كتبت صحيفة “الديار”: لا رهان جديا على مضمون ما يمكن ان يحمله المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين من كيان الاحتلال الاسرائيلي، اذا صدقت المعلومات حول نيته القدوم اليوم الى هناك، فحتى الان لا اعلان رسميا يفيد بحتمية الزيارة، ولا موعيد له في بيروت، ومن ينتظر الجواب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو عليه الانتظار الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في الخامس من الشهرالمقبل، لان كل ما يصدر قبل ذلك مجرد مناورات وملء للوقت الضائع، وسط تدمير ممنهج يطال البنية التحتية المدنية في مناطق بيئة المقاومة في محاولة للضغط بمزيد من التدمير الوحشي خصوصا على موقف المفاوض باسم المقاومة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد اختار العدو بالامس مدينة صور بما تمثله، وكذلك بعلبك «كصندوقي بريد» ناري حيث يحصل تدمير ممنهج وهمجي للمجمعات السكنية ويستهدف المدنيين. وهي استراتيجية تتبعها قوات الاحتلال بعدما ثبت ان عين التينة لن تتراجع «قيد انملة»، بحسب مصادر مطلعة، اكدت ان بري ابلغ من يعنيهم الامر في واشنطن بذلك، فيما اكد حزب الله بالامس عبر النائب علي فياض ان الانجازات التي حققتها المقاومة في الميدان طوت مرحلة الاملاءات الاسرائيلية.
السقوف العالية
وفي هذا السياق، اكدت مصادر سياسية بارزة، ان السقوف لا تزال عالية في كيان الاحتلال على الرغم من الفاتورة المكلفة التي يدفعها ضباطه وجنوده على الحافة الامامية، وفي المستوطنات، واذا كان «المكتوب» يقرأ من عنوانه، فان التفاوض تحت النار لا يمكن تفسيره الا بمحاولة اسرائيلية لفرض شروط استسلام على لبنان، ويتسلح نتانياهو بدعم اميركي اعمى لخططه، بل شراكة اميركية وقحة لا يمكن تجميلها بحراك دبلوماسي لا يهدف الا لمحاولة تحسين فرص كاميلا هاريس الانتخابية. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان نتانياهو ينتظر معرفة من سيخلف الرئيس بايدن قبل الالتزام بمسار دبلوماسي بشان الحرب. وقد نفى مكتب نتانياهو اجراء مشاورات مع واشنطن لمنع توسيع القتال في لبنان لـ 60 يوما.
شروط استسلام اسرائيلية؟
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «اسرائيل هايوم» الناطقة باسم نتانياهو عن خطته التي تحمل في طياتها ما يعتبره إمكانية حصول انعطافة استراتيجية. ولفتت الى انه يريد احداث تغيير استراتيجي في ميزان القوى في لبنان، وقضم قدرة النفوذ الإيراني في المنطقة، التي يوافق عليها أطراف في لبنان وفي الساحة الدولية والإقليمية.ولهذا تريد إسرائيل تصميم واقع جديد على الساحة اللبنانية من خلال تسوية سياسية، في ظل إلقاء ثقل وزنها العسكري كرافعة ضغط.
الخطة الاسرائيلية؟
وذلك ضمن شرطين ملزمين، الاول، آلية إنفاذ ذات مغزى تتأكد من تنفيذ القرارات المتخذة، والثاني، حفظ شرعية لعمل عسكري مبادر من إسرائيل في حالة عدم الالتزام بالاتفاقات. ولهذا فان التسوية يجب ان تقوم على أساس خطة تنفذ في عدة مراحل: 1 ـ تنفيذ كامل لقرارات 1701، بما في ذلك وقف نار تام من حزب الله، وانسحاب عموم قواته إلى ما وراء الليطاني، وانتشار قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان. بعد ذلك، تنسحب إسرائيل إلى الحدود الدولية.2- تنفيذ القرار 1559، الذي يتضمن تجريد حزب الله من سلاحه وإلغائه «كميليشيا» مستقلة في لبنان في غضون 24 شهراً تحت رعاية الجيش اللبناني وآلية إنفاذ دولية. 3- تحديد مدة تسمح لإسرائيل بحرية عمل عسكري مطلقة في صالح تنفيذ القرارات، في كل حالة من تعاظم قوة حزب الله في لبنان أو خرق وقف النار.
