كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: حتّى اللحظة لم تتوصل الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلّف نوّاف سلام إلى حلحلة العقد التي تعترض الاعلان عن التشكيلة الحكومية هذا الأسبوع في ظل الأجواء الضبابية، بيد أن التشكيل قد يترحّل إلى الأسبوع المُقبل، وهو ما أوحى به تصريح سلام بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون مساء أمس في قصر بعبدا.
ورغم العراقيل التي فرضت نفسها في الأيام الأخيرة، جدّد سلام التأكيد أن العمل لا يزال مستمراً ليلاً ونهاراً لتأليف الحكومة، متمنياً التحلي بمزيد من الصبر، مشدداً على التفاهم التام مع الرئيس عون، كما على التواصل اليومي مع النواب.
وإذ لم يفوّت سلام فرصة التذكير انه لن يتراجع عن المعايير الذي أعلن عنها عقب تكليفه تشكيل الحكومة، أكّد أنه لا يوجد وزارة حكراً على طائفة، كما لا يوجد حقيبة وزارية ممنوعة على طائفة، وحسب مصادر متابعة فإن المؤشرات تدل على إمكانية ان تبصر الحكومة النور في وقت لاحق من آخر أيام هذا الاسبوع او خلال الاسبوع المقبل على أبعد تقدير، لافتةً في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أن مسار التشكيل يمضي قدماً وإن تم تسجيل بعض البطء في إندفاعته بفعل بعض العقبات.
أبو فاعور: لتشكيل حكومة في أسرع وقت
وفي السياق، أشار عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور الى ضرورة تشكيل الحكومة من اجل استمرار الاهتمام الدولي بلبنان، معتبراً أننا ما زلنا ضمن المعقول لكن هناك تحديات تواجهنا وان ما حصل في الجنوب مؤخراً يحتم علينا الإسراع بتشكيل حكومة تراعي هذا الأمل الذي راهن عليه اللبنانيون.
أبو فاعور لفت إلى أن وقف إطلاق النار جرى بتفاهم الجميع وعلى هذا الاساس تم تمديد وجود القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان لغاية 18 شباط.
دعوة للابتعاد عن المناورات وسياسة الزواريب
تزامناً، أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون، انه سيعمل على تنفيذ خطاب القسم، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن المناورات وسياسة الزواريب الضيقة وتناتش الحصص، معتبراً كل الوزارات هم مجلس الوزراء ويجب ان تتمثل الطوائف فيه من خلال النخب التي لديها استقلالية القرار.
مساعدات دولية للبنان
وعلى خط استكمال الدعم الدولي للبنان، استقبل الرئيس عون نائب المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عثمان ديون وعرض معه الدعم الذي يقدمه البنك الدولي في كافة المجالات.و خلال اللقاء ابلغ عون ديون ان لبنان عازم على اجراء الإصلاحات المطلوبة، وفق ما اعلنه في خطاب القسم، وأن أولى مهام الحكومة الجديدة المباشرة بإعداد النصوص اللازمة للاصلاحات في مختلف المجالات، مشدداً على أن أولويات المرحلة المقبلة هي بإعادة الإعمار، لا سيما في المناطق التي دمرها العدو الاسرائيلي خلال اعتداءاته، بالاضافة الى تفعيل عمل الادارات الرسمية التي تعنى بتقديم الخدمات للمواطنين وتطوير الادارة لتسهيل معاملات المواطنين.
وفي السياق عينه، التقى ديون رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، بحضور ممثل البنك الدولي كريستوفر كاريه، حيث تناول اللقاء برنامج البنك الدولي وخطته لاعادة الاعمار، وتأهيل البنى التحتية في لبنان. كما تابع بري المستجدات السياسية والميدانية على ضوء استمرار اسرائيل لاحتلالها أجزاء من الاراضي اللبنانية في الجنوب، بالاضافة الى اعتداءاتها وخروقاتها للقرار الاممي 1701 والاتفاق على وقف اطلاق النار. وذلك من خلال استقباله المنسقة الخاصة للأمم المتحدة هينيس بلاسخارت.
إسرائيل تُصعّد … وميقاتي على خط المعالجة
على صعيد آخر، تستمر إسرائيل في تصعيدها متجاوزةً الخطوط الحمراء، متسلحة بالدعم الأميركي لتمديد اتفاق وقف النار، إذ استهدفت غارة معادية بلدة يحمر الشقيف، في وقت استمرت فيه عمليات حرق المنازل وهدمها ونسفها، في منطقة رأس الظهر، غرب بلدة ميس الجبل، كما نفذ الجيش الإسرائيلي عملية نسف جديدة في بلدة كفركلا، واعتقل اربعة مواطنين كانوا يتفقدون منزلهم عند اطراف بلدة مارون الراس ، قبل أن يطلق سراح 3 منهم.
من جهته، دان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الغارات الاسرائيلية على النبطية وبلدة يحمر الشقيف، لافتاً إلى أنها تشكل انتهاكاً اضافياً للسيادة اللبنانية، وخرقاً فاضحاً لوقف اطلاق النار، كما مندرجات قرار مجلس الامن الدولي لاسيما القرار 1701. وقد أجرى ميقاتي اتصالاً برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف اطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفري مطالباً اتخاذ موقف حازم لضمان تنفيذ اسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
الجيش يستكمل الانتشار في الجنوب
وسط تمادي العدو الاسرائيلي في اعتداءاته على سكان القرى الحدودية لمنعهم من العودة الى قراهم، أعلن الجيش اللبناني امس الاربعاء انه يستكمل انتشاره في منطقة جنوب الليطاني، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، رغم استهدافه اثناء الانتشار من قبل العدو.
وقال الجيش في بيان إنه يتابع مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية كما يواصل العمل على تطبيق القرار 1707 وتنفيذ الايجابيات الميدانية الضرورية في عدة مواقع جنوب الليطاني.
إلى ذلك، دعت قيادة الجيش المواطنين الى الالتزام يالتوجيهات الصادرة في بياناتها الرسمية، والتقيد بالارشادات والوحدات العسكرية المنتشرة في تلك المنطقة.
الشرع رئيساً لسوريا رسمياً
استكمالاً لترتيبات المرحلة الانتقالية التي تشهدها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، أعلن الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية حسن عبد الغني، تنصيب أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا.
وعلى ضوء ما تقدم، أعلن عبد الغني سلسلة قرارات تمثلت بحل مجلس الشعب السوري والأجهزة الأمنية التابعة للنظام، كما حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان.