توسيع دائرة القصف
بالمقابل، وسّعت اسرائيل يوم أمس دائرة قصفها مستهدفة مناطق اعتُقد انها آمنة. وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، في مؤتمر صحافي، إن 51 شخصاً استشهدوا وأصيب 223 في غارات إسرائيلية على لبنان الأربعاء. وقالت الوزارة في حصيلة أوّلية إن غارة العدو الإسرائيلي اليوم على بلدة المعيصرة في كسروان أدت إلى استشهاد 3 أشخاص وإصابة 9 بجروح، فيما ادت غازة على بلدة جون قضاء الشوف إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة 7 بجروح.
وأدّت الغارات على منطقة بعلبك – الهرمل الى استشهاد 7 أشخاص، كما أسفرت غارات في بلدات بجنوب لبنان عن استشهاد 9 أشخاص.
وفيما أعلن وزير البيئة ناصر ياسين ان عدد النازحين تجاوز ال52900 يتوزّعون على 360 مركز إيواء، أكد وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، علي حمية، أنه «لا إجلاء لأي رعايا عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، والباب مفتوح لكلّ السفارات في هذا الخصوص»، لافتا الى أن «مطار بيروت مستمرّ في العمل».