لا عودة الى 1701
ولذلك لن توافق اسرائيل على العودة للقرار 1701، لان هذا السيناريو سيسمح لإيران ولحزب الله بالمهلة الزمنية اللازمة لاعادة تنظيم نفسه، وإعادة وتجديد تعاظم القوة. ولا تتوقف طموحات نتانياهو عند هذا الحد، فبرايه إسرائيل في موقع تأثير تاريخي لدرجة خلق أساس مستقبلي للتطبيع مع لبنان، واليمين يضغط عليه لعدم تفويت هذه الفرصة، خصوصاً بعد أن دفع الجيش ثمناً باهظاً جداً.
لا معجزة اميركية
وفي هذا السياق، اكدت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان لا أحد ينتظر معجزة أميركية فمن ناحية لبنان، لم تتغير أسس هذا الاتفاق، وهي تشمل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بدون تغيير صياغته، وانتشار الجيش اللبناني جنوبي الدولة إلى جانب قوة اليونيفيل، التي لن تتغير صلاحياتها، ولفتت الى ان طيف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لن يغيب عن الساحة، فإرثه سيملي مصير لبنان، ويحول أي نقاش حول الاتفاق إلى مناورة عقلية نظرية، وكل زيارة لوسيط إلى عرض متكرر لعدم الجدوى والفائدة.
الفترة الانتقالية!
وهذا الموقف يتصادم مع معارضة إسرائيل وأميركا، التي تطالب بتوسيع لبنود القرار، بحيث يعطي إسرائيل صلاحية المتابعة الجوية لتنفيذ القرار، ووفق الصحيفة، عند الحاجة يسمح بتنفيذ رقابة برية، أي القيام بـ «مطاردة ساخنة» داخل لبنان في كل حالة خرق، وتوسيع صلاحية عمل قوة اليونيفيل. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية، تاكيدها ان اسرائيل ستطلب أيضاً السماح بالتواجد في جنوب لبنان لفترة انتقالية يتم فيها فحص الترتيبات العسكرية التي ستقوم بها حكومة لبنان واليونيفيل، لكن من المشكوك فيه انه سيتم الرد بالإيجاب على هذا الطلب.
عداد الشهداء يرتفع
في هذا الوقت، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في تقرير جديد أن «الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حيث بلغ حتى يوم يوم الأحد 2710 شهداء و 12592 جريحا»، ويتضمن إحصاء لشهداء القطاع الصحي وجرحاه والخسائر الحاصلة في المستشفيات والمراكز الصحية والإسعافية والآليات.
الفتنة؟
وفي موقف لافت، حذر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب من فتنة داخلية، وقال خلال مشاركته في إفتتاح اعمال الدورة التاسعة على المستوى الوزراري لاعمال الاتحاد من اجل المتوسط في مدينة برشلونة – اسبانيا، أنّ «أكثر ما يقلقنا في لبنان هو الفتنة الداخلية مع توسع الاحتكاكات بين النازحين وسكان المناطق التي نزحوا إليها»، مشدداً على أنّ «إذا لم تتوقف الحرب فإن النزوح يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع وحدوث صدامات مجتمعية».
الهمجية الاسرائيلية
ميدانيا، 200 غارة جوية خلال 48 ساعة، فيما دفعت مدينة صور ثمن التوحش الاسرائيلي بالامس، وكانت العنوان الابرز للهمجية، مع مدينة بعلبك، في المقابل لا تزال الصواريخ تنهمر على المستوطنات، خصوصا في كريات شمونا ونهاريا، اما الابرز في عمليات المقاومة، فكان هجوم بالمسيرات على موقع راس الناقورة البحري، والقاعدة البحرية في حيفا، وقاعدة الصناعات العسكرية، وقاعدة ستيلا ماريس البحرية، وقاعدة ميرون الجوية، اما بريا، فكان كمين كفركلا الابرز حيث احرق المقاومون دبابتي ميركافا بمن فيهما، بينما تعرضت تجمعات الاحتلال لاربعة استهدافات عند بوابة فاطمة.
