كتبت صحيفة “الشرق”: عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى بيروت عند الثالثة عصر امس، برفقة الوفد اللبناني الرسمي، مختتماً زيارته الرسمية الى سلطنة عمان التي استمرت ليومين، وعقد خلالها خلوتين مع السلطان هيثم بن طارق.
وكان في وداعه في المطار السلطاني الخاص نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدّفاع السّيد شهاب بن طارق آل سعيد، وعدد من المسؤولين في السلطنة.
المتحف الوطني
وفي اليوم الثاني والأخير من الزيارة، زار الرئيس عون والوفد المرافق، المتحف الوطني، حيث جال في ارجائه، واستمع من الأمين العام للمتحف جمال بن حسن الموسوي، إلى شرح عن التحف الموجودة، والقاعات التي تُبرز جوانب مهمّةً من تاريخ وحضارة السلطنة.
دار الاوبرا
ثم زار الرئيس عون دار الأوبرا السُّلطانية، واستمع إلى موجز عن أقسامها ومرافقها وطبيعة العروض التي تقدّمها ومواسمها وبرنامجها على مدار العام، إضافة إلى التجهيزات التي تضمّنتها، حيث تُعدّ من أحدث المعدات المستخدمة في مجال العروض الموسيقية العالميّة. وحضر الرئيس عون عرضا موسيقيا، أعد خصيصا ترحيبا بزيارته.
جامع السلطان قابوس الاكبر
وانتقل الرئيس عون بعدها الى جامع السّلطان قابوس الأكبر، واستمع والوفد المرافق له خلال الزيارة، من مساعد الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم داود الكيومي، إلى إيجاز عن تاريخ بناء الجامع، وتعرّف على مختلف التصاميم المعمارية العُمانية والإسلامية التي بُني وفقها.
تصريح الرئيس عون
وكان الرئيس عون، قد أدلى قبل مغادرته بتصريح لوكالة الأنباء العمانية أكّد فيه إن زيارته إلى سلطنة عُمان ولقاءه بالسُّلطان هيثم بن طارق، سيدفعان بمستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي والاستثماري ويهيئان الاستثمارات وتيسير التبادل التجاري. كما أكد على عمق العلاقات التاريخيّة العُمانية اللبنانية، وسعي البلدين للمضي قدمًا لتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات بما يعود عليهما وعلى شعبيهما الشقيقين بالنفع. وأوضّح الرئيس عون أن سلطنة عُمان ولبنان يتطلّعان إلى تحقيق شراكة استراتيجية مبنيّة على المصالح المشتركة، وعلى رأسها تعزيز الشراكات في قطاعات التجارة والتجزئة، والتشييد، والصناعة التحويلية، والنقل، والخدمات الغذائية، والذكاء الاصطناعي والتعليم والزراعة والخدمات والرعاية الصحية وتفعيل الترانزيت بين البلدين، ويُستدلُّ على ذلك من الأرقام التي سُجِّلت أخيرًا؛ حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ولبنان خلال النصف الأول من عام 2025 بنسبة 29.4 بالمائة كما بلغ عدد الشركات اللبنانية المسجلة في سلطنة عُمان أكثر من 1035 شركة حتى سبتمبر 2025، مشيرًا إلى أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية في المجالات التّجارية والزّراعية والصحّية والثقافية. وأشاد رئيس الجمهورية بدور سلطنة عُمان الدّيبلوماسي المشهود له، مؤكدًا أن لبنان يثمن الدور الرائد القائم على السياسة المتوازنة التي تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف مما مكّنها من القيام بوساطات محورية لحلّ النّزاعات والتوتر في المنطقة، مضيفًا أن بلاده حريصة على إعادة العلاقات مع الدول العربية بما في ذلك تعزيز التواصل مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال الرئيس عون أنه يعمل على تغليب لغة الحوار، وأنه أطلق دعوة لنبذ الحروب وإطلاق الحوار والتفاوض باعتباره حلًّا للمسائل العالقة، مُعربًا عن أمله في فتح صفحة جديدة في المنطقة تقوم على السلام العادل والشامل، وفقًا لمبادرة السّلام العربية التي أُقرّت في بيروت عام 2002. لقاءات الوفد الوزاري المرافق وأجرى الوفد الوزاري الرسمي المرافق للرئيس عون، عدداً من اللقاءات في خلال الزيارة.
الوزراء
فالتقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي وزير خارجية سلطنة عُمان السيد بدر البوسعيدي، حيث تم البحث في العلاقات الثنائية والأوضاع والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة. وأشار الوزير رجي إلى الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان، مؤكدا ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية والإفراج عن المعتقلين، وشدّد على أهمية حصر السلاح بيد الدولة وبسط سيادتها على كامل أراضيها وتنفيذ القرارات الدولية ، لافتا إلى أن الحلّ يجب أن يكون دبلوماسياً لأن السلاح لم يحقق الحماية المطلوبة للبنان. بدوره أبدى الوزير العُماني تأييده لكل ما تتخذه الحكومة اللبنانية من خطوات لبسط سيادتها واسترجاع قرارها الوطني. وتم البحث في جملة من الملفات التي من شأنها تعزيز العلاقات بين البلدين.
وجرى التشديد على إعطاء دفع جديد للتعاون الاقتصادي، وتفعيل الخط المباشر للطيران بين لبنان والسلطنة، بما ينعكس إيجابا على حركة النقل الجوي، ولا سيما عبر «طيران السلام»، في وقت تستعد فيه شركة «الطيران العُماني» لإطلاق رحلات إلى بيروت.
كذلك تناول البحث موضوع التوأمة بين مدينتَي صور العُمانية وصور اللبنانية، إضافة إلى التعاون في المجال اللوجستي وربط الموانئ البحرية بين البلدين، وتعزيز التعاون السياحي على قاعدة الاستثمارات المتبادلة.
وتم التطرّق إلى التعاون في مجال الطاقة المتجددة والقطاع الصحي، نظرا إلى خبرة لبنان في هذا المجال وإمكانية الاستفادة منها. وعقد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، اجتماعا ثنائيا مع نظيره العُماني حمود بن فيصل البوسعيدي، في قصر العلم في مسقط. وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين الوزارتين، حيث شدّد الجانبان على «أهمية تعزيز أطر التعاون المشترك، لا سيما في مجالات الأمن والشُرطة، وسبل تعزيزها وتطويرها بما يواكب التحديات ويخدم المصلحة المشتركة للبلدين». كما تم التطرق إلى آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، والجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية لترسيخ الأمن والاستقرار.
ونوّه الوزير الحجار بـ «دور سلطنة عُمان الفاعل في دعم الاستقرار والحوار على مستوى المنطقة»، مشيداً بـ «العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين». وأيضا ضمن اللقاءات التي عقدها الوزراء الذين رافقوا الرئيس عون في زيارته الرسمية إلى عمان، التقى وزير الدفاع اللواء ميشال منسى نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع السيد شهاب بن طارق آل سعيد في قصر العلم العامر.
كما التقى وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه العماني الدكتور سعود بن حمود الحبسي وبحث معه أوجه التعاون بين البلدين في مجالات الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.
والتقى كذلك وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، نظيره العماني الدكتور هلال بن علي السبتي، وعرض معه آفاق التعاون الصحي وتبادل الخبرات بين البلدين.
وزارة الإعلام اللبنانية