الاثمان الباهظة
وامام فرض حزب الله تكتيكات برية مفاجئة غيرت في المعادلات، خرجت اصوات كثيرة في كيان الاحتلال بدات تعبر عن غضبها من الثمن الكبير الذي يتم دفعه، مع الاقرار ان «الاعداء»، لن يرفعوا «الراية البيضاء»، فحجم القتلى والجرحى بين الضباط والجنود صادم، وقد صدر اقرار رسمي بان عدد الجرحى تجاوز الـ 600، فيما افادت معلومات وسائل الاعلام الاسرائيلية بان قيادة الجيش قدمت صورة سوداوية عن مستقبل المواجهة مع حزب الله، وبات السؤال لماذا دفع هذا الثمن؟ في حرب عرفنا كيف بدات ولن نعرف كيف تنتهي؟. واشار قائد شعبة العمليات اللواء الاحتياط اسرائيل زيف الى ان الحرب في لبنان تبدو كانها حرب جديدة. فيما قال زعيم المعارضة يائير لابيد «ان الجيش ينقصه 10 الاف جندي، ولم نعد الاسرى وسكان الشمال لا يزالون في الفنادق».
العدوان مستمر
في هذا الوقت، وفيما قدم لبنان شكوى امام مجلس الامن بشأن الاعتداءات الاسرائيلية على الصحافيين، تواصل القصف الاسرائيلي على المناطق والقرى اللبنانية، متنقلا بين الجنوب، حيث كانت الحصة الاكبر لصور امس، والبقاع، وخصوصا بعلبك ومحيطها، حاصدا عشرات القتلى والجرحى. واصدرت قيادة الجيش بيانا اكدت فيه ان العدو الإسرائيلي استهدف جرافة للجيش أثناء عملها على فتح طريق قالويه- كفردونين في الجنوب، ما أدى إلى إصابة أحد العناصر». وسقط 7 شهداء و 17 جريحا في غارة اسرائيلية على مبنى في حي الرمل في صور. واستهدفت غارتان محيط تلة علي الطاهر شرقي النبطية الفوقا. وتم قبل ظهرامس إنتشال جثامين 5 شهداء من تحت أنقاض منازل في بلدة شقرا بعد تعرضه لغارات خلال الأسبوع الماضي. واستهدفت غارة منزلا في الحلانية بقاعا، كما استهدفت غارة بواسطة مسيّرة اسرائيلية سيارة على طريق عام عاريا. وفي وقت افيد عن اصابة شخص، سجل تضرر عدد من السيارات.
رد المقاومة
في المقابل اعلن حزب الله عن نصب كمين لجنود الاحتلال في بلدة كفركلا، حيث كمن المقاومون لآليات وجنود العدو الإسرائيلي أثناء تقدمهم باتجاه تل نحاس عند أطراف البلدة، وعند وصولهم لنقطة المكمن اشتبك المجاهدون معهم بالأسلحة الرشاشة والصاروخية ما أدى إلى احتراق آليتين ووقوع الجنود بين قتيل وجريح. كما قصف حزب الله قاعدة بحرية إسرائيلية قرب حيفا بالصواريخ، واعلن عن صلية صاروخية نوعية استهدفت قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غرب حيفا». كما استهدفت المقاومة تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة اربعة مرات، وكذلك قصفت مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية، منطقة العمرا غرب الوزاني، كما استهدفت المقاومة شركة يوديفات للصناعات العسكرية جنوب شرق عكا بمسيرة انقضاضية.كما استهدفت على دفعتين تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي بين مستعمرتي المنارة ومرغليوت بصليتين صاروخيتين وقد اقر جيش الاحتلال بإصابة 7 ضباط وجنود في معارك الجنوب خلال الساعات الـ24 الماضية، واعلن الجيش ان عدد المصابين تجاوز الـ 600.
سلاح لمواجهة المسيرات؟
وامام العجز في مواجهة مسيرات المقاومة، أعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية تخصيص 530 مليون دولار لتسريع تطوير نظام الدفاع الجوي بالليزر المعروف بـ «الشعاع الحديدي». واعلنت انها وقعت صفقة كبرى بقيمة 2 مليار شيكل لتوسيع نطاق شراء أنظمة الاعتراض بالليزر بشكل كبير. وتامل دولة الاحتلال أن يسمح النظام للجيش باعتراض الطائرات المسيرة بشكل أكثر فعالية، وستعمل وزارة الحرب مع شركتي الدفاع الإسرائيليتين «رافائيل» و»إلبيت»، لتطوير النظام، وقال المدير العام للوزارة إيال زامير إنه يأمل أن يدخل النظام الجديد الخدمة في غضون عام.
الرد الايراني حتمي
في هذا الوقت، لا يزال الترقب سيد الموقف حيال المواجهة الايرانية الاسرائيلية وتاثيرها على الحرب في لبنان وغزة، وفيما سرب الاعلام الاسرائيلي معلومات عن نية اسرائيل تنفيذ ضربة ثانية لايران ردا على استهداف منزل نتانياهو، اكدت مصادر دبلوماسية ان كيان الاحتلال رفع منسوب التاهب بعدما بات مقتنعا ان التهديدات الايرانية بالرد جدية، وليست مجرّد شعارات للاستهلاك المحلي، لا سيّما أنها وردت أيضاً بشكل قاطع على لسان المرشد العام علي خامنئي.
قبل الانتخابات او بعدها؟
ووفقا لتلك الاوساط، يبدو أن تهديدات المسؤولين الإيرانيين هذه المرة قاطعة لدرجة أنهم قيّدوا أنفسهم بها، ولم يتركوا مجالاً للتراجع عنها. ولذا فإن تقديرات إسرائيل ترجّح رداً إيرانياً، وسط تساؤل عن المكان والزمان، وعن قوة الرّد؟ وطبقاً لبعض الجهات غير الرسمية في إسرائيل، فان الرد قد يتاخر لأن الانتخابات الأميركية باتت وشيكة، وطهران غير معنية بمساعدة دونالد ترامب في العودة للبيت الأبيض من خلال المزيد من التصعيد في المنطقة. ووفقا للتقديرات ، فإن إسرائيل هاجمت بصورة محددة قدرات إستراتيجية عسكرية لإيران، وأعدّت العدة لتوجيه ضربات مقبلة بعد الانتخابات الاميركية. ولهذا اذا قررت ايران عدم الرد، فمعنى ذلك ضعف استراتيجي، بينما إذا قرّرت الردّ، فإن هذا سيسمح لإسرائيل بضرب أهداف استراتيجية.
اميركا ضعيفة
ووفقا لصحيفة» نيويورك تايمز» الاميركية فإن إسرائيل هي التي باتت تتخذ القرارات، إن لم يكن هي التي تتحكّم بزمام الأمور في الشرق الأوسط، أما الولايات المتحدة فدورها بات أقلّ.
وقالت إن أميركا، التي كانت تعتبر اللاعب الرئيسي والمهيمن في المنطقة، أصبح تأثيرها محدوداً. حيث اصبحت مهمة بايدن القيام بعملية تنظيف دبلوماسية، بدلاً من كونه صانعَ للسلام أو قائد حروب.وقد فشلت الإدارة في تحقيق أي اختراقات دبلوماسية بينما تعمل إسرائيل على تصعيد النزاع بدون خطة لما سيأتي بعد الحرب. وتقول الصحيفة إن الضربة الإسرائيلية ضد إيران، التي حاولت فيها الاستجابة لاعتبارات الحملة الانتخابية، جاءت لتجنّب تدهور العلاقات مع إدارة قد تترأسها هاريس. ولو فاز ترامب في الانتخابات، فيمكن لإسرائيل القيام بعملية أقسى تستهدف فيها المنشآت النووية والنفطية.